المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

حكم العقد الباطل
28-8-2020
ضئر أرأف من والدة!!
11-5-2017
Eddington Number
1-8-2020
الصورة الفنية بين أبي تمام والبحتري
25-03-2015
مراحل تطوّر العلم - القرن العشرين
23-4-2018
العفو و صلة اولي القربى عند الامام الباقر
15-04-2015


من تراث المرتضى: الحكم الإسلامي  
  
1683   04:00 مساءً   التاريخ: 4-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص234-236
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

لقد قدّم الإمام ( عليه السّلام ) نموذجا عمليّا فريدا في الحكم الإسلامي بعد عصر الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) وقد قرن ذلك بنظرية كاملة منسجمة الأبعاد والجوانب تمثّلت في كتابه وعهده المعروف لمالك الأشتر حين ولّاه مصر ، وقد اهتمّ الاجتماعيون بهذا العهد شرحا وتعليقا وتبيينا ومقارنة بأنظمة الحكم الأخرى ، ويعتبر هذا النص دليلا من أدلّة إمامته ( عليه السّلام ) وبه تتميّز مدرسة أهل البيت عن سائر الاتّجاهات التي حملت اسم الإسلام والخلافة الإسلامية ، وبالإضافة إلى هذا النصّ المعجز نجد في نهج البلاغة وغيره من النصوص التي وصلتنا عنه ( عليه السّلام ) ما يعيننا على كشف نظرية الإمام ونظرية الإسلام الفريدة عن فلسفة الحكم ونظامه أصولا وفروعا ، ونشير إلى الخطوط العريضة بإيجاز .

لقد أكّد الإمام ( عليه السّلام ) على أنّ الحكم ضرورة اجتماعية بقوله : لابدّ للناس من أمير برّ أو فاجر ، والإمامة نظام الامّة . وبيّن أنّ الحكم مختبر الحياة قائلّا : القدرة تظهر محمود الخصال ومذمومها .

وأوضح أنّ الحكم عرض زائل فلا ينبغي الاغترار به بقوله : الدولة كما تقبل تدبر . ثمّ أفاد أنّ الحكم النموذجي هو الذي يكون ذا قيمة ويستحقّ التمهيد والتخطيط له .

وأمّا الخطوط العريضة لنظام الحكم الإسلامي ومهام الدولة النموذجية فتتمثّل في :

1 - تثقيف الامّة .

 2 - إقامة العدل .

 3 - حماية الدين .

4 - إقامة الحدود .

 5 - تربية المجتمع .

 6 - الاجتهاد في النصيحة والإبلاغ في الموعظة .

 7 - توفير الفيء وتحسين الوضع المعيشي للناس .

 8 - الدفاع عن استقلال وكرامة الامّة .

 9 - توفير الأمن الداخلي .

 10 - نصرة المستضعفين .

 11 - إغاثة الملهوفين .

 12 - الاهتمام بالعمران .

وأمّا الحاكم النموذجي فينبغي له أن يتمتّع بجملة من الصفات والتي تكون من أهمّ عوامل ثبات حكمه ، وهي ملخّصا كما يلي :

 1 - الانقياد للحقّ .

 2 - تفهّم الأمور .

 3 - سطوع البيان .

 4 - الشجاعة في إقامة الحقّ .

 5 - حسن النيّة .

 6 - الإحسان إلى الرعية .

 7 - عفّة النفس .

 8 - عموم العدل .

 9 - التدبير والاقتصاد .

 10 - الإنصاف .

11 - الرفق .

 12 - الحلم .

 13 - الدفاع عن الدين .

 14 - كثرة الورع .

 15 - الشعور بالأمانة والمسؤولية .

 16 - اليقظة .

 17 - التكليف بما يطيقه الشعب .

 18 - عدم الاغترار بالقدرة .

 19 - التوزيع الصحيح للأعمال وتعيين مسؤولية كلّ فرد بما يناسبه .

 20 - البذل والجود من غير إسراف من كلّ ما يملك .

وقد طفحت كلمات الإمام ( عليه السّلام ) بعوامل سقوط الدول وآفات الحكم محذّرا الحكّام والعمّال والولاة منها ، ويمكن إيجازها كما يلي :

 1 - الجهل .

2 - الاستبداد بالرأي وترك المشورة .

 3 - إتّباع الهوى .

 4 - تعدّد مراكز القرار .

5 - إتّباع الباطل والاستخفاف بالدين .

 6 - البغي والظلم .

 7 - التكبّر والفخر .

 8 - منع الإحسان .

 9 - الإسراف والتبذير .

 10 - الغفلة .

 11 - الانتقام .

 12 - سوء التدبير .

13 - قلّة الاعتبار وعدم الانتفاع بالتجارب .

 14 - كثرة الاعتذار وتراكم الأخطاء .

15 - تضييع الأصول .

 16 - تقديم الأراذل وغير الجديرين للمناصب الإدارية على الأفراد الأكفاء ، قال ( عليه السّلام ) : تولّي الأراذل والأحداث الدول دليل انحلالها وإدبارها .

17 - الخيانة ، قال ( عليه السّلام ) : إذا ظهرت الخيانات ارتفعت البركات ، ومن خانه وزيره فسد تدبيره .

 18 - ضعف السياسة ، قال ( عليه السّلام ) : آفة الزعماء ضعف السياسة ، وآفة القوي استضعاف الخصم ، ومن تأخّر تدبيره تقدّم تدميره ،

19 - سوء السيرة ، قال ( عليه السّلام ) : آفة الملوك سوء السيرة .

 20 - عجز العمّال والولاة .

 21 - ضعف الحماية الشعبية للحاكم ، قال ( عليه السّلام ) : آفة الملك ضعف الحماية .

 22 - سوء الظنّ بالنصيح من علامات الإدبار .

 23 - طمع القادة وحرصهم وجشعهم على ملذّات الحياة الدنيا ، قال ( عليه السّلام ) : السيّد من لا يصانع ولا يخادع ولا تغرّه المطامع ، وقال ( عليه السّلام ) : الطمع يذلّ الأمير .

 24 - وفقدان الأمن .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.