علاقة العناصر الغذائية بالاستجابة المناعية في الطيور

أولاً: البروتين:

إن الحاجة إلى البروتين الخام في علائق الطيور تعتمد أساساً على كمية الأحماض الأمينية في العلائق والتي غالباً تحتاج إلى إضافة بعضها خلال عمليات تصنيع الأعلاف لضمان تغطية الاحتياجات للأحماض الأمينية الضرورية، وقد وجد أن الطيور التي تتغذى على علف محتواه منخفض في الأحماض الأمينية أظهرت انخفاضاً في الاستجابة المناعية المتأخرة، وقلة في إنتاج الأجسام المضادة IgG الثانوية لخلايا كرات الدم الحمراء للأغنام SRBC.

ثانياً: الطاقة:

لكل طائر احتياجاته الغذائية من السعرات الحرارية وقد يكون هناك صعوبة في امتصاص السعرات الحرارية أو عدم القدرة على استهلاك الغذاء بالكمية الكافية لتغطية احتياجاته، ولدراسة آثار نقص السعرات على الاستجابة المناعية لدى الدجاج فانه يجب ضبط وتحديد كمية السعرات الحرارية في الأعلاف لضمان أن الاستهلاك المتزايد للدجاجة ذات النقص في السعرات لم ينتج عنه إفراط في الاستهلاك للمواد الغذائية الأخرى مما يقلل من آثار السعرات على المناعة، وقد وجد أن الطيور التي غذيت على علف محتواه من السعرات الحرارية منخفض كان معدل الامتصاص الغذائي من ٢ – ٣ مرة أو أكثر من الطيور التي غذيت على علف متزن في محتواه من السعرات الحرارية، ولذا فإن الأجسام المضادة الأولية لدى الدجاج المغذى لعلف محتواه منخفض في السعرات الحرارية كان أكثر وذلك بسبب الاستهلاك الزائد لبقية العناصر الغذائية الأخرى لكل وحدة وزن من الجسم أكثر منه نقصاً في السعرات المستهلكة.

وقد أوضحت الدراسات الحديثة تقييد المناعة وكبتها بانخفاض الأحماض الأمينية في استهلاك العلف منخفضة في محتوى السعرات الحرارية، كما أن مستويات الأجسام المضادة كانت أكثر انخفاضاً لدى الدجاج ذات النقص في السعرات الحرارية وفي الحمض الأميني.

تأثير العلف المنخفض الطاقة على أداء الكتاكيت

ثالثاً: الأحماض الأمينية

تأثير نقص الحمض الأميني على مناعة كتاكيت التسمين

*- المثيونين:

فقد أظهرت دراسات قام بها Bhargava وآخرون بتحصين الكتاكيت بفيروس النيوكاسل في عمر ٤ يوم وقياس الأجسام المضادة بعد ٢ – ٣ أسبوع من التحصين أن الدجاج المغذى على ٢ ,٠ – ٦ ,٠ % بأحماض أمينية كبريتية مثل المثيونين قد تنتج عن ذلك زيادة في HI)) inhibition hemagglutination بالمقارنة بمستويات اكثر سواء ٠،٧–١,١% من المثيونين.

ووضح أيضاً Bhargava وآخرون أن الكتاكيت المغذاة بأحماض أمينية كبريتية كلية (TSAA) بنسبة ٥ ,٠ % كانت لديها مضاعفات فيروسية أكبر في الخلايا من تلك المغذاة بــ ٧ ,٠ % TSSA وفي دراسة لاحقة أظهرت مرة أخرى انه عندما تم تحصين الكتاكيت الفاقسة بالفيروس الحى فقد زادت عيارية الأجسام المضادة لدى الدجاج الذى تغذى على علائق بها نقص في المثيونين (٤ ,٠ % TSSA) وذلك مقارنة بالدجاج المغذى على ١,١ % TSAA، كما أن المستويات الوفيرة من المثيونين تثبط الاستجابة المناعية حتى قبل أن تؤثر على النمو ويجب توضيح أهمية التنشيط المناعي الذى تسببه مستويات ضئيلة من المثيونين الغذائي وقد لوحظ أن التحصين لفيروسات النيوكاسل وطفيل الكوكسيديا يكون أكثر شدة لدى الدجاج الذى يعانى من نقص المثيونين في غذائه بالمقارنة بالدجاج الذى يتغذى على مستويات مناسبة من المثيونين.

*- الفالين:

فقد توصل Bhargava وآخرون إلى أن نقص الفالين ينتج عنه انخفاض في إنتاج الأجسام المضادة للفيروس والسبب أرجعه بعض الباحثين إلى أن هذا الأمر يرتبط بمستوى

الفالين العالي في جزئ الأمينوجلوبيولين.

*- الثريونين:

أوضحت التجارب قلة إنتاج الأجسام المضادة لمصل النيوكاسل الحي عند تغذية الكتاكيت غذاء ينقص في محتوى الثريونين وقد اقترح الباحثون أيضاً أن النقص في الاستجابة المناعية قد يرتبط بتركيز عالٍ للثرونين في جزئ الأمينوجلوبيولين.

رابعاً: المعادن:

المعادن تعتبر هامة لصحة الحيوان والنمو ووظائفه البيولوجية والمعادن تشترك في مجموعة متنوعة من الأنشطة التمثيلية مثل الاتزان القاعدي الحامضي والا تزان الأسموزي وأنشطة الأنزيمات، ويبدو أن التغيرات في هذه الأنشطة البيولوجية قد يكون لها أثر شديد على الوظيفة المناعية لدى الحيوان.

*- النحاس:

اوضح Rongacher , Hegde أن إضافة سلفات النحاس بتركيز (ppm 100) إلى الغذاء نشط استجابة الأجسام المضادة الأولية للسالمونيلا بللورم، ولكن لم تنشط الاستجابة الثانوية، وقد يرجع هذا إلى أن سلفات النحاس تعمل بوصفها مضادة للميكروبات.

*- الكوبلت:

أثبتت الدراسات أن الكوبلت له دور كبير في إتمام وظيفة الأعضاء الليمفاوية المسئولة عن الاستجابة المناعية في الدجاج.

*- الصوديوم، الكلوريد:

الصوديوم والكلور يخفضان من إنتاج الأجسام المضادة لـ SRBC لدى الكتاكيت الصغيرة. والامتصاص الضعيف لهذه العناصر سوف يقلل من إفراز هذه العناصر للحفاظ على التوازن الأسموزي داخل الخلايا وخارجها فإن ذلك ينتج عنه تركيز متزايد من المكونات البلازمية الأخرى داخل الخلية، والاستجابة المناعية الناقصة قد ترتبط بتركيز الغذاء البلازمي، وإذا كان الأمر كذلك فيمكن تدعيم الاستجابة المناعية بإعادة التغذية لهذه العناصر.

 -* : الزنك

أفاد العالم Burns أن الطيور المغذاة بـ 6 ppm  زنك ثبطت إنتاج الأجسام المضادة.

والجدول التالي يوضح تأثير نقص العناصر على الاستجابة المناعية للطيور.

تأثير نقص بعض العناصر على الاستجابة المناعية للطيور

خامساً: الفيتامينات:

آثار نقص الفيتامينات أو زيادتها لدى الطيور شهدت بحوثا مكثفة اكثر من المكونات الأخرى ويتضح من المعلومات المتاحة أن التغيرات الملحوظة في الاستجابة المناعية تتوقف على تغير مستوى الفيتامين.

هناك الفيتامينات الذائبة في الدهون، والأخرى الذائبة في الماء فالأولى يمكن أن تخزن إلى حد كبير أكثر من تلك الذائبة في الماء.

(١) الفينامينات الذائبة في الدهون:

١- فيتامين (أ):

المركبات المحتوية على فيتامين (أ) في مجموعة وصور كيماوية مختلفة منها البيتا كاروتين، ريتينال، والحاجة إلى فيتامين (أ) في وجبة الحيوان للحفاظ على مقاومة المرض قد عرفت منذ ١٩٣٠م وهي ليست فقط من أجل الحفاظ على بطانة الغشاء المخاطي كحاجز للميكروبات الغازية ولكنها أيضاً تؤثر على الأعضاء الليمفاوية الأولية والتي تؤثر بدورها على الاستجابة المناعية الخلوية فتجعلها ناقصة وعلية فإن الاستجابات المناعية تناقصت والحساسية للمرض زادت.

وقد يرجع دور فيتامين (أ) في الاستجابة المناعية حيث إن المواد الكاروتينية يمكن أن تقوم بوظيفة مضاد للمؤكسدات تحت ظروف الأكسجين المنخفض. هذا النشاط قد يحمى خلايا البلعمة من الدمار الأكسيدي.

وقد بين العالمان Tengrly , Brown أن تزايد فيتامين (أ) في وجبة محتواها ١٢٨٥٠ وحدة دولية / ١ كجم عليقة إلى ٤٢٨٥٠ وحدة دولية قد خفضت نسبة انتشار المرض للدجاج المحقن بـ E. Coli وزاد معدل خلو الكائن من الإصابة بالكائنات الممرضة في الدم، وزادت إنتاج الأجسام المضادة للكائنات الممرضة، ونقص فيتامين (أ) في العليقة قد يؤدى إلى انخفاض إنتاج الأجسام المضادة وقد يؤدى إلى نضوب الأعضاء الليمفاوية، ويقلل من انقسام خلايا T. Cell.

٢- فيتامين E، السلينيوم:

لكليهما أدوار بيولوجية أولية في منع الأكسدة الذاتية للدهون وخصوصاً في الأغشية الخلوية، أوضحت دراسة حديثة أن نقص كل من السلينيوم وفيتامين E قد يؤثر على نمو الأعضاء الليمفاوية وهي الطحال، البرسا، الغدة التيموثية.

فيتامين E يزيد من الاستجابة المناعية للأنتيجينات الفيروسية وأيضاً يزيد من تضاعف خلايـا T. Cell خاصة Th) Helper T. Cell)، كما أظهرت الكثير من الأبحاث مدى العلاقـة بين المناعة والتغذية من خلال دور التغذية في تنشيط جهاز المناعة، حيث لوحظ أن كلاً من فيتامين E، السلينيوم تلعب دوراً مهماً في تنبيه خلايا T.Cell وزيادة نشاطها، وهذه الخلايا مقسمة إلى ٣ أنواع خلايا T المساعدة T. helper، خلايا T السامة Tcytotoxic، خلايا T المشجعة T. suppressor، ويتضح دور خلايا T في أنها تقوم بمهاجمة الأجسام الغريبة حيث تنشط وتتحول إلى خلايا التهامية، كما لوحظ أن فيتامين E يعمل على تنبيه كلاً من humoral –response الاستجابة المناعية الخلوية من خلايا تنبه كلاً من T. Cell –B .Cell وإحداث التعاون بينهما في مقاومة الأمراض.

وكذلك تنبيه الاستجابة المناعية بواسطة الأجسام المناعية ويتضح دور التغذية في الاستجابة المناعية وتنشيط جهاز المناعة من خلال إظهار أعراض نقص Se vit E, التالية:

١- ارتشاح في العضلات.

٢- ضمور وتليف في العضلات.

٣- أوديما في القلب والعضلات وبعض الأنسجة وذلك راجع إلى زيادة النفاذية وذلك يؤدى إلى تراكم السوائل تحت الجلد وتلونه باللون الأخضر والراجع إلى تكسير الهيموجلوبين.

٤- حدوث تغيرات باثولوجية في الأعضاء التناسلية لكل من الذكور والإناث وبالتالي يؤدى إلى انخفاض في الخصوبة والتناسل.

(٣) دور فيتامين Se. E  في المناعة:

١- يلعب فيتامين E كمضاد أكسدة بيولوجي حيث من المعروف أن معظم الخلايا يتكون غشاؤها من فوسفوليبدات وبالتالي فإنها في حاجة إلى حماية من الأكسدة من خلال الشقوق الحرة الناتج عن عمليات التمثيل الغذائي داخل الجسم ومن أهم الأمثلة للخلايا التي يقوم فيتامين E بحمايتها هي الميتوكوندريا التي تعتبر هي مصدر الطاقة للكائن الحي.

٢- يلعب السلينيوم كذلك دوراً هاماً حيث انه يدخل في تركيب إنزيم الجلوتاثيون والذي يقوم بهدم نواتج عمليات التمثيل الغذائي والتي تعمل كمؤكسد لأغشية الخلايا وبالتالي تدميرها.

(٤) دور فيتامين Se, E على المناعة في الأسماك:

١- لم يلاحظ العالم ( ١٩٨٠ ) Hilton عند تربية الـ Rainbow trout على علائق محتواها منخفضة في السيلينيوم mg/ kg 0.07   ونسب مثلى من فيتامين g / IU 0.4 Eأي اختلافات في وزن الجسم النهائي أو معدل الاستفادة من الغذاء وكذلك لم يلاحظ أي تغيرات هستولوجية أو تغيرات في الكبد وعلى العكس أكد العالم Poston عدم حدوث أي تغيرات في صغار السالمون عند التغذية على عليقة خالية من السيلينوم بينما لاحظ حدوث تغيرات في وزن الجسم النهائي على السالمون الكبير وقد فسر ذلك على أساس.

١- الاحتياج إلى السلينيوم يزيد مع زيادة النمو.

٢- لابد أن يوضع في الاعتبار Water borne selenium (السلينيوم الذائب في الماء) حيث إن الأسماك تختلف عن باقي الثدييات في أنها يمكن أن تحصل على احتياجاتها من المياه ولقد لاحظ كل من المنهراوى وحافظ أن نسبة السلينيوم في الماء هي 0.01 mg/ L ، ولذا لابد أن يؤخذ في الاعتبار عند دراسة احتياجات الأسماك من Se كمية Se الذائب في الماء.

٢- لاحظ العالم Gershwin أن معظم الأجسام المضادة تتكون أساساً من البروتينات وجزء بسيط من الكربوهيدرات وعليه فإن سوء التغذية من خلال نقص البروتين يؤدى إلى ضعف تكوين الأجسام المضادة وبالتالي يؤدى إلى ضعف جهاز المناعة وعلية من وجهة نظر التغذية انه عند تغذية اسماك البلطي على عليقه غير متزنة في محتواه من فيتامين E , Se يؤدى إلى نقص بروتينات البلازما وبالتالي يؤدى إلى انخفاض Globulin وهو البروتين المسئول عن تكوين الأجسام المضادة.

٣- لاحظ العالم El Haroun ١٩٩٨م انه عند حقن اسماك البلطي بـ SRBC بمعدل ٢ ,٠ % في العضلة الظهرية لأسماك البلطي وعند التغذية على ٣ مستويات من فيتامين E  (نقص في فيتامين E , NRC فيـتامين 2NRC, E فيتامين E). وكذلك نفس المستويات من Se كان اقل معدلات النفوق في حالة التغذية على العلائق التي تحتوي على NRC من فيتامين E  NRC , 50 mg/kg2 من السلينيوم mg / kg  0.8 وكذلك سجلت اعلى قيم بالنسبة لقياسات المناعة على تكسير SRBC في نفس العلائق Hydrogen peroxidese ، hemolysin titer ولقد تم تفسير ذلك على أساس دور فيتامين E , Se في جهاز المناعة وتنشيطه من خلال تنبيه خلال T , B والتعاون بينهم وزيادة نشاط تكوين الأجسام المضادة من خلال زيادة بروتينات البلازما.

١- فيتامين د:

وجد أن 25 .1 OH) 2D3) (داي هيدروكسي كلوكليفيرول) يزيد من إنتاج ونشاط خلايا T ، ويدعم عمل السمية الخلوية للخلية البلعومية الكبيرة وكذلك خلايا Macrophage.

٢- فيتامين K:

ليس له أثر واضح في التأثير على الاستجابة المناعية وإن كان له دور كبير في عملية تجلط الدم.

٣-(٢) الفيتامينات الذائبة في الماء:

٤- فيتامين ج:

يلعب دوراً هاماً في انخفاض هرمون الكورتيكوستيرون الذي يؤثر على الجهاز المناعي بانخفاض أعداد كرات الدم البيضاء WBC ، له دور في تخليق الفينايل آلانين ، التربتوفان والتي في حالة غيابها يؤدى إلى:

١- انخفاض المناعة في الدم Immunity Homoral.

٢- انخفاض المناعة الخلوية Cell Mediated.

٣- يساعد في عملية تخليق B. Cell، إنتاج أجسام مناعية.

١- فيتامين ب:

١- مهم لحدوث الاستجابة المناعية.

٢- له دور في تخليق الأجسام المناعية.

أما البيوتين ، النياسين ، الكولين ، حمض الفوليك ، حمض البانتوسيانيك ليس له دور واضح إلا أنها في حالة نقصها تؤخر من إنتاج الأجسام المضادة للسالمونيلا.