القواعد الأساسية في اختيار أفكار الأحاديث الصحفية- ٣- تناول الفكرة من زاوية جديدة |
1638
05:02 مساءً
التاريخ: 13-4-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-5-2022
907
التاريخ: 20-4-2022
1888
التاريخ: 14-2-2022
2693
التاريخ: 4-1-2023
1359
|
لكن ماذا لو كانت الفكرة الجديدة من الأهمية بحيث أصبحت تستقطب أنظار أعداد كبيرة من المحررين، توصل بعضهم إليها، والى موضوعها كما هو عليه وانعكاسا لهذه الأهمية نفسها مما جعلهم يسرعون إلى عمل حديث عن موضوعها، وربما مع نفس الرجل، بينما لا يريد محررنا أن يهمل نفس الموضوع حتى لا يتهم بالتقصير او عدم معايشة الأحداث، أو متابعتها، وتتهم صحيفته أو مجلته كذلك بهيئة تحريرها كلها، بل ربما يمتد الأمر إلى أن يحسب على صحيفته أو مجلته وليس لإحداهما، ويسجل على أيهما كدليل على عدم التعاون أو التجاوب وربما كبداية لاتخاذ المواقف المعارضة أو المناوئة، وما إلى ذلك.
يحدث هذا في كثير من الدول خاصة تلك التي تقدمت خطوات متواضعة على طريق الديمقراطية، أو الحرية الصحفية، ولكن ما هو الحل هنا، إذا كان لا بد من الخوض في هذا الموضوع الجديد القديم أو المحروق تناولاً.. على الرغم من أهميته؟
وبالطبع لن تعجز الصحيفة أو المجلة أو الوكالة أو المحطة عن تناوله في إطار وربما في اكثر من إطار إعلامي آخر، وبأكثر من أسلوب أيضاً، غير إطار وأسلوب نشر الحديث الصحفي، ولكننا هنا وحتى تتم معالم الصورة، نفترض جدلاً أنه لا بد من إتباع هذا الأسلوب نفسه، ومن هن نقول أن الحل الذي تقدمه المواهب المتدفقة هو في: التناول الجديد للفكرة أو الفكرة من زاوية جديدة، أي أن المحرر يجهد فكره وعقله ويستخدم موهبته أقصى استخدام لها في البحث عن الزاوية الجديدة التي يمكن أن يقوم من خلالها بتنفيذ الحديث نفسه، والتي يقدمه فيها الى القراء في ثوب مختلف تماماً.
ولأننا نتحدث عن "نظرية وتطبيق فإننا سنقدم مثالاً افتراضياً لذلك لتقريب الفكرة:
* أخبار هامة عن دولة صديقة حدث فيها انقلاب قاده زعيم وطني له أسمه ء واعترفت دول كثيرة به، وفجأة تواجد هذا الزعيم بعاصمة الدولة التي تصدر فيها الصحيفة والمؤيدة له كل التأييد، والتي أسرع إعلاميوها لعمل أحاديث صحفية وإذاعية وتلفزيونية معه، البعض أسرع لأنه فهم ضرورة ذلك إعلامياً ، أو لأن هناك توجيهات آو تعليمات بذلك، أو لأنه لا يريد آن يكون بأقل من الآخرين، أو لتكون وسيلة إعلامه في الصورة، أو لأي سبب آخر، كيف إذن يكون التصرف؟ كيف
نتناول هذه الفكرة تناولا جديدا؟ أو نتناولها من زاوية جديدة، حتى لا نقع في الحرج او المحظور؟
هناك بالطبع أساليب عديدة إلى ذلك نختار من بينها هذه كلها- على سبيل المثال لا الحصر- أن الكل يركز على الرجل وانقلابه بأسلوب مباشر، أما نحن فسوف يكون لدينا شيئاً آخر نقوله ونقدم فيه أهم وأبرز المعلومات عن الموضوع نفسه ولكن بأسلوب مختلف، وذلك من مثل:
- حديث محفي مع نفس الرجل ولكن يركز بشدة ويحدد أيضاً ما حدث من جانبه وجانب زملائه قبل قيامهم بالانقلاب ب٢٤ ساعة فقط.
- أو حديث مع نفس الرجل يقدم في تركيز شديد ما حدث في ليلة الانقلاب خاصة إذا كان الانقلاب قد تم في الصباح.
- حديث مع الرجل الثاني في الانقلاب إذا كان موجوداً بالعاصمة.
- حديث تركيزي آخر مع زعيم الانقلاب نفسه، ولكنه يركز هنا بشدة ويدور في دائرة واحدة هي: الأسباب التي أدت إلى قيامه يهذا الانقلاب، كما يمكن أن يركز على نقطة واحدة من تلك التي جاءت في الأحاديث السابقة وهي فساد الحكم.
- وقد ترى صحيفة أو مجلة أخرى أن أهم الأسباب التي أعلنها الرجل في أحاديثه السابقة ومن ثم أهم الأهداف التي قام انقلابه من أجلها: "تطبيق الشريعة الإسلامية في بلده الذي عانى كثيراً من تطبيقات غيرها ، ومن ثم يكون محور الحديث كله حول أفكاره ورؤيته لهذا التطبيق، وهذا ما يصلح نشره للصحف عامة، والمجلات والبرامج الدينية المتخصصة على وجه التحديد.
- وبنفس الأسلوب، قد يجري التركيز أيضاً، على أهداف أخرى تكون في مقدمة ما ينوي القادة الوصول إليه، ويدور الحديث حولها بأسئلته ومناقشاته وحواره، وذلك من مثل: القضاء على الفقر- القضاء على الغلاء واستغلال الشركات الأجنبية - حرية الوطن والمواطن- شجب الارتباط بالأحلاف والدول الكبرى.. الخ.
- وقد يجرى الحديث في حقل آخر.. وميدان مختلف تماما، بحيث يترك الانقلاب ورجاله على البلد نفسه الذي جرى فيه الانقلاب الناجح بأحداثه المختلفة، فيقدمه للقراء في شكل جديد، ومضمون ومعلومات طازجة تصل إلى صميم نسيجه وينيته الاجتماعية وأحوال أفراده وأبرز معا لم اقتصاده وتعليمه وأدبه وثقافته.. وغيرها.
- وقد يجري التركيز على قائد الانقلاب بأسلوب مختلف تماماً ، وعلى طريقة: الوجه الآخر أو ما لا يعرفه القراء عنه. أفكاره. ثقافته. مراحل حياته.. الكتب المؤثرة.. الشخصيات والأحداث المؤثرة. وما إلى ذلك.
- وقد يرى محرر آخر التركيز في حديثه الذي ينوي نشره أو إذاعته على نقطة واحدة فقط من النقاط السابقة ومن هنا فإنه لا يقدم حديث الوجه الآخر بصفة عامة، وإنما يركز على الكتب التي أثرت في حياته عامة، وفي قيامه بالانقلاب خاصة، أو على الكثاب الأول أو لقصة، أو الرواية أو المقال الذي كان له تأثيراً مباشراً على الأحداث الأخيرة.
يدور الحديث كله حوله وعن الربط بين أفكاره وفكرة الانقلاب، كما قد يدور حول شخصية واحدة فقط كان لها أبلغ الأثر في قيامه بهذا الانقلاب نفسه مع تركيز على أفكارها وطرق وأساليب تأثيرها، وما إلى ذلك.
- وقد يدور الحديث كله حول أهم الأشخاص الذين ساندوه وعاونوه من أجل نجاح هذا الانقلاب، وكيف قاموا بمعاونته، وما هي أدوارهم، والمناصب التي سوف يحتلها كل منهم، بحيث ركز الحديث على أهمهم، ويقدمهم للقراء لأول مرة.
- وقد يرد في حديث سابق معه، أن تصرفاً صغيراً وقع من أحد هؤلاء- بدون قصد- ولكنه أوشك على أفتضاح أمرهم- ومن ثم القضاء على الانقلاب نفسه قبل إتمامه، فيرى محرر أن يركز بالتحديد على هذه النقطة المثيرة بتفصيلاتها المختلقة.
- كما قد يرى محرر آخر أن يركز على السبب الأول في نجاح الانقلاب منذ كان فكرة، حتى نجاحه النهائي، أو الأسباب الهامة التي أدت إلى ذلك.
وقد يرد في حديثه أيضاً، أن زوجته كانت من بين اسباب نجاح هذا الانقلاب، وأنها تصرفت ليلته تصرفاً واعياً وعاقلاً ، جعل الأنظار تتجه بعيداً عنه، وتتحول تماما إلى أمور أخرى، مما ساعد على عدم اكتشافه وعجل بذلك النجاح، ومن هنا فقد ترى محررة هذه المرة أن تركز على هذا الدور النسائي في هذا الانقلاب.
وقد يدور التركيز على نقطة واحدة بالذات كانت هي التي قلبت الصورة والموازين تماماً، أو كانت هي التي وصل الأمر عندها إلى نهايته، ومن ثم فقد داخله إيمان عميق انتهى به إلى فكرة البحث عن حل أو القيام بالانقلاب كضرورة لا بد منها، ومن ثم فقد كانت "منعطفاً خطيراً في تطورات الأمور، بحيث أصبح الانقلاب حتماً ، يفصح عنها الرجل هنا لأول مرة.
إلى غير هذه كلها من الأفكار المختلفة وذات التناول الجديد، أو الزوايا الجديدة وليس شرطاً ان تتم كلها اثناء زيارة الرجل، بل ريما يتم بعضها بسفر المحرر أو المحررة إلى نفس البلد التي تم فيها وقوع الانقلاب، حيث يكون في الميدان غيره، وريما أفضل منه، والسفر والانتقال خلال هذه الظروف من الأمور العادية جداً في حياة المحررين.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|