سياحة المؤتمرات Conference Tourism في الوطن العربي :

تعد سياحة المؤتمرات من الأنماط السياحية الحديثة في العالم بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص، وارتبط ظهور هذا النوع من السياحة بالتطور الكبير الذي شهده العالم على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية والحضارية، مما أدى إلى تطور كافة أشكال العلاقات بين دول العالم، ويستخدم اصطلاح مؤتمر على اجتماع يحضره أطراف متعددة لتحقيق غرض ما ( سياسي، علمي، فني، مهني) ، وطبقاً لتعريف الجمعية الدولية للمؤتمرات والاجتماعات لعام 1990، فإن المؤتمر الدولي هو التجمع الذي يصل الحد الأدنى للمشتركين فيه إلى 100 مشترك من أربعة جنسيات مختلفة على الأقل.

يذكر (Ricard.1988 )أن أول هيئة قومية لسياحة المؤتمرات، أنشئت في أوروبا عام 1958، بمبادرة من الهيئة العامة للسياحة في بلجيكا ، ویری صلاح عبد الوهاب( 1996)، أن سياحة المؤتمرات مجموعة من العلاقات والخدمات المرتبطة بعملية تغير المكان تغيراً وقتياً وتلقائياً بالتالي فإنه يمكن اعتبار كافة الأنشطة المرافقة للمؤتمرات هي جزء لا يتجزأ من النشاط السياحي .

أعلنت منظمة السياحة العالمية عام 2007 ،أن حجم سياحة المؤتمرات يقدر بنحو ! من حجم سياحة الأعمال Business Tourism ،والتي بلغت عام 2001 نسبة 18% من حركة السياحة الدولية أي 68 مليون زيارة سياحية من جملة 340 مليون زيارة سياحية ، بالتالي فإن سياحة المؤتمرات يتسع سوقها سنة بعد أخرى ؛وذلك نتيجة لتزايد عدد المنظمات والاتحادات الدولية والإقليمية والمحلية المرتبطة بالتجارة والمهن المختلفة ،والاهتمامات الاقتصادية والاجتماعية تشير منظمة الآيكا International Congress and Convention،أن معظم المنظمات الدولية تقع في دول أوروبا الغربية ،وتعتبر كل من باريس ولندن وبروكسل أكبر ثلاث مدن لها مراكز منظمات دولية، وعلى الرغم أن أوروبا لا تزال تحظى بأكبر نسبة من عدد المؤتمرات ،إلا أن الدولة الأولى في العالم في استضافة المؤتمرات الدولية الولايات المتحدة الأمريكية، تليها المملكة المتحدة ثم فرنسا ثم اليابان .وتعد سياحة المؤتمرات إحدى المنتجات الأساسية الجديدة للسياحة في الوطن العربي، فهي أهم المنتجات السياحية، وأهميتها تكمن في أنها:

1- يستقطب الوطن العربي عدداً كبيراً من المؤتمرات العالمية سنوياً.

2- إن المؤتمرات ترفع من نسب إشغال الفنادق في الوطن العربي.

3- تشكل سياحة المؤتمرات رافداً مهماً للاقتصاد الوطني في الكثير من الدول العربية.

4- أن غالبية المشاركين في أي مؤتمر يقضون الأيام القليلة التي تسبق المؤتمر أو تليـه في السياحة الترفيهية ،وزيارة المواقع السياحية في منطقة القصد السياحي.

5- تؤدي سياحة المؤتمرات إلى التعرف على الدول المضيفة ، وبمواقعها السياحية ،بحيث أنها فرصة للانفتاح على الثقافات الأخرى.

6- تؤدي سياحة المؤتمرات إلى زيادة الاستثمارات وتحسين المناخ الاستثماري في الوطن العربي.

7- سياحة المؤتمرات تسهم في النمو الاقتصادي في مختلف القطاعـات مـن سـياحة وعقارات واتصالات.

8- سياحة المؤتمرات تعمل على تطوير المعارف الاقتصادية؛ إذ أن الاقتصاد العالمي لم يعد تقليديا بل أصبح معرفيا ،بحيث أنه أتاح لأقطار الوطن العربـي مـن الإطـلاع على خبرات عالمية ،ومعرفـة تقنية وإدارية لا يمكن معرفتهـا مـن غـير سياحة المؤتمرات.

9- إن دور سياحة المؤتمرات يتمثل في أنها تؤسس ثقافة اقتصادية جديدة تعرف العالم على الوطن العربي، إضافة الى أنها حلقة وصل بين المستثمر الخارجي وأقطـار الوطن العربي، وإمكانياتها الاستثمارية.