المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4890 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



عصمة النبي وتنزيهه عن المنفرات  
  
1435   09:39 صباحاً   التاريخ: 3-08-2015
المؤلف : ابن ميثم البحراني
الكتاب أو المصدر : قواعد المرام في علم الكلام
الجزء والصفحة : ص 125
القسم : العقائد الاسلامية / النبوة / العصمة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015 1669
التاريخ: 11-3-2019 1123
التاريخ: 3-08-2015 3419
التاريخ: 3-08-2015 1487

[اولا]:

ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﺻﻔﺔ ﻟﻼﻧﺴﺎﻥ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﻻ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﻣﻨﻪ ﺑﺪﻭﻧﻬﺎ.

ﻭﻋﻨﺪﻧﺎ: ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻭﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﻋﻤﺪﺍ ﻭﺳﻬﻮﺍ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻌﻤﺮ. ﻭﺟﻮﺯ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺻﺪﻭﺭ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ.

ﻭﺟﻮﺯﺕ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﺰﻳﺪﻳﺔ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﺘﻮﻯ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ. ﺛﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻮﺯﻫﺎ ﺳﻬﻮﺍ ﻓﻘﻂ ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ. ﻓﺄﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺩﺍﺀ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻓﺄﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻻ ﻋﻤﺪﺍ ﻭﻻ ﺳﻬﻮﺍ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﻫﻮ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ.

ﻟﻨﺎ ﻭﺟﻮﻩ:

(ﺃﺣﺪﻫﺎ) ﺇﻥ ﻏﺮﺽ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﻭﺣﺜﻬﻢ ﺑﺎﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻨﺬﺍﺭﺓ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ { رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } [النساء: 165] ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻋﺼﻤﺔ  ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻟﻨﺎﻗﺾ ﻏﺮﺿﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺜﻪ ﻭﺇﺭﺳﺎﻟﻪ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ.

ﻓﻌﺼﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﻓﻸﻥ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻣﻨﻪ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﻟﻬﻢ ﻭﻳﻨﻬﺎﻫﻢ ﻋﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻬﻢ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﻹﻏﻮﺍﺋﻬﻢ ﻭﺇﺧﻼﻟﻬﻢ، ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻌﺜﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﻣﻨﺎﻗﻀﺔ ﻟﻠﻐﺮﺽ ﻣﻦ ﺑﻌﺜﻪ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ: ﻓﻸﻥ ﻣﻨﺎﻗﻀﺔ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﺴﻔﻪ ﻭﺍﻟﻌﺒﺚ، ﻭﻫﻤﺎ ﻣﺤﺎﻻﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻠﻄﻒ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﻟﻮ ﺟﺎﺯ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻟﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﺓ ﺃﻭ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺔ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ.

ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﻪ ﻭﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﻋﻤﺎ ﻧﻬﺎﻧﺎ ﻋﻨﻪ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] ﻓﺒﺘﻘﺪﻳﺮ ﺃﻥ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺤﺮﻡ ﻭﻳﺤﺮﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻭﺍﺟﺐ، ﻭﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ: ﻓﻸﻥ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﺗﺒﺎﻋﻪ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺃﻣﺮﻩ ﻟﻨﺎ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﺇﺫﻥ، ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻘﺒﻴﺢ ﻗﺒﻴﺢ ﻣﻤﺘﻨﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.

(ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﻟﻮ ﺟﺎﺯ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻋﻨﻬﻢ ﻟﻜﺎﻥ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺷﻬﺎﺩﺍﺗﻬﻢ، ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6] ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﻘﺮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻭﻟﻰ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ.

ﻭﺍﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﻤﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻓﻬﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﺼﻤﺔ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ.

[ثانيا]: تنزيه النبي عن المنفرات:

ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺃﻣﺮ ﺗﻨﻔﺮ ﻋﻦ ﻗﺒﻮﻟﻪ، ﺇﻣﺎ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﻛﺎﻟﺮﺫﺍﺋﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﺒﺨﻞ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﺤﺮﺹ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﻛﺎﻟﺠﺬﺍﻡ ﻭﺍﻟﺒﺮﺹ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﻪ ﻛﺎﻟﺰﻧﺎ ﻭﺩﻧﺎﺀﺓ ﺍﻵﺑﺎﺀ، ﻷﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺻﺎﺭﻑ ﻋﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﻗﻮﻟﻪ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺠﺰﺗﻪ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻃﻬﺎﺭﺗﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻄﺎﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻭﺍﺳﺘﻤﺎﻟﺔ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺇﻟﻴﻪ.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.