أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-3-2022
2382
التاريخ: 18-4-2017
3189
التاريخ: 18-4-2017
7304
التاريخ: 10-12-2014
3511
|
خرج أبوه عبد الله في تجارة الى الشام ، وأمه حامل به ، وفي عودة أبيـه من الشام مر بأخواله بني النجار في المدينة ، فمرض هناك ، ومات فقيرا لم يترك لولده شيئا سوى خمسة من الأبل ، وقطيع من الغنم ، وجارية هي بركة الحبشية ، تكنى أم أيمن ، كانت دايته ، ومن جملة حواضنه ولد الرسول (ص) بمكة عام الفيل في شهر ربيع الأول الموافق شهر آب سنة 570 ميلادية كما قبل .
مرضعته وكافله :
أرضعته اياما ثوبية مولاة عمه أبي لهب ، ثم أرضعته حليمة السعديـة وعاش 63 عاماً ، منها 53 قضاها بمكة ، و 10 بالمدينـة ، ماتت امه وهو ابن 6 ، ومات جده وهو ابن 8 ، فكفله عمه أبو طالب ، ودافع عنه ، حتى النفس الأخير ، وعاش معه 42 سنة
اوصافه :
ليس بالطويل ولا بالقصير ، كبير الرأس ، بوجهه استدارة ، عريض الجبين ، يوشك حاجباه أن يلتقيا ، بينها عرق اذا غضب انتفخ واحمر ، أسود العينين ، طويل رموش العين ، في أنفه تقوس ، حسن الثغر ، كبير الفم، عظيم اللحية ، متموج شعر الرأس ، طويل العنق ، عريض الصدر ، طويل الذراعين ، دقيق الساقين ، أبيض اللون ، مشرب بحمرة ، مشدود العضلات ، ليس في جسده استرخاء ولا ترهل .
كان اذا غضب احمر وجهه ، واذا حزن أكثر من لمس لحيته ، واذا تكلم أشار بكفه كلها ، واذا تعجب قلبها ، واذا استغرق في الحديث ضرب راحة يده اليمنى ببطن ابهامه اليسرى ، واذا رأى ما يكره أشاح بوجهه ، واذا عطس غطى وجهه ، وكان يضحك ، حتى تبدو نواجذه ، وكان أكثر الناس تبسما.
وكان في طعامه لا يرد موجوداً ، ولا يتكلف مفقوداً ، واذا لم يجد الطعام صبر ، حتى انه ليربط الحجر على بطنه من الجوع ، وكان يمر عليه الشهر لا يجد ما يخبزه ، وبعث يشتري من يهودي على ان يؤجل الدفع ، فرفض ، وقال : ما لمحمـد زرع ولا ضرع ، فمن يسدد ؟.
ولم يملك قميصين معاً ، ولا رداءين ، ولا ازارين ، ولا نعلين .. وكانت له حصير ينام عليها في الليل ، ويبسطها في النهار ، فيجلس عليها ، ونام عليها ، ، حتى أثرت في جنبه ، وله مخدة من جلد ، حشوها ليف ، وكان اذا نام يضع يده تحت خده ، وينام على جنبه الأيمن ، وكان يخصف النعل ، ويرقع القميص ، ويركب الحمار ، هذا وثروة الجزيرة العربية طوع أوامره .. ولكنه كان يعطي كل ما يصل منها اليه عطاء من لا يخشى الفقر ، كما وصفه اعرابي.
النبي والفقر :
وليس معنى هذا انه كان يحب الفقر ، ويرضى به .. كلا، بل كان يستعيذ منه ، ويقول : اللهم اني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة .. وأعوذ بك من العجز والكسل .. وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم .. لم يكن النبي يحب الفقر ، ويرضى به .. ولكن ما دام يعيش في مجتمع فيه فقراء فخير الأنظمة ، والحال هذه ، هو النظام الذي يجعل الحاكم في جانب الفقراء ، ويساوي بينه وبينهم في المأكل والملبس والمسكن .. ولا شيء أعظم ظلما وجريمة من أن يشبع الحاكم وفي رعيته جائع واحد قال أمير المؤمنين علي : ان الله فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس ، كيلا يتبيّغ بالفقر فقره ، ، أي لا يهيج به ألم الفقر فيهلكه . وقال : أأقنع من نفسي بأن يقال : أمير المؤمنين ، ولا أشاركهم في مكاره الدهر.
مراتب دعوته :
أنذر النبي من أول أنذر عشيرته الأقربين ، وذلك حين نزلت الآية 215 من سورة الشعراء : (وانذر عشيرتك الأقربين) فـأولم لهم ودعاهم ، وقال لهم فيما قال : ( فأيكم يوازرني على هذا الأمر ، على أن يكون أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم) . فأحجموا جميعاً إلا علي بن أبي طالب قال : أنا يا نبي الله . فأخذ برقبته ، وقال : هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا . فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع(1) . ثم دعا النبي (ص) قومه العرب ، ثم كل من بلغه الدعوة من الأولين والآخرين : (وما أرسلناك إلا كافة للناس – 28 سبأ) ، . أما غيره من الأنبياء فقد أرسل الى قومه ، أو أهل زمانه .. ومن ثم كان نوح وابراهيم وهود وصالح وموسى وغيرهم يخاطبون الذين يدعونهم الى الايمان بـ ( يا قوم ) . أما محمد (ص) فقد خاطب جميع الناس على اختلاف أنواعهم ولغاتهم في كل مصر وعصر : ( قل يا أيها الناس اني رسول الله اليكم جميعاً – ١٥٨ الاعراف) . ولقد كتب الرسول الأعظم (ص) الى ملوك الأرض ، وفي طليعتهم كسرى وقيصر ، وأرسل اليهم رسله يدعوهم إلى الإيمان برسالته.
سر عظمته:
كان محمد (ص) بشراً ، ومن وصفه بشيء من صفات الخالق الرازق فقد كفر بالله وبه ، ولكن البشر ، كل البشر من آدم الى آخر أبنائه ليسوا كمحمد، والعظيم منهم من اعترف له محمد بالعظمة والفضيلة .. اعترف له بالنص وتعيين الاسم بالذات ، أو بالوصف العام الشامل ، كقوله : (خير الناس أنفع للناس)
أما السر لعظمة محمد (ص) فيكمن في أنه كان يحمل هموم الناس جميعاً ، ولا يكلف قريبا أو بعيداً بشيء من همومه .. كان يمشي مع الأرملة والمسكين ، فيقضي حاجتها ، ولا يحول دون مقابلته حاجب ، وما من أحـد صديقاً كان أو عدوا إلا ويجد عنده الاهتمام به ، والعطف عليه ، والرعاية له.
وليس قولي هذا من وحي العاطفة ، ولا من وحي البيئة والتربية انه من وحي الله : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين – 107 الأنبياء ) ومعنى هذا ان عطفه واهتمامه ليس وقفا على عشيرته الأقربين ، ولا أتباعه الموالين بل هي مشاع للناس أجمعين أعداء وأولياء .. انها تماما كالماء والهواء .. كسر قومه رباعيته ، وشجوا وجهه ، فقال : اللهم اهد قومي أنهم لا يعلمون . فلم يكتف ان سأل الله لهم الهداية ، حتى اعتذر عنهم بالجهل وعدم العلم ولا غرابة إذا لم يغضب محمد (ص) لنفسه ، ولم يحتجز لها شيئاً من أعراض الدنيا ، وانما الغريب أن يغضب لها ويحتجز، ان هذا الخلق هو حتم وفرض لمن بعث ليتمم مكارم الأخلاق ، ودعا الناس ، كل الناس ، لتصديقه والإيمـان برسالته ، ولا معنى لتصديقه إلا تصديق العدل والاحسان ، ولا للإيمان به إلا الإيمان بالحق والانسانية ، لا بشخصه وذاته.
ناداه رجل : يا سيدنا وابن سيدنا ، وخيرنا وابن خيرنا .. فقال : لا يستهوينكم الشيطان .. أنا محمد عبد الله ورسوله .. والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي.. وكان أصحابه إذا رأوه قادما لم يقوموا له ، وهو أحب الناس اليهم، لأنهم يعرفون كراهيته لقيامهم وكان يكره أن يمشي أصحابه وراءه ، ويأخذ بيد من يفعل ذلك ، فيدفعه إلى السير بجانبه.
هذه أخلاق محمد (ص) .. وليس كل الناس كمحمد ما في ذلك ريب.. ولكن أخلاقه تعبير وانعكاس عن حقيقة الاسلام .. فأي داع الى الاسلام لم يقتد بسيرة نبيه ، ويتجاوب مع سنته فهو مخادع محتال ، سواء أشعر ذلك من نفسه ، أم ظن هو وظن الناس معه انه قدس الأقداس.
_______________
1) رواه الطبري في تاريخه وتفسيره ، كما في الطبعة القديمة ، وأيضا رواه الثعلبي في تفسيره، و النسائي في الخصائص ، وذكره محمد حسين هيكل في الطبعة الأولى لكتاب حياة محمد ، ثم حذفه في الطبعة الثانية ( أعيان الشيعة ، ص 98 ، طبعة 1950 ) .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|