بعد أن ينتهي فريق العمل من تجهيز مضمون الموقع وتحديداً بعد الانتهاء من خطوة تقسيم المعلومات الى وحدات صغيرة تصنف في مجموعات رئيسية وفرعية، تبدأ عملية الربط بين هذه الوحدات في إطار تخطيط الحركة داخل الموقع Navigation وتظهر في هذه المرحلة قيمة النص الفائق، فعن طريق إنشاء الروابط يمكن ربط جميع صفحات موقع الصحيفة بسهولة بالصفحة الافتتاحية، كما يمكن ربط الصفحات الداخلية للموقع ببعضها.

وبالنسبة للمواقع التي تتكون من عدد صغير من الصفحات فإن قائمة بسيطة بالروابط ي الصفحة الافتتاحية بالإضافة إلى رابطة للعودة من كل صفحة داخلية إلى الصفحة الافتتاحية يتمم الحركة داخل الموقع

أما بالنسبة للمواقع التي تزيد عدد صفحاتها الداخلية على الخمس صفحات فيتعين علي فريق التصميم تخطيط الصحيفة بشكل أكثر تعقيدا للحركة داخل الموقع، مع ملاحظة أن طول قائمة الروابط في الصفحة الافتتاحية قد تسبب لزائر الموقع الشعور بالملل قبل الوصول لنهاية القائمة مثل صفحات الويب الطويلة.

ويتعين على فريق العمل التأكد من أنه يمكن لأي زائر يدخل إلى الموقع من أيه صفحة أن يعرف كيف يتحرك داخل الموقع بسهولة، بحيث يصل الى جميع صفحاته، وبالنسبة لتغيير مضمون الموقع يجب أن تعكس الصفحة الافتتاحية هذا التغيير ومن الأفضل الإشارة لتلك المعلومات بطريقة بارزة أعلى الصفحة الافتتاحية للموقع.

وقد توصلت الدراسة التي أجراها ايسروك وليشتي عام 1998 أن الشركات التي تنشئ مواقع على الوب تتصف بأنها صديقة للمستخدم بالنسبة للجانب الفني (الخصائص التركيبية المتعلقة بالتصميم) تميل لنشر مضمون يتعدى المعلومات البحتة عن الخدمات ومعلومات عن الصحيفة، إلي نشر معلومات تتعلق بالمسؤولية الاجتماعية للصحيفة.

وتؤكد نتائج دراسة "نجوى عبد السلام" الى أن هناك ظاهرة مازالت مسيطرة على الصحافة الإلكترونية العربية وهي عدم الاستغلال الكامل للإمكانيات التي تتيحها الثورة الرقمية، فغالبية الصحف لا تهتم بإقامة وسيلة اتصال ثنائية الاتجاه بينها وبين المتلقي بل تكتفي بنشر آراء ووجهات نظر محرريها دون الاهتمام بآراء جمهور القراء في المادة الإخبارية المنشورة، بينما كانت المواقع الإخبارية التابعة لشركات تعمل في مجال الإنترنت أكثر اهتماماً بآراء المترددين عليها.

وإذا كان أحد وظائف الإعلام الأساسية هو ربط أفراد المجتمع بعضهم ببعض فإن الصحافة الإلكترونية تستطيع القيام بدور هام في هذا المجال عن طريق تسهيل عمليات تبادل الرأي بين المهتمين بنفس القضايا أل أن الصحف الإلكترونية العربية لم تضع هذا البعد في قائمة أولوياتها ولم تحاول تسهيل عملية الحوار بين المترددين عليها.

ونستخلص من ذلك أن للمواقع التي تصنف على أنها صديقة للمستخدم نوعين من الخصائص:

1- الخصائص الفنية:

المرتبطة بالتصميم وأدوات الحركة (التفاعلية) داخل الموقع.

2- الخصائص المتعلقة بمضمون الموقع.

ويتعين علي فريق العمل المسئول عن الموقع أن يتأكد من أن زائر الموقع يتحرك بسهولة داخلة، ويصل الى المضمون الذي يبحث عنه بسرعة، وينصح بعض الكتاب بتقديم رسوم ترشد المستخدم لأساليب الحركة داخل الموقع.

ومن التوصيات التي يقدمها خبراء الوب لمساعدة جمهور الموقع على سهولة التحرك بداخلة:

- تجنب صفحات النصوص الطويلة ما لم يكن هناك سبب قوي لاستخدامها.

- تقسيم المعلومات إلى طبقات أو فئات رئيسية يمكن لزائر الموقع أن يختار منها ما يريد.

وقد توصل أيسروك وليشتي من خلال دراستهما لتنظيم مواقع الصحف على الإنترنت الى أن نصف مواقع الصحف موضع الدراسة (حجم العينة 500موقع) تعرض بشكل بارز الروابط لخرائط الموقع أو محركات البحث داخلة أو الاثنين معاً، وأنه عندما تعرض أحدي هذه الأدوات بصورة بارزة فإن الأداة الأخرى عادة ما تعرض بصورة بارزة كذلك على الصفحة الافتتاحية للموقع، ويعكس هذا الارتباط وعي مجموعة من مصممي الوب باحتياجات جمهور الموقع الخاصة

بتشغيل المعلومات، كما يرتبط وجود هذه الأدوات بتعقد واختلاف أو تميز معلومات الموقع.

كما يحذر الباحثون من الخبرة السلبية التي تنشأ عند جمهور الموقع بسبب وجود مشاكل فنية بالموقع وتأثير ذلك على تقييم الجمهور لمضمون الموقع.