أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-6-2022
1953
التاريخ: 18-2-2022
1914
التاريخ: 15-8-2022
1879
التاريخ: 29-9-2016
1703
|
إذا أردنا علاج أي مرض نفسي أو بدني فلا بد من معرفة أسبابه الباعثة له ولهذا لابد وأن نشير اولا إلى أسباب الغضب وبواعثه .
لقد أشار علماء الأخلاق إلى أن سبب الغضب إما نتيجة انحراف صحي، أو ضعف عصبي، أو إجهاد عقلي، أو إفراط في الحساسية النفسية النابعة من الأنانية أو شعور بالنقص، أو سوء تربية إعتاد عليها كمن يعتبر سرعة الانفعال والغضب شجاعة وقوة وشهامة ... فإذا حددنا الأسباب نستطيع أن نحدد العلاج :
1 — فإذا كان منشأ الغضب الحالة الصحية فيجب أن يسعى الإنسان لعلاجها بالطرق الطبية الصحيحة، وليعلم أن الغضب يزيد من مرضه فيكون كمن يزيد الطين بلة، أو يزيد النار التهابا بوضع الحطب عليها فـ (إن الغضب لا يحاصر روح الإنسان بالحزن والألم فحسب بل لا ينجوا حتى الجسم — وهو محل راحة الروح والنفس والفكر — من عواقبه الخطيرة عندما يشتعل لهيب الغضب المحرق في وجود الإنسان ينصب الدم إلى القلب فينتشر في عروقه فيحمر لون وجهه وتأخذه الرعدة والرعشة، وتتأهب جميع الأعضاء لعملية الانتقام، ثم تستتبع من أنواع الأمراض: التهاب الأعصاب والسل الرئوي، وأنواع النزيف الدموي)(1).
2- وإن كان ناشئا من الحساسية النفسية فلا بد أن يعرف أن ذلك لا يناسب الإنسان العاقل، وإنه يؤدي به إلى أحط المراتب الإجتماعية، ويفقده ثقة إخوانه: المقربين إليه فضلا عن الآخرين فإن الحساسية (تؤثر على صفاء النفس وإعتدالها فتجعل فيها ظلاماً يمنعها من التفاعل الحيوي في آفاق الإسلام وتجعلها غير سوية في بعض تفاعلاتها ومشاعرها كما أنها تؤثر على استقامة العقل وموضعية التفكير فتأتي بعض نتائج التفكير خاطئة، وذاتية، وقد تسري العدوى إلى مجالات التفكير الأخر)(2) وهذا ما لا يرضاه عاقل لنفسه أبداً .
3- وإن كان من حالة اعتادها نتيجة تربية خاطئة فلا بد أن يعمل على تغييرها بالتدريج .
4- إذا تعرض الإنسان لحالة استفزازية عنيفة ومثيرة فالأفضل أن يغير وضعه الجسمي فإن كان واقفا جلس، وإن كان جالساً اضطجع .
يقول الإمام الباقر (عليه السلام): (إن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم، وإن أحدكم إذا غضب احمرت عيناه، وانتفخت أوداجه، ودخل الشيطان فيه، فإذا خاف أحدكم ( ذلك من نفسه فليلزم الأرض فإن رجز الشيطان يذهب عنه عند ذلك) (3).
ويقول الإمام الباقر(عليه السلام): (فأيما رجل غضب على قوم وهو قائم( فليجلس من فوره ذلك فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان، وأيما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسه فإن الرحم إذا مست سكنت)(4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجتبى اللاري، دراسة في مشاكل الأخلاقية: 137—138
(2) راجع بحث الحساسية في ثقافة الدعوة الإسلامية: الجزء 2 ، المطبوع سنة 1401هـ .
(3) ثقة الإسلام الكليتي، الأصول من الكافي، باب الغضب9 362/2.
(4) المصدر نفسه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|