المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



كيف تتعاملين أيتها الأم مع كنّتك (زوجة ابنك)؟ وما هو شعورك تجاهها؟  
  
1715   02:31 صباحاً   التاريخ: 12-2-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص263ـ266
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-20 208
التاريخ: 2-1-2020 3374
التاريخ: 2023-04-25 1299
التاريخ: 28-6-2021 2218

أنت تعلم عزيزي القارئ بأن الأم في الأصل في وجود الأبناء وهي بمثابة الفلاح الذي يسهر ويشقى ويتعب من أجل أن يكبر هؤلاء الأبناء ويصلوا إلى مرحلة الاعتماد على النفس. ولهذا السبب فإن الأم تشعر بأن أبناءها ملك لها وبالتالي فهي تريدهم وتودهم وتحبهم وهي في بعض الحالات تغالي في حبها لابنها وتعلقها به بحيث إنها لا تستطيع أن ترى من يشاركه حياته حتى لو كانت زوجته التي اختارتها له بنفسها، وبعد أن تختار الأم الفتاة المناسبة لابنها وتمر الأيام الأولى للزواج، ترى فجأة أن هذه الفتاة قد سيطرت على ابنها واستملكته واستحوذت عليه وصادرت حصيلة أتعابها وجهودها التي بذلتها على مدى سنين طويلة من أجل تربية ابنها وإيصاله إلى هذه المرحلة. ولهذا فهي تنزعج وتثور لأنها ترى ابنها الذي هو ثمرة تعبها وفلذة كبدها الذي بذلت من أجله كل طاقاتها وجهودها وأفنت عمرها وضحت بسعادتها وراحتها لتراه يتحدث ويتمازح ويضحك مع امرأة كانت حتى الأمس القريب غريبة عنه... وهنا تشعر بالألم يعصر قلبها وبشعلة نار تستعر في كيانها، هذه الشعلة التي تحرق حياتها وحياة ابنها وزوجته ويتصاعد منها دخان ورماد يزعجها كما يزعجهما ويخلق لها المشاكل. لنقرأ هذه الرسالة التي وصلتنا من هذا الأخ الكريم:

الرسالة:... أرجو أن تساعدوني لحل مشكلتي التي باتت تهدد حياتي وتتمثل هذه المشكلة في الخلافات القائمة بين زوجتي ووالدتي.

هذه الخلافات الني تصعّدت كثيراً في الآونة الأخيرة وأنا أعاني كثيراً منها حيث لا أستطيع أن أنفصل عن والدتي كما لا يمكنني الابتعاد عن زوجتي لأن والدتي هي التي تولت تربيتي ورعايتي منذ أن توفي والدي وكان عمري آنذاك أربع سنوات كما تولت تربية شقيقتي أيضاً فكانت والدتي تعمل وتنفق علينا حيث أدخلتنا المدرسة والخلاصة أنها تعبت كثيراً من أجلي ومن أجل شقيقتي فكانت هي الأب والأم بالنسبة لي فكيف يمكنني أن أتجاهل كل ذلك وأنفصل عنها؟! والدتي تبلغ حوالي الستين من العمر وهي لا تزال تعمل. تخرج من البيت في السابعة صباحاً لتعود إليه في الخامسة مساءً وهي مرهقة وتعبة حيث تبدأ المشاكل ساعة عودتها إلى البيت. والحقيقة أن والدتي كثيرة التوقعات قليلة التحمّل والصبر ومع احترامي لها فهي حسودة إلى حدٍ ما. فهي ومنذ لحظة عودتها إلى البيت توجه الانتقادات لزوجتي تختلق الذرائع والحجج. فمثلاً: إذا أغلقت زوجتي الباب بقوة فإنها تقول: لماذا تثيرين ضجيجا في البيت؟! وإذا أغلقت الباب بهدوء تقول لها: ماذا حدث حتى تتصرفي بمثل هذا الهدوء والتأني؟! وإذا ما احتدت زوجتي مع الأطفال ونهرتهم تقول لها: لماذا تتعاملين هكذا مع هؤلاء الأطفال الأبرياء؟! وإذا تركت الأطفال وشأنهم تقول لها: يا لك من امرأة غير مبالية! لماذا تركت الأطفال وشانهم؟!

... إذا أردت أن أقول كل شيء فإن ذلك يستوعب كتاباً بأكمله.

هل شاهدت أيها الأخ الكريم مريضاً يتلوى من شدة الألم الذي في داخله وأحيانا يصرخ من شدة الألم؟ إن الحسد مرض خطير ومؤلم يسبب لصاحبه الأذى والقلق ويخلق عنده حالة من عدم الرضا ويجعله يعترض دائماً ويختلق الذرائع والحجج وهذا دليل على وجود هذا المرض النفسي ونعني به الحسد الذي ينتشر في داخل الإنسان ويحرقه. فالإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول: [الحسد شر الأمراض](1) وقال علي عليه السلام أيضاً: [الحسد أحد العذابين](2) وإذا لم تتمكن أم من إطفاء شعلة الحسد في قلبها فستخلق مشاكل مع زوجة ابنها وأهلها وستحصل مشاجرات لفظية بينها وبينهم، والان نتابع بقية الرسالة:

الرسالة.... الويل لنا إذا جاءت شقيقة زوجتي أو والدتها أو أي أحد من أقاربها لزيارتنا فإن والدتي تغتاظ وتثور وتنزعج إلى درجة تجعل الضيوف يندمون على المجيء إلينا. ولكن عندما يزورن أحد أقربائي كشقيقتي أو شقيقي فإن والدتي لا يظهر عليها أي انزعاج أو تأثر بل إنها تظهر لهم الكثير من المحبة ويبدو عليها الارتياح... ولهذا السبب فإن أقرباء زوجتي وأهلها قلما يأتون إلى بيتنا وإذا قرروا المجيء إلينا وزيارتنا فإنهم يأتون عندما لا أكون أنا ووالدتي موجودين في المنزل ولهذا السبب أصبح عندها نوع من الحساسية وسوء الظن وهي تقول: أكيد هناك أمر ما يجعل أهل زوجتك يأتون إلى بيتك سراً. قل لأهل زوجتك وأقربائها أن لا يأتوا إلينا بعد الآن.

لا أطيل عليكم الكلام، والدتي تتصور أني لا أهتم بها وأني أطيع زوجتي في كل ما تقوله ولعل زوجتي تتصور أيضاً أني أطيع والدتي طاعة عمياء...

إني أرجوا منكم أن تجيبوا على رسالتي هذه وتقولوا لي ماذا عليّ أن أفعل في هذه الحالة؟ هل أستطيع أن أترك والدتي وأغادر بيتها؟... وإذا فعلت ذلك فماذا سيكون موقفي أمام الله يوم القيامة حيث لم أكن وفياً لها؟!

أقسم بالله لقد دخت أنا وزوجتي ولا ندري ماذا نفعل لكي ترضى والدتي. عندما تخدمها تنتقدها بشكل ما وعندما لا تقوم بخدمتها أيضاً تنتقدها بشكل آخر. عندما نتناول الطعام معها تلومنا وعندما لا نشاركها الطعام تلومنا وتنتقدنا أيضاً.. فماذا علينا أن نفعل في هذه الحالة؟

ما هو الحل الذي تقترحونه أيها القراء الأعزاء وما هي التوجيهات التي تقدمونها لهذا الزوج الشاب وزوجته؟ صحيح أن حق الوالدة هو فوق كل الحقوق وصحيح أيضاً أن الأم لها أكثر الحقوق على الأبناء الذين يجب عليهم في جميع الأحوال أن يقدموا الشكر لوالدتهم ويقدموا على خدمتها ولا يسببوا لها أي أذى أو إزعاج ولكن في نفس الوقت فإن الابن يجب أن لا يضيق سبل العيش والحياة عنى زوجته. ونقول لوالدة هذا الزوج الشاب: عليك أن تطفئي نار الحرقة والألم في قلبك أو تجنبي إظهارها على الأقل وكوني كسائر الأمهات وتعاملي مع زوجة ابنك على أساس المحبة والإخلاص - وإذا لم تتمكني من تنقية قلبك تجاهها فعلى الأقل نزّهي لسانك وهذبيه وتكلمي معها بكلام طيب وكفّي لفترة من الوقت عن مشاكستها وتوجيه الانتقادات إليها.

سبيل الإصلاح: إن السبيل لإصلاح الباطن هو إصلاح وتهذيب الظاهر ولا سيما تهذيب اللسان عن وعي وإخلاص. فالإمام أمير المؤمنين عليه السلام يقول: [من هذب لسانه اطمأن قلبه وازداد إيمانه بالله وازداد حباً لخلق الله](3).

ونقول لهذه الزوجة الشابة: إنك امرأة شابة والشباب هم أكثر من غيرهم أهل الكرم والتضحية. فكوني أيتها الأخت الكريمة صبورة حسنة الأخلاق والتعامل وتصرفي مع والدة زوجك كممرضة تحرص على مريضها فالقرآن الكريم يقول: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} [الفرقان: 63] لا تفكري أبداً بالدخول في نقاش مع والدة زوجك ورد الصاع صاعين إليها، بل عليك أن تفكري في معالجتها وإصلاحها وتعديل نظرتها إليك من خلال التعامل معها بلطف ومحبة إنك بهذه الطريقة سوف تستطيعين إن شاء الله تعديل تصرفاتها غير الصحيحة وبذلك تكونين قد أنقذت نفساً من العذاب والتألم والمعاناة وأرضيت الباري تبارك وتعالى وأرضيت نفسك وضميرك. تعوذي بالله من قصر النظر ومن شر الحاسدين لأن الحسد يحرق جميع الحسنات، فالرسول صلى الله عليه وآله يقول: [الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب](4).

ويقول علي عليه السلام: [الحسدٌ داءٌ عياءٌ لا يزول إلا بهلكِ الحاسدِ أو موتِ المحسُودِ](5) ويقول عليه السلام أيضاً: [الحاسد يظهر وده في أقواله ويخفى بغضه في أفعاله فله اسم الصديق وصفة العدو](6) ويقول أمير المؤمنين عليه السلام أيضاً: [ثمرة الحسد شقاء الدنيا والآخرة](7) فلنحذر أن تصل نار الحسد إلى قلوبنا وبيوتنا .

________________________________________

(1) غرر الحكم ودرر الكلم الآمدي ، حرف الحاء.

(2) نهج البلاغة.

(3) بحار الأنوار ج٧٣ ص ٢٥٥ باب ١٣١ ح ٢٦.

(4) غرر الحكم ودرر الكلم ، ج١ ص ٩٧ وص ١١٤.

(5) المصدر نفسه.

(6) المصدر نفسه.

(7) وسائل الشيعة ج١٤ ص ١٢٣ باب ٨٩ ح١. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.