أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-2-2018
1588
التاريخ: 1-07-2015
2384
التاريخ: 1-07-2015
1694
التاريخ: 1-07-2015
1523
|
وهي ـ على ما حكي [أي حكاه العلاّمة في « كشف المراد » : 154.] عن جماعة من الأوائل ـ عبارة عن طرف الامتداد الحاصل في مأخذ الإشارة ؛ وذلك لأنّا نتوهّم امتدادا آخذا من المشير ومنتهيا إلى المشار إليه ، فذلك المنتهى هو طرف الامتداد الحاصل في مأخذ الإشارة ، وذلك الطرف بالنسبة إلى الحركة والإشارة يسمّى جهة ، وهو مقصد للمتحرّك بنحو الوصول إليه ، وأمّا المكان فهو مقصد للمتحرّك بالحصول فيه.
قال
: ( وليست منقسمة ).
أقول
: لمّا كانت الجهة عبارة عن الطرف لم تكن منقسمة ؛ لأنّ الطرف لو كان منقسما لم
يكن الطرف كلّه طرفا ، بل نهايته تكون طرفا، وهذا خلف ؛ ولأنّ المتحرّك إذا وصل إلى
المقصد لم يخل إمّا أن لا يكون متحرّكا عن الجهة فلا يكون ما خلّف من الجهة ، أو
يكون متحرّكا إليها فلا يكون المتروك من الجهة.
قال
: ( وهي من ذوات الأوضاع المقصودة بالحركة للحصول فيها وبالإشارة ).
أقول
: الجهة ليست أمرا مجرّدا عن الموادّ وعلائقها ، بل هي من ذوات الأوضاع التي
تتناولها الإشارة الحسّيّة وتقصد بالحركة وبالإشارة ، فتكون موجودة ؛ لأنّ المعدوم
لا يكون منتهى الإشارة الحسّيّة ومقصد المتحرّك للحصول فيه ، مع أنّ الجهة يقصد
بالحركة الحصول فيها بمعنى الوصول إليها والقرب منها ؛ لأنّه المتعارف في التعبير
، فلا يرد أنّ الصواب أن يقال : « للوصول إليها » أو « القرب منها » كما في شرح
القوشجي (2).
وقوله
: « للحصول فيها » إشارة إلى دفع دخل مقدّر ، وهو أنّ ما يقصد بالحركة قد يكون
معدوما ، كالبياض الذي يتحرّك الجسم إليه من السواد ؛ فإنّه معدوم.
ووجه
الدفع : أنّه مقصود لتحصيله ، لا للحصول فيه.
قال
: ( والطبيعي منها فوق وسفل وما عداهما غير متناه ).
أقول
: المراد أنّ الجهة على قسمين : طبيعي وغير طبيعي.
والطبيعي
ما يكون بالطبع ويستحيل تغيّره وانتقاله عن هيئته وتبدّله.
وغير
الطبيعي ما يمكن تغيّره ، فإنّ القدّام ـ مثلا ـ قد يصير خلفا ، وكذا اليمين
واليسار يتبدّلان.
وأمّا
الفوق والسفل فلا تغيّر فيهما بالفرض ؛ لأنّ القائم إذا صار منكوسا لم يصر ما يلي
رأسه فوقا وما يلي رجله تحتا ، بل صار رأسه من تحت ورجله من فوق.
وهذه
الجهات التي ليست طبيعيّة وتكون متبدّلة غير متناهية ؛ لأنّها أطراف الخطوط
المفروضة وتلك الخطوط غير متناهية ؛ إذ يمكن أن يفرض في كلّ جسم امتدادات غير
متناهية ويكون كلّ طرف منها جهة.
والحكم
بأنّ الجهات ستّ مشهور لا أصل له ، وسبب الشهرة أنّ الإنسان يحيط به جنبان عليهما
اليدان وظهر وبطن ورأس وقدم ، والجانب الأقوى يسمّى يمينا ، وما يقابله يسارا ،
وما يحاذي وجهه قدّاما ، وخلافه خلفا ، وما يلي رأسه طبعا فوقا ، وما يقابله تحتا.
مضافا
إلى أنّ كلّ جسم يمكن أن يفرض فيه أبعاد ثلاثة متقاطعة على زوايا قوائم ، ولكلّ
بعد طرفان ، فلكلّ جسم جهات ستّ. والتعيين بملاحظة ما ذكر.
ولا
شكّ أنّ قيام بعض الامتدادات على بعض ممّا لا يجب في اعتبار الجهات ، فيمكن أن
يفرض من في جسم واحد امتدادات غير متناهية ، فتكون الجهات التي ليست لطبيعة غير
متناهية.
__________________
(1) الجهة ـ بالكسر ـ عند الحكماء
تطلق على معنيين : أحدهما : أطراف الامتدادات ، وبهذا المعنى يقال : ذو الجهات
الثلاث أو السبع ؛ إذ لا تنحصر الجهة بهذا المعنى في الستّ ، بل تكون أقلّ أو أكثر
، وتسمّى « مطلق الجهة ».
وثانيهما : تلك الأطراف من حيث إنّها
منتهى الإشارات الحسّيّة ومقصد الحركات الأينيّة ومنتهاها بالحصول فيه ، ويخرج
الحيّز والمكان ؛ لأنّ كلاّ منهما مقصد الحركات ومنتهاها.
انظر : « كشّاف اصطلاحات الفنون
والعلوم » 1 : 598.
(2) « شرح تجريد الاعتقاد » : 164.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|