أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-7-2022
2097
التاريخ: 30-3-2021
2314
التاريخ: 4-11-2021
1799
التاريخ: 24-1-2022
1672
|
لقد منح الله الإنسان العقل وميزه به عمن سواه، وجعل العقل ميزاناً يزن به الأمور وقوة سيطرة على النوازع الاخرى الكامنة في النفس ...
فإذن الإنسان ليس مطلق الحرية في كل ما تهوى نفسه، وتميل إليه فدور العقل في مملكة البدن هو دور الحاكم المتبوع، لا التابع، وهذه المنحة هي أعظم المنح الإلهية للإنسان ومن هنا امر الإسلام ابن آدم بالتفكير ، والتدبر في كل عمل يريد ان يقوم به ... فعن ابي عبد الله (عليه السلام) قال : (إن رجلاً أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له : يا رسول الله اوصني، فقال له : فهل انت مستوص ان انا أوصيتك ؟ حتى قال له ذلك ثلاثاً ، وفي كلها يقول الرجل : نعم يا رسول الله فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : فإني اوصيك إذا انت هممت بأمر فتدبر عاقبته فإن يك رشداً فأمضه، وان يك غياً فانته عنه)(1).
إذن الإنسان بحاجة إلى تأمل دقيقة، وتفكر عميق في العمل قبل ان يقدم عليه بالمتدبر يضع مشروع عمله على طاولة التشريح، ويدرس جميع احتمالاته من جميع جوانبها على المدى القريب والبعيد، وبعد ان يدرس المقدمات يستطيع ان يتوصل إلى النتائج المستقبلية ، ومدى تأثيرها عليه في المستقبل البعيد، علماً ان الإسلام يرفض الاعمال الارتجالية جملة وتفصيلاً ، ويأمر بالتفكر ، والتخطيط ، والتقنين المحكم قبل التنفيذ؛ ليحمي الانسان نفسه من الورطات و الهلكات ، ولئلا يذهب جهده هباء بلا فائدة مادية، او معنوية ، فعن امير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لولده محمد بن الحنفية قال : (من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ، ومن تورط في الامور غير ناظر في العواقب فقد تعرض لمفضعات النوائب، والتدبير قبل العمل يؤمنك من الندم، والعاقل من وعظه التجارب، وفي التجارب علم مستأنف وفي تقلب الأحوال على جواهر الرجال)(2).
ويقول (عليه السلام) : (الفكر في العواقب ينجي من المعاطب)
(الفكر في العواقب يؤمن مكروه المعاطب)
(إذا قدمت الفكر في جميع افعالك حسنت عواقبك في كل امر)(3)
وواضح ان التدبر في العواقب له دور فعال في جهاد النفس وترويضها ؛ لأن العقل يصبح هو الحاكم المسيطر والموجه لطاقات النفس إلى العمل الجاد المثمر ويمنعها من الانجرار وراء الاهواء والميول الشهوانية ... فالميول النفسية كتيار ماء غزير إذا ترك وشأنه فأنه سوف يخرب الديار، ويهلك الحرث والنسل، ويفسد الارض بالمستنقعات والاهوار، وأما إذا وضعت له السدود، والنواظم، وفتحت له القنوات، والجداول، فسيحول الارض إلى جنات تعطي الثمار والازهار، ويولد الطاقات الكهربائية وغير ذلك.
كذلك طاقات النفس ان وجهت إلى جهة الصلاح فستعطي الإرادة ، والقوة، والعزة ، والعزم، والبصيرة ... وهكذا إذا الزم الإنسان نفسه بالتدبر والتأمل في كل عمل يقوم به فسيكون ذلك طبعاً وعادة وسلوكاً، وبهذا يكون عارفاً مواضع اقدامه.
وفي هذا من الخير ما لا يعلمه إلا الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ثقة الاسلام الكليني ، الروضة من الكافي : 150 .
(2) الحر العاملي، وسائل الشيعة : 11/223.
(3) الأمدي، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم : 58.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|