المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

أيض الكاربوهيدرات
2023-12-04
الأغنام العراقية Iraqi sheep
17/9/2022
مُرَشح نطاق إيقافي band elimination filter= bandstop filter
17-12-2017
مفهوم المركزية الادارية
2-4-2016
إسماعيل القصير.
28-12-2016
لغز الساعة clock paradox
25-4-2018


الموافقة العقلائية مع الناس  
  
1779   11:22 صباحاً   التاريخ: 17-1-2022
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 311 ـ 313
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-10 1038
التاريخ: 25-7-2022 1722
التاريخ: 2023-07-10 1012
التاريخ: 31-12-2021 2409

قال الإمام علي (عليه السلام): (ليس مع الإختلاف إئتلاف) (1).

في تعامل المرء مع الناس، هل عليه أن يخالفهم، أم يوافقهم؟

وإذا كانت الموافقة معهم هي المطلوبة، فكيف يجب أن تكون؟

وهل من الصحيح، موافقة الناس بشكل مطلق، أم أن للموافقة حدود تجب مراعاتها؟

بديهة أن إجتماع الناس وائتلافهم يقوم على الموافقة فيما بينهم، فمن طبع الناس أنهم يتآلفون ويأتلفون مع من يوافقهم، في شتى المعاملات، ويحبونه، أما الإختلاف (*) فهو - بشكل عام - موجب للإضرار بإئتلافهم، وربما بحالة الحب فيما بينهم، وربما أكثر من ذلك، ومن هنا فكثرة الموافقة معهم من الأمور التي تسهل للمرء تعامله معهم، والدخول إلى قلوبهم.

إن من الناس من يتوسّل بالموافقة مع الناس، فيتسامح عن العثرات، ويعفو عن الزلات، ويتجنب الجدال العقيم في سبيل أن يحافظ على حسن التعامل معهم، بإعتبار أن هناك كثيراً من الأخطاء والزلات والعثرات وخصوصاً الجزئية - من الأفضل التسامح فيها للحفاظ على معاملة حسنة معهم، ومن الناس من يعش حالة توتر دائم مع الناس، ولا يعرف للموافقة معنى، ومؤشره يكون متجهاً ـ بشكل دائم - نحو اللاموافقة والزوايا الحادة، والتوتر في معاملتهم، والدخول في إختلافات معهم حتى بسبب أبسط الأشياء، ولا يعطي للعفو والصفح والتسامح والتنازل اهتماما، وبذلك تسوء معاملته لهم، وتنعكس آثار ذلك ـ سلباً ـ عليه وعليهم، وتمسي حياته أشبه بسفينة في بحر مضطرب.

 إن من حسن معاملة الناس موافقتهم، إلا أن هذه الموافقة يجب أن تتحقق فيها صفة العقلائية، فليس من الصحيح أن يوافقهم المرء ـ بصورة مطلقة ـ على كل فعل يقومون به في سبيل أن يكون مؤتلفاً معهم، لأن من أفعالهم ما هو خلاف الحق والخير والصلاح والفضيلة، وليس من الشرع والعقل موافقتهم على ذلك، لأن في موافقتهم وقوع في الباطل والشر والرذيلة أو تشجيع لها، صحيح أن المرء بإمكانه أن يعفو ويتسامح عن العثرات والأخطاء، التي يرتكبها الناس بحقه، أما أن يوافقهم على ما هو خلاف الدين والعقل وعلى ما يحل حراماً أو يحرم حلالاً، في سبيل أن يأتلف معهم فليس جائزاً ولا صحيحاً.

وهذا يقود إلى التذكير بما يعرف بالتوافق الاجتماعي (**)، فأن يتوافق الإنسان إجتماعياً مع قرناء صالحين، أو مع محيط صالح أو بيئة صالحة، هذا أمر حسن.

أما أن يتوافق إجتماعياً مع قرناء سيئين، أو محيط طالح، أو بيئة طالحة فليس صحيحاً ولا جائزاً، ويشكل خطراً عليه، وعلى الإجتماع.

وهكذا فإن الموافقة الواعية أو العقلائية ضرورة يحتاجها المرء في معاملته الناس: سواء في منزله: في تعامله مع أهله وأقاربه، أو في أي مكان آخر، فلكي يحسن معاملتهم، ويكسب ودهم، ينبغي له أن يتوسّل بكثرة الموافقة، وأن تكون موافقته عقلائية، يقول المثل الشهير: (لولا الوئام (***) لهاك الأنام).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الغرر والدرر.

(*) تثير مفردة الإختلاف كثيراً من الأمور والقضايا، الا أن المقصود هنا ترك الاختلاف الذي يسيء الى التعامل الخلقي بين الناس.

(**) التوافق الاجتماعي: هو موافقة الفرد ـ جزئياً أو كليا ـ للمحيط أو السلوك، وهو حالة اجتماعية تنشأ عن الاتصال بمحيط، أو الخضوع لنمط معين من التربية. ومن هنا فللتربية والبيئة (المحيط) علاقة وطيده بالتوافق الاجتماعي، فاذا صلحا، صلح الفرد، وخلاف ذلك صحيح تماما، وقد يحدث أن يتلقى الفرد تربية صالحة، ويتصل بمحيط طالح، أو العكس، وهنا يقع الفرد في نوع من الصراع، يحسم في النهاية الى أحد الجانبين، مع العلم بأن الجانب الأقوى هو المرشح لكسب الصراع، ومع العلم ايضاً بأن البيئة والتربية تترك آثارها الثقافية والسلوكية على الفرد، ولصلاح الفرد هو بحاجة الى تربية صالحة، وتفاعل مع المحيط الصالح، وموقف من المحيط الطالح، وحصانة ضد تأثيراته.

(***) الوئام: الموافقة، أي لولا موافقة الناس بعضهم بعضاً في الصحبة والمعاشرة لكانت الهلكة، المنجد في اللغة، فرائد الأدب في الأمثال السائرة عند العرب، ص1012. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.