مفاهيم الجغرافيا السياسية- الجغرافيا السياسية من منظور التباين الإقليمي |
2380
05:25 مساءً
التاريخ: 12-12-2021
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-1-2022
6169
التاريخ: 10-1-2021
4042
التاريخ: 20-10-2020
2180
التاريخ: 21-1-2021
2297
|
الجغرافيا السياسية من منظور التباين الإقليمي:
وحين بدأ يتزايد أنصار المفهوم الذي وضعه هتنر (١٩٢٠م)، والقائل بأن الجغرافيا هي علم الاختلافات المكانية أي دراسة العلاقة بين الطبيعة والإنسان في إطار إقليمي، فإن المفهوم العام للجغرافيا السياسية كان قد بدأ يسير على نفس الدرب.
وفي إطار هذا المفهوم الإقليمي، يمكن التمييز بين اتجاهين للجغرافيا السياسية، مع التأكيد على أن هذا الفصل يحمل قدرا كبيرا من التعسف، لما بين الاتجاهين من تداخل موضوعي وتوافق زمني، وأن هذا التمييز قد حاء لتسهيل مهمة الدراسة والبحث:
ا- الجغرافيا السياسية من منظور الإقليم الخاص أو المتميز: يقوم مفهوم الجغرافيا السياسية من خلال هذا المنظور على أساس دراسة الدول كوحدات مساحية خاصة أو متميزة Unique Areas .
ويعد الجغرافي الأمريكي "هارتسهورن" من أبرز رواد هذا الاتجاه في الجغرافيا السياسية. فغي اعتقاد هذا الجغرافي أنه إذا كانت الجغرافيا من وجهة نظر أنصار المنهج الإقليمي Chorologists هي علم المساحات الأرضية The Science of Earth Areas التي تدرس من خلال اختلافاتها المحلية، فإن الجغرافيا السياسية. كما يعتقد هارتسهورن - هي علم المساحات السياسية Science of Political Areas ، أو بصيغة أخرى هي العلم الذي يختص بدراسة الدولة كوحدة مساحية متميزة، في إطار علاقاتها مع غيرها من المساحات المتميزة أو الخاصة. ويتأكد هذا المفهوم أيضا من خلال التعريف الذي قدمه "ايست" في عام ١٩٣٧م، والذي يقول فيه " بان الجغرافيا السياسية في دراسة تباين الظاهرة السياسية من مكان لآخر تبعا لاختلاف الظروف الجغرافية"
وفي غضون عام 1954م، عاد هارتسهورن وطلع علينا بتعريف آخر للجغرافيا السياسية، حيت قال إنها هي: دراسة أوجه التباين والتشابه في الملامح المكانية للشخصية السياسية بوصفها جزءا لا يتجزأ من المركب الكلي لأوجه الاختلاف والتشابه بين أجزاء سطح الأرض، وأن تفسير التباين القائم في الملامح السياسية للاماكن المختلفة، ينبغي أن يتم في إطار علاقاتها المتبادلة مع كل المتغيرات المكانية الأخرى، المتصلة بها، سواء كانت هذه المتغيرات من أصل طبيعي وحيوي أو من أصل حضاري"
وبعد ست سنوات تقريبا، عاد هارتسهورن مرة أخرى وعدل صياغة مفهومه للجغرافيا السياسية من خلال تعريف أكثر بيانا وبساطة، مؤداه ان: " الجغرافيا السياسية تختص بدراسة تباين الظاهرات السياسية من مكان لآخر،
في إطار علاقاتها المتبادلة مع مختلف مظاهر سطح الأرض، الذي يمثل وطن الإنسان»
٢ - الجغرافيا السياسية من منظور الإقليم العام أو المتجانس: يقوم مفهوم الجغرافيا السياسية من خلال هذا المنظور على أساس دراسة الدول كوحدات مساحية متجانسة، بوصفها كائنات عضوية، يوحد بينها جميعا، السعي نحو البقاء والنمو حتى لو تطلب ذلك استخدام القوة.
وهذا المفهوم يستمد أصوله من فكرة الدولة العضوية التي طرحها راتزل في كتابه الجغرافيا السياسية. فالدولة في نظر راتزل - المتأثر بالتفسير الاجتماعي لنظرية دارون - ماهي إلا كائن حي، يرتبط مصيره بالأرض الملتصق بها، ولذلك فإن الضرورة تدفع الدولة إلى النمو عن طريق توسيع مجالها الأرضي حتى لو أدى ذلك إلى استخدام القوة، لأنها إن لم تنمو وتتسع، فستضعف وتزول، مثلها في ذلك مثل أي كائن حي.
ومن خلال فترة الإقليم العام أو المتجانس، انصرف اهتمام بعض الجغرافيين لدراسة سياسة القوة Power Politics حد من خلال بعض الأفكار المتعلقة بحاجة الدولة الفتية إلى التوسع الإقليمي، وإمكانية استخدام النظرية الجغرافية في تحقيق السيادة العالمية. وقد تجلى هذا الاتجاه في كتابات العديد من الجغرافيين، نذكر منهم على سبيل المثال، كل من: هالفورد ماكيندر H Mackinder نظرية قلب الأرض، جيمس فيرجريف Fairgrieve, الجغرافيا والقوة العالمية ١٩١5م)، إسحاق بومان Bowman (العالم الجديد، ١٩٢١م)، ونيقولاس سبيكمان
N , Spykman (جغرافية السلام، 1944م).
ويتضح من عناوين المؤلفات السابقة، أن النظرة العالمية كانت هي الطابع المميز لمضمون الجغرافيا السياسية، حتى أصبح من الأمور العادية أن يتطلع أي مواطن إلى اليوم الذي تصير فيه دولته امبراطورية عظمى.
ولقد كان من فرط اهتمام الجغرافيين بدراسة سياسة القوة، أن أصبح من الصعب التمييز بين الجغرافيا السياسية وذلك العلم الزائف المعروف بالجيوبوليتيكا، الذي سخره النازيون لخدمة أطاعهم التوسعية فالجيوبوليتيكيا - كما عرفها رائدها الأول كارل هاوسهوفر"، هي دراسة المكان من وجهة نظر الدولة، الأمر الذي يعني طبع الجيوبوليتيكا بالنظرة الذاتية، التي تخالف روح العلم وجوهره. فإذا كانت الجيوبوليتيكا في وصف أتباعها هي الضمير الجغرافي للدولة The Georaphical Consience of the State ، فإن من المنطق أن يغيب عنها الضمير العلمي والأخلاقي.
وفي ظل اهتمام الجغرافيين المتزايد بدراسة القوة، أصبح مجال الجغرافيا السياسية غير واضح، بعد تداخلها مع الجيوبوليتيكا وانحرافها عن الموضوعية العلمية. وقد ترتب على ذلك أن بدأت الجغرافيا السياسية تفقد احترامها وشخصيتها، كفرع أصيل من فروع علم الجغرافيا، خاصة بعد تدهورها بشكل ملحوظ في موطنها الأصلي (ألمانيا). أما في خارج ألمانيا، فقد بدأ العديد من الجغرافيين يساورهم الشك في مكانة الجغرافيا السياسية، كفرع جغرافي جدير بالاحترام، فقد أصبح كل شيء له صلة بالجيوبوليتيكا الألمانية أمرا بغيضا ومرفوضا، حتى أن بعض الجامعات الأوروبية أقدمت بالفعل على حذف الجغرافيا السياسية من مقرراتها الدراسية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|