المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

المحددات الاساسية لدور الاعلام المتخصص
5-8-2019
معنى الاودية
2024-07-24
فـوائـد السنـدات وأربـاح الأسـهـم لـحـساب الأربـاح والخـسائـر فـي البـنـوك
2024-09-09
قدرة الأرض الاستعمالية
4-12-2019
المرافق الإنزيمي Coenzyme Q) Q)
2023-11-20
وقت إخراج الزكاة
5-10-2018


الانفعالات النفسية عند المراهق  
  
3737   01:59 صباحاً   التاريخ: 6-12-2021
المؤلف : الشيخ نعيم قاسم
الكتاب أو المصدر : الشباب شعلة تُحرِق أو تُضيء
الجزء والصفحة : ص65ـ72
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

تمتد مرحلة المراهقة من سن الثالثة عشر إلى الحادية والعشرين، وقد تتأخر إلى الرابعة عشرة أيضاً، وتقسم إلى مرحلتين(1): الأولى حتى السابعة عشرة، والثانية إلى ما بعدها وصولاً إلى الحادية والعشرين، حيث تسمى الأولى المراهقة المبكرة، والثانية المراهقة المتأخرة، لوجود بعض الفروقات بينهما، لكن تحديد السن لا يكون حاداً في غالب الأحيان، فقد تتداخل زيادة السنة أو نقصانها بين المرحلتين، أي انتهاء المراهقة المبكرة عند الثامنة عشرة أو السادسة عشرة، لتبدأ بعدها المراهقة المتأخرة.

ويُصاحب مرحلة المراهقة نموٌ شامل، جسدي وعقلي ونفسي، تواكبه اضطرابات جسدية وعقلية ونفسية، بسبب هذه المرحلة الانتقالية الحساسة. ثم تستقر في نهايتها في اتجاهات واضحة ومحددة، حيث تكتملُ معالمُ الجسد شكلاً ووظيفة ومواصفات، وتتبلور قواعدُ العقل والتفكير في تحديد مسار الخيارات الشخصية والثقافية والمهنية والسياسية والمجتمعية، وتتجهُ النفس نحو إطارٍ يطبع حياة الشباب، التي تبرز مميزاتها في السلوك العملي، بحالة مستقرة أو قلقة، مؤمنة أو حائرة، متفائلة أو متشائمة، مطمئنة أو أمارة بالسوء... من دون نفي بعض التقلبات المحتملة مع تبدل الظروف والقناعات، ومن دون حدية لحالة دون اخرى، فقد يطغى اتجاه على آخر مع بقاء أثرٍ ما لنقيضه.

إذاً، نشهد في سن المراهقة انفعالات واضطرابات نفسية مصاحبة للنمو الجسدي والعقلي، وهي متفاوتة بين شاب وآخر، بين فتاة وأخرى، بين الشاب والفتاة، حيث تكون عادية وبسيطة أحياناً، وتكون حادة ومتوترة أحياناً أخرى، وما بينهما مراتب كثيرة. علينا أن نتعاطى مع الانفعالات النفسية بلحاظ خصوصيات المراهق، وأن نبحث عن الأساليب التي تزيد من مستوى اضطرابها وتوترها، فقد تكون جسدية، أو عقلية، أو تربوية، أو بسبب الظروف الاجتماعية المحيطة، أو مزيج من عدة أسباب، أو غير ذلك.

سنتناول في هذا البحث سبباً من هذه الأسباب لتوضيح الصورة، وتسهيل التعامل مع المراهق والمراهقة:

1ـ النمو الجسدي

تبرز التحولات في جسد المراهق في الطول والحجم والشكل، وكذلك في الأعضاء الخارجية، سنعرض لعدة تساؤلات وعناوين تسبب الاضطراب عند المراهق والمراهقة، ثم نسوقها كنماذج وأمثلة يجول بعضها في حسابات المراهقين بتفاوتٍ لا يمكن حسمه إلا بدراسات ميدانية تظهر مدى أهمية بعض العناوين بالمقارنة مع غيرها، حيث تختلف النسبة من بيئة إلى أخرى، وتتداخل عوامل عديدة في مدة الاهتمام بكلٍ منها، وبما أننا نوردها كأمثلة فهي لا تكون واردة بأكملها عند كل الحالات، وإنما قد يرد بعضها، كما قد يرد غيرها مما لم نورده. إنما نذكرها لتسليط الضوء على ما يخالج المراهق من مشاعر وانفعالات لمتغيرات جسده، وهذا ما سنفعله مع كل الأسباب الأخرى.

أ ـ العناوين والتساؤلات

* ظهور البثور على الوجه (حب الشباب) وما تسببه من حرج، في الشكل، أو تعليقات المحيط.

* الطول الزائد أو القصر الظاهر، بالمقارنة مع المعدل الوسطي.

* ثغرات جمالية تبرز في طول الأنف، أو الأذنين، أو شكل الوجه العام، أو السمرة الحادة، أو عدم تناسق الجسد بشكل عام.

* البدانة وفي مقابلها النحافة، بالمقارنة مع المعدل الوسطي.

* آلام في الرأس، أو المعدة، أو الأسنان ، أو الفاصل، يعاني منها بعض الأفراد.

* التعب وضعف الرغبة في القيام بأي مجهود.

* الرغبة بتوفر صفة ما موجودة عند غيره كقوة الجسد، أو الشهية على الأكل، أو التقليل من الطعام، أو شكل جديد، أو غير ذلك.

ب ـ كيفية تعامل الشباب معها

التربية والثقافة عاملان أساسيان ومؤثران في كيفية تعامل الشباب مع هذه العناوين والتساؤلات، ومع غيرها كما سيأتي. وقد ذكر أمير المؤمنين علي عليه السلام لولده الحسن عليه السلام سبب المبادرة إلى تأديبه بسلوك الإسلام، قائلاً: ((وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شيء قبلته، فبادرتك بالأدب، قبل أن يقسو قلبك، ويشتغل لُبُّك))(2).

إن التثقيف الديني عامل أساسي في تنمية الوعي وهداية الشباب إلى المعرفة السليمة، التي ترشده إلى قواعد الصلاح في حياته، ولا يمكن الاستغناء عن المعرفة الدينية، والا حلت محلها معارف أخرى يلتقطها المراهق من المدرسة والمجتمع ووسائل الإعلام، وتشكل عنده توجيها لمساره في حياته. وبما أن الفكر المادي هو السائد، فإن معرفة الشباب أو الشابة ستتأثر بهذا الاتجاه، فنكون بتخيلنا عن مسؤوليتنا الثقافية في تعريفه بالإسلام، قد دفعناه إلى المسار المادي الخاطئ.

وقد اجتمع فقهاؤنا على وجوب تعلم المكلف لمسائل الابتلاء في عباداته ومعاملاته ليؤديها بشكل صحيح، وهذا مدخلٌ طبيعي ليبدأ مع بلوغه ومراهقته رعاية الخطوات السليمة في تعامله مع متطلبات جسده وروحه ومحيطه الاجتماعي. إن العلم الديني بقواعده الأولية والضرورية مسارٌ حيوي لكل مكلف، يساعده على استقامة اختياره، وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام قوله: ((ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفهوا في الحلال والحرام))(3).

ما يعبر عن مأزق الاستهتار ــ في كثير من الحالات ــ بعدم بذل الجهد الكافي من المكلفين لتعلم أحكام الإسلام، وهذا ما يوقعهم في الجهل والانحراف. علماً بأن الخالق جل وعلا قد أعطانا من التسهيلات ما يساعدنا على تلقي العلم الديني بسهولة، ففي فطرتنا علمٌ أولي وقدراتٌ في خلق الله تعالى لنا تساعدنا على التفاعل الإيجابي مع الدين، قال تعالى {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5] ، وذلك بإيداع المقدمات المساعدة على التلقي السليم. ثم علينا أن نتعلم لنجمع بين إيماننا والعلم النافع الذي يرتقي بنا إلى الدرجات الأعلى، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11] .

لا يمكن بناء سبيل الانسان في هذه الحياة من دون خلفية فكرية يستند إليها، فان كانت صالحة صلُح المجتمع، وإن كانت فاسدة فسد المجتمع. إن العلم الديني ضروري لنتعرف على الحياة، وهو يشكل مع الإيمان سبيلنا لنتقدم بخطوات سليمة في السلوك، والحياة، وبناء المجتمع، فمع إضافة العلم العصري الذي يعرفنا شؤون دنيانا ومصالحنا فيها، نصل إلى المعرفة الحقيقية المتكاملة لدنيانا وآخرتنا، ففي الحديث الشريف: ((العلم علمان: علم الأبدان وعلم الأديان))(4) ونحن بحاجة إليهما في حياتنا.

لا يخفى تأثير الأهل والمربين على الشباب لإعانتهم في مرحلة المراهقة، وما نتحدث عنه مسؤولية يتحملها الشاب والفتاة في التعامل مع هذه المرحلة ومتغيراتها، لا يعفي الأهل والمربين لمواكبة كل منهما في الاتجاه الإيجابي نفسه، كما لا يعفي الشاب والفتاة في تحمل كل منهما للمسؤولية الكاملة إذا لم تتيسر له الظروف الملائمة المساعدة له، في وجوب سعيه لتوفيرها في الحد الممكن، وأن لا يستسلم للأمر الواقع مهما كان صعباً ومعقداً.

لاحظ معي هذين النموذجين المتناقضين في التثقيف والتربية، وما يترتب عليهما من آثار:

الأول: يؤمن بمادية الحياة والفرصة الدنيوية في المتاع والملذات التي لا يصح تفويتها. انطلاقاً من هذه النظرة، يعتبر جمال الجسد وتحقيق رغباته غايةً لا مناص من نيلها، وإلا خسر خسارة لا تعوَّض. وهنا تتحول بعض العناوين والتساؤلات عند الشباب إلى مشكلة حقيقية: كالبثور على الوجه، والثغرات الجمالية، والبدانة، وقوة الجسد، فيحاول الشاب بشتى الوسائل أن يعالج الثغرات الجمالية التي لا يجد لها علاجاً، خاصة إذا ارتبطت بالصفات الخلقية، كالشكل أو الطول أو غيرها، وهذا ما يزيد من اضطرابه لعدم حصوله على العلاج الملائم...

الثاني: يؤمن بقضاء الله وقدره، وأن الدنيا متاعٌ مؤقت، وما يمر به في مرحلة المراهقة مرحلةٌ مؤقتة سرعان ما تتبدل وتتغير نحو الأفضل إذا أحسن اجتيازها. عندها يتصرف مع جسده بموضوعية واتزان، فالشكل والطول واللون من خلق الله الذي لا تبديل له، وهو ما قسمه الله للإنسان، وأما البثور والبدانة والتعب وغيرها، فيسعى لمعالجتها ما أمكنه ذلك، بتنظيم طعامه وعدد وجباته، وممارسة نشاطٍ رياضي، أو بعرض نفسه على طبيب مختص لمعالجة ما يعاني منه، ويهيئ نفسه بقبولٍ حسنٍ للنتائج مهما كانت، ويستعين على شهوته بضبطها من الخارج، بغض البصر، وعدم الاختلاط ، والقيام بإجراءات الحماية اللازمة، إلى أن تحين الفرصة التي يتمكن معها من الزواج، كل ذلك في إطار السعي نحو الممكن، والرضا بالنتائج، وتوقع الثواب والأجر من الله تعالى على سعيه وصبره، وما يُمكّنه من الاستقرار النفسي، وعدم الوقوع في فخ الاضطراب والفوضى، فإن حصل له بعض الاضطراب، كانت لديه القدرة على المعالجة، وتقليل الآثار السلبية، فلا تتراكم مضاعفاتها للمستقبل. إن إيمانه بالمقدَّر والممكن، وتربيته على السعي وبذل الجهد ثم قبول النتائج، يؤثران في كيفية تعاطيه مع ما يحط بنمو جسده.

إن تعامل الشباب مع الخيار الثاني، ضمن منظومة ثقافية وتربوية تواكبه، يساعدهم على التعامل مع مرحلة المراهقة بانتقال هادئ إلى المرحلة التي بعدها، وبأقل قدرٍ من الاضطراب النفسي والاجتماعي، خاصة مع وجود القابلية للمعالجة عند الوقوع في الأزمات والأخطاء.

__________________________

(1) قاسم، الشيخ نعيم، حقوق المعلم والمتعلم، ص:84.

(2) نهج البلاغة، الكتاب 31.

(3) العلامة المجلس، بحار الأنوار، ج1 ، 213.

(4) ابن ابي جمهور الاحسائي، عوالي اللئالي، ج2، ص:30. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.