هذا النوع من الممثلين مهما بذل جهداً من الدراسة للشخصية وحاول أن يقدمها فأنه عاجز عن التأثير أن لم يكن تأثيره سلبي على الشخصية ومن ثم باقي الشخصيات وبالتالي على مجمل العمل لمحدودية موهبته وقدرته المتواضعة في الأداء وعندما يوافق على أداء الدور فعليه أن يقتنع اولاً به ويقتنع بالموضوع الذي سيقدمه من خلال الدور والنص بالكامل لأنها رسالة يجب أن يؤديها بأحسن صورها ويقارن قابليته وإمكاناته وأداء هذه الشخصية لكي يكون صادقاً في أداءه وإذا شعر بأنه غير مقتنع سواء في الدور أو النص فعليه أن يعتذر لأن قبوله سيرتد عليه بالفشل مهما حاول أن يقدم لأنه سيظل مجرد تمثيل والكاميرا مثلها مثل جهاز كشف الأمراض سيظهر ذلك في أداءه وتشتت مشاعره التي سيشعر بها المتلقي حتماً، وإذا قال أنه سيقدم الشخصية بموهبته وقدرته فانه سيقع في وهم كبير لأن المشاعر المزيفة والمصطنعة ستفضي إلى كلمات جوفاء تظهر بجلاء ولا يمكنها أن تمر على المشاهد ليتحمل هذا الممثل المسؤولية أمام المتلقي وهي مسؤولية كبيرة إذا ما كان هذا الممثل جيد له تاريخ يريد الحفاظ عليه أو أنه ممثل جيد يريد أن يثبت جدارته. وعليه أن يعي بأن المتلقي إنسان يتأثر بالعلاقة التي تربطه من خلال الشاشة ويتحسس مواطن الضعف والقوة في العطاء لأنه يبكي قبله في مواقف الحزن ويضحك قبل أن يكمل النكتة.

فالممثل عليه واجب كبير ويجب عليه أن يتحمل هذا الواجب وأن يؤديه بصدق وامانة من خلال تحليه بالصبر في الكشف عن الشخصية وبالتالي تقديم هذه الشخصية بكل معاناته وما يبذله من جهد عضلي ووقت واعصاب ومن هذا فعليه أن يتسلح بسلاح الثقافة والصبر والإرادة وفوق هذا التواضع ليكون واعياً لما يقوم به مسيطراً على مشاعره حتى وأن اطلق العنان لها ليكون أداءه ليس مجرد أفعال ميكانيكية بما يتطلبه الأداء بما لا عمق شعوري وإحساس إنساني. وعليه أن لا يشترك في ما يبعده أو أن يتقاطع وأفكاره أو معتقداته وموقفه وما هو بعيد عن قناعاته لأنه بالأول والأخير قائد في هذا المجتمع وعليه أن يكون قدوة وأن يتحمل المسؤولية.