أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
4494
التاريخ: 3-1-2023
1419
التاريخ: 1-2-2016
4229
التاريخ: 2024-09-02
327
|
مصبا- خلق اللّه الأشياء خلقا ، وهو الخالق والخلّاق. قال الأزهري :
ولا تجوز هذه الصفة بالألف واللام لغير اللّه تعالى وأصل الخلق التقدير يقال خلقت
الأديم للسقاء إذا قدّرته له ، وخلق
الرجل القول : افتراه ، واختلقه : مثله ،
والخلق : المخلوق. والخلق : السجيّة. والخلاق : النصيب. وخلق الثوب إذا بلى ، فهو
خلق ، وأخلق الثوب لغة. والخلوق : ما يتخلّق به من الطيب ، والخلاق بمعناه. وخلّقت
المرأة تخليقا فتخلّقت هي به. والخلقة : الفطرة.
مقا- خلق : أصلان ، أحدهما تقدير الشيء ،
والآخر ملاسة الشيء فالأوّل فقولهم خلقت الأديم للسقاء إذا قدّرته. ومن ذلك الخلق
وهي السجيّة ، لأنّ صاحبه قد قدّر عليه. وفلان خليق بكذا ، وأخلق به ، أي ما أخلقه
، أي هو ممّن يقدّر فيه ذلك. والخلاق : النصيب ، لأنه قد قدّر لكلّ أحد نصيبه. ومن
الباب رجل مختلق : تامّ الخلق. والخلق خلق الكذب وهو اختلاقه واختراعه وتقديره في
النفس. وأمّا الأصل الثاني : فصخرة خلقاء أي ملساء. ويقال اخلولق السحاب استوى
ورسم مخلولق إذا استوى بالأرض. والمخلّق : السهم المصلح. ومن هذا الباب أخلق الشيء
وخلق إذا بلى ، وأخلقته أنا : أبليته ، وذلك انّه إذا أخلق املاسّ وذهب زئبره.
ويقال المختلق من كلّ شيء ما اعتدل. والخلوق معروف ، وذلك انّه إذا خلّق ملس.
ويقال ثوب خلق وملحفة خلق ، يستوي فيه المذكّر والمؤنّث.
التهذيب 7/ 25- قال الليث : الخليقة : الخلق
، وجمعها الخلائق. ابو عبيد عن أبى زيد : انّه لكريم الطبيعة والخليقة والسليقة :
بمعنى واحد. والخلق في كلام العرب : ابتداع الشيء على مثال لم يسبق اليه. وقال
أبو بكر بن الأنباري الخلق في كلام العرب على ضربين ، أحدهما : الإنشاء على مثال
أبدعه ، والآخر التقدير- {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون : 14] - معناه أحسن
المقدّرين ، وكذلك- {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} [العنكبوت : 17] - أي تقدّرون كذبا. قلت :
والعرب تقول- خلقت الأديم إذا قدّرته وقسته لتقطع منه مزادة أو قربة أو خفّا. قال
الليث : الأخلق : الأملس من كلّ شيء.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو أيجاد
شيء على كيفيّة مخصوصة وبما أوجبته ارادته واقتضته الحكمة- راجع- بدع.
والفرق بين الخلق والإيجاد والأحداث
والإبداع والتقدير والجعل والاختراع والتكوين : انّ النظر في الإيجاد الى جهة
إبداع الوجود فقط ، وفي الأحداث الى الإيجاد من جهة الحدوث وكونه حادثا ، وفي
الإبداع الى الإيجاد على كيفيّة لم يسبقها غيرها ، وفي الخلق الى كون الإيجاد على
كيفيّة مخصوصة ، وفي الاختراع الى جهة الاشتقاق بسهولة ، وفي التقدير الى جهة
التحديد وتعيين الحدود فقط ، وفي التكوين الى الإيجاد ومن جهة حالة الكون والبقاء
اجمالا ، وفي الجعل الى جهة احداث تعلّق وارتباط.
فهذه الخصوصيّة ملحوظة في موارد استعمال
المادّة ، وليس مفهوم التقدير والملاسة والبلى والتماميّة والطبيعة والنصيب
والاستواء من حيث هو من مصاديق الأصل الواحد ، بل بلحاظ تحقّق الإيجاد على خصوصيّة
معيّنة ، وانّما يعبّر في هذه- الموارد بالمادّة المزبورة : للاشارة الى التأكيد
أو المبالغة أو لطيفة اخرى.
ويدلّ على انّ الخلق غير التقدير والتسوية
والتصوير : قوله تعالى-. {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان : 2] - {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} [الأعلى : 2] - {خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ
صَوَّرْنَاكُمْ} [الأعراف : 11] فانّ التقدير قد تحقّق بعد الخلق ، وكذلك التسوية
والتصوير.
ويدلّ على كونه غير الإيجاد والإبداع : قوله
تعالى- {خَلَقَ
مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا... }
[الفرقان : 54] ، {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ ...} [النحل : 4] ، {خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [النور : 45] {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ
مِنْ نَارٍ}
[الرحمن : 15] - ممّا يدلّ على صدق مفهوم الخلق إذا كان من مادّة وسابقة.
وعلى هذا يجوز اطلاق الخالق على غير اللّه
المتعال ، فانّ احداث شيء على خصوصيّة وصورة معيّنة من مادّة موجودة : ممكن لغيره
تعالى. وبهذا اللحاظ صحّ التعبير بقوله تعالى- {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} [الحجر : 86] - {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ
الْخَالِقِينَ} [المؤمنون : 14] -{وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} [الصافات : 125].
وأمّا كونه أحسن الخالقين : مضافا الى قدرته
التامّة وعلمه وحكمته واحاطته ، انّ خالقيّته إذا كانت عن مادّة وسابقة ، فتلك
المادّة أي ضا من خلقه ، ولا يمكن لغيره تعالى أن يخلق شيئا من دون سابقة أو
بسابقة منه ، وعلى هذا الاعتبار اطلاق الآيات الكريمة- { لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ...} [الأنعام : 102] ، {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ...} [الرعد : 16] ، {هَلْ
مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ} [فاطر : 3] - فانّ الخالق المطلق الحقّ هو اللّه العزيز المتعال ،
وخالقيّة غيره بواسطته وفي المرتبة الثانية ، كرازقيّتهم وقدرتهم وعلمهم.
ثمّ إنّ خالقيّته إمّا في الموضوعات
الخارجيّة - {خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ... } [البقرة : 164] ، {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ...} [النحل : 4] ، {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ...} [فاطر : 11] ، { وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ}... [النحل : 5] ، {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ} [النور : 45]. وإمّا في
الموجودات اللطيفة- {وخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مٰارِجٍ ...} ، {أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا...} [الصافات : 150] ، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ...} [الذاريات : 56] وإمّا في
الكيفيّات المحسوسة- {خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} [الأنبياء : 33] - فانّ النهار والليل
كيفيّتان حاصلتان للأرض بواسطة حركتها الوضعيّة في قبال الشمس ، وخلقهما بواسطة
خلق الأرض على كيفيّة وخصوصيّة وأطوار معيّنة. و{خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ } [الملك : 2]- فانّ الحياة والموت من أطوار وجود الموجودات الحيّة ،
وحالتان مختلفتان لها ، وكيفيّتان محسوستان فيها.
وامّا جهة تقديم الليل والموت في مقام الخلق
: فانّ الأرض. ذاتا ظلمانيّة وكذلك ما خلق منها من الحيوان والنبات ، والنور
والحيات عارضتان فيها.
{وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} [العنكبوت : 17]- التعبير
بالخلق : اشارة الى المبالغة في جعل الكذب والى أنّ قولهم لا واقعيّة له أصلا ،
وانّهم يحدثونه ويبدعونه.
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات : 96] - هذا قول
ابراهيم (عليه السلام) لقومه بعد أن كسر أصنامهم ، والمراد ما يعملون ويصنعون من
الأصنام ثمّ يعبدونها ، فانّ مولّدها مخلوقات اللّه المتعال.
{ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ
تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ
وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكمْ}
[الحج : 5] - يقال خلّقه فتخلّق ، والتفعيل للمبالغة والتأكيد ولنسبة الفعل الى
المفعول ، أي ناظر الى جهة وقوع الفعل ومنظور فيه هذا اللحاظ ، والتفعّل :
لمطاوعته ، كما انّ التفاعل المطاوعة المفاعلة ، والافتعال لمطاوعة اصل الفعل
المجرّد ، والتعبير بالمخلّقة في المضغة : اشارة الى حقيقة الخلق وتحقّقه في هذه
المرتبة ، بمعنى انّ الإيجاد على خصوصيّة وتعيين الخصوصيّات والمقدّرات انّما
يتحقّق في هذه المرتبة ، وأمّا قوله تعالى- { غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ } : فلعلّه يدلّ على أنّ تعيين الخصوصيّات قد لا يكون في هذه المرتبة
في الجملة أو بالجملة ، واللّه العالم.
والتخلّق يكون عبارة عن الاتّصاف بتحقّق
تكوّن شيء مع تعيّن الخصوصيّات ، ويطلق هذا اللفظ في مقام تكوّن الصفات
الباطنيّة.
والخلق : فعل بمعنى ما يفعل كالشغل والشغل ،
بمعنى ما خلق من طبيعة أو سجيّة ، ويستعمل في السجايا الباطنيّة - {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم : 4] - {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} [الشعراء : 137].
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|