أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2019
2260
التاريخ: 22-12-2015
2213
التاريخ: 4-1-2016
8890
التاريخ: 2024-08-17
316
|
أهمية الاستهلاك المائي:
يعد الماء ضرورياً لنمو وإنتاج المحاصيل، إذ تستهلك النباتات مياه التربة مباشرةً بعمليتين مهمتين هما عملية النمو Growth وعملية التعرق Transpiration فالماء وغاز ثاني اوكسيد الكربون تعد مواد أولية يحتاجها النبات من أجل تركيب المواد العضوية (السكريات) التي تستهلك في التنفس والنمو، كذلك يستهلك النبات كميات كبيرة من الماء أثناء عملية التعرق وتبلغ مجموع كمية المياه التي يفقدها النبات بالتعرق خلال مدة حياته أضعافاً عدة لِما يحتويه من ماء في مدة زمنية محدودة.
وعلى الرغم من اختلاف حاجة النباتات إلى الماء باختلاف أنواعها وأطوار نموها إلا أن النباتات لا تستطيع الاستغناء عن الماء للأسباب الآتية:
1- إنَّ البذور لا تنبت إلا بوجود الماء وإن انقسام الخلايا واستطالتها لا يتم إلا بوجوده.
2- يعد الماء دم الحياة بالنسبة للنبات الذي يتم طرح معظمه عن طريق الثغور الموجودة في الأوراق.
3- يشكل الماء نسبة كبيرة من جسم النبات تتراوح بين 80 – 90% من وزن النبات النامي أما في البذور فإن نسبته تتراوح من 5 – 12% من وزنها.
4- يمثل الماء وسيلة نقل رئيس للمواد الغذائية من التربة وتوزيعها على أجزاء النبات، وهو أساس عملية تبادل الطاقة بين أجزاء النبات للحفاظ على درجة حرارته وبقائه في الحدود المطلوبة لنموه.
5- يدخل الماء في تركيب أنسجة وتكوين جسم النبات، وإن تكوين غرام واحد من المادة الجافة داخل النبات يستهلك 500غم من الماء الذي يتبخر من سطوح جسمه والتي يجب إضافتها لضمان رجوع النبات إلى حالته الطبيعية.
6- يتم عن طريقه إتمام العمليات الكيمائية والطبيعية داخل النباتات ويحتاجه النبات في عملية البناء الضوئي كونه مصدراً للإلكترونات اللازمة لاختزال ثاني أُوكسيد الكاربون Co2 وإنَّ الإنزيمات المختلفة لا تكون فعَّالة إلا في محيط مائي، وبالماء تبقى الأوراق غضّة ومعرضة إلى ضوء الشمس.
7- يمثل الماء سلسلة متصلة تبدأ من التربة وتنتهي في الأوراق ثُمَّ الهواء وبواسطة هذه السلسة يحصل النبات على الأيونات المهمة في تغذيته، ويكوّن الماء جزءاً كبيراً من بروتوبلازم خلايا النبات وعندما يقل تقف معظم العمليات الحيوية للخلية، إذ يدخل الماء في تركيب البروتين والكربوهيدرات والأحماض الأمينية والأنزيمية وهو مذيب عام لأغلب المواد الموجودة في الخلية وبذلك يسمح بدخولها في أي تفاعل بايولوجي.
ويتضح مِمّا تقدَّم أنَّ استهلاك النباتات للماء يُعدُ أمراً ضرورياً في نشأتها وتكوينها، وإن المعلومات أو التعرّف على قيم الاستهلاك المائي للمحاصيل ولاسيما في المناطق الجافة وشبه الجافة له أهمية كبيرة من نواحٍ عدّة منها تزويد النبات بالمتطلبات المائية الفعلية وتقنين مياه الري فضلاً عن تطوير أنظمة الري، كما أنَّ إدخال واستثمار أراضٍ جديدة في الزراعة يتطلب تقدير قيم الاستهلاك المائي التي ستزرع فيها ومقارنتها بالمصادر المائية المتوافرة.
إنَّ قيمة الاستهلاك المائي لمحصول معين تتحدد من خلال الظروف المناخية السائدة خلال موسم نمو المحصول نفسه، كما أن مفهوم الاستهلاك المائي يكون مشابهاً لمفهوم التبخر- النتح ويكون لبعض المحاصيل متساوياً تقريباً في قيمته لقيم التبخر - النتح بعدِّه أنَّ قيم الماء المستهلكة في بناء أنسجة النبات قليلة جداً مقارنةً مع قيم التبخر- النتح.
وإنَّ معرفة الاستهلاك المائي لمحصول معين يكون مهماً للأسباب الآتية:
1- وجود علاقة وثيقة بين المتطلبات المائية للمحصول وبين نموه الأمثل.
2- عند عدم إضافة الماء بحسب المتطلبات المائية ومعدل الاستهلاك المائي للمحصول سوف تتولد ظروف جفاف وظروف إجهاد مائي وكذلك انخفاض في الحاصل أو حتى موت للنبات في الحالات القاسية من الجفاف أو التغدق.
3- إن مفهوم استهلاك النباتات للماء مع الأخذ بنظر الاعتبار الأمطار والضائعات المائية يحدد سعة قنوات وأنابيب نقل الماء والخزانات ومحطات الضخ خصوصاً في مرحلة أقصى استهلاك مائي للمحاصيل الزراعية، إذ توجد مراحل معينة تكون فيها الاحتياجات المائية قليلة أو متوسطة في حين توجد مراحل أخرى من النمو يكون فيها الاحتياج كبيراً جداً وتسمى هذه المرحلة بـ (قمة الاستهلاك المائي لنباتات المحصول) (Peak of moisture consumptive use periods) إذ تكون فيها معدلات كمية المياه المستهلكة أكبر بكثير من المعدلات الشهرية للاستهلاك المائي.
لذلك فإنَّ معدل الاستهلاك المائي للمحصول يعد القاعدة لتحديد الحاجة المائية للمحصول وكذلك القاعدة لإجراء الخطط اللازمة لتنظيم عملية الري.
4- تفيد معرفة الاستهلاك المائي في تحديد المساحة المخصصة للزراعة تبعاً للأسس الاقتصادية التي تشمل مقدار العائد من المحصول طبقاً لكلفة الوحدة من المياه المستهلكة للإنتاج.
بناءً على ما تقدَّم تأتي أهمية الاستهلاك المائي في العراق لكونه يقع ضمن حدود المنطقة الجافة وشبه الجافة، كما أن التوصل إلى التقدير الجيد لمعدلات الاستهلاك المائي للمحاصيل الزراعية يتيح إمكانية تحاشي الكثير من المشاكل منها تزايد الطلب المستمر على إيصال مياه الري مع وجود تحديدات في وفرة المياه العذبة ووجود شحَّة في الأمطار تتطلب استثماراً فعلياً لتلك المياه.
كما أنَّ مشكلة مصادر مياه الأنهار قد تفاقمت في الوقت الحالي وذلك بغية توزيع حصص المياه بين الدول التي تقع على مجرى النهر كما هو الحال بين تركيا وسوريا والعراق على نهري دجلة والفرات ، كذلك بين دول الاتحاد الأفريقي الواقعة على مجرى نهر النيل، لذلك فإنَّ الأمر يحتاج إلى تقديرات دقيقة لقيم التبخر- النتح حتى يتم معرفة كمية المياه التي يحتاجها المحصول بحسب طور نموه والظروف المناخية السائدة ومن ثُمَّ تجهيزه بتلك الكمية وتحاشياً لمشاكل الصرف والحفاظ على التربة من التغدق والتدهور مع إمكانية ضمان إنتاجية عالية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|