أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-28
![]()
التاريخ: 22-6-2017
![]()
التاريخ: 22-6-2017
![]()
التاريخ: 2024-08-28
![]() |
إن قوله تعالى : {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة : 179] أبلغ آية في القرآن الكريم وأفصحها ، وهي في إيجازها قد ارتقت سماء الإعجاز ، لما اشتملت على فنون البلاغة والإيجاز ، وجمعت بين قوة الاستدلال وبراعة اللفظ ؛ فتحدت فرسان الفصاحة والبيان ، وقد أفادت حكماً لم يكن من قبل معروفاً في أسلوب رصين وعذوبة في الألفاظ ، وتضمنت من الفوائد والحكم في تنظيم النظام ما لا يبلغ به عقول الأنام ، واشتملت على أنحاء من البلاغة ما لا يوجد في أي أثر منقول عن العرب ، ونحن نذكر بعضاً منها :
الأول : الطباق بين القصاص والحياة ، فإن الأول يفوت الثاني ، فهو في مقابلها.
الثاني : فصاحتها في تلائم الألفاظ وعذوبتها وسلامتها ، ورصانتها في الأسلوب، الإيجاز في العبارة ، فقد جمعت بين جمال اللفظ وسمو المعنى.
الثالث : اشتمالها على جعل الضد متضمناً لضده ، أي الحياة في الاماتة.
الرابع : تعريف القصاص بلام الجنس ، ليشمل كل أنوع القصاص ، من القتل والجرح والضرب.
الخاص : تنكير الحياة للإشعار بأن في الحكم حياة عظيمة لا يمكن الاستهانة بها ، أو لأجل أن القصاص لم يكن سبباً لمطلق الحياة ، بل لنوع من أنواعها ، فيكون التنوين فيها إما لأجل التعظيم ، أو لأجل التنويع.
السادس : جعل القصاص ظرفاً للحياة ، لبيان أن القصاص يحمي الحياة من الآفات ، وهذا من غرائب الحكم.
السابع : تقرير أن الحياة هي المطلوبة ، وأن القصاص وسيلة إليها ، وهذا من أسمى الحكم في جعل هذا التشريع.
الثامن : الإطراد في أن كل قصاص حياة.
التاسع : اشتمالها على التسلية لأولياء المقتول.
العاشر : اشتمالها على التخويف والارتداع ، لمن تسول له نفسه الجريمة.
الحادي عشر : تحريض المجتمع - الذي تقوم به الحياة النوعية - على حفظ الأفراد.
الثاني عشر : خلو الآية المباركة من التعقيد والتكرار والإبهام ، وغير ذلك مما ذكروه في المأثور عن العرب في المقام.
وهنا نزر يسير مما يمكن ذكره في هذه الآية الشريفة ، وقد صنف بعض العلماء كتاباً في الأنحاء الأدبية لهذه الآية الكريمة ؛ وهو لم يصل إلى الغاية ، كيف وقد صدرت ممن لا نهاية لكماله ، ولهذه الآية وقع في النفوس في مثل المقام ، فإن فيه توطيناً على تقبل هذا التشريع الجديد؛ وإن براعتها وعذوبتها لتخفف ما يترتب على هذا الحكم من إزهاق النفوس ، فسبحان من جلت آلاؤه وبهرت آياته وتمت حكمته.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|