هذه الوكالات هي التي (تحتكر) وتسيطر على العمل الاخباري في العالم من حيث جمع الاخبار وتوزيعها بالرغم من ان هناك وكالات في اكثر من مائة دولة في العالم (1)، ومن هنا يمكن القول بأن عملية التدفق الاعلامي تسير في اتجاه واحد تقريبا، من الاغنياء الى الفقراء، او من الاقوياء الى الذين لا يستطيعون، ولهذا تصبح الاخبار التي يريدها هؤلاء الاقوياء (وفقا لسياستهم) هي التي تستأثر بالاهتمام وهي التي تنشر على اوسع نطاق، بينما لا يشعر احد بالكثير مما يجري في الدول الفقيرة او دول العالم الثالث، التي لا يتيسر لها نشر اخبارها الا على نطاق ضيق جدا من خلال وكالات الانباء (الفقيرة) التي تملكها، والتي لم تستطع اجتياز النطاق المحلي الى النطاق العالمي، ولذلك فان جميع هذه البلاد الفقيرة تترجم معاناتها تلك الى نوع من الاتهام الموجه ضد الوكالات العالمية، وانصب هذا الاتهام على ثلاث نقاط هي:

• اولا: ان هذه الوكالات الغربية لا تراعي اهتمامات الدول النامية واحتياجاتها.
• ثانيا: ان هذه البلاد الفقيرة او بلدان العالم الثالث لا تحصل من خلال هذه الوكالات الغربية على المعلومات المناسبة والكافية عن بلادهم واقاليمهم المختلفة.
• ثالثا: ان هذه الوكالات الغربية تبرز للعالم صورة خاطئة منحازة وغير منطقية للدول النامية (2).

ان الامر الهام الذي ينبغي ان نؤكد عليه قبل الانتهاء من هذا الحديث عن وكالات الانباء، هو ان هذه الوكالات كما اتضح لنا مما تقدم، اصبحت جزءا لا يتجزأ من التخطيط السياسي لأي بلد من البلدان، وعلى المستويين الداخلي والخارجي، واصبحت هذه الوكالات بمثابة ادوات هامة ووسائل تعمل في خدمة اهداف معينة.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

1. مؤسسة الاعلام الهندسية: الاخبار، ص125.

1. مانكيكان د.ر.: تدفق المعلومات بين الدول المتقدمة والنامية، ترجمة فائق فهيم، دار العلوم للطباعة والنشر، الرياض 1983م- 50.