أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-2-2019
3562
التاريخ: 12-8-2020
3829
التاريخ: 9-4-2019
2325
التاريخ: 11-5-2021
2366
|
قال علي :(عليه السلام) : (كن في الفتنة(1) كابن اللبون(2) لا ظهر فيركب ولا ضرع(3) فيحلب).
أن لهذه الحكمة أهمية خاصة إذ قد نشأ على حفظها الصغار وشاب على ذلك الكبار جاعلين لها قانونا يتبع ، ونصيحة يؤخذ بها من دون ما مناقشة وما ذاك إلا لأنهم تأكدوا من سلامة فكرتها وصحة هدفها وأحقية غايتها بما يجعلهم مقتنعين بها غاية الاقتناع ومترسميها في خطى الحياة بحيث صارت شيئا مسلما حتى عند من لا يبالي بالتعاليم السامية.
ولعل من أهم أسباب ذلك أنها تكلفت بتبيان خط عام يضمن لسالكه السلامة والأمان من الاخطار المحدقة وذلك هو المطلوب للجميع حتى صارت مثلا يستشهد به في حالات تلبد الاجواء بالمشاكل السياسية او الازمات المحلية.
وايضا مما حقق لها انشداد الناس وانجذابهم نفسيا ان الإمام (عليه السلام) قد وضح ذلك بالمثال القريب من فهم عامة الناس ، فمن المعلوم ان ولد الناقة – وهي انثى البعير – لا تكون له مشاركة فعالة ، وذلك لعدم احتماله وضعف بنيته فلا يستفاد منه ركوبا وامتطاء او حملا ونقلا هذا إن كان الولد ذكرا ، وأما لو كان أنثى فالفائدة المتوخاة منها هو إدرار اللبن فلو كانت بذلك العمر فهي بعد لم تتأهل إذ لابد من تلقيح الفحل يتكون اللبن.
فإذا عرفنا هذا عرفنا ان الانسان إذا أراد السلامة لنفسه فلابد من ان لا يدخل في متاهات لا تؤدي به إلى نتيجة ، فعليه بالابتعاد حتى يحقق لنفسه الحماية والكفاية مما يحذر.
فالدعوة إذن إلى التوقي والحذر من الدخول في كل ما يعرض للإنسان في حياته العملية من قضايا سياسية او خلافات قبلية ، عائلية ، أسرية ، بين الاصدقاء ، بين الشركاء ، بين الزملاء ، وعليه أن لا يجنح وإنما يتخذ موقف المحايد ان لم يتطلب الأمر التدخل ، وإلا فعليه ان ينصر الحق ويتدخل إلى جانبه وإلا كان معاونا للباطل ومناصرا للظلم . فليس المراد من الحكمة التخاذل والابتعاد عن المسئولية بل التحفظ كيما يتضح الامر ويتجلى الحال بما يجعله مسددا في اتخاذ القرار المناسب ليسلم من العواقب الوخيمة التي تكون عادة بعد ارتجال المواقف او تصديرها لحساب حالات ضغط فكري او مادي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المحنة والابتلاء . المصباح المنير ج2 / ص631.
(2) ابن اللبون : ولد الناقة يدخل في السنة الثالثة ، سمي بذلك لأن أمه ولدت غيره فصار لها لبن. المصباح المنير ج2/ص752. أقول : ولا خصوصية للذكر ، إنما ذكر إما فصار لها لبن. المصباح المنير ج2 / ص752.
أقول : ولا خصوصية للذكر ، إنما ذكر إما باعتبار ان المخاطب ذكر 0 وهو الإمام الحسن (عليه السلام) - ، وإما من باب التغليب ، لأنه لا خصوصية للذكر بل يشمل الانثى ايضا لكن عبر بلفظ تعميماً وهو من الاستعمال الشائع.
(3) الضرع : مدر اللبن للشاة والبقر ونحوهما وهو كالثدي للمرأة. المنجد ص450 مادة (ضرع).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|