ومن الملاحظات التي يمكن تثبيتها على المفاهيم التي وردت في خطة المراحل الثلاث هي:

-استخدمت تركيا مطلباً جديدًا لاحتساب نسب توزيع المياه بين الدول الثلاث:

وهي تقييم نوعية التربة في كل دولة واحتياجاتها الى المياه, فتركيا تدعي أن أراضيها أجود من اصناف الترب في كل من سوريا والعراق ،وعلية فأن المياه يجب أن يتم الاستفادة منها في هذه الترب الجيدة بدلاً عن الترب الغير جيدة .

أن ما جاء في الخطة التركية بشأن نوعية التربة قد يكون ملائما لو طبق في نطاق دولة واحدة ,اذ أن المعايير التي تتصل بتصنيف الترب متنوعة ولكل دولة المعيار المناسب لظروفها ولا يمكن أن ينتظر من الدول المشتركة في النهر نفسه أن تعتمد نفس المعايير . الامر الذي يفهم منة بوضوح, أن خطة المراحل الثلاث التي افترضتها تركيا لا تهدف حل مشكلة المياه بقدر ما تحمل من ابعاد جيوبولتيكية، تفصح عن  جوهر سياستها المائية بوجه عـام  اذ تهدف تركيا من خلال هذا الطرح تعقيد مشكلة المياه ومحاولة عدم التوصل الى حل ينهي المشكلة المائية القائمة ,فبعد 16 اجتماعاً عقدتها اللجنة الفنية المشتركة التي تشكلت عام 1980 وكان اخر اجتماع لها عام 1992, لم تتوصل الى حل ينهي المشكلة المائية القائمة بين الدول الثلاث (تركيا وسوريا والعراق),⁽¹⁾

وذلك لغرض كسب الوقت لحين اكتمال كافة المشاريع المائية التركية حتى يصبح العراق وسوريا امام الأمر الواقع الذي لا يمكن تغييره وبذلك تكون تركيا في موقع أقوى للمساومة مع سوريا والعراق في تحقيق مطامحها, وكذلك تهدف تركيا من خلال هذه الخطة الالتفاف على سوريا والعراق ومحاولة التدخل في السياسة الزراعية والاقتصادية وجعلهما يعتمدان بشكل وآخر في غذائهما على تركيا في حال تطبيق الخطة ,اما في حال عدم تطبيقها فهذا يعني استمرار المشكلة المائية في (سوريا والعراق) وأن كلا الاحتمالين يصبان في مصلحة تركيا.

_______________

(1) عبدالستار سلمان حسين, مشروع جنوب شرق الاناضول ( الكاب) الجوانب الفنية, مصدر سابق, ص39.