المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



اسمح لشريكك ببعض التصرفات الغريبة  
  
2393   01:14 صباحاً   التاريخ: 15-12-2020
المؤلف : د. ريتشارد كارلسون و د. كريستين كارلسون
الكتاب أو المصدر : لا تهتم بصغائر الامور في العلاقات الزوجية
الجزء والصفحة : ص336-339
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-9-2018 2109
التاريخ: 30-12-2020 2690
التاريخ: 2024-04-13 886
التاريخ: 2023-02-16 1074

بطريقة عفوية وهزلية فان تصرفاتنا الهزلية تساهم في تعريف شخصيتنا ، حيث تحدد ما نفضله وتوضح أننا متفردون ومختلفون عن الآخرين.

على سبيل المثال ، فأنا يمكنني أن أذكر بعض تصرفاتي الغريبة وهي حرصي الشديد على تجنب الفوضى ، الحرص الشديد على المواعيد ، فأنا أحب الأماكن المرتبة التي تخلو من أكوام الأوراق والأشياء المكدسة ، ولسبب ما فإن الاشياء المكدسة تجعلني أشعر بعدم ارتياح في حين أن الأماكن الفسيحة تجعلني أشعر بالهدوء.

أنا أيضاً أحب أن أعطي نفسي الوقت الكافي حتى لا أكون في حالة دائمة من الاستعجال ، لأنني أربط بين الاستعجال وبين إحساسي بالتوتر والاحباط ، واربط بين التأني وبين الهدوء والسكينة  هذه الامور البسيطة التي أفضلها تجلب لي قدراً كبيراً من السعادة والبهجة.

إن إحدى أبسط الصفات وأكثرها فتنة في كريس هي استعدادها السماح لي أن أقوم بهذه التصرفات الغريبة ، وغيرها بدون أن تسخر مني أو تشاجرني بشأنها ، فبدلاً من أن تتسبب في خلق المشاكل أو تستجوبني بشأن دوافعي ، أو تنتقدني أو تسيء الحكم عليّ ، لأنها تترك لي المجال لأكون على سجيتي وبمعنى آخر فهي لا تلقي تلك الأمور بالاً ؛  لأنها توافق كلية على أن تلك التصرفات هامة بالنسبة لي ، وهي على معرفة تامة بأني أصبح حريصاً جداً على عمل تلك التصرفات التي أفضلها وأنا على ثقة أن تلك التصرفات يمكن أن تكون مزعجة في بعض الأحيان.

وبصورة بديهية فإن وجود طفلينا في الأسرة والكثير من الالتزامات العائلية فإنه لا يكون من الممكن دائماً أن أقلل من مقدار الفوضى ولا أن أحتفظ بالمواعيد.

إن الفكرة هنا أن كريس بالرغم من تلك الظروف توافق على التصرفات التي أفضلها ، حتى بالرغم من عدم استفادتها ، إلا أنها تتحملني وتقوم بالتكيف معي وملاطفتي ، ليس دائماً ، بشأن تصرفاتي الغريبة متى استطاعت ذلك ، بدلاً من أن تتمنى لو أنني أقوم بالتصرف بصورة مختلفة ، حيث إنها تعتبرني شخصية متفردة.

على سبيل المثال في منزلنا أماكن مرتبة ، وعندما تبدأ الأماكن بالتكدس بالأغراض فإن كريس تقوم غالباً بوضع تلك الأشياء في أماكن أخرى .

وأيضاً عندما أحدث ضجة كبيرة بشأن الوصول إلى مكان ما في الوقت المحدد فإنها تسايرني ، وليس لأن الأمر عاجل بل لأنها تحبني وتدرك أنني أشعر بالسعادة عندما أصل في الوقت المحدد. ولعدة مناسبات ، عندما كنا نتأخر عن موعد ما ، كانت تقترح بصوت حانٍ (( لماذا لا تقوم بقيادة سيارتك الخاصة وسوف ألحق بك بعد وقت قليل )) يمكنني القول انه كان يمكنها في العديد من المواقف أن تلقي عليّ درساً أو أن تقوم بانتقادي بصورة أو بأخرى ، ولكنها لا تفعل ذلك ، قارن تصرفها هذا مع ما يمكنها قوله صائحة بصورة قاسية (( لا تقلق بهذه الطريقة ، سأكون مستعدة خلال دقيقة ، توقف عن هذا الاستحواذ الذي يسيطر عليك )) .

إن لبعض الناس العديد من التصرفات الغريبة ، فبعضهم يتملكهم هوس النظافة ، البعض يحب تناول طعام محدد في بعض الأيام الخاصة. وقد يصر البعض على وضع الأشياء في أماكن بذاتها ، أو أن يمضوا وقتاً محدداً منفردين بأنفسهم أو أن يظلوا شديدي التنظيم ، أو أن يغسلوا الأطباق بمجرد الانتهاء من استعمالها – أو الذهاب للنوم في وقت محدد – أو أن يقرئوا في وقت معين – قضاء مساء الخميس مع الأصدقاء (الصديقات) أو أي من تلك التصرفات لأن هناك ملايين الأمثلة على الأرجح .

إن واحداً من أبسط مباهج الحياة هو الإحساس بالحرية ، وأن يكون الإنسان على سجيته ، ويقوم بالأمور حسب الطريقة التي يفضلها بدون أن يضطر أن يبرر أسبابه ويظل يشرح تصرفاته بصورة دائمة.

طالما لا تؤثر تلك التصرفات بصورة عكسية على الآخرين ، عندما يكون لديك حاجة ماسة لتصحيح أفعال شريك حياتك ، أو أن تثبت خطؤه أو أن تجعله يشعر بالاستياء ، أو عندما تنتقد تصرفاته الغريبة – أنت بذلك تحرمه من أحد مصادر البهجة البسيطة .

ونحن لا نقترح أن تتماشى معه دائماً أو أن تشجعه أو تتغاضى عن أي تصرفات عصبية حقيقية – أو أي أمور غير بناءة ، نحن نقصد التصرفات العفوية اليومية والتي – بسبب ما – تجلب لك أو لشريكك السعادة. فنحن نقترح أن تترك المجال لشريكك بأن يقوم ببعض التصرفات الغريبة حتى ولو كنت تعترض على طريقة تعامله مع الأمور ، وهذا لأنك سوف توفر زاداً مهماً لقلب الإنسان وهو حاجته لأن يتصرف على سجيته.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.