الجواب:

إن النفاق ليس من الأمور التي تختص بفئة دون فئة، أو بزمان دون زمان، وذلك لأنه من إفرازات الخوف، أو الطمع، في مواقع الطموح أو التحدي..

وعن قولكم: إنه لا يوجد ذكر للنفاق في الأمم السالفة، نقول:

إن الأمر ليس كذلك، فانظر على سبيل المثال في المثالين التاليين:

1 ـ عن الإمام الصادق، عن آبائه عليهم السلام، أنه قال: «إن يوشع بن نون قام بالأمر بعد موسى عليه السلام، صابراً من الطواغيت على الأواء (الظاهر أن الصحيح اللأواء) والضراء، والجهد والبلاء، حتى مضى منهم ثلاثة طواغيت، فقوي بعدهم أمره، فخرج عليه رجلان من منافقي قوم موسى بصفراء بنت شعيب امرأة موسى، في مائة ألف رجل الخ..»(1).

2 ـ في نص آخر جاء قوله عليه السلام: «.. فنزل جبرئيل عليه السلام، وقال: يا محمد، إن الله قتل بيحيى بن زكريا سبعين ألفاً من المنافقين، وسيقتل بابن ابنتك الحسين سبعين ألفاً، وسبعين ألفاً من المعتدين..»(2).

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

____________________

(1) البحار ج13 ص445 وراجع: ص366 عن كمال الدين ص91 و92 وأمالي الصدوق ص140.

(2) البحار ج45 ص314.