أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-1-2022
1674
التاريخ: 10-11-2020
1650
التاريخ: 26-3-2021
2733
التاريخ: 12-11-2020
2383
|
إن جهاز النطق عند الإنسان يتحكم بلفظ الأحرف بشكل دقيق كما يجب أن تلفظ بحسب حركية كل حرف أو سكونه. فإذا قسمت الأحرف العربية الى صامتة وحركية فإنها وزعت مخرجيا حسب مناطق لفظها من جهاز النطق. إذ لا يتم نطق الأحرف جميعاً من جزء ما معين من جهاز النطق ، بل إن كل جزء منه مسؤول عن نطق حرف أو مجموعة معينة من الأحرف.
أ- الشفتان :
والحروف الشفوية حرفان هما : ب ، م (الباء والميم). ولا يمكن لفظهما دون إقفال الشفتين إقفالا محكماً ثم فتحهما فجائياً.
ب- الشفة السفلى مع الأسنان العليا :
والحرف الوحيد في اللغة العربية الذي يتم لفظه بمس الأسنان بالشفة السفلى هو : ف (الفاء) ويلفظ بملامسة الأسنان بالشفة السفلى مع دفع الهواء نحو الخارج دفعاً.
ج- الأسنان وطرف اللسان :
ويتم عبرهما إنتاج ثلاثة أصوات للحروف العربية هي : ذ ، ث ، ظ ، (الذال ، والثاء، والظاء). ينطق حرف الذال بضغط الأسنان على اللسان قليلا ثم دفع الهواء نحو الخارج.
د- الأسنان واللثة واللسان :
باشتراك هذه الأجزاء الثلاثة يتم إنتاج الأصوات لسبعة أحرف من الأبجدية العربية وهي : د ، ت، ص ، ض ، ط ، ص ، ز ، (الدال ، والتاء ، الصاد ، والضاد ، والطاء ، والسين، والزاي).
هـ - اللثة مع طرف اللسان :
ويتم عن طريق هذا المخرج ما يسمى بالأصوات اللثوية التي تقابل الأحرف : ن ، ل، ر(النون ، اللام ، اللام المرققة ، اللام المفخمة ، الراء).
ز- الغار مع مقدم اللسان :
ويعمل هذا المخرج على انتاج ثلاثة أصوات هي : ي ، ش ، ج. (ياء ، شين ، جيم).
ح - الطبق اللين مع مؤخر اللسان : ويتم في هذا المخرج إنتاج أربعة أصوات هي : و ، ك ، خ ، غ ، (واو، كاف ، خاء ، غين).
طـ - اللهاة مع مؤخر اللسان :
وهذا المخرج ينتج صوتاً واحداً فقط هو : ق ، (قاف).
ي - الحلق مع منبت اللسان :
والأصوات التي ينتجها هذا المخرج تسمى حلقية وهي : ح ، ع (الحاء ، العين).
ك - تجويف الحنجرة
والأصوات الحنجرية التي تصدر عن هذا المخرج هي : ء ، ه (الهمزة ، الهاء).
هذه المخارج المختلفة تنتج أصوات أبجدية اللغة العربية، والتي إذا ما نطقت بالشكل الصحيح من قبل المرسل سهل الفهم لدى المستقبل. فلا يلتبس عليه الأمر بين كلمة وأخرى قريبة منها، من جراء خطأ في لفظ حرف ، أو لعيب لدى المرسل في احد مخارج الحروف ، فهناك من يلفظ الراء غيناً، ويقال بأنه يلدغ بحرف الراء ، وهذا عيب كبير في النطق ، ويتسبب في كثير من الأحيان ، بسوء الفهم لدى المستقبل. فعلى سبيل المثال، نفترض أن أحدهم قال الجملة التالية : كسب زيد قوته بشغف. بدلا من: كسب زيد قوته بشرف.
المعنى هنا يختلف تماماً. بل ينقلب المعنى الى ضده فيصير المديح ذماً. كما أن العيب في مخرج من مخارج الحروف يشوه الكلام وجمالية اللغة وتصبح ثقيلة على السمع ، وينفر منها المستقبل ، ولا تتقبلها الأذن ، لنرى مثلا مطلع معلقة عنترة مقروءاً بمخارج صحيحة :
هل غادر الشعرك من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم
ولنراه الآن مقروءا بمخارج مشوهة :
هل غادغ الشعغاء من متغدم أم هل عغفت الداغ بعد توهم
لم يختلف المعنى هنا فحسب، بل تشوهت السورة الشعرية، وانقلبت الموسيقى الشعرية إلى نشاز، وأصبحت ثقيلة. على السمع. وهذه إحدى الحالات الأكثر شيوعاً. ولكن هناك حالات كثيرة أيضاً تؤدي إلى سوء الفهم وانقلاب المعنى رأساً على عقب، وتشويه الصورة ، ونجدها في الأحرف المتقاربة مثل الذال، الزاي ، السين ، الشين. لنأخذ الأمثلة التالية :
يقول المعري :
ومن لم ينل في القول رتبة شاعر تقنع في نظم برتبة راجز
فإذا ما قرئ هذا البيت بتشوه في مخرج الجيم، أو الشين فإنه يقرأ كالتالي :
ومن لم ينل في القول رتبة شاعر تقنع في نظم برتبة رازز
ولنأخذ البيت التالي للمتنبي :
وشبه الشيء منجذب إليه واشبهنا بدنيانا الطغام
فإذا ما قرئ من قبل ذي علة في مخرج حرف الشين، أو الجيم.
صار البيت كالتالي :
وسبه السيء منززب إليه واسبهنا بدنيانا الطغام
وبالطبع فقد ضاع المعنى هنا ، وفقد البيت كل جماليته، وبات ثقيلا على السمع. وهنا تكمن أولى صفات ((القارئ الجماهيري)). ونستخدم هنا هذا المصطلح للدلالة على كل الذين يتوجهون إلى جماهير عريضة من الناس كمقدمي نشرات الأخبار، والتقارير الإخبارية، والبرامج ...الخ. في ضرورة توفر مخارج حروف صحيحة ودقيقة لديهم. فالمرسل الذي يتوجه إلى مستقبل واحد دون المرور عبر وسيلة ما للتخاطب ، أي رسالة من فم الى أذن. وإن كان ذا علة في مخرج ما ، فإن المستقبل هنا يمكنه أن يتدخل إذا لم يفهم المعنى ويطلب من المرسل أن يوضح ما المقصود. أما المذيع فإن أخطأ فلا يمكن للمستقبل أن يتدخل ، بل إن الخطأ هنا يعمم على مئات الآلاف من المستقبلين ، وبالتالي فان الخطأ يكون أيضاً قد وقع بنفس القدر. ومن حق المستقبل هنا أن يطالب باستلام رسالة صحيحة وواضحة ، ولا فسلاحه بيده ، جهاز التحكم عن بعد الذي يحمي به نفسه من محطة ما ، أو من مقدم برامج، أو من مذيع لا يروق له. وهنا تكمن أهمية اختيار المذيعين الذين يقدمون المواد المقروءة على المحطات الإذاعية والتلفزيونية بحيث تتوفر لديهم مخارج حروف سليمة ونطق واضح . ليس فقط لإيصال الرسالة الصحيحة بل ولكسب أعرض جمهور ممكن للمحطة التي يعمل فيها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|