أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-5-2017
3516
التاريخ: 4-1-2016
2513
التاريخ: 21-11-2020
2023
التاريخ: 11-10-2014
1546
|
قال تعالى : {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } [آل عمران : 7]
ذكر جماعة : أن كون الآيات المحكمة أم الكتاب كونها أصلا في الكتاب عليه تبتني قواعد الدين وأركانها فيؤمن بها ويعمل بها، وليس الدين إلّا مجموعا من الاعتقاد والعمل، وأما الآيات المتشابهة فهي لتزلزل مرادها وتشابه مدلولها لا يعمل بها بل إنما يؤمن بها إيمانا.
وأنت بالتأمل فيما تقدم من الأقوال تعلم : أن هذا لازم بعض الأقوال المتقدمة، وهي التي ترى أن المتشابه إنما صار متشابها لاشتماله على تأويل يتعذر الوصول إليه وفهمه، أو أن المتشابه يمكن حصول العلم به ورفع تشابهه في الجملة أو بالجملة بالرجوع إلى عقل أو لغة أو طريقة عقلائية يستراح إليها في رفع الشبهات اللفظية.
وقال آخرون : إن معنى أمومة المحكمات رجوع المتشابهات إليها، وكلامهم مختلف في تفسير هذا الرجوع ، فظاهر بعضهم : أن المراد بالرجوع هو قصر المتشابهات على الإيمان والاتباع العملي في مواردها للمحكم كالآية المنسوخة يؤمن بها ويرجع في موردها إلى العمل بالناسخة، وهذا القول لا يغاير القول الأول كثير مغايرة، وظاهر بعض آخر أن معناها كون المحكمات مبينة للمتشابهات، رافعة لتشابهها.
والحق هو المعنى الثالث، فإن معنى الأمومة الذي يدل عليه قوله :
{هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ} يتضمن عناية زائدة وهو أخص من معنى الأصل الذي فسرت به الأم في القول الأوّل، فإن في هذه اللفظة أعني لفظة الأم عناية بالرجوع الذي فيه انتشاء واشتقاق وتبعض، فلا تخلو اللفظة عن الدلالة على كون المتشابهات ذات مداليل ترجع وتتفرع على المحكمات، ولازمه كون المحكمات مبينة للمتشابهات.
على أن المتشابه إنما كان متشابها لتشابه مراده لا لكونه ذا تأويل، فإن التأويل كما مرّ يوجد للمحكم كما يوجد للمتشابه، والقرآن يفسر بعضه بعضا فللمتشابه مفسر وليس إلّا المحكم، مثال ذلك قوله تعالى : {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [القيامة : 23]، فإنها آية متشابهة، وبإرجاعها إلى قوله تعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [الشورى : 11]، وقوله تعالى : {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام : 103] يتبين : أن المراد بها نظرة ورؤية من غير سنخ رؤية البصر الحسي، وقد قال تعالى : {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى } [النجم : 11، 12] إلى أن قال : {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم : 18]، فأثبت للقلب رؤية تخصّه، وليس هو الفكر فإن الفكر إنما يتعلق بالتصديق والمركب الذهني والرؤية إنما تتعلق بالمفرد العيني، فيتبين بذلك أنه توجه من القلب ليست بالحسيّة الماديّة ولا بالعقلية الذهنية، والأمر على هذه الوتيرة في سائر المتشابهات.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|