(law of proximity) (أو بالفرنسية : loi de proximite).

بحسب هذا القانون فإن أهمية الخبر وتصنيف الأوليات تتبع

للعوامل المختلفة التي تتعلق بالخبر وهي متوزعة على أربعة محاور :

- العامل الزمني

- العامل الجغرافي

- العامل العاطفي والغريزي

- العامل الاجتماعي والمهني (انظر الشكل التالي) :

من الأهم فالمهم فالأقل أهمية.

وعليه فإن أهم الأخبار التي يجب أن تهتم بها أي قناة بالدرجة الأولى هي المنحصرة في الحلقة الأولى من قانون القرب.

- أي اولا حسب العامل الزمني أن يكون الخبر جديداً. وبحسب العامل الجغرافي أن يكون قريباً من المستقبل بكسر الباء (أي في مدينته أو منطقته). وبحسب العامل العاطفي والغريزي يجب أن يتعلق بالمال أو الأولاد. وبحسب العامل الاجتماعي والمهني يجب أن يتعلق بمسائل العمل والتوظيف.

مثال : إذا كان هناك خبر يتعلق مثلا بمقتل أولاد في مدرسة اثر !طلاق نار عليهم من قبل أحد زملائهم فإن هذا الخبر بالنسبة لمستمعي أو مشاهدي المدينة التي وقع فيها الحدث هو خبر أول لأنه جغرافيا وقع في المدينة التي يقطنونها، وخبر يتعلق بأولادهم، وخبر وقع فجأة أي أنه جديد. وكذلك الأمر إذا تعلق الحدث مثلا بالمال (كالإعلان عن إفلاس مصرف كبير من المصارف، أو هبوط أسعار البورصة بشكل كبير، أو ارتفاع نسبة التضخم المالي ... أو الإعلان مثلا عن تخلي إحدى الشركات الكبرى عن الآلاف من موظفيها .. أو اتخاذ الدولة قوانين تهم شرائح واسعة من المجتمع كخفض الأجور، أو رفع نسبة الضرائب ،..) فإن مثل هذه الأخبار تهم الكثير من الناس وبالتالي تتصدر أولويات النشرات الإخبارية.

في الدرجة الثانية من الأهمية كل ما هو محصور في الحلقة الثانية من المخطط. فبالنسبة للعامل الزمني كل ما هو متعلق بأحداث وقعت في الماضي القريب أو ستقع في المستقبل القريب، وعلى محور العامل العاطفي والغريزي حدث له علاقة بالحياة والموت أو بمفهوم آخر كل ما يتعلق بالمسائل الأمنية، وعلى المستوى الجغرافي أن يكون على مستوى البلد ككل. (فالإعلان مثلا عن خطر انتشار وباء على مستوى الدولة والذي بدأ بالظهور في بعض المناطق كما حصل مثلا في أوربا وآسيا عندما انتشر وباء انفلونزا الطيور، أو احتمال وقوع موجة حر شديدة ربما توقع الكثير من الإصابات في صفوف الأطفال والمسنين كما حصل ويحصل كثيراً في أوقات الصيف وخاصة في أوربا ، ...) مثل هذه الأخبار لا شك ستولى بأهمية كبيرة أيضاً من قبل وسائل الإعلام، والقراء والمستمعين والمشاهدين.

في الدرجة الثالثة وعلى المستوى الزمني يأتي كل ما هو في المستقبل البعيد أو الماضي البعيد. فمثل هذه الأخبار تهم الناس ولكن بدرجة أقل فإحياء ذكرى وفاة زعيم كبير، أو عيد وطني ، أو الإعلان عن غزو جرم سماوي في زمن لاحق، لا تهمهم بقدر الأخبار الأخرى التي تخص حياتهم اليومية وسلامتهم.

وبالطبع فإن كل الأخبار المتعلقة بالمسائل الجنسية تحظى أيضاً بالاهتمام. أما على المستوى الجغرافي فإن أخبار العالم كلما كانت بعيدة كلما قلت أهميتها. فخبر وقوع مئة قتيل في غرق سفينة في الفيليبين لا يساويه مقتل عشرة أشخاص في المدينة التي يقطن فيها المستقبل. وهكذا..

وزيادة في فهم هذا القانون نأخذ المثال التالي :

اذا أخبرك أحدهم بأن قطاراً قد اصطدم بقطار آخر في الصين وقتل في الحادث خمسون شخصاً وجرح العشرات ربما تأسفت لهذا الحادث ولم يحركك فضولك لمعرفة الأسباب.

ولكن اذا أخبرك أحدهم بأن القطار الذي تقله كل يوم للذهاب الى عملك والذي ينطلق من المحطة في الساعة العاشرة تماماً قد انطلق في الوقت المحدد له لأجبت على الفور : أين هو الخبر ؟

ولكن إذا قال لك : ان هذا القطار قد تأخر ساعة من الزمن لسألت على الفور :  لماذا؟.

وإذا قال لك : ان هذا القطار قد تأخر ويبدو أن السبب يعود لاصطدامه بقطار آخر لسألت هل هناك قتلى وجرحى ؟.

وإذا قال لك إن هذا القطار قد اصطدم بقطار آخر وهناك العديد من القتلى والجرحى وكان يستقله أحد أبنائك لهرعت على الفور تستطلع آخر الأخبار وتجول على المستشفيات للتأكد إذا كان ولدك بين المصابين. وأمثلة كثيرة على ذلك.

ولكن بما أن لكل قاعدة شواذ فإن الخبر الدولي الكبير إذا وقع كتفجير برجي مركز التجارة العالمي، أو تسونامي آسيا فإنه يتخطى هذا القانون ويصبح في المقام الأول في القنوات الإخبارية لأنه يهم العالم أجمع. وتتراكض وسائل الإعلام لنقل وقائعه وإيصاله للمستقبل ، كما يترصد المستقبل نشرات الأخبار لمعرفة آخر التطورات حوله لأنه خبر دولي يتخطى الحاجز الجغرافي.

باختصار كلما ابتعدنا عن المركز كلما ضعفت أهمية الخبر وبالتالي لن يحتل مكانا بارزا في النشرات الإخبارية لأن المستقبل لا يهتم به كثير.  وكلما اقترنا من المركز كلما ازدادت أهمية الخبر ، واتسعت دائرة اهتمامات الناس به، وبالتالي يتصدر النشرات الإخبارية الإذاعية والتلفزيونية، وكذلك الصحافة بالطبع.