أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2016
2779
التاريخ: 18-8-2016
3249
التاريخ: 18-8-2016
3221
التاريخ: 22-8-2016
3508
|
روى الشيخ الصدوق عن الامام الصادق (عليه السلام) عندما خرجنا من هشام انه قال : وانتهينا الى ميدان ببابه و في آخر الميدان أناس قعود عدد كثير قال أبي : من هؤلاء؟ فقال الحجّاب : هؤلاء القسيسون و الرّهبان و هذا عالم لهم يقعد إليهم في كلّ سنة يوما واحدا يستفتونه فيفتيهم، فلفّ أبي عند ذلك رأسه بفاضل ردائه و فعلت أنا مثل فعل أبي، فأقبل نحوهم حتّى قعد نحوهم و قعدت وراء أبي، و رفع ذلك الخبر الى هشام، فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع فينظر ما يصنع أبي، فأقبل و أقبل عداد من المسلمين فأحاطوا بنا، و أقبل عالم النصارى و قد سدّ حاجبيه بحريرة صفراء حتى توسّطنا، فقام إليه جميع القسيسين و الرهبان مسلّمين عليه، فجاؤوا به الى صدر المجلس فقعد فيه و أحاط به أصحابه و أبي و أنا بينهم.
فأدار نظره ثم قال لأبي : أمنّا أم من هذه الأمة المرحومة؟ فقال أبي : بل من هذه الأمة المرحومة، فقال : من أيهم أنت من علمائها أم من جهّالها؟ فقال له أبي : لست من جهّالها، فاضطرب اضطرابا شديدا، ثم قال له : أسألك؟ فقال له أبي : سل، فقال : من أين ادّعيتم انّ أهل الجنّة يطعمون و يشربون و لا يحدثون و لا يبولون؟ و ما الدليل فيما تدّعونه من شاهد لا يجهل؟
فقال له أبي : دليل ما ندّعي من شاهد لا يجهل الجنين في بطن أمّه يطعم و لا يحدث، فقال : فاضطرب النصرانيّ اضطرابا شديدا ثم قال : هلّا زعمت انّك لست من علمائها؟ فقال له أبي :
و لا من جهّالها، و أصحاب هشام يسمعون ذلك، فقال لأبي : أسألك عن مسألة أخرى، فقال له أبي : سل، فقال : من أين ادّعيتم انّ فاكهة الجنّة أبدا غضّة طريّة موجودة غير معدومة عند جميع أهل الجنة؟ و ما الدليل عليه من شاهد لا يجهل؟
فقال له أبي : دليل ما ندّعي انّ ترابنا أبدا يكون غضّا طريّا موجودا غير معدوم عند جميع أهل الدنيا لا ينقطع، فاضطرب اضطرابا شديدا، ثم قال : هلّا زعمت انّك لست من علمائها؟
فقال له أبي : و لا من جهّالها، فقال له : أسألك عن مسألة؟
فقال : سل، فقال : أخبرني عن ساعة لا من ساعات الليل و لا من ساعات النهار، فقال له أبي : هي الساعة التي بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس يهدأ فيها المبتلى و يرقد فيها الساهر و يفيق المغمى عليه، جعلها اللّه في الدنيا رغبة للراغبين و في الآخرة للعاملين لها دليلا واضحا و حجة بالغة على الجاحدين المتكبّرين التاركين لها.
قال : فصاح النصرانيّ صيحة، ثم قال : بقيت مسألة واحدة و اللّه لأسألك عن مسألة لا تهدي الى الجواب عنها أبدا، قال له أبي : سل، فانّك حانث في يمينك، فقال : أخبرني عن مولودين ولدا في يوم واحد و ماتا في يوم واحد عمر أحدهما خمسون سنة و عمر الآخر مائة و خمسون سنة في دار الدنيا؟
فقال له أبي : ذلك عزير و عزيره ولدا في يوم واحد، فلمّا بلغا مبلغ الرجال خمسة و عشرين عاما مرّ عزير على حماره راكبا على قرية بأنطاكية و هي خاوية على عروشها : { قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا } [البقرة : 259] و قد كان اصطفاه و هداه، فلمّا قال ذلك القول غضب اللّه عليه فأماته اللّه مائة عام سخطا عليه بما قال، ثم بعثه على حماره بعينه و طعامه و شرابه و عاد الى داره، و عزيره أخوه لا يعرفه فاستضافه فأضافه، و بعث إليه ولد عزيره و ولد ولده و قد شاخوا و عزير شابّ في سنّ خمس و عشرين سنة، فلم يزل عزير يذكر أخاه و ولده و قد شاخوا و هم يذكرون ما يذكّرهم و يقولون : ما أعلمك بأمر قد مضت عليه السنون و الشهور.
و يقول له عزيرة و هو شيخ كبير ابن مائة و خمسة و عشرين سنة : ما رأيت شابا في سنّ خمسة و عشرين سنة أعلم بما كان بيني و بين أخي عزير أيام شبابي منك فمن أهل السماء أنت أم من أهل الأرض؟ فقال : يا عزيرة أنا عزير سخط اللّه عليّ بقول قلته بعد أن اصطفاني و هداني فأماتني مائة سنة ثم بعثني لتزدادوا بذلك يقينا، انّ اللّه على كلّ شيء قدير، و ها هو هذا حماري و طعامي و شرابي الذي خرجت به من عندكم أعاده اللّه تعالى كما كان، فعندها أيقنوا فأعاشه اللّه بينهم خمسة و عشرين سنة ثم قبضه اللّه و أخاه في يوم واحد.
فنهض عالم النصارى عند ذلك قائما و قاموا النصارى على أرجلهم فقال لهم عالمهم : جئتموني بأعلم منّي و أقعدتموه معكم حتى هتكني و فضحني و أعلم المسلمين بأنّ لهم من أحاط بعلومنا و عنده ما ليس عندنا، لا و اللّه لا كلّمتكم من رأسي كلمة واحدة و لا قعدت لكم إن عشت سنة، فتفرّقوا و أبي قاعد مكانه و أنا معه و رفع ذلك الخبر الى هشام ؛ و في رواية أخرى انّه لما جنّ الليل جاء ذلك العالم الى الامام (عليه السلام) و رأى منه المعجزات فأسلم .
فلمّا تفرّق الناس نهض أبي و انصرف الى المنزل الذي كنّا فيه، فوافانا رسول هشام بالجائزة و أمرنا أن ننصرف الى المدينة من ساعتنا و لا نجلس، لأنّ الناس ماجوا و خاضوا فيما دار بين أبي و بين عالم النصارى، فركبنا دوابّنا منصرفين ؛ و في رواية اخرى ان هشام أرسل الامام (عليه السلام) الى السجن فقيل له : ان جميع من في السجن صاروا من شيعته و لذلك عجّل بإرساله الى المدينة.
و قد سبقنا بريد من عند هشام الى عامل مدين على طريقنا الى المدينة أنّ ابني أبي تراب الساحرين، محمد بن عليّ و جعفر بن محمد الكذابين بل هو الكذّاب (لعنه اللّه) فيما يظهران من الاسلام و ردا عليّ و لما صرفتهما الى المدينة مالا الى القسيسين و الرهبان من كفار النصارى و أظهرا لهما دينهما و مرقا من الاسلام الى الكفر دين النصارى و تقرّبا إليهم بالنصرانيّة، فكرهت أن انكل بهما لقرابتهما، فاذا قرأت كتابي هذا فناد في الناس : برئت الذمة ممّن يشاريهما أو يبايعهما أو يصافحهما أو يسلّم عليهما فانّهما قد ارتدا عن الاسلام، و رأى أمير المؤمنين أن يقتلهما و دوابهما و غلمانهما و من معهما شرّ قتلة.
قال : فورد البريد الى مدينة مدين، فلمّا شارفنا مدينة مدين قدّم أبي غلمانه ليرتادوا لنا منزلا و يشروا لدوابنا علفا و لنا طعاما، فلمّا قرب غلماننا من باب المدينة اغلقوا الباب في وجوهنا و شتمونا و ذكروا عليّ بن أبي طالب (صلوات اللّه عليه) ، فقالوا : لا نزول لكم عندنا و لا شراء و لا بيع يا كفّار يا مشركين يا مرتدّين يا كذّابين يا شرّ الخلائق أجمعين.
فوقف غلماننا على الباب حتى انتهينا إليهم فكلّمهم أبي و ليّن لهم القول و قال لهم : اتّقوا اللّه و لا تغلظوا فلسنا كما بلغكم و لا نحن كما تقولون فأسمعونا، فقال لهم : فهبنا كما تقولون افتحوا لنا الباب و شارونا و بايعونا كما تشارون و تبايعون اليهود و النصارى و المجوس.
فقالوا : أنتم شرّ من اليهود و النصارى و المجوس (نعوذ باللّه) لأنّ هؤلاء يؤدّون الجزية و أنتم ما تؤدّون، فقال لهم أبي : فافتحوا لنا الباب و أنزلونا و خذوا منّا الجزية كما تأخذون منهم، فقالوا : لا نفتح و لا كرامة لكم حتى تموتوا على ظهور دوابكم جياعا نياعا أو تموت دوابكم تحتكم، فوعظهم أبي فازدادوا عتوّا و نشوزا.
قال : فثنّى أبي رجله عن سرجه ثم قال لي : مكانك يا جعفر لا تبرح، ثم صعد الجبل المطلّ
على مدينة مدين و أهل مدين ينظرون إليه ما يصنع، فلمّا صار في أعلاه استقبل بوجهه المدينة و جسده، ثم وضع إصبعيه في أذنيه ثم نادى بأعلا صوته : { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا } [الأعراف : 85] الى قوله {بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ } [هود : 86] نحن و اللّه بقيّت اللّه في أرضه، فأمر اللّه ريحا سوداء مظلمة فهبّت و احتملت صوت أبي فطرحته في أسماع الرجال و الصبيان و النساء، فما بقي احد من الرجال و النساء و الصبيان الّا صعد السطوح و أبي مشرف عليهم، و صعد فيمن صعد شيخ من أهل مدين كبير السنّ فنظر الى أبي على الجبل، فنادى بأعلى صوته : اتقوا اللّه يا أهل مدين فانّه قد وقف الموقف الذي وقف فيه شعيب (عليه السلام) حين دعا على قومه، فان أنتم لم تفتحوا له الباب و لم تنزلوه جاءكم من اللّه العذاب فانّي أخاف عليكم و قد أعذر من أنذر.
ففزعوا و فتحوا الباب و أنزلونا، و كتب بجميع ذلك الى هشام، فارتحلنا في اليوم الثاني فكتب هشام الى عامل مدين يأمره بأن يأخذ الشيخ فيقتله (رحمة اللّه عليه ) ؛ و في رواية انّ هشام طلبه لكن مات الشيخ قبل الوصول إليه و كتب الى عامل مدينة الرسول أن يحتال في سمّ أبي في طعام أو شراب، فمضى هشام و لم يتهيّأ له في أبي من ذلك شيء .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|