المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23
العبد وام الولد مخاطبون بالاضحية
2024-11-23
نزول منى وقضاء المناسك
2024-11-23
من وجب عليه الهدي ولا يقدر عليه
2024-11-23
ممن تؤخذ الجزية
2024-11-23
مسنونات الذبح والنحر بالنسبة للحاج
2024-11-23

الانسان والمجتمع
19-1-2016
نصائح كافية ومواعظ شافية لأهل المنبر وقرّاء التعزية
2/9/2022
أهمية إدارة الموارد البشرية
13-10-2016
تفسير المنار
2024-10-03
الإسلام يوصي بالتفاؤل وحسن النظر
18-7-2022
الاخلاص بالعلم للّه‏
18-7-2016


زهد الإمام السجّاد وعبادته ومواساته للفقراء (عليه السلام)  
  
3427   04:56 مساءً   التاريخ: 11-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأئمة الاثنا عشر
الجزء والصفحة : ص78-79
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

أمّا زهده وعبادته ومواساته للفقراء، وخوفه من الله فغني عن البيان فقد روي عنه (عليه السلام)  أنّه اذا توضّأ اصفرّ لونه، فيقال: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟ قال: أتدرون بين يدي من اريد أن أقف.

ومن كلماته (عليه السلام) أنّ قوماً عبدوا الله رياضة فتلك عبادة العبيد، وأن قوماً عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار، وأنّ قوماً عبدوه شكراً فتلك عبادة الأحرار.

وكان إذا أتاه سائل يقول له : مرحباً بمن يحمل زادي الى الآخرة.

وكان (عليه السلام)  كثير الصدقات حريصاً عليها، وكان يوصل صدقاته ليلاً دون أن يعلم به احد، وقد روي انه (عليه اللام) كان يعول مائة عائلة من أهالي المدينة لا يدرون من يأتيهم بالصدقات، ولما توفّي (عليه السلام) أدركوا ذلك.

وفي رواية: أنّه (عليه السلام) كان يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدّق به ويقول: صدقة السر تطفئ غضب الربّ.

وفي رواية كان اهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين (عليه السلام ).

وقال رجل لسعيد بن المسيب : ما رأيت رجلاً اورع من فلان وسمّى رجلاً  فقال له سعيد: أما رأيت علي بن الحسين؟.

 فقال: لا، فقال: ما رأيت اورع منه.

وقال أبو حازم : ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن الحسين.

وقال طاووس : رأيت علي بن الحسين (عليهما السلام) ساجداً في الحجر فقلت: رجل صالح من أهل بيت طيّب لأسمعن ما يقول، فأصغيت اليه فسمعته يقول: عُبيدُك بفنائك، مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك، فقيرك بفنائك قال طاووس: فوالله ما دعوت بهنّ في كرب إلا كشف عنّي.

وكان يصلّي في كل يوم وليلة ألف ركعة، فاذا أصبح سقط مغشياً عليه، وكانت الريح تميله كالسنبلة، وكان يوماً خارجاً فلقيه رجل فسبّه فثارت اليه العبيد والموالي، فقال لهم علي (عليه السلام ): مهلاً كفّوا ثمّ أقبل على ذلك الرجل فقال له : ما ستر عنك من امرنا اكثر، ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحى الرجل فألقى اليه (عليه السلام) خميصة كانت عليه، وأمر له بألف درهم، فكان ذلك الرجل بعد ذلك يقول: أشهد أنك من أولاد الرسل.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.