أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2016
![]()
التاريخ: 28-3-2016
![]()
التاريخ: 28-3-2016
![]()
التاريخ: 29-3-2016
![]() |
أقبل كثير إليه فلما رآه أبو ثمامة الصائدي قال للحسين (عليه السلام): أصلحك اللّه يا ابا عبد اللّه قد جاءك شرّ أهل الأرض و أجراهم على دم و أفتكهم ، و قام إليه فقال له: ضع سيفك، قال : لا و اللّه و لا كرامة إنمّا أنا رسول فان سمعتم مني بلغتكم ما أرسلت به إليكم وان أبيتم انصرفت عنكم.
قال : أخبرني بما جئت به وأنا ابلغه عنك ولا أدعك تدنو منه فانّك فاجر، فاستبّا وانصرف الى عمر فأخبره الخبر.
فدعا عمر قرة بن قيس الحنظلي فقال له : ويحك يا قرة الق حسينا فسله ما جاء به و ما ذا يريد فاتاه قرة فلمّا رأه الحسين (عليه السلام) مقبلا قال : أتعرفون هذا؟.
فقال له حبيب بن مظاهر : نعم هذا رجل من حنظلة تميم، و هو ابن اختنا وقد كنت أعرفه بحسن الرأي وما كنت أراه شهد هذا المشهد.
فجاء حتى سلّم على الحسين (عليه السلام) وابلغه رسالة عمر بن سعد إليه فقال له الحسين (عليه السلام): كتب إليّ أهل مصركم هذا، أن أقدم، فامّا اذا كرهتموني فانا انصرف عنكم.
ثم قال له حبيب بن مظاهر : ويحك يا قرة، اين ترجع الى القوم الظالمين، انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيّدك اللّه بالكرامة، فقال له قرة : ارجع الى صاحبي بجواب رسالته وأرى رأيي فانصرف الى عمر بن سعد فأخبره الخبر، فقال عمر : أرجو أن يعافيني اللّه من حربه و قتاله و كتب الى عبيد اللّه بن زياد وشرح له الحال وأخبره الخبر.
قال حسان بن قائد العبسي : و كنت عند عبيد اللّه حين أتاه كتاب عمر بن سعد فلمّا قرأه قال:
الآن اذ علقت مخالبنا به يرجوا النجاة و لات حين مناص
وكتب الى عمر بن سعد : اما بعد، فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فاعرض على الحسين أن يبايع ليزيد هو وجميع أصحابه فاذا هو فعل ذلك رأينا رأينا، والسلام.
فلما ورد الجواب على عمر بن سعد قال : قد خشيت أن لا يقبل ابن زياد العافية، و لم يعرض الكتاب على الحسين (عليه السلام) لانه علم ان الحسين لا يبايع ليزيد.
وورد كتاب ابن زياد في الاثر الى عمر بن سعد : أن حل بين الحسين وأصحابه و بين الماء فلا يذوقوا منه قطرة كما صنع بالتقي الزكي عثمان بن عفان .
فلما وصل الكتاب بعث عمر بن سعد في الوقت عمرو بن الحجاج في خمسمائة فارس، فنزلوا على الشريعة و حالوا بين الحسين (عليه السلام) وأصحابه وبين الماء أن يستقوا منه قطرة و ذلك قبل قتل الحسين (عليه السلام) بثلاثة ايام .
وكانت الجيوش تأتي عمر بن سعد كل يوم، حتى أرسل إليه ابن زياد الى السادس من محرم عشرين الف فارس- على رواية السيد - وفي بعض الروايات انّ ابن زياد أرسل الجيش تدريجا حتى بلغ عددهم ثلاثين الف فارسا وراجلا.
وكتب ابن زياد الى عمر بن سعد، انّي لم اجعل لك علة في كثرة الخيل والرجال، فانظر لا أصبح ولا أمسي الا و خبرك عندي غدوة و عشية.
ولما رأى الحسين (عليه السلام) نزول العساكر مع عمر بن سعد لعنه اللّه انفذ إليه ، انّي أريد أن ألقاك واجتمع معك، فاجتمعا ليلا فتناجيا طويلا ثم رجع عمر بن سعد الى مكانه و كتب الى عبيد اللّه ابن زياد : «اما بعد، فانّ اللّه قد أطفى النائرة وجمع الكلمة وأصلح أمر الامة، هذا حسين قد أعطاني عهدا أن يرجع الى المكان الذي هو منه أتى أو يسير الى ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين، له ما لهم وعليه ما عليهم أو يأتي امير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده فيرى فيما بينه وبينه وفي هذا لك رضى وللأمة صلاح» .
يقول المؤلف : روى أهل السير والتاريخ عن عقبة بن سمعان مولى رباب زوجة الحسين (عليه السلام) انّه قال : صحبت حسينا فخرجت معه من المدينة الى مكة و من مكة الى العراق ولم أفارقه حتى قتل (عليه السلام)، وليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة و لا بمكة و لا في الطريق و لا بالعراق و لا في عسكر الى يوم مقتله الّا و قد سمعتها، لا و اللّه ما أعطاهم ما يتذاكر الناس و ما يزعمون من أن يضع يده في يد يزيد بن معاوية .
فالظاهر انّ هذه جملة كتبها عمر بن سعد من قبل نفسه كي يصلح الامر و يجتنب المقاتلة، لانّه كان يكره قتال الحسين (عليه السلام).
على كل حال ، لما قرأ عبيد اللّه الكتاب قال: هذا كتاب ناصح مشفق على قومه ، فقام إليه شمر بن ذي الجوشن لعنه اللّه فقال : أتقبل هذا منه و قد نزل بأرضك والى جنبك واللّه لئن رحل من بلادك و لم يضع يده في يدك ليكوننّ أولى بالقوة و لتكوننّ أولى بالضعف و العجز فلا تعطه هذه المنزلة فانّها من الوهن ولكن لينزل على حكمك هو وأصحابه فان عاقبت فأنت أولى بالعقوبة و ان عفوت كان ذلك لك.
فقال له ابن زياد : نعم ما رأيت، الرأي رأيك ، اخرج بهذا الكتاب الى عمر بن سعد فليعرض على الحسين وأصحابه النزول على حكمي فان فعلوا فليبعث بهم إليّ سلما وان هم أبوا فليقاتلهم ،فان فعل فاسمع له وأطع وان أبى أن يقاتلهم فأنت أمير الجيش واضرب عنقه وابعث إليّ برأسه.
وكتب الى عمر بن سعد: «انّي لم أبعثك الى الحسين لتكفّ عنه و لا لتطاوله و لا لتمنيه السلامة والبقاء ولا لتعتذر عنه ولا لتكون له عندي شافيا، انظر فان نزل الحسين و أصحابه على حكمي واستسلموا فابعث بهم إليّ سلما وان أبوا فازحف إليهم حتى تقتلهم وتمثل بهم فانهم لذلك مستحقون ، و ان قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره فانّه عاق ظلوم ولست أرى انّ هذا يضرّ بعد الموت شيئا ولكن على قول قد قلته ان لو قتلته لفعلت هذا به ، فان أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع وان أبيت فاعتزل عملنا وجندنا و خل بين شمر بن ذي الجوشن و بين العسكر فانّا قد أمرناه بأمرنا، والسلام» .
|
|
اكتشاف الخرف مبكرا بعلامتين.. تظهران قبل 11 عاما
|
|
|
|
|
العراق يفوز بمنصب نائب رئيس لجنة الشرق الأوسط لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة
|
|
|
|
|
شعبة مدارس الكفيل: تكريم المرتديات للعباءة العراقية يحفّز على الالتزام بالعفّة والهُوية الوطنية
|
|
|