المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

معنى كلمة حلم‌
10-12-2015
العولمة وأثرها على الإعلام
24-8-2022
التعالق الثلاثي
15-6-2016
الملك كامس يتخذ لنفسه اسما جديدا.
2024-03-15
Vowels GOOSE
2024-03-22
البنات أمانات في أعناق الآباء
2024-01-25


احداث ما بين تاسوعاء وعاشوراء  
  
3640   03:47 مساءً   التاريخ: 8-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص477-479.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016 3320
التاريخ: 29-3-2016 10293
التاريخ: 13-4-2019 2116
التاريخ: 28-3-2016 3629

جاء شمر الى كربلاء في يوم الخميس الموافق للتاسع من محرم الحرام، فلما قدم على ابن سعد بكتاب ابن زياد و قرأه عمر قال له عمر: ما لك ويلك لا قرب اللّه دارك وقبّح اللّه ما قدمت به عليّ و اللّه انّي لأظنّك انّك نهيته أن يقبل عما كتبت به إليه وأفسدت علينا أمرا كنا قد رجونا أن يصلح، لا يستسلم و اللّه الحسين، انّ نفس ابيه لبين جنبيه.

فقال له شمر: أخبرني بما أنت صانع، أتمضي لأمر أميرك تقاتل عدوّه والّا فخلّ بيني وبين الجند و العسكر، قال : لا و لا كرامة لك و لكن أنا أتولى ذلك دونك، فكن أنت على الرجّالة.

وجاء شمر حتى وقف على أصحاب الحسين (عليه السلام) .

فقال: أين بنو أختنا؟ يعني العباس و جعفر و عبد اللّه و عثمان بني عليّ بن ابي طالب (عليه السلام) (لانّ امهم أم البنين كانت من قبيلة بني كلاب و شمر أيضا من تلك القبيلة).

فقال الحسين (عليه السلام) لهم : أجيبوه و ان كان فاسقا فانّه قريبكم.

فخرج هؤلاء السعداء الى ذلك الشقي و قالوا له : ما تريد؟.

فقال : انتم يا بني أختي آمنون فاتركوا الحسين و كونوا مع يزيد، فناداه العباس (عليه السلام): تبت يداك و بئس ما جئتنا به من أمانك يا عدو اللّه، أتأمرنا أن نترك أخانا و سيدنا الحسين بن فاطمة (عليهما السّلام) وندخل في طاعة اللعناء أولاد اللعناء، أتؤمنوننا و ابن رسول اللّه لا أمان له.

فرجع شمر لعنه اللّه الى عسكره مغضبا، ثم نادى عمر بن سعد : يا خيل اللّه اركبي و بالجنّة أبشري، فركب الناس حتى زحف نحوهم بعد العصر في اليوم التاسع والحسين (عليه السلام) جالس‏ امام بيته محتبيا بسيفه اذ خفق برأسه على ركبته‏ .

روى الكليني عن الصادق (عليه السلام) انّه قال : « تاسوعاء يوم حوصر فيه الحسين (عليه السلام) وأصحابه بكربلاء واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه، وفرح ابن مرجانة و عمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها واستضعفوا فيه الحسين (عليه السلام) وأصحابه، وأيقنوا انّه لا يأتي الحسين (عليه السلام) ناصر ولا يمدّه أهل العراق (ثم قال:) بأبي المستضعف الغريب» .

و لما سمعت زينب الضجة دنت من أخيها فقالت : يا أخي أ ما تسمع الاصوات قد اقتربت؟ فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه فقال : انّي رأيت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) الساعة في المنام فقال لي : انّك تروح إلينا، فلطمت أخته وجهها و نادت بالويل، فقال لها الحسين (عليه السلام): ليس لك الويل يا أخية اسكتي رحمك اللّه.

ثم قال له العباس يا أخي أتاك القوم، فنهض ثم قال : يا عباس اركب بنفسي أنت يا أخي حتى تلقاهم و تقول لهم ما لكم و ما بدا لكم وتسألهم عمّا جاء بهم، فأتاهم العباس في نحو من عشرين فارسا فيهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر، فقال لهم العباس : ما بدا لكم و ما تريدون؟.

قالوا : قد جاء أمر الامير أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو نناجزكم.

فقال : فلا تعجلوا حتى ارجع الى أبي عبد اللّه.

فرجع يركض الى الحسين (عليه السلام) يخبره الخبر.

فقال (عليه السلام): ارجع إليهم فان استطعت أن تؤخرهم الى غدوة و تدفعهم عنا العشية لعلنا نصلّي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم انّي قد كنت أحب الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار، فمضى العباس إليهم وأخذ منهم التأجيل لتلك الليلة .

قال السيد : توقف عمر بن سعد لعنه اللّه في أجابة العباس فقال له عمرو بن الحجاج الزبيدي: و اللّه لو انّهم من الترك و الديلم و سألونا مثل ذلك لأجبناهم فكيف و هم آل محمد (صلى الله عليه واله) فأجابوهم الى ذلك‏ .

وقال الطبري انّه : قال قيس بن الاشعث : أجبهم الى ما سألوك، فلعمري ليصبحنّك بالقتال غدوة.

فقال : و اللّه لو أعلم أن فعلوا ما أخرجتهم العشية .

فأمهل عمر بن سعد الحسين (عليه السلام) تلك الليلة و أرسل رسولا إليه مع العباس (عليه السلام) يقول : انّا قد اجّلناكم الى غد فان استسلمتم سرحناكم الى أميرنا عبيد اللّه بن زياد و ان أبيتم فلسنا تاركيكم‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.