أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-04-2015
![]()
التاريخ: 5-04-2015
![]()
التاريخ: 19-10-2015
![]()
التاريخ: 24/9/2022
![]() |
لما فرغ ابن سعد من قتل الحسين (عليه السلام) سرّح الرأس الشريف أولا مع خولي بن يزيد و حميد بن مسلم ، في عصر يوم عاشوراء ، و حمل خولي الرأس الشريف و أسرع في المسير حتى دخل الكوفة ليلا ، و لأن ملاقات ابن زياد غير ممكنة في الليل اضطر الى المبيت في بيته.
وروى الطبري و الشيخ ابن نما عن النوار زوجة خولي انّها قالت : أقبل خولي برأس الحسين (عليه السلام) فوضعه تحت اجانة في الدار ثم دخل البيت ، فآوى الى فراشه ، فقلت له : ما الخبر ما عندك؟.
قال : جئتك بغنى الدهر، هذا رأس الحسين معي في الدار.
قالت : فقلت : ويلك جاء الناس بالذهب و الفضة و جئت برأس ابن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ، لا و اللّه لا يجمع رأسي و رأسك بيت أبدا.
قالت : فقمت من فراشي فخرجت الى الدار ، فو اللّه ما زلت أنظر الى نور يسطع مثل العمود من السماء الى الأجانة و رأيت طيرا بيضا ترفرف حولها ، فلما أصبح غدا بالرأس الى عبيد اللّه بن زياد .
يقول المؤلف : لم ينقل أحد من أرباب المقاتل المعتبرة شيئا عن أحوال أهل البيت (عليهم السّلام) في يوم عاشوراء بعد مقتل الحسين (عليه السلام) و ليلة الحادي عشر، حتى نورده هنا.
على أي حال ، لما أرسل عمر بن سعد لعنه اللّه رأس الحسين (عليه السلام) أمر برؤوس الباقين من أصحابه و أهل بيته و يبلغ عددها اثنين و سبعين رأسا ان تقطع و تنظّف من الدم و التراب و سرّح بها مع شمر بن ذي الجوشن لعنه اللّه و قيس بن الاشعث و عمرو بن الحجاج و عزرة بن قيس لعنهم اللّه و قيل : قسّمت الرءوس بين قبائل كندة و هوازن و بني تميم و بني أسد و بني مذحج و سائر القبائل كي يأتوا بها الى ابن زياد و يتقربوا إليه بها.
ثم انّ عمر بن سعد لعنه اللّه أقام بقية يومه و اليوم الثاني الى زوال الشمس فجمع قتلاه فصلى عليهم و دفنهم و ترك الحسين (عليه السلام) و أصحابه مجرّدين بالعراء.
ثم رحل بمن تخلف من عيال الحسين (عليه السلام) و حمل نساءه صلوات اللّه عليهم على أحلاس اقتاب الجمال بغير وطاء مكشفات الوجوه بين الاعداء و هنّ ودائع الأنبياء ، و ساقوهنّ كما يساق الترك و الروم في أشدّ المصائب و الهموم ، و قيّدوا زين العابدين (عليه السلام) بالجامعة .
ثم مرّوا بهنّ على القتلى فصحن و لطمن وجوههنّ.
وروى الشيخ ابن قولويه القمي بسند معتبر عن عليّ بن الحسين (عليه السلام) انّه قال لزائدة :
لما أصابنا بالطف ما أصابنا و قتل أبي (عليه السلام) و قتل من كان معه من ولده و اخوته و سائر أهله ، و حملت حرمه و نساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة ، فجعلت انظر إليهم صرعى ولم يواروا فيعظم ذلك في صدري و يشتدّ لما أرى منهم قلقي ، فكادت نفسي تخرج و تبينت ذلك منّي عمّتي زينب بنت علي الكبرى ، فقالت : ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدي و أبي و إخوتي؟.
فقلت : و كيف لا أجزع و أهلع و قد أرى سيدي و إخوتي و عمومتي و ولد عمّي و أهلي مضرجين بدمائهم مرملين بالعراء مسلّبين لا يكفّنون ولا يوارون ، و لا يعرج عليهم أحد و لا يقرّبهم بشر كأنهم أهل بيت من الديلم و الخزر.
فقالت : لا يجزعنّك ما ترى فو اللّه انّ ذلك لعهد من رسول اللّه (صلى الله عليه واله) الى جدك و أبيك و عمّك (عليهم السّلام) و لقد أخذ اللّه ميثاق أناس من هذه الامة لا تعرفهم فراعنة هذه الارض و هم معروفون في أهل السماوات انّهم يجمعون هذه الاعضاء المتفرقة فيوارونها و هذه الجسوم المضرّجة ، و ينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء (عليه السلام) لا يدرس أثره و لا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيّام و ليجتهدنّ ائمة الكفر ، و أشياع الضلالة في محوه و تطميسه فلا يزداد أثره الا ظهورا و أمره الّا علوّا .
وقال البعض انّ عبارة السيد في باب حرق الخيام و مجيء اهل البيت (عليهم السّلام) الى مصرع القتلى الواردة في اليوم العاشر وقعت في اليوم الحادي عشر و لا بأس بذكرها ، فحينما أراد ابن سعد التوجه الى الكوفة ، قال : أخرج (عمر بن سعد) النساء من الخيمة و اشعلوا فيها النار فخرجن حواسر مسلّبات حافيات باكيات يمشين سبايا في أسر الذلة و قلن بحقّ اللّه الّا ما مررتهم بنا على مصرع الحسين (عليه السلام) فلمّا نظر النسوة الى القتلى صحن و ضربن وجوههنّ.
قال الراوي : فو اللّه لا أنسى زينب بنت عليّ تندب الحسين (عليه السلام) و تنادي بصوت حزين و قلب كئيب : يا محمداه صلى عليك ملائكة السماء هذا حسين مرمل بالدماء ، مقطّع الأعضاء و بناتك سبايا ، الى اللّه المشتكى و الى محمد المصطفى و الى عليّ المرتضى و الى فاطمة الزهراء و الى حمزة سيد الشهداء ، يا محمداه ، هذا حسين بالعراء تسفى عليه الصبا ، قتيل أولاد البغايا ، وا حزناه وا كرباه ، اليوم مات جدّي رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يا أصحاب محمداه هؤلاء ذرية المصطفى يساقون سوق السبايا.
وفي رواية : يا محمداه بناتك سبايا و ذريّتك مقتلة تسفى عليهم ريح الصبا ، و هذا حسين محزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة و الرداء بأبي من أضحى عسكره في يوم الاثنين نهبا ، بابي من فسطاطه مقطع العرى ، بأبي من لا غائب فيرتجى و لا جريح فيداوى ، بأبي من نفسي له الفداء ، بأبي المهموم حتى قضى ، بأبي العطشان حتى مضى ، بأبي من شيبته تقطر بالدماء ، بأبي من جدّه المصطفى ، بأبي من جدّه رسول اللّه السماء ، بأبي من هو سبط نبي الهدى ، بأبي محمد المصطفى بأبي خديجة الكبرى بأبي علي المرتضى ، بأبي فاطمة الزهراء سيدة النساء.
فابكت و اللّه كل عدوّ و صديق ، ثم انّ سكينة اعتنقت جسد ابيها الحسين (عليه السلام) فاجتمعت عدّة من الاعراب حتى جرّوها عنه .
وفي المصباح للكفعمي انّه : قالت سكينة : لما قتل الحسين (عليه السلام) اعتنقته فأغمي عليّ فسمعته يقول :
شيعتي ما ان شربتم ريّ عذب فاذكروني أو سمعتم بغريب أو شهيد فاندبوني
ثم ارتحلوا بأهل البيت (عليهم السّلام) من كربلاء الى الكوفة و اركبوهم الابل بغير غطاء بتفصيل نذكره فيما بعد.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|