أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-3-2016
9389
التاريخ: 30-10-2021
1823
التاريخ: 5-3-2020
3800
التاريخ: 28-5-2022
1548
|
مرت الجغرافيا العربية بدورين هما :
دور النشأة : وهو يرتبط بظهور الإسلام، ويمثل بداية عصر نهضة جغرافية، يمكن أن نرجعها إلى أسباب عديدة، أهمها: الفتح والحج والتعاليم الإسلامية .
لقد أدى الفتح واتساع رقعة الخلافة الإسلامية إلى ظهور مهام جديدة، استلزمت بدورها جمع معلومات دقيقة عن التقسيمات الإدارية والمناطق المأهولة والمحاصيل الزراعية والمنتجات الصناعية وتقدير الخراج والضرائب العينية والنقدية. وتطلبت المركزية في النظام الإداري، الذي تجمعت خيوطه في بغداد، شق طرق جديدة للمواصلات، واستيفاء معلومات دقيقة عن تلك الطرق والبلاد، مع تعداد المراحل ومنازل البريد وظروف السفر وتحديد المسافات. ولذلك فقد كانت فاتحة هذا النمط من التأليف الجغرافي تتمثل في كتب" المسالك والممالك " لابن خردازبة، وكتاب " الخراج " لقدامة بن جعفر وكلا هذين الكتابين، ولاسيما الأول منهما، يعنى عناية فائقة بطرق المواصلات وأطوالها وحالة الأمن فيها .
وكذلك كان الحج مدرسة عملية في الرحلة والكشوف الجغرافية، تجمع تلاميذها من جميع الأقطار الإسلامية، فالحج مدخل طبيعي إلى الجغرافيا، ويكفي أن نذكر أن ابن بطوطة مثلاً بدأ حاجاً وانتهى رحالة جغرافياً. والواقع ، أن كلاً من الفتح والحج جعل الفترة الإسلامية بحق فترة الكشوف الجغرافية الأولى أو البرية التي سبقت الكشوف الجغرافية البحرية المعروفة .
والتعاليم الإسلامية تدعو بوضوح إلى الحركة الجغرافية" قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق". وفعلاً فقد أصبح الارتحال في طلب العلم منذ القرن الأول للهجرة أشبه بالضرورة اللازمة لتكملة "دور الدراسة" ففي طلب العلم رحل الناس من الأندلس الى بخارى ومن بغداد الى قرطبة .
أما "دور الأصالة" فهو يمتد من القرن التاسع إلى القرن الثاني عشر، وهو الدور الذي بلغت فيه المدرسة الجغرافية العربية أوجها، وذلك بظهور المدرسة الكلاسيكية للجغرافيين العرب، بما تميزت به من اهتمامها بوصف" المسالك والممالك" وصلتها الوثيقة " بأطلس الإسلام "، الذي يمثل القمة الفنية في رسم المصورات الجغرافية عند العرب .
وهكذا، فقد خطيت المدرسة الجغرافية العربية باهتمام بالغ، بسبب تنوع مادتها وغناها؛ فهي تارة علمية وتارة شعبية، وهي طوراً واقعية وأسطورية على السواء. تكمن فيها المتعة، كما تكمن فيها الفائدة ولذا فهي تقدم لنا مادة دسمة متعددة الجوانب، لا يوجد مثيل لها في مدرسة أي أمة معاصرة للعرب.
وقد ترك لنا الجغرافيون العرب وصفاً مفصلاً لجميع البلدان التي عرفوها، من إسبانياً غرباً إلى تركستان ومصب السند شرقاً، مع وصف دقيق لجميع الأماكن المعمورة واللامعمورة... إلخ. وظهرت كتب كثيرة تصف البلاد المعروفة، ربما كان أقدمها كتاب " المسالك والممالك " الذي كتبه ابن خردازبة ( 846م) وتلاه كثير من الكتب أشهرها " البلدان " لابن واضح اليعقوبي ، " والأعلاق النفيسة " لابن رسته، و "مسالك الممالك" للأصطخري، و " صورة الأرض " لابن حوقل، و " نزهة المشتاق في اختراق الآفاق " للإدريسي، و " أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم " للمقدسي، و " معجم البلدان " لياقوت الحموي، " و "تقويم البلدان" لأبي الفداء أمير حماه .
وأدرك العرب أهمية الخريطة، فوضع البلخي أول أطلس عربي، ورسم المقدسي خرائط لكل قسم من الأقسام الأربعة عشر، التي قسم إليها العالم الإسلامي، واستخدم الألوان للتمييز بين المظاهر الجغرافية المختلفة. وصنع الإدريسي كرة أرضية من الفضة، بين عليها الأقاليم المناخية السبعة، ووضع خريطة متصلة للعالم المعروف في زمنه.
وفي المؤلفات الأجنبية شهادات اعتراف وتقدير لما حققه الجغرافيون المسلمون من إنجاز كبير، نذكر منها دائرة المعارف الفرنسية التي تقول : بأن الشريف الإدريسي يعتبر أعظم وثيقة علمية جغرافية في القرون الوسطى" . ويؤكد أندريه ميكيل " إن المقدسي مؤسس الجغرافيا البشرية ".
كما وصف اشبرنجر " بأنه أكبر جغرافي عرفته البشرية قاطبة" ، وهذا بالإضافة إلى الأصالة التي كانت موضع إعجاب وتقدير ثلاثة من كبار جغرافي الولايات المتحدة، في مؤلفهم الشهير " نظم الجغرافيا الاقتصادية، الذي أكدوا فيه أن نظرية المكان المركزي وفكرة التدرج الهرمي الإقليمي والحضري، ليستا جديدتين على الفكر الجغرافي العربي، إنما ترجعان في أصولهم إلى المقدسي.
ويجمل غوستاف لوبون" هذه الشهادات بقوله : " كتب العرب في علم الجغرافيا مهمة للغاية، وقد كان بعضها أساساً لدراسة هذا العلم في أوروبا قروناً كثيرة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|