المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



كتاب سيبويه  
  
6173   11:58 صباحاً   التاريخ: 27-03-2015
المؤلف : محمد المختار ولد اباه
الكتاب أو المصدر : تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب
الجزء والصفحة : ص80- 82
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / المدرسة البصرية / جهود علماء المدرسة البصرية / كتاب سيبويه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-02-2015 18165
التاريخ: 27-03-2015 1440
التاريخ: 27-02-2015 6895
التاريخ: 27-03-2015 6552

مؤلف الكتاب

لقد رأينا أن الخليل بن أحمد هو العبقري الفذ الذي استكمل تنظير علوم اللغة العربية و إرساء قواعدها، لكن الفضل الأكبر يعود إلى تلميذه سيبويه الذي جمع هذه الأفكار و رتبها في مدونة تعارف أهل الفن بتسميتها ب‍ (الكتاب). و النحاة حينما يشيرون إلى الكتاب، فإنهم ينظرون إليه، و كأنه «المعجزة» النحوية التي ليس لأحد أن يأتي بمثلها.

و ليس من شك أن الكتاب ثروة علمية فريدة، إذ أن جمع حصيلة قرن من ثمرات تفكير العلماء الذين سبقوه من أبي الأسود إلى الخليل.

و يتفق معاصروه أنه كان أمينا في نقله و دقيقا في منهجه حتى أن يونس الضبي، لما نظر في كتاب سيبويه قال: يجب (أن يكون هذا الرجل قد صدق عن الخليل فيما حكاه كما صدق فيما حكى عني)(1).

اعتمد المؤلف في كتابه أساسا على ما أخذه من الخليل حتى قيل عنه إنه جمع ألف ورقة من علم الخليل، فتارة يذكره باسمه قائلا: «و زعم الخليل» (و لفظة زعم لا تدل على التشكيك) ، و تارة يقول «و سألته» و الإضمار هنا يدل على استمرار حضور الأستاذ في ذهن تلميذه، كما أنه روى عن يونس بن حبيب الضبي نحوا من مائتي مسألة، و عن أبي عمرو بن العلاء زهاء أربعين، و قرابة العشرين عن عيسى بن عمر، و نصفها عن ابن أبي إسحق الحضرمي، و روايته عن هؤلاء الثلاثة أكثرها عن طريق يونس.

و ظهر الكتاب موسوعة في النحو و الصرف و اللغة إذ أنه لم يقتصر على رسم أشكال و قوالب متحجرة، بل هو عرض يزخر بالأمثلة الحية، مبرزا الصلة العضوية بين النظريات النحوية و الاستعمالات اللغوية، فأذن بانطلاق هذا الفن انطلاقة حرة، أوحت إلى الذين جاءوا من بعده أن يسيروا في طرق متنوعة، فمنهم من ركز جهده على استخلاص القواعد الأساسية، و تثبيت عللها و قياساتها جاعلا من النحو علما منطقيا مستقلا، و منهم من حرص أن يستشف منه أسرار اللغة العربية و بيانها، و كلّ من أولئك و هؤلاء يجد في الكتاب مرتكزا يستمد منه ما يريده، و لقد بلغ الإعجاب بدراسته أن الجرمي ذكر أنه ظل ثلاثين سنة يفتي في الفقه من كتاب سيبويه(2).

و كتاب من هذا النوع، أنشئ في هذه المرحلة من تطور العلم، لا ننتظر منه أن يكون سهلا على كل قارئ، هذا ما يعبر عنه العلماء بقوله لمن يريد دراسته «هل ركبت البحر»

ص80

مثل ما كان يروي عن المبرد(3). و الشبه واضح بين البحر و بين الكتاب، فهو خضم، زاخر صعب، و لا غرو أن يعتقد النحاة أن اسم «الكتاب» صار علما على هذا المصنف الفريد، أنه فريد في عصره و في شكله.

و لا غرو أيضا أن يعتقد مناهضوه في المدرسة الكوفية، أنه ليس في إمكان شخص واحد أن يقوم بمثل العمل العظيم. و يروى عن بعضهم قوله إنه قد اجتمع على صنعه اثنان و أربعون إنسانا منهم سيبويه (4) و لا غرو كذلك أن يسميه أتباعه من البصريين «البحر» حتى إن المازني الذي تخرق هذا الكتاب في كمه يقول (من أراد أن يعمل كتابا كبيرا في النحو بعد سيبويه فليستح)(5).

هذا الكتاب شغل الناس طيلة قرون، فيقال إن الفراء، و هو من خصومه، مات و الكتاب تحت وسادته. و كان أبو الطيب اللغوي يسميه «قرآن النحو» و يقول السيرافي عنه (إنه لم يسبق إلى مثله أحد قبله، و لم يلحق به من بعده)(6) و من أبلغ ما قيل فيه و في مؤلفه قول الزمخشري:

ألا صلّى الاله صلاة صدق                      على عمرو بن عثمان بن قنبر 
فإن كتابه لم يغن عنه                            بنو قلم و لا أنداء منبر(7) 
و العناية المتواصلة التي أولاها النحويون لهذا الكتاب تعود إلى العوالم التالية:

أولا: وضعه التاريخي إذ أنه أول ما وصل إلينا من المؤلفات النحوية.

ثانيا: شموليته للمعارف النحوية، فهو موسوعة في النحو و الصرف، و أبينة الكلام العربي.

ثالثا: اتفاق معاصريه على أمانته في النقل.

رابعا: أسلوبه المتميز و إن كان في بعض الأحيان لا يخلو من تعقيد و غموض حتى أنه احتاج إلى شروح كثيرة ما استطاعت كلها أن تستنفد جميع طاقات هذا المصنف(8).

ص81

و لقد كان الأخفش الأوسط و المازني و الجرمي و السيرافي و الأعلم و الرماني من بين الذين اجتهدوا في شرحه و تبيين نكته، و مع ذلك فإن السيرافي الذي كاد أن يستكمل شروح من سبقوه قال عن (باب ما ينتصب من المصادر لأنه حال صار فيه المذكور)  :

هذا الباب فيه صعوبة و قال الزجاج: (هذا الباب لم يفهمه إلا الخليل و سيبويه)(9) و في هذا المقال مثال عن الصعوبات التي تواجه قارئه اليوم.

و سوف نحاول بإيجاز كبير أن نستعرض أهم ملامح هذا الكتاب، و نبين بعض الأمثلة التي نعتقد أنها من «المقاليد» المعينة على فتح أبوابه، اعتبارا أن غموضه يتمثل في عدة مواضيع منها: المصطلحات التي اعتمدها و الأمثلة النثرية و بعض الشواهد الشعرية التي جعلها حججا للقواعد التي بناها عليها.

______________________

(1) الزبيدي: طبقات النحويين، ص 52.

(2) المصدر نفسه، ص 75.

(3) راجع ابن النديم: الفهرست 83، و ابن الأنباري: النزهة ص 55.

(4) ابن النديم: الفهرست ص 82.

(5) ابن الأنباري: النزهة ص 56.

(6) السيرافي ص 64.

(7) السيوطي: بغية الوعاة ج 2 ص 266.

(8) راجع دراسة كوركيس عواد-سيبويه إمام النحاة في آثار الدارسين ص 36.

(9) سيبويه: الكتاب، ج 1 ص 384 الهامش رقم 3.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.