أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-9-2018
2261
التاريخ: 2023-03-02
1091
التاريخ: 2023-02-14
972
التاريخ: 19-8-2019
1780
|
بغض النظر عن مدى ما تمتع به علاقتك من صفات جيدة وصادقة وعطوفة ورائعة – أو ما ستصبح عليه – فمن الواضح أنك سوف تصادف قدراً من التضارب والخلافات، حيث إن لدى كل زوجين أموراً ومواضيع عارضة يجب عليهما أن يتوصلا إلى حل بشأنها؛ لأنها تبدأ في التراكم داخل علاقتهما؛ وعليه فمن الضروري أن تتقن هذا النوع من فن التواصل. فأنا لا أستطيع تخيل علاقة قائمة وليست ناجحة بدون الاستعانة بوسيلة قوية داعمة لها.
إن المناقشة من القلب إلى القلب هي مناقشة ذات طبيعة معينة وتلائم الأمور التي تشغل القلب. يمكنك أن تتبع هذا الأسلوب لمناقشة المواضيع المعقدة أو المؤلمة أو الصعبة أو كوسيلة لحل أي نزاع أو خلاف لحل المشاكل وللتوصل إلى التفاهم المتبادل، وفي كثير من الأحيان يمكن أن تستخدمه كوسيلة للتواصل حول نقاط الاختلاف، أو أن تتفقا على أنه بوسعكما أن تختلفا. وهي وسيلة رقيقة وقوية للغاية من أجل التواصل مع انسان تحبه وتغدوا متمتعاً بقوة كبيرة يسهل معها مناقشة الأمور المؤلمة عند توفر الظروف المناسبة.
إن الأساس الذي يقوم عليه النقاش من القلب إلى القلب هو اتفاق يتم بين فردين من أجل التعرف على الطريقة لإجراء المناقشات بأسلوب يتسم بالود والاحترام. ويوافق كلا الطرفين على التحدث – والأكثر من هذا أهمية هو أن ينصت كل منهما للأخر وبطريقة لا تتسم باتخاذ المواقف الدفاعية عن النفس وأن يراعيا ردود أفعالهما وأن يبقيا قلبيهما متفتحين. إن الأهداف المهيمنة على النقاش من القلب إلى القلب هي التأكد من أن كل شريك يدرك أن شريكه يصغي إليه، وأن كلا الزوجين يتشاركان المشاعر، بغض النظر عما إذا كانت المشكلة قد تم حلها بالكامل. إن الهدف الرئيسي هو أن نذكر حاجتنا للمناقشة من القلب إلى القلب بأسلوب مهذب رقيق ولا يحمل أي تهديد في طياته، ومن ثم الثبات على نفس الموقف طوال اتخاذك القرار. في النقاش من القلب إلى القلب يكون التعلم أكثر أهمية من إلقاء الدروس، وأن تصغي أهم من أن تتحدث، ومن المهم بمكان أن تنبذ استنتاجاتك السابقة القديمة وردود أفعالك المعتادة. ومن المهام أن تستوعب ما يقال أكثر من التصرف حيال ما يقال.
وغالباً ما يقع الأزواج في عادات للتفاهم فاشلة وغير مجدية مع بعضهما فيما يتعلق بأمور الحياة اليومية وكذلك فيما يتعلق بالمواضيع الأكثر أهمية. لدى العديد من الأزواج ردود أفعال انفعالية بسبب التعود منها: إلقاء اللوم – الغيرة – قلة الإنصات – اعتبار الأمور مسلم بها – التصرف الغاضب للتجادل أو التنافس – وتلك العادات تؤدي في النهاية إلى قلة الثقة – التصرفات اللامبالية – فتور المشاعر أو قد تصل إلى انعدام تام للاحترام أو ثورات الغضب.
إن خلق الجو المناسب للاهتمام وإبداء الرغبة في تبادل النقاش من القلب إلى القلب يمكنه أن يمحو معظم – إن لم يكن كل – تلك المشاعر، وبصورة جيدة فإن هذا النوع من التواصل يسهل تطبيقه. في أغلب الحالات فإن الأمر يقتضي أن يقوم به أحد الزوجين بصورة إيجابية التأثير وذلك بأن يكون البادئ في هذا التفاهم المخلص. هناك العديد من المستويات المختلفة لمدى العمق الذي تصله المناقشات من القلب إلى القلب، ولكن أي خطوات تتخذ من أجل تعميقها يمكنها أن تكون ذات نفع عظيم.
إن مشاعر الألفة المتبادلة أو القوية والتواصل الصادق هي حاجة ماسة لرفع معنويات الإنسان وهي شديدة الفائدة حيث تجلب مشاعر القرب والألفة، لكن للأسف إن لم تكن تريد أن تشارك أو عندما لا تكون على استعداد لأن تشارك ولأن تصغي لتلك الدرجة فإن شريكك قد يبتعد عنك عاطفياً أو جسدياً. ومع مرور الوقت فإن العديد من الأزواج يرتاحون أكثر للمشاركة مع أصدقاء آخرين أو حتى مع الغرباء أكثر من حرصهم على التشارك مع أزواجهم وزوجاتهم. وفي الحالات القاسية فإن الشريك سوف يغادر بحثاً عن شخص آخر يستمع إليه ولديه القدرة على التفاهم المخلص النابع من القلب.
لا يوجد هناك شكل رسمي للتواصل من القلب إلى القلب، حيث لا توجد طريقة جيدة وأرى سيئة للقيام بهذا التواصل. إن ما عليك القيام به في الأساس هو أن تعترف أنه قد حان الوقت لإجراء المناقشة المخلصة. وأنت بحاجة لأن تراجع الأمور مع شريكك لتتأكد من أن التوقيت مناسب، فلو شعر أي منكما بحاجته ليتخذ مواقف دفاعية عن نفسه أو أحس أحدكما بالعناد فهذا مؤشر على أن التوقيت ليس مناسباً، أو عندما تكون مرتبطاً بجدول أعمال لا بد من القيام به فسيكون من الأفضل الانتظار لما بعد، ولكن لو أن كلاً منكما يحمل مشاعر الحب والتفاهم وتشعران بإمكانية مناقشة هذا الأمر بأسلوب هادئ ومتزن فإن هذا مؤشر على التوقيت جيد. وعندما تبدأ في التناقش، تأنَّ باستمرار وفكر ملياً وبكل أمانة عن مدى النجاح الذي تحرزه. ويمكنكما أن توجها أسئلة لبعضكما البعض مثل :(هل توافق على هذا؟) أو ليكن لديك مطلق الحرية في أن تراجع شريكك بعبارات مثل: (سمعتك تقول....) (هل أنا أسمعك بصورة صحيحة؟) وتأكد من أنك لم تكن مشتت الفكر أو أنك تتصرف بانفعال مدافعاً عن نفسك، أو أنك عدواني بشدة، وإن كنت هكذا فلا بأس أيضاً، حاول أن تتخلى عن تلك الانفعالات والتصرفات بهدوء وحاول التواصل من جديد. كن صبوراً وفوق كل شيء كن ودوداً.
عبر السنوات، دار بيننا أنا وكريس مئات المناقشات من القلب إلى القلب، كان بعضاً منها يتناول مواضيع خفيفة تتعلق بمضايقات الحياة اليومية (أيام كنا نجهد صغائر الأمور بحثاً) وبعض المواضيع شديدة الأهمية وتناقشنا في كل الأمور بدءا من دواليب خزائن الملابس غير المرتبة وأدوات المنزل التي تضيع، والمواضيع المالية والمستقبل المهني وصولاً إلى الأمور المتعلقة بالأولاد والمشاكل التي تحدث بيننا – وفي كل موقف من تلك المواقف لعب النقاش من القلب الى القلب دوراً رئيسياً في اجتيازنا المشكلة. ونحن نأمل أن تقوموا بالاستعانة بوسيلة التواصل والتفاهم المؤثرة هذه لاكتشاف وتجربة النتائج الرائعة التي تمتعنا بها والتي نأمل أن تشعروا بها أنتم كذلك.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|