أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-24
452
التاريخ: 26/12/2022
1159
التاريخ: 9-1-2023
1004
التاريخ: 2024-07-03
453
|
ان الهدف من هذه القراءة هو محاولة تسليط الضوء على المنظومة الاجتماعية كمنظومة حية والأخص على الأسباب المباشرة وغير المباشرة لإختلال التوازن فيها ، وذلك بمحاولة ربط الأسباب بالتركيبة المميزة لهذه المنظومة ، فالكائنات الحية سواء أكانت ممثلة في الفرد أو المجتمع لها ميل ملحوظ الى تأكيد ذواتها باعتبار كل منها يمثل وحدة عضوية حيث تتفاعل عناصرها باستمرار وذلك في اطار بنيوي يتجلى في التنظيم الذاتي (Homeostasis) يجعلها قادرة على إعادة التوازن ، ففي المجتمع السليم كما في الجسم السليم تعوض الوظائف التي توقفت بعض الأعضاء او العناصر عن أدائها بأعضاء اخرى تقوم بدورها حفاظاً على التوازن الشامل للمنظومة ، كأن تقوم مثلاً احدى الكليتيتن بوظيفة الكليتين معاً لو توقفت احداهما عن العمل ، والمجتمع السليم لا يختل توازنه بتوقف وظيفة واحدة في بنيته الاجتماعية مهما كانت أهمية هذه الوظيفة ، فسلامة المجتمع تتمثل في صحة التنظيم الذاتي لهذا المجتمع ، يتمثل التنظيم الذاتي في عملية تنظيم الدوائر المرتدة ( Back –Feed ) المبنية على مفهوم التدخل المعدل ، ففي الجسم الحي تقوم الأنزيمات والهرمونات التي تعمل على مبدأ ايقاف التغذية المرتدة (Inihibition back-Feed ) على تنظيم وظيفة معينة لضمان التوازن المنشود للمنظومة الحية ، بدون هذا التوازن تبدأ الاعراض المرضية تظهر على المنظومة الحية (الجسم في هذه الحالة) حيث مصيرها يتعلق بقدرة استيعابها للموقف الخطير .
فإما ان تكون هذه المنظومة ذات قدرة ذاتية تستطيع بها ان تصلح دوائرها الارتدادية لإدراك الموقف ، وإعادة التوازن او تكون هذه المنظومة عكساً لذلك غير قادرة على القيام بعملية التدخل المعدل فيختل توازنها وتصبح عرضة للتدهور والانهيار .
وقد نستطيع أن نستحدم هذا النموذج السنرجيتكي والسبرنيتكي في دراسة التوازنات الاجتماعية وفي تمثيل العلاقات التي تحكم عمل النظام الاقتصادي والسياسي والثقافي للمجتمع كمنظومة حية ، فالتكامل بين اعضاء المجتمع باعتماده على الاسلوب المعرفي يؤدي الى التوازن وما التوازن الا تحقيق الاتساق بين الأعضاء في أداء وظائفها الجماعية وتحقيق هذه الوظائف يكون انسانياً يتم بالثقافة والحضارة وفي الجسم بيولوجياً يتم بالحياة .
العلاقة بين المنظومة والبنية ان اهم خواص المنظومة هي أنها اولاً تمثل تجمعاً من الأعضاء او العناصر ، وثانياً ان عناصرها هذه تختلف عن بعضها ، وثالثاً لا يكون تجمع هذه العناصر تجمعاً عشوائياً بل يخضع الى تنسيق وذلك بتفاعل مستمر لهذه العناصر مع بعضها البعض ، ومع العالم المحيط بها ، حيث تتكون من خلال هذا التفاعل شبكة معينة تمثل بنية او تركيبة غايتها تحقيق هدف مشترك ، وهذا يعني انه رغم تعدد واختلاف عناصر المنظومة فهي تتميز بذاتية وهوية خاصة ، وقد يتعطل انجاز الوظيفة الرئيسية للمنظومة حيث يصبح الوصول الى الهدف المنشود مستحيلاً باختلال او انعدام التفاعل القائم بين العناصر المكونة للمنظومة وهذا يعني مرة أخرى اننا حينما نتفحص منظومة معينة فإننا نبحث في العلاقات القائمة بين عناصرها وذلك لاستنتاج وادراك البنية القائمة في النظام ، فلو تفحصنا النظام في عالم الأحياء وعالم الجمادات لوجدنا ان الفارق بينهما هو فارق في التراكيب فيما بين ما هو عضوي وغير عضوي ، ومن ثم فهو فارق في البنية لا في الطبيعة ، فالكون شيء واحد يمثل الجماد أدناه والانسان أعلاه ، ومن هنا يتضح لنا ان العلاقات التي تربط العناصر المكونة للمنظومة والتي تتميز بطابع معين قد يكون ثابتاً أو خاضعاً لتحولات مختلفة ، قد تتعقد بازدياد تفـاعل هذه العناصر معطية للمنظومة صفتها الخاصة .
هذه الصفة او الميزة ذات المفهوم التفاعلي أو السنرجيتكي هو ما نسمية بالبنية ، ففي البنية تكون شبكة العلاقات الموجودة بين العناصر هي السمة المهمة وليس العنصر في حد ذاته ، وبمعنى آخر فالبنية تتميز بقانون تركيبها لا بعناصرها ، وما دامت المنظومة تتكون من عناصر تتفاعل مع بعضها البعض طبقاً لتركيبة معينة ، فاختلال التركيبة يؤدي حتماً الى اختلال المنظومة ، فقد تنهار المنظومة حتماً اذا كانت طبيعة القانون الذي يكون هيكل العلاقات البنيوية غير مواكب لهدف المنظومة المنشود .
طبعاً ان عناصر المنظومة قد تتغير وتخضع لتطور معين الا ان العلاقات المستقلة عن العناصر تبقى دوماً مميزة لهيكل البنية رغم تطور عناصر المنظومة ، فهناك تغير مستمر في عناصر المنظومة الحية الشيء الذي تعبر عنه بالتطور البيولوجي في المنظومة البيولوجية والتطور الثقافي والحضاري في المنظومة الاجتماعية ، ورغم هذا التغير تبقى البنية ذات علاقات مستقلة عن عناصر المنظومة مؤدية لمفهوم الحياة كاستقرار بيولوجي في الحالة الأولى ولمفهوم الثقافة والحضارة كاستقرار اجتماعي في الحالة الثانية .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|