المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الادارة و الاقتصاد
عدد المواضيع في هذا القسم 7224 موضوعاً
المحاسبة
ادارة الاعمال
علوم مالية و مصرفية
الاقتصاد
الأحصاء

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مرحلـة خلـق الرغبـة علـى الشـراء فـي سلـوك المـستهـلك 2
2024-11-22
مراحل سلوك المستهلك كمحدد لقرار الشراء (مرحلة خلق الرغبة على الشراء1)
2024-11-22
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22

ما يجوز من الساكن مع المتحرك في ضرب واحد
24-03-2015
علاقة المادة بالإشعاع
2023-06-03
تفاعل الكوثرة التسلسلي Polymerase chain reaction
11-1-2016
المناخ
2024-08-01
Violations of the Octet Rule
12-11-2020
بعض التعاريف والمصطلحات عن المحاصيل الزراعية
15-3-2016


ﺗـﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ( التأصيل التاريخي لمفهوم العولمة Globalization )  
  
2423   10:59 صباحاً   التاريخ: 18-7-2019
المؤلف : إيـﻤﺎﻥ ﻤﺤﻤﻭﺩ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻠﻁﻴﻑ
الكتاب أو المصدر : اﻻزﻣﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻷﺳﺒﺎب و اﻵﺛﺎر واﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺎت (ﺃﻁﺭﻭﺤﺔ...
الجزء والصفحة : ص72-75
القسم : الادارة و الاقتصاد / الاقتصاد / ألانظمة الاقتصادية /

 المبحث الثانـي

ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ

أولاً : التأصيل التاريخي لمفهوم العولمة  Globalization

 كـﺜﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ وﺗﻨﺎول اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ واﻟﻜﺘﺎب واﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ هـﺬا اﻟﻤﻔﻬﻮم كـﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺗﺨﺼﺼﻪ اﻟﺪﻗﻴﻖ وﻣﻦ زاوﻳﺘﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ ، ﻟﺬا ﻧﺠﺪ أن ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺗﻌﺮﻳﻒ دﻗﻴﻖ ﻟﻠﻌﻮﻟﻤﺔ ﺗﻌﺪ ﻣﺴﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ، وﻧﻈﺮًا ﻟﺘﻌﺪد ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺗﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﺧﺘﻼف وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ اﻻﻳﺪوﻟﻮﺟﻴﺔ واﺗﺠﺎهـﺎﺗﻬﻢ ﺣﻮل اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺳﻮاء ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ أو اﻟﻘﺒﻮل ، وﻣﻊ أن اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﻳﻜﺘﻨﻔﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻟﻮﺿﻮح إﻻ إﻧﻬﺎ ﻇﺎهـﺮة ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺗﺒﻠﻮرت ﻋﻤﻠﻴًﺎ ﻣﻊ ﻧﻬﺎﻳﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ، ﻓﻬﻲ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻄﻮر اﻟﺬي ﺣﺪث ﻋﻠﻰ ﻗﻮى اﻹﻧﺘﺎج وﺑﺎﻷﺧﺺ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺘﻘﻨﻲ اﻟﺬي ﺣﺪث ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ هـﺬا اﻟﻘﺮن ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺬي ﺣﺪث ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻻﺗﺼﺎﻻت وﺷﺒﻜﺎت اﻻﻧﺘﺮﻧﻴﺖ وﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺤﺎﺳﺒﺎت واﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺎت و ﻏﻴﺮهـﺎ (1) .

وﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل أن اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ هـﻲ ﻟﻴﺴﺖ إﻻ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻲ ، ﺗﺸﻜﻠﺖ وﻓﻘًﺎ ﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺗﻪ واﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ وﻓﻲ إﻃﺎر ﻗﻮاﻧﻴﻨﻪ اﻷﺳﺎس ، وﺑﺘﻌﺒﻴﺮ أﺧﺮ أن اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ هـﻲ أﻋﻠﻰ ﻣﺮاﺣﻞ اﻻﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ، ﻓﺎﻟﻌﻮﻟﻤﺔ هـﻲ ﻧﺘﺎج اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﻤﺎدي  ﻟﻠﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ، ﻓﻘﺪ ﺳﻌﺖ اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﺒﺪاﻳﺔ إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺴﻮق ﻓﻮﻗﻊ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد وإﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ كـﻮن اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﻀﺮورة   إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﺤﺪدهـﺎ ﺣﺪود اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ وﺣﺪود اﻟﺴﻴﺎدة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﻘﻮﻣﻴﺔ  ، ﻓﻘﺪ كـﺎن  اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ اﻷﺳﺎس ﻟﻠﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ هـﻮ ﻣﻊ دور اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻘﻴﻮد اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻌﻬﺎ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ اﻟﺘﺠﺎري واﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ داﺧﻞ ﺣﺪودهﺎ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻤﺎرس ﺳﻴﺎدﺗﻬﺎ .

وﻋﻠﻰ هﺬا اﻷﺳﺎس أﺻﺒﺤﺖ اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻋﺎﺋﻘًﺎ أﻣﺎم ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﺴﻮق وﺗﻮﺣﻴﺪ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ واﻟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺬي ﻳﺤﻜﻤﻪ ، وﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺳﻮق ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪة ، ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ أﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري إﻗﺼﺎء دور اﻟﺪوﻟﺔ ﻧﻬﺎﺋﻴًﺎ ﻋﻦ هـﺬا اﻟﻄﺮﻳﻖ وهـﺬا اﻟﺘﻮﺟﻪ ﺑﺪأ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻨﺬ ﻇﻬﻮر اﻟﺸﺮكـﺎت اﻟﻤﺘﻌﺪدة اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ واﻻﻧﺘﻘﺎل إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ دوﻟﻴﺔ اﻹﻧﺘﺎج (2) . وﻟﻬﺬا ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل أن اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻣﻦ اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻤﺎرس ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ داﺧﻞ إﻃﺎر اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ إﻟﻰ رأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﺗﻤﺎرس ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺧﺎرج ﺣﺪودهـﺎ وﺗﺘﺠﺎوز كـﻞ اﻟﺤﺪود اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ  . وأﺻﺒﺢ ذﻟﻚ ﺑﻔﻀﻞ ﻇﻬﻮر وﺗﻄﻮر وﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎﻻت وأﺻﺒﺢ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺸﺮكـﺎت دور كـﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻇﺎهﺮة اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ وﻣﺎ ﻳﺆكـﺪ ذﻟﻚ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺼﺎدر ﻋﺎم 1992 اﻟﺬي أكـﺪ ﻓﻴﻪ أن اﻟﺸﺮكـﺎت ﻣﺘﻌﺪدة اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ  أصبحـﺖ اﻟﻴﻮم هـﻲ اﻟﻤﻨﻈﻢ واﻟﻤﻮﺟﻪ اﻟﻤﺮكـﺰي ﻟﻸﻧﺸﻄﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻗﺘﺼﺎد ﻋﺎﻟﻤﻲ ﻳﺘﺰاﻳﺪ ﺗﻜﺎﻣًﻼ . هـﺬا إذا ﻋﻠﻤﻨﺎ أن ﻣﺠﻤﻮع ﻣﺒﻴﻌﺎت اﻟﺸﺮكـﺎت اﻟﻤﺘﻌﺪدة اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت ﻓﻲ ﻋﺎم 1991 ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل (5.2) ﺗﺮﻳﻠﻴﻮن دوﻻر وإن إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺘﺪاول ﺑﺎﻟﻌﻤﻼت اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت ﺑﻠﻎ 1.2 ﺗﺮﻳﻠﻴﻮن دوﻻر ﻳﻮﻣﻴًﺎ ، وهـﻮ ﺿﻌﻒ ﻣﺎ كـﺎن ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﺪاول ﻓﻲ ﻋﺎم 1989 . وهـﻨﺎ ﻳﻜﻤﻦ ﺧﻄﻮرة اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي  اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ إذا ﻋﻠﻤﻨﺎ إن ﻣﻦ ﺑﻴﻦ (30 ـ 50) ﻣﺼﺮﻓًﺎ وﻣﺎ ﻳﺘﺮاوح ﺑﻴﻦ ﺷﺮكـﺔ (10-50) إﻋﻼﻣﻴﺔ ﻳﺴﻴﻄﺮون ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ  وﻳﺼﻨﻌﻮن أو ﻳﺪﻣﺮون اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت واﻟﺪول ، وﻳﻘﺪرون ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ اﻷزﻣﺎت ، وﻳﺘﺤﻜﻤﻮن ﺑﻤﺼﻴﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺷﻌﻮب اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻳﺤﺪدون ﻧﻤﻂ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎﻟﻢ واﺗﺠﺎهـﺎﺗﻬﺎ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ، أن هـﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻣﻦ أﺧﻄﺮ اﻟﻤﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻲ ﻣﺮت ﺑﻬﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻤﻜﻦ هـﺬا اﻟﻌﺪد اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ وﻣﻦ ﺧﻼل أﺟﻬﺰة اﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ واﻻﻧﺘﺮﻧﻴﺖ وﻓﻲ ﻏﻀﻮن ﺛﻮاﻧﻲ ﻗﻠﻴﻠﺔ ، أن ﺗﺴﺤﺐ اﻟﻤﻠﻴﺎرات ﻣﻦ أﻣﻮال اﻟﻤﻀﺎرﺑﻴﻦ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻴﻦ ﻟﺘﺘﺮك أي ﺑﻠﺪ ﻣﻦ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺪﻣﺮ وﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ أزﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺧﺎﻧﻘﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺴﺘﻨﺰف اﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺗﻪ وﺗﻄﻴﺢ ﺑﻌﻤﻠﺘﻪ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻋﺎﺟﺰًا ﻋﻦ اﻟﻨﻬﻮض ﺑﻤﻬﻤﺎﺗﻪ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻳﺒﻘﻰ هـﺬا اﻟﺒﻠﺪ وﻏﻴﺮﻩ أﺳﻴﺮ اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أو اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪﻳﻤﺔ اﻟﻤﺼﻄﻨﻌﺔ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺮكـﺎت اﻟﻤﺘﻌﺪدة اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت(3) .

أﻣﺎم هـﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ﺷﻬﺪت ﻋﻘﻮد ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ وﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ اﻧﻬﻴﺎر اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺘﻲ وﺗﻔﺘﺖ كتـﻠﺔ أورﺑﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ واﻧﻔﺮاد اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻗﺎﺋﺪة اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ دﻋﻮات كـﺜﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻠﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻤﻔﺎهـﻴـﻢ وأﻓﻜﺎر وﻣﺮﺟﻌﻴﺎت ووﺿﻊ ﺁﻟﻴﺎت ﻟﻠﻌﻮﻟﻤﺔ اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ وأﺻﺒﺢ اﻟﺨﻄﺎب اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻲ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻓﻜﺮة اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺿﺠﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ واﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻌﻬﺎ وهـﻮ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺨﻠﺺ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﺨﻠﻔﻬﺎ وﻳﺤﻘﻖ ﻟﻬﺎ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ  ، وأﺻﺒﺤﺖ اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ هـﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺘﺮح اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺪول ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ أزﻣﺎﺗﻬﺎ ﻋﺒﺮ أدواﺗﻬﺎ اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ( ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﻟﻲ وﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ اﻷﺧﺮى ) . وهنا ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﻘﻮل أن اﻷزﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻨﻈﺎم  اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻲ هـﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرهـﺎ أﻋﻠﻰ ﻣﺮاﺣﻞ اﻻﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ وأن اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﻴﺮ ﻓﻲ ركـﺐ اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ﺳﻮف ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ أزﻣﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وهـﻴﻤﻨﺔ اﻟﺪول اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﺁﻟﻴﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﺮق ﺣﺪود هـﺬﻩ اﻟﺪول ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺸﺮكـات اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ اﻟﻤﺘﻌﺪدة اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت ورأ س اﻟﻤﺎل اﻟﻤﻌﻮﻟﻢ وﺷﺮكـﺎت ﺗﺴﻮﻳﻖ اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆكـﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم إﻟﻰ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص(4).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ هاستن بيتر ماركن , وهارالد شومان ، فخ العولمة ، ترجمة د . عدنان المندلاوي ، تشرين أول ،1998، ص10-15. 

2ـ عبد الحي زلوم ، زمن العولمة ، عام 1999 ، ص5-10 . 

3ـ محمود المسافر ،العولمة الاقتصادية ، أطروحة دكتوراه اقتصاد ، جامعة بغداد ،كلية الادارة والاقتصاد ، 2002، ص112-120 .

4ـ محمود المسافر ، مصدر سبق ذكره ، ص122 .

 

 

 




علم قديم كقدم المجتمع البشري حيث ارتبط منذ نشأته بعمليات العد التي كانت تجريها الدولة في العصور الوسطى لحساب أعداد جيوشها والضرائب التي تجبى من المزارعين وجمع المعلومات عن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة وغيرها. ثم تطور علم الإحصاء منذ القرن السابع عشر حيث شهد ولادة الإحصاء الحيوي vital statistic وكذلك تكونت أساسيات نظرية الاحتمالات probability theory والتي تعتبر العمود الفقري لعلم الإحصاء ثم نظرية المباريات game theory. فأصبح يهتم بالمعلومات والبيانات – ويهدف إلى تجميعها وتبويبها وتنظيمها وتحليلها واستخلاص النتائج منها بل وتعميم نتائجها – واستخدامها في اتخاذ القرارات ، وأدى التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسبات الآلية إلى مساعدة الدارسين والباحثين ومتخذي القرارات في الوصول إلى درجات عالية ومستويات متقدمة من التحليل ووصف الواقع ومتابعته ثم إلى التنبؤ بالمستقبل .





علم قديم كقدم المجتمع البشري حيث ارتبط منذ نشأته بعمليات العد التي كانت تجريها الدولة في العصور الوسطى لحساب أعداد جيوشها والضرائب التي تجبى من المزارعين وجمع المعلومات عن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة وغيرها. ثم تطور علم الإحصاء منذ القرن السابع عشر حيث شهد ولادة الإحصاء الحيوي vital statistic وكذلك تكونت أساسيات نظرية الاحتمالات probability theory والتي تعتبر العمود الفقري لعلم الإحصاء ثم نظرية المباريات game theory. فأصبح يهتم بالمعلومات والبيانات – ويهدف إلى تجميعها وتبويبها وتنظيمها وتحليلها واستخلاص النتائج منها بل وتعميم نتائجها – واستخدامها في اتخاذ القرارات ، وأدى التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسبات الآلية إلى مساعدة الدارسين والباحثين ومتخذي القرارات في الوصول إلى درجات عالية ومستويات متقدمة من التحليل ووصف الواقع ومتابعته ثم إلى التنبؤ بالمستقبل .





لقد مرت الإدارة المالية بعدة تطورات حيث انتقلت من الدراسات الوصفية إلى الدراسات العملية التي تخضع لمعايير علمية دقيقة، ومن حقل كان يهتم بالبحث عن مصادر التمويل فقط إلى حقل يهتم بإدارة الأصول وتوجيه المصادر المالية المتاحة إلى مجالات الاستخدام الأفضل، ومن التحليل الخارجي للمؤسسة إلى التركيز على عملية اتخاذ القرار داخل المؤسسة ، فأصبح علم يدرس النفقات العامة والإيرادات العامة وتوجيهها من خلال برنامج معين يوضع لفترة محددة، بهدف تحقيق أغراض الدولة الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية و تكمن أهمية المالية العامة في أنها تعد المرآة العاكسة لحالة الاقتصاد وظروفه في دولة ما .و اقامة المشاريع حيث يعتمد نجاح المشاريع الاقتصادية على إتباع الطرق العلمية في إدارتها. و تعد الإدارة المالية بمثابة وظيفة مالية مهمتها إدارة رأس المال المستثمر لتحقيق أقصى ربحية ممكنة، أي الاستخدام الأمثل للموارد المالية و إدارتها بغية تحقيق أهداف المشروع.