المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

أخبار المعتمد
2024-01-31
صعوبة الرياضيات عند بعض الطلبة
15-4-2018
إبراهيم بن الحسن العاملي
11-8-2016
محمود بن يحيى الشيباني
10-8-2016
البنية الفونولوجية
25-11-2018
Baked Beans
30-9-2016


تفسير آية (94-95) من سورة الأعراف  
  
3681   01:23 صباحاً   التاريخ: 13-6-2019
المؤلف : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الألف / سورة الأعراف /

قال تعالى : {وما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ والضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94) ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ والسَّرَّاءُ فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وهُمْ لا يَشْعُرُونَ} [الأعراف : 94-95] .

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

ذكر سبحانه بعد ما اقتص من قصص الأنبياء ، وتكذيب أممهم إياهم ، وما نزل بهم من العذاب ، سنة في أمثالهم ، تسلية لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال {وما أرسلنا في قرية} من القرى التي أهلكناها بالعذاب . وقيل : في سائر القرى ، عن الجبائي {من نبي} وهو من يؤدي عنا بلا واسطة البشر ، فلم يؤمنوا به بعد قيام الحجة عليهم {إلا أخذنا أهلها} يعني : أهل تلك القرية {بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون} أي : ليتنبهوا ويعلموا أنه مقدمة العذاب ، ويتضرعوا ويتوبوا عن شركهم ، ومخالفتهم ، ويعني بالبأساء : ما نالهم من الشدة في أنفسهم ، والضراء : ما نالهم في أموالهم . وقيل : إن البأساء : الجوع ، والضراء : الأمراض والشدائد ، عن الحسن . وقيل : إن البأساء : الجوع ، والضراء : الفقر ، عن السدي .

{ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة} أي : رفعنا السيئة ، ووضعنا الحسنة مكانها ، والسيئة : الشدة ، والحسنة : الرخاء ، عن ابن عباس ، والحسن ، وقتادة ، ومجاهد . وسميت سيئة لأنها تسوء صاحبها . قال الجبائي : جرى في هذا الموضع على سبيل التوسع والمجاز .

{حتى عفوا} أي : كثروا ، عن ابن عباس ، ومجاهد ، والسدي . وقيل :

سمنوا ، عن الحسن . وقيل : أعرضوا عن الشكر ، عن أبي مسلم {وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء} أي : قال بعضهم لبعض : هكذا عادة الدهر فكونوا على ما أنتم عليه ، كما كان آباؤكم كذلك ، فلم ينتقلوا عن حالهم فتنتقلوا .

{فأخذناهم بغتة} أي : فجأة ، عبرة لمن بعدهم {وهم لا يشعرون} أي : لم يعلموا أن العذاب نازل بهم ، إلا بعد حلوله . وحقيقة المعنى في الآية : إنه سبحانه يدبر خلقه الذين يعصونه ، بأن يأخذهم تارة بالشدة ، وتارة بالرخاء ، فإذا أفسدوا على الأمرين جميعا ، أخذهم فجأة ، ليكون ذلك أعظم في الحسرة ، وأبلغ في العقوبة ، نعوذ بالله من سخطه! .

_______________________________

1 . تفسير مجمع البيان ، ج4 ، ص 310-311 .

 

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنيه في تفسير هاتين الآيتين (1) :

{وما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ والضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ} .

المراد بالقرية البلدة الجامعة التي يسكنها - في الغالب - الرؤساء والزعماء ، ولعل هنا بمعنى كي .

في الآيات السابقة أشار سبحانه إلى الهلاك الذي حل بالمكذبين من قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب ، وإلى ما في نهايتهم من عبر وعظات ، وان الخير كان عاقبة المتقين ، وان دائرة السوء دارت على المبطلين ، وبيّن في هذه الآية ان ما جرى لأقوام أولئك الأنبياء لا يختص بهم وحدهم ، ولكنها سنة اللَّه .

تجري على كل قوم كذبوا نبيهم . . يأخذهم اللَّه بالشدة والمشقة في أنفسهم وأبدانهم وأموالهم ، لا لشيء إلا ليتعظوا ويرتدعوا ، ويعتبر بهم من يأتي من بعدهم .

{ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ والسَّرَّاءُ} .

المراد بالسيئة هنا الضيق والعسر ، وبالحسنة السعة واليسر ، وبالعفو الكثرة .

والمعنى ان اللَّه سبحانه ابتلاهم بالضيق والشدة ليتعظوا ، وبالسعة والعافية ليشكروا ، ولكن قلّ من يتعظ ، وأقل منه من يشكر ، ولما كثروا بالنعم والنسل استخفوا بالحق ، وهزأوا بأهله ، وأخذوا يفسرون سنة اللَّه بجهلهم وعلى أهوائهم ، ويقولون : ما أصاب آباءنا من الضراء لم يكن عقوبة على ضلالهم وفسادهم ، وما نالهم من السراء لم يكن مثوبة على صلاحهم وهدايتهم ، وانما هي الصدفة تخبط خبط عشواء .

وإذا غفل هؤلاء واضرابهم عن حكم اللَّه وحكمته فان اللَّه جل ثناؤه ما هو بغافل عنهم وعن أعمالهم {فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وهُمْ لا يَشْعُرُونَ} جزاء على اغترارهم وانطلاقهم مع الأهواء والأغراض . . وهكذا يحذر القرآن الذين لا يتورعون ولا يتحرجون عن شيء ، يحذرهم من الأخذ بغتة ، وهم لا يشعرون .

____________________________

1. تفسير الكاشف ، ج4 ، ص 365-366 .

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هاتين الآيتين (1)  :

قوله تعالى : ﴿وما أرسلنا في قرية من نبي﴾ إلى آخر الآية.

قيل : البأساء في المال كالفقر، والضراء في النفس كالمرض، وقيل : يعني بالبأساء ما نالهم من الشدة في أنفسهم وبالضراء ما نالهم في أموالهم، وقيل : غير ذلك.

وقيل : إن البأس والبأساء يكثر استعمالهما في الشدة التي هي بالنكاية والتنكيل كما في قوله تعالى : ﴿والله أشد بأسا وأشد تنكيلا﴾.

و لعل قوله بعد : ﴿الضراء والسراء﴾ حيث أريد بهما ما يسوء الإنسان وما يسره يكون قرينة على إرادة مطلق ما يسوء الإنسان من الشدائد من الضراء، ويكون قوله : ﴿بالبأساء والضراء﴾ من ذكر العام بعد الخاص.

يذكر سبحانه أن السنة الإلهية جرت على أنه كلما أرسل نبيا من الأنبياء إلى قرية من القرى - وما يرسلهم إليهم إلا ليهديهم سبيل الرشاد - ابتلاهم بشيء من الشدائد في النفوس والأموال رجاء أن يبعثهم ذلك إلى التضرع إليه سبحانه ليتم بذلك أمر دعوتهم إلى الإيمان بالله والعمل الصالح.

فالابتلاءات والمحن نعم العون لدعوة الأنبياء فإن الإنسان ما دام على النعمة شغله ذلك عن التوجه إلى من أنعمها عليه واستغنى بها، وإذا سلب النعمة أحس بالحاجة، ونزلت عليه الذلة والمسكنة، وعلاه الجزع، وهدده الفناء فيبعثه ذلك بحسب الفطرة إلى الالتجاء والتضرع إلى من بيده سد خلته ودفع ذلته، وهو الله سبحانه وإن كان لا يشعر به وإذا نبه عليه كان من المرجو اهتداؤه إلى الحق، قال تعالى : ﴿وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض﴾ السجدة : 51.

قوله تعالى : ﴿ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا﴾ إلى آخر الآية.

تبديل الشيء شيئا وضع الشيء الثاني مكان الشيء الأول والسيئة والحسنة معناهما ظاهر، والمراد بهما ما هما كالشدة والرخاء، والخوف والأمن، والضراء والسراء كما يدل عليه قوله بعده : ﴿قد مس آباءنا الضراء والسراء﴾ .

وقوله : ﴿حتى عفوا﴾ من العفو وفسر بالكثرة أي حتى كثروا أموالا ونفوسا بعد ما كان الله قللهم بالابتلاءات والمحن، وليس - ببعيد وإن لم يذكروه - أن يكون من العفو بمعنى إمحاء الأثر كقوله : ربع عفاه الدهر طولا فانمحى.

قد كاد من طول البلى أن يمسحا.

فيكون المراد أنهم محوا بالحسنة التي أوتوها آثار السيئة السابقة وقالوا : ﴿قد مس آباءنا الضراء والسراء﴾أي إن الإنسان وهو في عالم الطبيعة المتحولة المتغيرة من حكم موقفه أن يمسه الضراء والسراء، وتتعاقب عليه الحدثان مما يسوؤه أو يسره من غير أن يكون لذلك انتساب إلى امتحان إلهي ونقمة ربانية.

ومن الممكن بالنظر إلى هذا المعنى الثاني أن يكون قوله : ﴿وقالوا﴾ إلخ، عطف تفسير لقوله : ﴿عفوا﴾ والمراد أنهم محوا رسم الامتحان الإلهي بقولهم : إن الضراء والسراء إنما هما من عادات الدهر المتبادلة المتداولة يداولنا بذلك كما كان يداول آباءنا كما قال تعالى : ﴿ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة﴾ السجدة : 50.

و﴿حتى﴾ في قوله : ﴿حتى عفوا وقالوا﴾ الآية، للغاية، والمعنى : ثم آتيناهم النعم مكان النقم فاستغرقوا فيها إلى أن نسوا ما كانوا عليه في حال الشدة وقالوا : إن هذه الحسنات وتلك السيئات من عادة الدهر فانتهى بهم إرسال الشدة ثم الرخاء إلى هذه الغاية، وكان ينبغي لهم أن يتذكروا عند ذلك ويهتدوا إلى مزيد الشكر بعد التضرع لكنهم غيروا الأمر فوضعوا هذه الغاية مكان تلك الغاية التي رضيها لهم ربهم فطبع الله بذلك على قلوبهم فلا يسمعون كلمة الحق.

ولعل قوله : ﴿الضراء والسراء﴾ قدم فيه الضراء على السراء ليحاذي ما في قوله تعالى : ﴿ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة﴾ من الترتيب.

وفي قوله : ﴿فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون﴾ تلويح إلى جهل الإنسان بجريان الأمر الإلهي، ولذا كان الأخذ بغتة وفجأة من غير أن يشعروا به، وهم يظنون أنهم عالمون بمجاري الأمور، وخصوصيات الأسباب، لهم أن يتقوا ما يهددهم من أسباب الهلاك بوسائل دافعة يهديهم إليها العلم، قال تعالى : ﴿فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم﴾ المؤمنون : 83.

___________________________

1. تفسير الميزان ، ج8 ، ص 203-205 .

 

تفسير الأمثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هاتين الآيتين (1) :

إذ لم تنفع المواعظ :

إنّ هذه الآيات ـ التي ذكرت بعد استعراض قصص مجموعة من الأنبياء العظام ، مثل نوح وهود وصالح ولوط وشعيب ، وقبل أن يعمد القرآن الكريم إلى استعراض قصّة موسى بن عمران ـ إشارة إلى عدّة أصول وقواعد عامّة تحكم في جميع القصص والحوادث ، وهي قواعد وأصول إذا فكّرنا فيها كشفت القناع عن حقائق قيمة ترتبط بحياتنا ـ جميعا ـ ارتباطا وثيقا.

في البداية يقول : (وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنا أَهْلَها بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) فالصعاب والمشاق والبلايا التي تصيب الأفراد إنّما يفعلها الله بهم عسى أن ينتبهوا ، ويتركوا طغيانهم ، ويرجعوا إلى الله ويتوبوا إليه .

وذلك لأنّ الناس ما داموا في الرخاء والرفاه فهم في غفلة ولما يكون لديهم استعداد وقابلية لقبول الحق. أمّا عند ما يتورّطون في المحنة والبلاء ، يشرق نور فطرتهم وتوحيدهم ويتذكرون الله قهرا بلا اختيار ، وتستعد قلوبهم لقبول الحق.

ولكن هذه اليقظة والنهضة ليست عند الجميع على حدّ سواء ، فهي في كثير من الناس سريعة وعابرة وغير ثابتة ، وبمجرّد أن تزول المشكلات يعودون إلى غفلتهم وغفوتهم ، ولكن هذه المشكلات تعتبر بالنسبة إلى جماعة آخرين نقطة تحول في الحياة ، ويعودون إلى الحق إلى الأبد.

والأقوام الذين جرى الحديث ـ في الآيات السابقة ـ حولهم كانوا من النمط الأوّل.

ولهذا قال تعالى في الآية اللاحقة : عند ما لم تغيّر تلك الجماعات سلوكها ومسيرها تحت ضغط المشكلات والحوادث ، بل بقوا في الضلال ، رفعنا عنهم المشكلات وجعلنا مكانها النعم والرخاء فازدهرت حياتهم وكثر عددهم وزادت أموالهم (ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا).

و «عفوا» من مادة «عفو» التي تكون أحيانا بمعنى الكثرة ، وأحيانا بمعنى الترك والإعراض ، وتارة تكون بمعنى محو آثار الشيء. ولكن لا يبعد أن يكون أصل جميع تلك الأمور هو الترك ، غاية ما هنالك قد يترك شيء لحاله حتى يتجذر ، ويتوالد ويتناسل ويزداد ، وربّما يترك حتى يهلك وينهدم تدريجا وشيئا فشيئا. ولهذا جاء بمعنى الزيادة والهلاك معا .

وقد احتمل المفسّرون في الآية المبحوثة ثلاثة احتمالات أيضا :

الأوّل : أنّنا أعطيناهم إمكانيات حتى يزدادوا فيستعيدوا كل ما فقدوه ـ في فترة الشدّة والضراء ـ من الأفراد والأموال.

الآخر : أنّنا أعطيناهم نعما كثيرة جدا بحيث غرتهم ، فنسوا الله ، وتركوا شكره.

الثّالث : أنّنا أعطيناهم نعما كي يستطيعوا بها أن يزيلوا أثار فترة النكبة ويمحوها.

إنّ هذه التفاسير وإن كانت متفاوتة من حيث المفهوم ، ولكنّها من حيث النتيجة متقاربة فيما بينها.

ثمّ أضاف : أنّهم عند زوال المشكلات بدل أن يلتفتوا إلى هذه الحقيقة وهي «النعمة» و «النقمة» بيد الله ، وأنّهم راجعون إلى الله ، يتذرعون ـ لخداع أنفسهم ـ بهذا المنطق ، وهو إذا تعرضنا للمصائب والبلايا ، فإنّ ذلك ليس بجديد ، فقد مس آباءنا الضراء والسراء ، وكانت لهم حالات رخاء وحالات بلاء ، فالحياة لها صعود ونزول ، والصعاب أمواج غير ثابتة وسريعة الزوال (وَقالُوا قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ). فهي إذن قضية طبيعية ، ومسألة اعتيادية.

فيقول القرآن الكريم في الختام : إنّ الأمر عند ما بلغ إلى هذا الحد ، ولم يستفيدوا من عوامل التربية ـ أبدا ـ بل ازدادوا غرورا وعنجهيّة وتكبرا أهلكناهم فجأة ومن غير سابق إنذار ، لأنّ ذلك أشد إيلاما ونكالا لهم ، وعبرة لغيرهم : (فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ).

 

__________________________

1. تفسير الأمثل ، ج4 ، ص 433-435 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .