المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9148 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



بكاء البومة على الحسين (عليه السلام‏)  
  
55668   02:13 صباحاً   التاريخ: 18-4-2019
المؤلف : السيد نعمة الله الجزائري .
الكتاب أو المصدر : رياض الابرار
الجزء والصفحة : ج‏1، ص266-268.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2016 3542
التاريخ: 22-11-2017 3091
التاريخ: 18-10-2015 3528
التاريخ: 8-04-2015 3808

و عن ابن أبي غندر عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال: سمعته يقول في البومة، هل أحد منكم رآها نهارا؟ قيل له: لا تكاد تظهر بالنهار و لا تظهر إلّا ليلا.

قال: أمّا أنّها لم تزل تأوى العمران أبدا.

فلمّا أن قتل الحسين (عليه السّلام) آلت على نفسها أن لا تأوي العمران أبدا و لا تأوي إلّا الخراب، فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتّى يجنّها الليل، فإذا جنّها الليل فلا تزال تنوح على الحسين (عليه السّلام) حتّى تصبح‏ .

و عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) قال: إنّ هذه البومة كانت على عهد جدّي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) تأوي المنازل و القصور و الدور، و كانت إذا أكل الناس الطعام تطير فتقع أمامهم فيرمى إليها بالطعام و تسقى ثمّ ترجع إلى مكانها. و لمّا قتل الحسين (عليه السّلام) خرجت من العمران إلى الخراب و الجبال و البراري و قالت: بئس الأمّة أنتم قتلتم ابن نبيّكم و لا آمنكم على نفسي‏ .

و عنه (عليه السّلام): إنّ البومة لتصوم النهار، فإذا أفطرت حزنت على الحسين (عليه السّلام) حتّى تصبح‏ .

و في كتاب دلائل النبوّة: قال نصرة الازدية لمّا قتل الحسين (عليه السّلام): أمطرت السماء دما و حبابنا و جرارنا صارت مملوّة دما، و مطرت السماء يوما نصف النهار على شملة بيضاء فنظرت فإذا هو دم و ذهبت الإبل إلى الوادي لتشرب، فإذا هو دم و إذا هو اليوم الذي قتل فيه‏

الحسين (عليه السّلام)‏ .

و عن امّ سليم قالت؛ لمّا قتل الحسين (عليه السّلام) مطرت السماء مطرا كالدم احمرّت منه البيوت و الحيطان‏ .

و عن أبي قبيل: لمّا قتل الحسين (عليه السّلام) كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار حتّى ظنّنا أنّها القيامة .

و روى الثعلبي: أنّ الحمرة التي مع الشفق لم تكن قبل قتل الحسين (عليه السّلام)‏ .

و في الأمالي عن الصادق (عليه السّلام) قال: لمّا ضرب الحسين (عليه السّلام) بالسيف ثمّ ابتدر ليقطع رأسه نادى مناد من بطنان العرش: ألا أيّتها الامّة المتحيّرة القاتلة عترة نبيّها لا وفّقكم اللّه لا ضحى و لا فطر، و اللّه ما وفّقوا و لا يوفّقون أبدا حتّى يقوم ثائر الحسين (عليه السّلام)‏ .

أقول: المراد كما قيل اشتباه الاهلة في أعصارهم و أعصار من يشابههم إلى يوم القيامة، أو يراد الكناية عن عدم توفيقهم لما في الشهرين من الأعمال و الطاعات التي يوفّق غيرهم لها.

و عنه (عليه السّلام) أنّ الحسين (عليه السّلام) دخل يوما إلى أخيه الحسن، فلمّا نظر إليه بكى فقال: ما يبكيك يا أبا عبد اللّه؟

قال: أبكي لما يصنع بك، فقال: إنّ الذي يؤتى إليّ سمّ يدسّ إليّ فأقتل به، و لا يوم كيومك يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل يدعون أنّهم من امّة جدّنا محمّد يجتمعون على قتلك و سفك دمك و انتهاك حرمتك و سبي ذراريك و انتهاب ثقلك، فعندها تحلّ ببني اميّة اللعنة و تمطر السماء رمادا و دما و يبكي عليك كلّ شي‏ء حتّى الوحوش في الفلوات و الحيطان في البحار .

و عنه (عليه السّلام) إنّ أربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين (عليه السّلام) و هبطوا و قد قتل الحسين (عليه السّلام) فهم عند قبره يبكونه إلى يوم القيامة و رئيسهم ملك يقال له منصور .

و في كتاب العلل عن الثمالي قال: قلت لأبي جعفر (عليه السّلام): ألستم كلّكم قائمين بالحقّ؟

قال: بلى، قلت: فلم سمّي القائم قائما؟

قال: لمّا قتل جدّي الحسين (عليه السّلام) ضجّت الملائكة إلى اللّه عزّ و جلّ بالبكاء و قالوا: إلهنا أتغفل عمّن قتل صفوتك و ابن صفوتك؟

فأوحى اللّه إليهم: قرّوا ملائكتي فو عزّتي و جلالي لأنتقمنّ منهم و لو بعد حين، ثمّ كشف اللّه عزّ و جلّ عن الأئمّة من ولد الحسين للملائكة فسرّت الملائكة بذلك، فإذا أحدهم قائم يصلّي فقال اللّه عزّ و جلّ بذلك القائم أنتقم منهم‏ .

و في كتاب البحار عن هشام بن سعد قال: أخبرني المشيخة أنّ الملك الذي جاء إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) و أخبره بقتل الحسين (عليه السّلام) كان ملك البحار و ذلك أنّ ملكا من ملائكة الفردوس نزل على البحر و نشر أجنحته عليها ثمّ صاح صيحة و قال: يا أهل البحار البسوا أثواب الحزن، فإنّ فرخ الرسول مذبوح ثمّ حمل من تربته في أجنحته إلى السماوات، فلم يبق ملك فيها إلّا شمّها و صار عنده لها أثر و لعن قتلته و أشياعهم و أتباعهم‏ .

و في كتاب المحاسن عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) (عليه السّلام) قال: و كلّ اللّه الحسين (عليه السّلام) سبعين ألف ملك يصلّون عليه كلّ يوم شعثا غبرا منذ يوم قتل إلى ما شاء اللّه، يعني بذلك قيام القائم‏ .

و عنه (عليه السّلام) قال: إنّ اللّه وكلّ بقبر الحسين أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس، فإذا زالت الشمس هبط أربعة آلاف ملك و صعد أربعة آلاف فلم يزل يبكونه حتّى يطلع الفجر .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.