المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Energy levels
2024-04-30
Fisher,s z-Distribution
6-4-2021
التفاسير الحديثة
5-03-2015
آثار القروض الخارجية على السياسة المالية
14-4-2022
الشيخ يونس ابن الشيخ ياسين النجفي.
15-2-2018
هل تمتلك الحشرات جهاز داخلي مميز؟
1-1-2021


علي (عليه السلام) ومعركة بدر الكبرى  
  
2973   01:56 مساءً   التاريخ: 23-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 323-327.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

بدر اسم بئر على بعد 160 كيلو متراً عن المدينة. وقت المعركة المسماة باسم ذلك البئر، في السنة الثانية للهجرة يوم الجمعة 17 من شهر رمضان المبارك. وقبل وقوع القتال انزل الله تعالى على نبيه (صلى الله عليه واله): {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} [الأنفال: 61]. فبعث (صلى الله عليه واله) الى المشركين ينهاهم عن القتال، فوافق عتبة بن ربيعة وقال: ما رد هذا قومٌ فافلحوا... يا معشر قريش انّ محمداً ابن عمكم فخلوه والعرب. فان يكُ صادقاً فأنتم أعلى عيناً به، وإن يكُ كاذباً كفتكم ذؤبان العرب أمره. فأبى ابو جهل ولم يقبل بأقلّ من القتال.

وكان علي (عليه السلام) حامل الراية في اول حرب يشارك فيها مع رسول الله (صلى الله عليه واله)، وهي اول حروب النبي (صلى الله عليه واله) أيضاً. وكان عمره (عليه السلام) يومذاك خمساً وعشرين سنة. والظاهر ان المعركة وقعت بعد عقد علي (عليه السلام) على فاطمة (عليه السلام) وقبل البناء بها.

بداية المعركة يصفها لنا رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: «لما اصبح الناس يوم بدر اصطفّت قريش، امامها: عتبة بن ربيعة، واخوه شيبة، وابنه الوليد. فنادى عتبة رسول الله (صلى الله عليه واله): يا محمد اخرج لنا أكفاءنا من قريش فبرز اليهم ثلاثة من شباب الانصار. فقال لهم عتبة: من أنتم؟ فانتسبوا. فقال: لا حاجة لنا في مبارزتكم انما طلبنا بني عمنا، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) للانصار: ارجعوا الى مواقفكم. ثم قال: قم يا علي، قم يا حمزة، قم يا عبيدة، قاتلوا على حقكم الذي بعث الله به نبيكم. فقاموا فصفوا في وجوههم وكان على رؤوسهم البيض فلم يعرفوهم، فقال عتبة: من انتم يا هؤلاء؟ تكلموا، فان كنتم اكفاءنا قاتلناكم. فقال حمزة بن عبد المطلب: انا حمزة بن عبد المطلب، انا اسد الله واسد رسوله. فقال عتبة: كفء كريم. وقال علي: انا علي بن ابي طالب. وقال عبيدة: انا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب. فقال عتبة لابنه الوليد: قم يا وليد ابرز لعلي: وكان اصغر الجماعة سنّاً. فاختلفا بضربتين أخطأت ضربة الوليد ووقعت ضربة علي (رضي الله عنه) على اليد اليسرى من الوليد فأبانتها، ثمّ ثنى عليه باخرى فخرّ قتيلاً» وبارز حمزة عتبة فقتله حمزة (رض). وبارز عبيدة شعبة، فأصاب سيف شعبة عضلة ساق عبيدة فقطعها فاستنقذه علي (عليه السلام) وحمزة (رض) وقتلا شيبة، وحُمِل عبيدة فمات بالصفراء.

وكان المهاجرون «يوم بدر سبعة وسبعين رجلاً وكان الأنصار مائتين وستة وثلاثين رجلاً، وكان صاحب راية رسول الله (صلى الله عليه واله) علي بن ابي طالب (عليه السلام)». فيكون مجموع المسلمين ثلاثمائة وثلاثة عشر مقاتلاً. وكان معهم فرَسانوسبعون بعيراً. فكان الرجلان والثلاثة يتعاقبون على بعير واحد. وكان المشركون تسعمائة وخمسين رجلاً بصحبة مائتي فرس وسبعمائة بعير.

من الناحية النفسية والعسكرية كانت معركة بدر الكبرى اعظم غزاة غزاها رسول الله (صلى الله عليه واله) وأشدها نكاية في المشركين «قُتل فيها سبعون من المشركين قتل علي (عليه السلام) نصفهم وقتل المسلمون والملائكة النصف الآخر...». وانجلت المعركة عن سبعين اسيراً من المشركين بالاضافة الى سبعين قتيلاً منهم وفرّ الباقون. واستشهد من المسلمين اربعة عشر رجلاً. قال تعالى مخاطباً المسلمين: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 123].

وبالرغم من اختلاف الروايات في عدد الذين قتلهم علي (عليه السلام) يوم بدر، الاّ ان المرجّح تأريخياً ان امير المؤمنين (عليه السلام) قتل النصف ممن قُتل ببدر أو قريباً منه، وكانوا من اكابر قريش وقادتهم. عندها نادى منادٍ من السماء يوم بدر: «لا سيف الا ذو الفقار، ولا فتى الا علي».

يقول ابن شهر آشوب: «وجدت في كتاب المقفع قول هند:

أبي وعمي وشقيق بكري                     اخي الذي كان كضوء البدر

بهم كسرت يا علي ظهري

وكان من جملة من قتلهم علي (عليه السلام) يوم بدر من بني امية:

1- حنظلة بن ابي سفيان اخو معاوية.

2- العاص بن سعيد العاص.

3- عقبة بن ابي معيط.

4- الوليد بن عتبة اخو هند وخال معاوية.

وقتل (عليه السلام) ايضاً:

5- ابا قيس بن الوليد أخا خالد بن الوليد.

واشترك في قتل:

6- عتبة وهو جد معاوية وهو اموي ايضاً.

وبذلك فقد قتل الامام (عليه السلام) في بدر وحدها من المشركين جد معاوية وخاله واخاه وبعضاً من عشيرته. وكان لذلك اثر بالغ في نفس ابن ابي سفيان بالخصوص والأمويين عموماً ضدّ امير المؤمنين (عليه السلام)، كما سنلمس ذلك لاحقاً في الفصول القادمة باذنه تعالى.

 صور من معركة بدر:

وقد تضمّنت واقعة «بدر» لقطات وصور وشواهد كثيرة تدلّ على المُثل التي يستطيع ان يخلقها الاسلام، ومقدار التضحيات التي يستطيع ان يقدمها المؤمنون به، ومن ذلك:

1- كان الآباء يقاتلون أبناءهم، والاخوة اخوتهم. فكان حمزة مع رسول الله (صلى الله عليه واله) وكان اخوه العباس مع المشركين. وكان علي بن ابي طالب (عليه السلام) مع رسول الله (صلى الله عليه واله) وكان اخوه عقيل بن ابي طالب مع المشركين. وكان عبيدة بن الحارث مع رسول الله (صلى الله عليه واله) وكان اخوه نوفل بن الحارث مع المشركين. وكان ابو بكر مع المسلمين وابنه عبد الرحمن يقاتل مع المشركين. وكان ابو حذيفة مع المسلمين وابوه عتبة مع المشركين. وقد اوردت الكتب التأريخية ان العباس وعقيل ونوفل قد اسلموا، ولكن المشركين اكرهوهم على الخروج يوم بدر. قال العباس: يا رسول الله انني كنت مسلماً، ولكن القوم استكرهوني. فقال (صلى الله عليه واله) له: الله اعلم باسلامك، اما ظاهر امرك فقد كان علينا.

2- ان علياً (عليه السلام) رأى أخاه عقيلاً مع اسرى المشركين، فتجاهله ولم يلتفت اليه. فقال له عقيل: يا ابن ام والله لقد رأيت مكاني. فتركه وحاد عنه، وهو اخوه لامه وابيه.

3- ان حارثة بن سراقة كان مع رسول الله (صلى الله عليه واله) فقُتل، فجاءت امه وقالت: يا رسول الله اخبرني عن ابني حارثة، ان كان في الجنة صبرت، والاّ ملئتُ الدنيا نياحة، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله): «ويحك أهبلت؟ انها جنان ثمان، وان ابنك اصاب الفردوس الاعلى». فرضيت واطمأنت بقضاء الله سبحانه.

4- لما تهيأ المشركون للقتال قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لاصحابه: قوموا الى جنة عرضها السماوات والارض. فقال عمير بن الحمام الانصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والارض! قال (صلى الله عليه واله): نعم، قال: بخ بخ... قال (صلى الله عليه واله): وما حملك على قول بخ بخ. قال: رجاء أن اكون من اهلها. فقال له النبي (صلى الله عليه واله): انك من اهلها. ولما سمع البشارة بالجنة رمى من يده تمرات كان يأكلها، وقال: لئن انا حييت حتى اكل تمراتي هذه انها لحياة طويلة. فبرز الى القتال وهو يقول:

ركضا الى الله بغير زاد                       الا التقى وطلب المعاد

والصبر في الله على الجهاد                    وكل زاد عرضة النفاد

غير التقى والبر والرشاد

وما زال يقاتل، حتى استشهد.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.