أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-01-2015
3582
التاريخ: 27-01-2015
3229
التاريخ: 5-5-2016
4519
التاريخ: 2-5-2016
3566
|
بدر اسم بئر على بعد 160 كيلو متراً عن المدينة. وقت المعركة المسماة باسم ذلك البئر، في السنة الثانية للهجرة يوم الجمعة 17 من شهر رمضان المبارك. وقبل وقوع القتال انزل الله تعالى على نبيه (صلى الله عليه واله): {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} [الأنفال: 61]. فبعث (صلى الله عليه واله) الى المشركين ينهاهم عن القتال، فوافق عتبة بن ربيعة وقال: ما رد هذا قومٌ فافلحوا... يا معشر قريش انّ محمداً ابن عمكم فخلوه والعرب. فان يكُ صادقاً فأنتم أعلى عيناً به، وإن يكُ كاذباً كفتكم ذؤبان العرب أمره. فأبى ابو جهل ولم يقبل بأقلّ من القتال.
وكان علي (عليه السلام) حامل الراية في اول حرب يشارك فيها مع رسول الله (صلى الله عليه واله)، وهي اول حروب النبي (صلى الله عليه واله) أيضاً. وكان عمره (عليه السلام) يومذاك خمساً وعشرين سنة. والظاهر ان المعركة وقعت بعد عقد علي (عليه السلام) على فاطمة (عليه السلام) وقبل البناء بها.
بداية المعركة يصفها لنا رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: «لما اصبح الناس يوم بدر اصطفّت قريش، امامها: عتبة بن ربيعة، واخوه شيبة، وابنه الوليد. فنادى عتبة رسول الله (صلى الله عليه واله): يا محمد اخرج لنا أكفاءنا من قريش فبرز اليهم ثلاثة من شباب الانصار. فقال لهم عتبة: من أنتم؟ فانتسبوا. فقال: لا حاجة لنا في مبارزتكم انما طلبنا بني عمنا، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) للانصار: ارجعوا الى مواقفكم. ثم قال: قم يا علي، قم يا حمزة، قم يا عبيدة، قاتلوا على حقكم الذي بعث الله به نبيكم. فقاموا فصفوا في وجوههم وكان على رؤوسهم البيض فلم يعرفوهم، فقال عتبة: من انتم يا هؤلاء؟ تكلموا، فان كنتم اكفاءنا قاتلناكم. فقال حمزة بن عبد المطلب: انا حمزة بن عبد المطلب، انا اسد الله واسد رسوله. فقال عتبة: كفء كريم. وقال علي: انا علي بن ابي طالب. وقال عبيدة: انا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب. فقال عتبة لابنه الوليد: قم يا وليد ابرز لعلي: وكان اصغر الجماعة سنّاً. فاختلفا بضربتين أخطأت ضربة الوليد ووقعت ضربة علي (رضي الله عنه) على اليد اليسرى من الوليد فأبانتها، ثمّ ثنى عليه باخرى فخرّ قتيلاً» وبارز حمزة عتبة فقتله حمزة (رض). وبارز عبيدة شعبة، فأصاب سيف شعبة عضلة ساق عبيدة فقطعها فاستنقذه علي (عليه السلام) وحمزة (رض) وقتلا شيبة، وحُمِل عبيدة فمات بالصفراء.
وكان المهاجرون «يوم بدر سبعة وسبعين رجلاً وكان الأنصار مائتين وستة وثلاثين رجلاً، وكان صاحب راية رسول الله (صلى الله عليه واله) علي بن ابي طالب (عليه السلام)». فيكون مجموع المسلمين ثلاثمائة وثلاثة عشر مقاتلاً. وكان معهم فرَسانوسبعون بعيراً. فكان الرجلان والثلاثة يتعاقبون على بعير واحد. وكان المشركون تسعمائة وخمسين رجلاً بصحبة مائتي فرس وسبعمائة بعير.
من الناحية النفسية والعسكرية كانت معركة بدر الكبرى اعظم غزاة غزاها رسول الله (صلى الله عليه واله) وأشدها نكاية في المشركين «قُتل فيها سبعون من المشركين قتل علي (عليه السلام) نصفهم وقتل المسلمون والملائكة النصف الآخر...». وانجلت المعركة عن سبعين اسيراً من المشركين بالاضافة الى سبعين قتيلاً منهم وفرّ الباقون. واستشهد من المسلمين اربعة عشر رجلاً. قال تعالى مخاطباً المسلمين: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 123].
وبالرغم من اختلاف الروايات في عدد الذين قتلهم علي (عليه السلام) يوم بدر، الاّ ان المرجّح تأريخياً ان امير المؤمنين (عليه السلام) قتل النصف ممن قُتل ببدر أو قريباً منه، وكانوا من اكابر قريش وقادتهم. عندها نادى منادٍ من السماء يوم بدر: «لا سيف الا ذو الفقار، ولا فتى الا علي».
يقول ابن شهر آشوب: «وجدت في كتاب المقفع قول هند:
أبي وعمي وشقيق بكري اخي الذي كان كضوء البدر
بهم كسرت يا علي ظهري
وكان من جملة من قتلهم علي (عليه السلام) يوم بدر من بني امية:
1- حنظلة بن ابي سفيان اخو معاوية.
2- العاص بن سعيد العاص.
3- عقبة بن ابي معيط.
4- الوليد بن عتبة اخو هند وخال معاوية.
وقتل (عليه السلام) ايضاً:
5- ابا قيس بن الوليد أخا خالد بن الوليد.
واشترك في قتل:
6- عتبة وهو جد معاوية وهو اموي ايضاً.
وبذلك فقد قتل الامام (عليه السلام) في بدر وحدها من المشركين جد معاوية وخاله واخاه وبعضاً من عشيرته. وكان لذلك اثر بالغ في نفس ابن ابي سفيان بالخصوص والأمويين عموماً ضدّ امير المؤمنين (عليه السلام)، كما سنلمس ذلك لاحقاً في الفصول القادمة باذنه تعالى.
صور من معركة بدر:
وقد تضمّنت واقعة «بدر» لقطات وصور وشواهد كثيرة تدلّ على المُثل التي يستطيع ان يخلقها الاسلام، ومقدار التضحيات التي يستطيع ان يقدمها المؤمنون به، ومن ذلك:
1- كان الآباء يقاتلون أبناءهم، والاخوة اخوتهم. فكان حمزة مع رسول الله (صلى الله عليه واله) وكان اخوه العباس مع المشركين. وكان علي بن ابي طالب (عليه السلام) مع رسول الله (صلى الله عليه واله) وكان اخوه عقيل بن ابي طالب مع المشركين. وكان عبيدة بن الحارث مع رسول الله (صلى الله عليه واله) وكان اخوه نوفل بن الحارث مع المشركين. وكان ابو بكر مع المسلمين وابنه عبد الرحمن يقاتل مع المشركين. وكان ابو حذيفة مع المسلمين وابوه عتبة مع المشركين. وقد اوردت الكتب التأريخية ان العباس وعقيل ونوفل قد اسلموا، ولكن المشركين اكرهوهم على الخروج يوم بدر. قال العباس: يا رسول الله انني كنت مسلماً، ولكن القوم استكرهوني. فقال (صلى الله عليه واله) له: الله اعلم باسلامك، اما ظاهر امرك فقد كان علينا.
2- ان علياً (عليه السلام) رأى أخاه عقيلاً مع اسرى المشركين، فتجاهله ولم يلتفت اليه. فقال له عقيل: يا ابن ام والله لقد رأيت مكاني. فتركه وحاد عنه، وهو اخوه لامه وابيه.
3- ان حارثة بن سراقة كان مع رسول الله (صلى الله عليه واله) فقُتل، فجاءت امه وقالت: يا رسول الله اخبرني عن ابني حارثة، ان كان في الجنة صبرت، والاّ ملئتُ الدنيا نياحة، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه واله): «ويحك أهبلت؟ انها جنان ثمان، وان ابنك اصاب الفردوس الاعلى». فرضيت واطمأنت بقضاء الله سبحانه.
4- لما تهيأ المشركون للقتال قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لاصحابه: قوموا الى جنة عرضها السماوات والارض. فقال عمير بن الحمام الانصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والارض! قال (صلى الله عليه واله): نعم، قال: بخ بخ... قال (صلى الله عليه واله): وما حملك على قول بخ بخ. قال: رجاء أن اكون من اهلها. فقال له النبي (صلى الله عليه واله): انك من اهلها. ولما سمع البشارة بالجنة رمى من يده تمرات كان يأكلها، وقال: لئن انا حييت حتى اكل تمراتي هذه انها لحياة طويلة. فبرز الى القتال وهو يقول:
ركضا الى الله بغير زاد الا التقى وطلب المعاد
والصبر في الله على الجهاد وكل زاد عرضة النفاد
غير التقى والبر والرشاد
وما زال يقاتل، حتى استشهد.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|