أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-2-2021
![]()
التاريخ: 2024-07-07
![]()
التاريخ: 2023-03-16
![]()
التاريخ: 26-2-2022
![]() |
أن الأسرار التي يكتمها العلماء عن الخلق من العوام ، منها ما يقصر عن إدراكه أفهامهم و لا يبلغ إليه عقولهم و ذلك كالرّوح فانه من عالم الملكوت ، و العوام لم يتجاوز علمهم عن عالم الملك فاذا أفشوه إليهم يصير فتنة لهم قال اللّه تعالى : {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا } [الإسراء : 85].
ومنها ما هو مفهوم في نفسه لا يكل الفهم عنه و لكن ذكره يضر باكثر المستمعين و سرّ القدر من هذا القبيل و لهذا منع من إفشائه ، و لا استبعاد في أن يكون ذكر بعض الحقايق مضرا ببعض الخلق كما يضر نور الشمس بابصار الخفافيش ، و كما يضرّ ريح الورد بالجعل.
ومنها ما يكون بحيث لو ذكر صريحا لفهم و لم يكن فيه ضرر و لكن يكنى عنه على سبيل الاستعارة و الرّمز ليكون وقعه في قلب المستمع أغلب و له مصلحة في أن يعظم وقع ذلك الأمر في قلبه كما لو قال قائل : رأيت فلانا يقلّد الدّر في أعناق الخنازير و كنى به عن افشاء العلم و بث الحكمة إلى غير أهلها، فالمستمع قد يسبق إلى فهمه ظاهره و المحقق إذا نظر و علم أن ذلك الانسان لم يكن معه درّ و لا كان في موضعه خنزير تفطن لدرك السر و الباطن فيتفاوت الناس بذلك.
و كذلك ما ورد في الحديث «أما يخشى الذي رفع رأسه قبل الامام أن يحول اللّه رأسه رأس حمار؟»(1) و ذلك من حيث الصّوره لم يكن و لا يكون و لكن من حيث المعنى و هو كائن إذ حقيقة الحمار و خاصيته هي البلادة و الحمق و هو المقصود دون الشكل الذي هو قالب المعنى إذ من غاية الحمق أن يجمع بين الاقتداء و بين التقدم فانّهما متناقضان، و هذا النوع يرجع إلى التعبير عن المعنى بالصّورة التي تتضمن عين المعنى أو مثله.
و من هذا القبيل قوله تعالى: {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت : 11] , فانه تمثيل لتأثير قدرته فيهما و تأثرهما بالذات عنها بأمر المطاع و إجابة المطيع و الطائع.
و منه قوله عزّ و جل : {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل : 40] , و هو نوع من الكلام باطنا من دون حرف و صوت ، و منه التّعبير عن الصّراط بالجسر الممدود بين الحنة و النار و عن الميزان بذي الكفتين إلى غير ذلك.
و منها مثل ما يدرك الانسان الشيء جملة ثم يدركه تفصيلا بالتحقيق و الذوق بأن يصير حالا ملابسا له فيتفاوت العلمان ، فيكون الأول كالقشر و الثاني كاللّب و الأول كالظاهر و الاخر كالباطن ، و ذلك كما يتمثل للانسان في عينه شخص في الظلمة أو على البعد فيحصل له نوع علم فاذا رآه بالقرب أو بعد زوال الظلمة أدرك تفرقة بينهما و لا يكون الأخير ضد الأول، بل هو استكمال له فكذلك في العلم و الايمان و التصديق و من هذا القبيل أكثر العقايد.
____________________
(1) إحياء علوم الدين : ج 1 , ص 94.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|