المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الغيرة والحمية
25-4-2022
مجالات المقال النقدي
5-1-2023
التربة المناسبة لزراعة الشوندر السكري
5-3-2017
نسيج البشرة
23-2-2017
خنفساء السجاد السوداء Attagenus piceus
4-2-2016
مبيدات الادغال (مبيد سيثوكسيديم Sethoxydim 200EC)
10-10-2016


فلسفة كتابة الوحي  
  
2851   02:13 مساءً   التاريخ: 17-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 281-285.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / معجزاته /

عندما نستخدم لفظ «القراءة» أو «الكتابة»، فاننا لابد ان نستخدم معهما القرينة ونحدد نوع القراءة والكتابة. فالقراءة أو الكتابة حقيقة ثقافية من حقائق الدين. وذلك لسببين:

الاول: ان الكتاب السماوي الذي يأتي به الدين، هو الطريقة المكتوبة لمخاطبة اهل الارض. والا، فلا يصحّ تسمية الخطاب الشفهي كتاباً.

الثاني: ان المبادئ الدينية لابد ان تُحفظ مكتوبة او مخطوطة من اجل ان تستعملها الاجيال اللاحقة مصونة من أي تغيير او تزييف.

والقاعدة ان الكتابة متلازمة مع القراءة، فلا قيمة للمكتوب اذا لم يُقرأ. فالعلاقة غير قابلة للتفكيك هنا بين الخطاب السماوي _ المكتوب _ وبين المكلّف القادر على قراءة ذلك الخطاب. وهذا هو الذي دعا رسول الله (صلى الله عيله واله) _ وهو النبي الامي_ الى حثّ المسلمين على تعلّم القراءة والكتابة، خصوصاً في غزوة بدر عندما اشترط على اسراه الذين يجيدون ذلك الفن تعليم المسلمين القراءة والكتابة مقابل اطلاق سراحهم. فما لم تكن الامة متعلمة، تقرأ وتكتب، فانها لا تستطيع فهم معاني القرآن العظيم. ذلك لان الكتاب _ بمعناه التركيبي _ يعني مجموعة من الكلمات والحروف المنظّمة التي لا تفهمها الا الشريحة التي درست وتعلّمت انطباق الالفاظ اللغوية على معانيها الفكرية عبر الحروف والكلمات.

وفي ضوء تلك الافكار نقرر ان من ميزات الكتاب المخطوط:

1- القابلية على استنساخه وتكثيره بكميات أكبر ونشره على مساحة أوسع في الولايات والامصار، بشرط ان تكون الامة مثقفة ومتدينة وقادرة على القراءة.

2- قابلية الكتاب المخطوط على حفظ المادة المخطوطة من الضياع والتحريف.

وكتابة الوحي هنا مقيّدة تماماً بالنقل الامين لالفاظ القرآن الكريم على الورق أو على ادوات الكتابة السائدة في ذلك الزمان على شكل حروف وكلمات. فهي لا تتضمن ابداعاً للافكار والآراء، او تبادلاً للقيم بين الكاتب والقارئ، ولا تتضمن أحكاماً يصدرها المؤلف. فالكتابة هنا مختصة فقط بالامانة القصوى والدقة المتناهية في نقل الخطاب الشفهي الى مادة مكتوبة. فكاتب الوحي يحتاج - ضمن خصائصه- الى ملكة في التقوى والخوف من الله ويقين تامبالدرجة الاولى، وقدرة على القراءة والكتابة بالدرجة الثانية. وقد كان افضل المرشحين لذلك العمل على الاطلاق: علي بن ابي طالب (عليه السلام). وكان البقية من الافراد من اتجاهات ومشارب شتى مثل: زيد بن حارثة، وعثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن ابي سرح وغيرهم من الذين كتبوا القرآن، انما سمح لهم رسول الله (صلى الله عيله واله) بالكتابة كان من اجل اتمام الحجة على الاعداء. والا فان خط علي (عليه السلام) كان كافياً لحفظ القرآن الكريم.

ولا شك ان التسلح بالسلاح اللفظي والعقلي من اجل نقل المادة الشفهية الى مادة مكتوبة، ينبغي في حالة كتابة الوحي ان يكون خالياً من أي تعبير شخصي أو رأي فردي. وهو ما قصدناه للتوّ بالتقوى واليقين عند الكاتب. فالكاتب هنا موظف فقط لاتمام تلك العملية الامينة وهي نقل المادة الشفهية الى مادة مكتوبة. فهنا لا يحق للكاتب مطلقاً التلاعب بأفكار الكتاب الالهي من خلال اضافة كلمة أو حذف آية او تبديل معناها. ولذلك فعندما حاول عبد الله بن ابي سرح التلاعب بالفاظ القرآن الكريم عند تدوينه عبر تبديل (سميع بصير) بـ (سميع عليم) أو تبديل (والله بما تعملون خبير) بـ (والله بما تعملون بصير) نزل فيه قرآن يُدينه واستحق القتل على ذلك، لانه اضاف من هواه وعقله الفاسد اضافات الى اقدس كتاب سماوي موجّه بلغة الخالق عزّ وجلّ الى المخلوقين المكلّفين.

وفي اغلب الحالات يكون الكاتب - الذي توفرت فيه شروط التقوى واليقين- هو القارئ الاول للكتاب. فما بالك بعلي (عليه السلام) والقرآن، فلم يكن علي (عليه السلام) كاتب الوحي فحسب، بل كان أكثر الناس قراءةً لكتاب الله المجيد، واكثرهم استلهاماً لمعانيه وأفكاره واحكامه بعد رسول الله (صلى الله عيله واله).

وليس غريباً ان نجزم بان الحفاظ على القرآن المجيد مصوناً بين الدفتين عبر التدوين، ساهم دون شك في حفظ أفكار القرآن، ومفاهيمه، وكلماته، ورسالته السماوية في الهداية. وبذلك اصبح الكتاب السماوي المجيد يعيش فيما وراء حدود الاجيال، والثقافات، والعلوم، والمعرفة الحقة المتجددة مع تغيير المجتمعات الانسانية.

وبكلمة فان القرآن عندما دُوِّن، فانما اُريد له ان يكون الكتاب الاول المقروء عند اهل الارض. فهو كتاب السماء الخالد لهداية البشر الى خالقهم وبارئهم عزّ وجلّ. ذلك ان الثقافة الرسمية للاسلام ودولته مستمدة بشكل مباشر من مفاهيم القرآن الكريم وأفكاره واحكامه. وهنا اصبح القرآن الكريم، كتاب الامة الاول الذي تعتني به وتقرأه، فكان الجهد الذي بذله علي (عليه السلام) بالدرجة الاولى وبعض الصحابة في الدرجة الثانية في كتابة القرآن الكريم موفقاً في تحمل مسؤولية حفظ كتاب الله المجيد وصيانته من كل تحريف في وقت كان المجتمع العربي الاسلامي يعيش حالة استثنائية مريرة من حالات تزوير احاديث النبي (صلى الله عيله واله) وسنته الشريفة بما يخدم السلطة وأهدافها.

ولا شك ان كتابة الوحي كانت متعلقة بقطبين هما: القراءة والمجتمع. فتدوين القرآن الكريم انما تمّ من اجل ان تقرأ الامة كتابها السماوي وتهتدي بهديه. فـ«القراءة والمجتمع» تعني هنا انه يمكن للدين تحديد حجم المخاطَبين ومقدار تماسكهم الاجتماعي وتركيبتهم الطبقية وقلوبهم وضمائرهم عبر الخطاب الالهي الموجّه لهم. وبتعبير آخر، فان القرآن المكتوب يصل الى جميع طبقات المجتمع القادرة على القراءة من أغنياء وفقراء، وتجار وعمال، ومزارعين وكسبة، وعلماء ومفكرين، وفقهاء ومحدثين، ويخاطب كل مجموعة باللغة التي تفهمها. فـ «القراءة والمجتمع » تعبّر عن حجم الرباط العقلي والروحي الذي يقوم القرآن الكريم بشدّ المجتمع به، افراداً وجماعةً. وبالتالي يقوم القرآن بشدّ الفرد والجماعة بالله سبحانه وتعالى وباحكامه وتشريعاته. ولذلك كان على الملايين من الامة الاسلامية في كل لحظة من لحظاتها وعلى مدى الزمن ان تقرأ ذلك الكتاب العظيم.

وهنا ينبغي ملاحظة نقطة مهمة اُخرى وهي ان القرآن الكريم يخاطب العقل البشري. فهو ليس كتاباً دُوِّن في زمن معين فخالط الوضع الاجتماعي في ذلك الزمان مشاعر الناس، وليس كتاباً دُوِّن في مكان معين فانبهر الناس بمؤلفه واسلوبه الفكري ومشاعره القومية. بل ان القرآن الكريم يمثّل الكليات التي ارادت السماء أن تنقلها الى الارض. فهو كتاب لم يقيّد بحدود القومية ولا اللغة والزمن والتأريخ والثقافة. بل هو أكبر من حجم القومية واللغة والزمن والتأريخ والثقافة. لان هذا الكتاب المجيد ينقل قارئه الى عالم السماء والآخرة والتوحيد والعظمة والجبروت.

ولذلك كان تدوينه وصيانته من اعظم الاعمال التي قام بها علي (عليه السلام) جنباً الى جنب بطولاته المشهودة وزهده وتعففه. ذلك ان القرآن _ الذي يعبّر عن كلام الله سبحانه _ كتابٌ حيٌّ كُتبت له الحياة الى الابد. والموت الثقافي للكتب يحصل فقط لتلك التي يخطها الانسان بيمينه. فمن المعلوم ان 99% من الكتب التي تُكتب تندثر بعد فترة زمنية معينة، ويبقى منها اقل من 1 % فقط تتداوله الاجيال. وحتى ان ما تتداوله الاجيال يندثر رويداً رويداً بسبب اختلاف كليات الازمنة المتلاحقة. فتلك الكتب تفقد نكهتها واسلوبها ومشاعر مؤلفيها بعد عدد غير محدّد من السنين. اما كلام الله عزّ وجلّ وكتابه القرآن المجيد فانه محفوظ ومصان الى يوم القيامة. وهذا يفسّر لنا الاهتمام البالغ للامام (عليه السلام) بكتابة القرآن الكريم وجمعه في حياة رسول الله (صلى الله عيله واله)، والاهتمام الشديد بتدقيقه والاعتناء به بعد وفاته (صلى الله عيله واله).

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.