أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2018
1246
التاريخ: 16-12-2018
932
التاريخ: 27-5-2017
653
التاريخ: 21-11-2016
757
|
نهاية مروان الثاني
الواقع أن انهماك مروان الثاني في إخماد الثورات والفتن شغله عن الاهتمام بما كان يجري في المشرق خاصة في خراسان التي كانت مركزاً للدعوة العباسية. وقد انتشرت في المنطقة انتشاراً واسعاً، واستقامت الأمور فيها لبني العباس، مما أدى إلى اقتناع الدعاة العباسيين بأن الوقت قد حان للجهر بها. وفعلاً حصل هؤلاء الدعاة على موافقة إبراهيم الإمام، الذي كان يعيش في الحميمة على الجهر بالدعوة والخروج على الأمويين. وقد تولى أبو مسلم الخراساني، الذي أضحى رئيساً للدعوة في خراسان، أخذ البيعة تحت شعار البيعة إلى الرضا من آل محمد.
أدرك نصر بن سيار، عامل مروان على خراسان، ما يشكله أبو مسلم من خطر على الدولة الأموية، فبعث برسالة عاجلة إلى دمشق يشرح فيها حالة الفوضى التي سادت خراسان، وخطر أبي مسلم الذي كان يتزايد يوماً بعد يوم، ويطلب مدداً من الخليفة.
ويبدو أن مروان كان عاجزاً، آنذاك، عن إجابة طلب واليه، ولم يستطع أن يفعل شيئاً سوى أن يمنيه بالوعود، ويزوده بالنصائح، مما أتاح لأبي مسلم السيطرة التامة على خراسان، ولم يتمكن نصر من الصمود أمامه فتقهقر إلى نيسابور ومعه أنصاره من العرب الذين هربوا من خراسان.
ثم حدث أن انتقلت القيادة العباسية العليا في العراق إلى قحطبة بن شبيب الطائي وهو عربي، الذي سارع إلى الاصطدام بقوات نصر وتغلب عليها وأجبر نصراً على ترك نيسابور حيث قصد الري، وفيها واتته الإمدادات التي بعثت بها الخلافة بعد أن أدركت خطورة الوضع، وضرورة مساندة صمود نصر، فابتدأت بذلك جولة أخرى من الاصطدامات كان النصر فيها حليف القوات العباسية. ومات نصر بن سيار بالري في شتاء عام (131 هـ/ 748م) بعد وقعة أصفهان في جو الهزيمة القاتم.
ثم اتجه قحطبة نحو العراق ليصطدم بالقوات الأموية بقيادة ابن هبيرة، والي مروان على العراق، وتغلب عليها وهم بدخول الكوفة إلا أنه غرف وهو يعبر نهر الفرات. ودخلت القوات العباسية المدينة بقيادة حميد بن قحطبة في (شهر ربيع الأول عام 132 هـ/ شهر تشرين الأول عام 749 م) وسلم الأمر إلى أبي سلمة الخلال الذي أضحى وزير آل محمد.
وبويع في الكوفة لعبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس المعروف بأبي العباس، وقد كان أخوه إبراهيم الإمام قد عهد إليه بأمر الدعوة عندما قضى عليه مروان الثاني آنذاك بعد ما افتضح أمره؛ ليصبح أول خليفة عباسي.
وبعد أن تم له الأمر في العراق أرسل جيشاً، بقيادة عمه عبد الله بن علي، التقى بجيش مروان الثاني على نهر الزاب، وهو أحد فروع نهر دجلة. وكانت الانتصارات التي حققتها الثورة، حتى ذلك التاريخ، قد أضعفت معنويات الجيش الأموي، فأحجمت بعض وحداته عن خوض المعركة ومنها الوحدات اليمنية، ربما بدافع العصبية من جهة ومن التأخير في دفع مرتبات الجند من جهة أخرى، وعصت هذه الوحدات أوامر مروان في تلك اللحظة الحركة.
ودارت بين الجيشين الأموي والعباسي رحى معركة عنيفة في (شهر جمادي الآخرة عام 132 هـ/ شهر كانون الثاني عام 750 م) استمر أحد عشر يوماً انتهت بهزيمة مروان الذي انسحب بعد المعركة باتجاه الموصل، لكن المدينة أغلقت أبوباها في وجهه مما دفعه إلى الانسحاب نحو حران مقره السابق، إلا أن الجيش العباسي ظل يطارده. فانسحب إلى حمص فدمشق فالأردن ثم فلسطين. وكانت المدن في هذه البلاد تفتح أبوابها للجيش العباسي باستثناء مدينة دمشق التي دخلها العباسيون عنوة.
وعهد عبد الله بن علي إلى أخيه صالح بمطاردة مروان، بعد أن تجاوز الشام. ووصل مروان في غضون ذلك إلى مصر بعد أن تخلى عنه أنصاره وتوقف في قرية بوصير الصغيرة في منطقة الفيوم حيث داهمته في الليل قوة عسكرية. وقاوم مروان حتى خر صريعاً، وانتهت بمقتله أيام دولة الخلافة الأموية، وكان ذلك في عام (132هـ/ 750 م).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|