أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-01-2015
3896
التاريخ: 10-02-2015
3512
التاريخ: 31-01-2015
3357
التاريخ: 2-5-2016
3102
|
أنّ الفتح كان له في هذه الغزاة كما كان بيده يوم بدر، واختصّ بحسن البلاء فيها والصبر.
قال أبو البختري القرشيّ: كانت راية قريش ولواؤها جميعاً بيد قصيّ ابن كلاب ، ثمّ لم تزل الراية في يد ولد عبد المطّلب يحملها منهم من حضر الحرب حتى بعث الله رسوله (صلّى الله عليه وآله)فصارت راية قريش وغير ذلك إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، فأقرها في بني هاشم وأعطاها علي بن أبي طالب في غزوة ودّان ، وهي أوّل غزوة حمل فيها راية في الإسلام مع النبيّ ، ثمّ لم تزل معه في المشاهد : ببدر وهي البطشة الكبرى، وفي يوم اُحد وكان اللواء يومئذ في بني عبد الدار فأعطاها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مصعب بن عمير فاستشهد ووقع اللواء من يده ، فتشوّفته القبائل ،فأخذه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ودفعه إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)؛ فجمع له الراية واللواء، فهما إلى اليوم في بني هاشم.
وكان لواء المشركين مع طلحة بن أبي طلحة وكان يدعى كبش الكتيبة فتقدّم وتقدّم عليّ (عليه السلام ) ، وتقاربا فضربه عليّ ضربة على مقدّم رأسه فبدرت عيناه وصاح صيحة لم يسمع مثلها وسقط اللواء من يده ، فأخذه أخ له يقال له : مصعب ، فرماه عاصم بن ثابت فقتله ، ثمّ أخذ اللواء أخٌ له يقال له : عثمان ، فرماه عاصم أيضاً بسهم فقتله ، فأخذه عبدٌ لهم يقال له : صواب ، وكان من أشدّ الناس فضربه عليّ (عليه السلام) فقطع يمينه ، فاخذ اللواء بيده اليسرى فضرب عليّ يده فقطعها، فأخذ اللواء على صدره وجمع يديه المقطوعتين عليه فضربه عليّ (عليه السلام ) على اُمّ رأسه فسقط صريعاً وانهزم القوم .
وأكبّ المسلمون على الغنائم ، وقد كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أقام على الشعب خمسين رجلاً من الأنصار وأمّر عليهم رجلاً منهم ،وقال لهم : لا تبرحوا مكانكم وإن قتلنا عن آخرنا فلمّا رأى أصحاب الشعب الناس يغتنمون قالوا لأميرهم : نريد أن نغتنم كما غنم الناس فقال : إنّ رسول الله قد أمرني أن لا أبرح من موضعي هذا ، فقالوا له : إنّه أمرك بهذا وهو لا يدري أنّ الأمر، يبلغ إلى ما نرى، ومالوا إلى الغنائم وتركوه .
فحمل عليه خالد بن الوليد فقتله ، وجاء من ظهر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يريده ، وقُتل من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله)سبعون رجلاً وانهزموا هزيمة عظيمة وأقبلوا يصعدون الجبال وفي كلّ وجه ،ولم يبق معه إلاّ أبو دجانة سماك بن خرشه، وسهل بن حنيف ، وأمير المؤمنين (عليه السلام )، فكلّما حملت طائفة على رسول الله (صلّى الله عليه آله) استقبلهم أمير المؤمنين (عليه السلام ) فدفعهم عنه حتّى انقطع سيفه ، فلمّا رأى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)الهزيمة كشف البيضة عن رأسه وقال : إليّ أنا رسول الله ، إلى أين تفرّون عن الله وعن رسوله»؟ ! ! وثاب إليه من أصحابه المنهزمين أربعة عشر رجلاً، منهم : طلحة بن عبيد الله وعاصم بن ثابت ، وصد الباقون الجبل ، وصاح صائح بالمدينة : قُتل رسول الله ، فانخلعت القلوب لذلك ، وتحيّر المنهزمون فاخذوا يميناً وشمالاً .
وروى عكرمة قال : سمعت عليّاً (عليه السلام ) يقول :لمّا انهزم الناس يوم أحد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لحقني من الجزع عليه مالم أملك نفسي ، وكنت أمامه أضرب بسيفي بين يديه ، فرجعت أطلبه فلم أره فقلت : ما كان رسول الله ليفرّ وما رأيته في القتلى فاظنّه رُفع من بيننا ، فكسّرت جفن سيفي وقلت في نفسي : لاُقاتلنّ به عنه حتّى أقتل ، وحملت على القوم فأفرجوا فإذا أنا برسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقد وقع على الأرض مغشيّاً عليه ، فقمت على رأسه فنظر إليّ فقال : ما صنع الناس يا عليّ ؟.
فقلت : كفروا يا رسول الله وولّوا الدبر واسلموك ، فنظر إلى كتيبة قد أقبلت فقال (صلّى الله عليه وآله): ردّ عني يا عليّ هذه الكتيبة، فحملت عليها بسيفي أضربها يميناً وشمالاً حتّى ولّوا الأدبار فقال لي النبي (صلّى الله عليه وآله): أما تسمع مديحك في السماء، أنّ ملكاً يقال له : رضوان ينادي : لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ عليّ فبكيت سروراً وحمدت الله على نعمه.
وتراجع المنهزمون من المسلمين إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله)وانصرف المشركون إلى مكّة، وانصرف النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة فاستقبلته فاطمة (عليها السلام) ومعها إِناء فيه ماء فغسلت به وجهه ولحقه أمير المؤمنين (عليه السلام ) ومعه ذو الفقار وقد خضب الدم يده إلى كتفه فقال لفاطمة (عليها السلام) : «خذي هذا السيف فقد صدقني اليوم ، وقال :
أفاطم هاك السيف غير ذميم * فلست برعديد ولا بمليم
لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد * وطاعة ربٍّ بالعباد عليم
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): خذيه يا فاطمة، فقد أدّى بعلك ما عليه ، وقد قتل الله بسيفه صناديد قريش.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
بيان مكتب المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) عقب الهجوم الإرهابي على المسافرين الأبرياء في مدينة پاراچنار، في پاكستان
|
|
|