المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

العلاج المعرفي (CT)
1-12-2019
حفار ساق التفاح
2023-08-04
المتقين / عدم إرادتهم للدنيا مع إرادتها لهم
2024-04-29
Endosomes
2-5-2016
الخـطوات السـت للتغلـب على مـقاومة التغييـر
16-8-2019
من هم أهل البيت؟ وهل نساء النبيّ من أهل البيت؟
2024-10-23


مقامه في غزوة اُحد (عليه السلام)  
  
3908   10:57 صباحاً   التاريخ: 10-02-2015
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج1, ص376-379.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-01-2015 3896
التاريخ: 10-02-2015 3512
التاريخ: 31-01-2015 3357
التاريخ: 2-5-2016 3102

أنّ الفتح كان له في هذه الغزاة كما كان بيده يوم بدر، واختصّ بحسن البلاء فيها والصبر.

قال أبو البختري القرشيّ: كانت راية قريش ولواؤها جميعاً بيد قصيّ ابن كلاب ، ثمّ لم تزل الراية في يد ولد عبد المطّلب يحملها منهم من حضر الحرب حتى بعث الله رسوله (صلّى الله عليه وآله)فصارت راية قريش وغير ذلك إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، فأقرها في بني هاشم  وأعطاها علي بن أبي طالب في غزوة ودّان ، وهي أوّل غزوة حمل فيها راية في الإسلام مع النبيّ ، ثمّ لم تزل معه في المشاهد : ببدر وهي البطشة الكبرى، وفي يوم اُحد وكان اللواء يومئذ في بني عبد الدار فأعطاها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مصعب بن عمير فاستشهد ووقع اللواء من يده ، فتشوّفته القبائل ،فأخذه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ودفعه إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)؛ فجمع له الراية واللواء، فهما إلى اليوم في بني هاشم.

وكان لواء المشركين مع طلحة بن أبي طلحة وكان يدعى كبش الكتيبة  فتقدّم وتقدّم عليّ (عليه السلام ) ، وتقاربا فضربه عليّ ضربة على مقدّم رأسه فبدرت عيناه وصاح صيحة لم يسمع مثلها وسقط اللواء من يده ، فأخذه أخ له يقال له : مصعب ، فرماه عاصم بن ثابت فقتله ، ثمّ أخذ اللواء أخٌ له يقال له : عثمان ، فرماه عاصم أيضاً بسهم فقتله ، فأخذه عبدٌ لهم يقال له : صواب ، وكان من أشدّ الناس فضربه عليّ (عليه السلام) فقطع يمينه ، فاخذ اللواء بيده اليسرى فضرب عليّ يده فقطعها، فأخذ اللواء على صدره وجمع يديه المقطوعتين عليه فضربه عليّ (عليه السلام ) على اُمّ رأسه فسقط صريعاً وانهزم القوم .

وأكبّ المسلمون على الغنائم ، وقد كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أقام على الشعب خمسين رجلاً من الأنصار وأمّر عليهم رجلاً منهم ،وقال لهم : لا تبرحوا مكانكم وإن قتلنا عن آخرنا فلمّا رأى أصحاب الشعب الناس يغتنمون قالوا لأميرهم : نريد أن نغتنم كما غنم الناس  فقال : إنّ رسول الله قد أمرني أن لا أبرح من موضعي هذا ، فقالوا له : إنّه أمرك بهذا وهو لا يدري أنّ الأمر، يبلغ إلى ما نرى، ومالوا إلى الغنائم وتركوه .

فحمل عليه خالد بن الوليد فقتله ، وجاء من ظهر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يريده ، وقُتل من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله)سبعون رجلاً وانهزموا هزيمة عظيمة  وأقبلوا يصعدون الجبال وفي كلّ وجه ،ولم يبق معه إلاّ أبو دجانة سماك بن خرشه، وسهل بن حنيف ، وأمير المؤمنين (عليه السلام )، فكلّما حملت طائفة على رسول الله (صلّى الله عليه آله) استقبلهم أمير المؤمنين (عليه السلام ) فدفعهم عنه حتّى انقطع سيفه ، فلمّا رأى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)الهزيمة كشف البيضة عن رأسه وقال : إليّ أنا رسول الله ، إلى أين تفرّون عن الله وعن رسوله»؟ ! ! وثاب إليه من أصحابه المنهزمين أربعة عشر رجلاً، منهم : طلحة بن عبيد الله وعاصم بن ثابت ، وصد الباقون الجبل ، وصاح صائح بالمدينة : قُتل رسول الله ، فانخلعت القلوب لذلك ، وتحيّر المنهزمون فاخذوا يميناً وشمالاً .

وروى عكرمة قال : سمعت عليّاً (عليه السلام ) يقول :لمّا انهزم الناس يوم أحد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لحقني من الجزع عليه مالم أملك نفسي ، وكنت أمامه أضرب بسيفي بين يديه ، فرجعت أطلبه فلم أره فقلت : ما كان رسول الله ليفرّ وما رأيته في القتلى فاظنّه رُفع من بيننا ، فكسّرت جفن سيفي وقلت في نفسي : لاُقاتلنّ به عنه حتّى أقتل ، وحملت على القوم فأفرجوا فإذا أنا برسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقد وقع على الأرض مغشيّاً عليه ، فقمت على رأسه فنظر إليّ فقال : ما صنع الناس يا عليّ ؟.

فقلت : كفروا يا رسول الله وولّوا الدبر واسلموك ، فنظر إلى كتيبة قد أقبلت فقال (صلّى الله عليه وآله): ردّ عني يا عليّ هذه الكتيبة، فحملت عليها بسيفي أضربها يميناً وشمالاً حتّى ولّوا الأدبار فقال لي النبي (صلّى الله عليه وآله): أما تسمع مديحك في السماء، أنّ ملكاً يقال له : رضوان ينادي : لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ عليّ فبكيت سروراً وحمدت الله على نعمه.

 وتراجع المنهزمون من المسلمين إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله)وانصرف المشركون إلى مكّة، وانصرف النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة فاستقبلته فاطمة (عليها السلام) ومعها إِناء فيه ماء فغسلت به وجهه ولحقه أمير المؤمنين (عليه السلام ) ومعه ذو الفقار وقد خضب الدم يده إلى كتفه فقال لفاطمة (عليها السلام) : «خذي هذا السيف فقد صدقني اليوم ، وقال :

أفاطم هاك السيف غير ذميم           *     فلست برعديد ولا بمليم

لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد     *     وطاعة ربٍّ بالعباد عليم

فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): خذيه يا فاطمة، فقد أدّى بعلك ما عليه ، وقد قتل الله بسيفه صناديد قريش.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.