( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً )[1].
روى الحمويني باسناده عن أبي سعيد الخدري قال : " إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما دعا الناس إلى علي عليه السّلام في غدير خم ، وأمر بما تحت الشجرة من الشوك فقم ، وذلك يوم الخميس ، فدعا علياً فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : الله أكبر على اكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي من بعدي ، ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره وأخذل من خذله .
فقال حسان بن ثابت : أتأذن لي يا رسول الله فأقول في علي عليه السّلام أبياتاً تسمعها ؟ فقال : قل على بركة الله ، فقام حسان بن ثابت فقال : يا معشر مشايخ قريش اسمعوا قولي شهادة من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في الولاية الثابتة فقال :
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخمّ واسمع بالرسول مناديا
يقول : فمن مولاكم ووليكم * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
الهك مولانا ، وأنت ولينا * ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا
هناك دعا اللّهم وال وليه * وكن للذي عادى علياً معادياً
فقال له : قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماماً وهادياً
قال المؤلف : هذا حديث الغدير ، وله طرق كثيرة إلى أبي سعيد سعد بن مالك الخدري الأنصاري "[2].
قال ابن البطريق : " اعلم إن الله سبحانه وتعالى قد أبان فضل مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلّى الله عليه في هذه الآية ، بقوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) وهذا من طريق الحافظ الثقة ، فكذا قد ورد من طرق الشيعة ، فقد حصل على ذلك اجماع الاسلام فتلقيه بالقبول من الفروض الواجبة والأوامر اللازمة ، إذ هو من نصوص الوحي المخترع ، وخصوص النبي المتبع ، وإذا كان دين الأمة لم يكمل إلاّ بولايته ونعمة الله تعالى لا تتم على خلقه إلاّ بها ، ولا يرضى الله تعالى الاسلام ديناً لخلقه إلاّ بها ، فقد تضيق وجوبها على كافة أهل الاسلام تضييقاً عليه اجماع الاسلام ، وقامت مقام كل طاعة لله تعالى إن لو كان المسلم عليها ، ولم يأت بولايته صلّى الله عليه لم يرض الله تعالى اسلامه ديناً ولم يكمل دينه عند الله تعالى ، ومع عدم كمال الانسان وعدم رضى اسلامه عند الله تعالى : لم يتم الله تعالى نعمته عليه ، ومن لم يكن مؤمنا بهذه الأمور ، فقد خسرت صفقته وظهرت خيبته ، يوضّح ذلك ويزيده بياناً وأنه المعنى الذي أردنا قول النبي صلّى الله عليه وآله عقيب ذلك : من كنت مولاه فعلي مولاه ، واطلاق هذا اللفظ في ساير أهل الاسلام ولم يخصص النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بذلك قوماً دون قوم من الأمة .
وكذلك قول عمر بن الخطاب على ما في الروايات عند ذلك بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، وفي رواية أخرى أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، واطلاق ذلك في ساير المؤمنين والمؤمنات ولم يخصص قوماً من المؤمنين بذلك دون قوم ، بل كلّ من كان مؤمناً فعلي مولاه من نسب أو صاحب ، لأن لفظة الايمان قد شملت الكافة فمن كان مؤمناً منهم فعلي مولاه ومن لم يكن علي مولاه فليس بمؤمن ، وفي هذا غاية الايضاح ، ولم تجب له هذه المنزلة صلّى الله عليه من الرسول صلّى الله عليه وآله بعد وجوبها له من الله تعالى إلاّ بدليل قوله سبحانه وتعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )[3] وقد تقدم اختصاصها به فوجب له صلّى الله عليه هذه المنزلة من الله تعالى أولا ، وشركه تعالى فيما يجب له تعالى على الأمة ، ووجب للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يشركه فيما يجب له على الأمة ثانياً اقتداء بالوحي العزيز فوجب على الأمة ثالثاً اتباع أوامر الله سبحانه وتعالى وأوامر
رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )[4] .
ويزيده أيضاً بياناً وايضاحاً قوله تعالى : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى )[5] وما ورد في تفسيرها ، وذلك قد ورد بلفظ الخلافة الوصية بلا ارتياب فليتأمل ذلك ، ففيه كفاية لمن تأمّله .
أنت الذي فرض الإله ولاءه * وولاؤه بعد النبي المرسل
أنت الذي ردت ببابل شمسه * وكذاك ردت في زمان المرسل
يا من به وله الولاء مع الهدى * أمر الرسول به بأمر المرسل "[6]
وروى ابن عساكر باسناده عن أبي هريرة قال : " من صام ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد علي فقال : ألست ولي المؤمنين ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال من كنت مولاه فعلي مولاه . فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم فأنزل الله : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )[7] .
وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي سعيد الخدري " إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لما نزلت عليه هذه الآية قال : الله أكبر على اكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي وولاية علي بن أبي طالب من بعدي ، ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله "[8].
وباسناده عن ابن عباس قال : " بينما النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بمكة أيام الموسم إذ التفت إلى علي ، فقال : هنيئاً لك يا أبا الحسن إن الله قد أنزل عليّ آية محكمة غير متشابهة ذكري وإياك فيها سواء : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) الآية "[9].
وروى السيد شهاب الدين أحمد باسناده عن مجاهد قال : " نزلت هذه الآية بغدير خم ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم : الله أكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضى الرب برسالتي ، والولاية لعلي "[10].
أقول : روى البحراني في ( غاية المرام ) في تفسير هذه الآية من طريق العامة ستّة أحاديث ، ومن الخاصة خمسة عشر حديثاً .
قال العلامة البهبهاني : اعلم إن الآية الكريمة تدل على نصب جميع خلفاء الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم والأئمة من بعده صلّى الله عليه وآله وسلّم لا على نصب خليفة واحد منهم بعينه ، وإلا لزم الاهمال بالنسبة إلى من لم ينص على نصبه وهو مناقض لاكمال الدين واتمام النعمة ، وهو صلّى الله عليه وآله كما صرح بولاية أمير المؤمنين عليه السّلام ونصبه يوم الغدير صرح بان الأوصياء من بعده صلّى الله عليه وآله وسلّم من ذريّته[11].
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْم يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّة عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّة عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِم ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )[12].
روى البحراني باسناده عن أبي هريرة أنه كان يحدث " إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول : يا رب أصحابي فيقال إنك لا علم لك بما أحدثوا ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى "[13].
وروى عن الثعلبي في تفسير قوله تعالى : ( فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْم يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) قال : " هو علي بن أبي طالب "[14].
روى السيد البحراني باسناده عن الباقر والصادق عليهما السّلام إن هذه الآية نزلت في علي عليه السّلام[15].
وقال العلامة الحلي في منهاج الكرامة : وهذا يدل على أنه أفضل فيكون هو الإمام[16] واستدل بالآية ورواية الثعلبي في كشف الحق ونهج الصدق على إمامته عليه السّلام[17].
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )[18].
روى الطبري باسناده عن غالب بن عبيد الله قال : " سمعت مجاهد في قوله ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ ) الآية قال : نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع "[19].
وروى ابن المغازلي باسناده عن ابن عباس " في قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ ) قال نزلت في علي "[20] ( 1 ) .
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس : " ( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ ) يعني يتمّون وضوءها وقراءتها ، وركوعها ، وسجودها . ( وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) وذلك إن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم صلّى يوماً بأصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه ، فلم يبق في المسجد غير علي قائماً يصلي بين الظهر والعصر ، إذ دخل عليه فقير من فقراء المسلمين ، فلم ير في المسجد احداً خلا علياً فأقبل نحوه فقال : يا ولي الله بالذي يصلى له إن تتصدق علي بما أمكنك وله خاتم عقيق يماني أحمر كان يلبسه في الصلاة في يمينه فمد يده فوضعها على ظهره ، وأشار إلى السائل بنزعه ، فنزعه ودعا له ، ومضى وهبط جبرئيل فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي لقد باهى الله بك ملائكته اليوم ، اقرأ ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ ) "[21].
قال محمّد باقر البهبودي في ذيل هذا الحديث : المراد بهذه الولاية هي التي قد ذكرت في قوله تعالى : ( اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ) ولما كان هذه الولاية خاصاً بالله عزّوجل ، فإنه هو النور لا ظلمات فيه ثم برسوله كما قال عزّوجل : ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) كان الناس بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى حاجة ماسة إلى من يقوم مقامه ، ويعرف الكتاب حق معرفته ليعرف النور ويتمسك به ، ويعرف الظلمات فيدعها ، ولذلك احتاج في الآية الكريمة إلى تفسير . ( وَالَّذِينَ آمَنُوا ) لئلا يتوهم المسلمون اطلاقه لكل مؤمن ، فقال تفسيراً لهم وتمييزاً عن غيرهم : ( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) فوصفهم بميزة واحدة وهو اعطاء الزكاة في حال ركوع الصلاة ، فعلى المسلمين أن يتفحصوا حتى يعرفوا من الذين كان فيه هذا الوصف .
وروى باسناده عن ابن جريج قال : " لما نزلت : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ ) الآية ، خرج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وإذا سائل قد خرج من المسجد فقال له هل أعطاك أحد شيئاً وهو راكع ؟ قال : نعم رجل لا أدري من هو . قال : ماذا أعطاك ؟ قال : هذا الخاتم . فإذا الرجل علي بن أبي طالب ، والخاتم خاتمه عرفه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم "[22].
وروى باسناده عن زيد بن حسن عن جده قال : " سمعت عمّار بن ياسر يقول : وقف لعلي بن أبي طالب سائل وهو راكع في صلاة التطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل ، فأتى رسول الله فأعلمه ذلك ، فنزل على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم هذه الآية ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ ) إلى آخر الآية ، فقال رسول الله : من كنت مولاه فان علياً مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه "[23].
قال الزرندي : " روى الواحدي في تفسيره عن علي رضي الله عنه أنه قال : أصول الاسلام ثلاثة لا تنفع واحدة منهن دون صاحبتيهما : الصلاة ، والزكاة ، والموالاة ، قال : وهذا منتزع من الآية ، وذلك إن الله تعالى أثبت الموالاة بين المؤمنين ، ثم لم يصفهم إلا بإقام الصلاة وايتاء الزكاة ، فقال : ( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) فمن والى علياً فقد والى الله ورسوله "[24].
وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن علي قال : " نزلت هذه الآية على رسول الله في بيته : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ ) فخرج رسول الله ودخل المسجد وجاء الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم ، فإذا سائل فقال : يا سائل هل أعطاك أحد شيئاً ؟ قال : لا إلا ذاك الراكع - لعلي - أعطاني خاتمه "[25].
وروى باسناده عن المقداد بن الأسود الكندي ، قال : " كنا جلوساً بين يدي رسول الله ، إذ جاء إعرابي بدوي متنكب على قوسه - وساق الحديث بطوله حتى قال - وعلي بن أبي طالب قائم يصلي في وسط المسجد ركعات بين الظهر والعصر فناوله خاتمه ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بخ بخ بخ وجبت الغرفات ، فأنشأ الأعرابي يقول :
يا ولي المؤمنين كلهم * وسيد الأوصياء من آدم
قد فزت بالنفل يا أبا حسن * إذ جادت الكف منك بالخاتم
فالجود فرع وأنت مغرسه * وأنتم سادة لذا العالم
فعندها هبط جبرئيل بالآية : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ )[26] .
وروى باسناده عن عباية بن ربعي قال : " بينما عبد الله بن عباس جالس على شفير زمزم يقول : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، إذ أقبل رجل متعمم بعمامة فجعل ابن عباس لا يقول : قال رسول الله إلا قال الرجل : قال رسول الله ، فقال ابن عباس : سألتك بالله من أنت ؟ فكشف العمامة عن وجهه وقال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري ، سمعت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بهاتين وإلا فصمتا ، ورأيته بهاتين وإلا فعميتا وهو يقول : علي قائد البررة وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، ومخذول من خذله ، أما إني صليت مع رسول الله يوماً من الأيام صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد ، فرفع السائل يده إلى السماء وقال اللهم اشهد إني سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئاً ، وكان علي راكعاً فأومى اليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره وذلك بعين النبي ، فلما فرغ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إن أخي موسى سألك فقال : ( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً : ( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ) اللهم وأنا محمّد نبيك وصفيك ، اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي علياً أخي اشدد به أزري ، قال : فوالله ما استتم رسول الله الكلام حتى نزل عليه جبرئيل من عند الله وقال : يا محمّد هنيئاً لك ما وهب لك في أخيك ، قال : وماذا يا جبرئيل ؟ قال : أمر الله أمتك بموالاته إلى يوم القيامة وأنزل عليك : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )[27] .
وروى باسناده عن ابن عباس قال : " أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي فقالوا : يا رسول الله إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا مستحدث دون هذا المجلس ، وإنّ قومنا لما رأونا آمنا بالله وبرسوله وصدقناه رفضونا وآلوا على أنفسهم إن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا فشق ذلك علينا ، فقال لهم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ثم إن النبي خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فبصر بسائل فقال له النبي : هل أعطاك أحد شيئاً ؟ قال : نعم خاتم من فضّة ، فقال له النبي : من أعطاكه ؟ قال : ذاك القائم وأومى بيده إلى علي ، فقال له النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على أي حال أعطاك ؟ قال أعطاني وهو راكع ، فكبر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم قرأ : ( وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ )[28] فأنشأ حسان بن ثابت يقول في ذلك :
أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي * وكل بطئ في الهدى ومسارع
أيذهب مدحي والمحبر ضائعاً * وما المدح في جنب الإله بضائع
وأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً * زكاتاً فدتك النفس يا خير راكع
فأنزل فيك الله خير ولاية * فبيّنها مثنى كتاب الشرائع[29]
وقيل في ذلك أيضاً :
أوفى الصلاة مع الزكاة فأقامها * والله يرحم عبده الصبّارا
من ذا بخاتمه تصدّق راكعاً * وأسرّه في نفسه إسراراً
من كان بات على فراش محمّد * ومحمّد يسري وينحو الغارا
من كان جبريل يقوم يمينه * فيها وميكال يقوم يسارا
من كان في القرآن سمّي مؤمناً * في تسع آيات جعلن كبارا "[30]
روى الخوارزمي باسناده عن علي بن أبي طالب ، قال " نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ودخل المسجد ، والناس يصلّون ما بين راكع وساجد . وإذا سائل . قال له رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا سائل أعطاك أحد شيئاً ، قال : لا إلاّ هذا الراكع أعطاني خاتماً وأشار إلى علي عليه السّلام ، فكبّر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال : الحمد لله الذي أنزل الآيات البينات في أبي الحسن والحسين "[31].
قال العلامة الحلي : " اجمعوا على نزولها في علي عليه السّلام وهو مذكور في الصحاح الستة لما تصدّق بخاتمه على المسكين في الصلاة بمحضر من الصحابة ، والولي هو المتصرف ، وقد أثبت الله تعالى الولاية لنفسه وشرك معه الرسول وأمير المؤمنين عليه السّلام ، وولاية الله تعالى عامة فكذا النبي والولي "[32].
وقال في ( منهاج الكرامة ) : " قد أثبت له الولاية في الآية كما أثبتها الله لنفسه ولرسوله صلّى الله عليه وآله "[33].
وروى ابن البطريق باسناده عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال : " مرّ سائل بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وفي يده خاتم ، فقال : من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال : ذاك الراكع ، وكان علي يصلّي ، فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : الحمد لله الذي جعلها في وفي أهل بيتي ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ ) الآية ، وكان على خاتمه الذي تصدّق به سبحان من فخري بأني له عبد "[34] .
ولنعم ما عقب به ابن البطريق على هذه الروايات بقوله : " اعلم أنّ الله سبحانه وتعالى قد ذكر في هذه الآية فرض طاعته تعالى على خلقه ، وثنّى بذكر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وثلّث من غير فاصلة بذكر أمير المؤمنين عليه السّلام فلمّا ذكر انه سبحانه وتعالى وليّنا ورسوله صلّى الله عليه وآله ولينا كذلك ، ثم ذكر أمير المؤمنين عليه السّلام في ثالث الذكر من غير فاصلة ، علم أنه قد وجب له من ولاء الأمة ما وجب لله تعالى ولرسوله على حد واحد من حيث حصل الإخبار بوجوب ولايتهم جميعاً في آية واحدة ولا تخصيص .
وإنما ذكر القديم تعالى رسوله صلّى الله عليه وآله بعد ذكر فرض طاعته تعالى : ليعلم الأمة بأنّ لرسول الله صلّى الله عليه وآله من فرض الطاعة ما لله تعالى ، وكذلك ذكر سبحانه وتعالى ثالثاً ولاية مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام ليعلم الأمة إن له من وجوب الطاعة ما لله سبحانه وتعالى ولرسوله ، وإذا كان هذا هو المراد ثبت له ولاء الأمة بعد رسول صلّى الله عليه وآله وسلّم بالوحي العزيز الذي ( لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيم حَمِيد )[35] وزاده تعالى تأكيداً ووجوباً بقوله تعالى ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ ) ولفظة ( انّما ) للتحقيق والاثبات ومعنى ذلك إنها محققة لما ثبت نافية لما لم يثبت ، بدليل قوله تعالى : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هَاد ) فأثبت له صلّى الله عليه وآله وسلّم الانذار بلفظة ( انما ) لأنها للتحقيق والاثبات وهو المنذر صلّى الله عليه وآله وسلّم وعلي عليه السّلام الهادي ، وسيجئ ذكر ذلك بطريقه ، وثبت له في هذه الآية بلفظة ( انما ) انه هو الهادي بعد الرسول صلّى الله عليهما .
فان قيل : إنّ هذه اللفظة أتت على سبيل العموم دون الخصوص بذكر ( وَالَّذِينَ آمَنُوا ) لان كلاًّ من الذين آمنوا يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة فأيّ تخصيص حصل لأمير المؤمنين دونهم ؟ .
قيل : الجواب عن ذلك انّه ليس كل مؤمن أقام الصلاة وأدّى الزكاة في ركوعه ، ولم يعلم من لدن آدم إلى يومنا هذا أحد تصدق بالخاتم في الركعة ونزلت في حقه آية غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام ، فقد أبان الله تعالى الفرق بينه وبين غيره من المؤمنين وخصّص ما كان بلفظ العموم غاية التخصيص بقوله تعالى : ( وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) وذكره تعالى بلفظ الجمع كما ذكره سبحانه وتعالى وتقدس في آية المباهلة بلفظ الجمع بقوله تعالى : ( وَأَنفُسَنَا ) وهو نفس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في هذه الآية ، وكما ذكر سبحانه وتعالى الزهراء عليها السلام بلفظ الجمع وهي واحدة في آية المباهلة أيضاً ، ( وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ ) وهي واحدة وكلّ ذلك للتعظيم ولله المنة والحمد .
يا من به وله الإمامة أصبحت فرعاً وأصلا * يا من به وله الفخار بدا محلا
يا من له فصل الخطاب ومن له الشرف المعلاّ * يا من غدا الذكر الحكيم بفضله يتلى ويُملا "[36]
روى الكنجي باسناده عن أنس بن مالك أن سائلا أتى المسجد وهو يقول :
من يقرض الملي الوفي ، وعلي راكع يقول بيده خلفه للسائل ، أي اخلع الخاتم من يدي ، قال رسول الله : يا عمر وجبت ، قال : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ما وجبت ؟ قال : وجبت له الجنة والله ما خلعه من يده حتّى خلعه الله من كل ذنب ومن كل خطيئة ، قال : فما خرج أحد من المسجد حتى نزل جبرئيل بقوله عزّوجل : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )[37].
وروى المتّقي باسناده عن ابن عباس ، قال : " تصدّق علي بخاتمه وهو راكع فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم للسائل من أعطاك هذا الخاتم ؟ قال ذاك الراكع فانزل الله فيه ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ ) الآية . وكان في خاتمه مكتوب : سبحان من فخري بأني له عبد . ثم كتب في خاتمه بعد : الله الملك "[38].
وروى الفخر الرازي عن ابن عباس " أنها نزلت في علي بن أبي طالب "[39].
قال الآلوسي : " وغالب الأخباريين على إنها نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه ، فقد أخرج الحاكم وابن مردويه وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما باسناد متّصل قال : اقبل ابن سلام ونفر من قومه آمنوا بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فقالوا : يا رسول الله إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس ، وإنّ قومنا لما رأونا آمنا بالله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم وصدقناه رفضونا وآلوا على نفوسهم إن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا ، فشق ذلك علينا . فقال لهم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ ) ثم إنه صلّى الله عليه وآله وسلّم خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فبصر بسائل ، فقال : هل أعطاك أحد شيئاً فقال : نعم خاتم من فضة ، فقال من اعطاكه ؟ فقال ذلك القائم وأومأ إلى علي كرم الله تعالى وجهه ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم : على أي حال أعطاك ؟ فقال : وهو راكع ، فكبر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ثم تلا هذه الآية . . .
واستدل الشيعة بها على إمامته كرم الله تعالى وجهه ، ووجه الاستدلال بها عندهم إنها بالاجماع نزلت فيه كرم الله تعالى وجهه وكلمة ( إِنَّمَا ) تفيد الحصر ، ولفظ الولي بمعنى المتولي للأمور ، والمستحق للتصرّف فيها ، وظاهر إنّ المراد هنا التصرف العام المساوي للإمامة بقرينة ضمّ ولايته كرم الله تعالى وجهه بولاية الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فثبتت إمامته وانتفت إمامة غيره ، وإلاّ لبطل الحصر ، ولا اشكال في التعبير عن الواحد بالجمع ، فقد جاء في غير ما موضع ، وذكر علماء العربية انّه يكون لفائدتين : تعظيم الفاعل ، وأن من أتى بذلك الفعل عظيم الشأن بمنزلة جماعة كقوله تعالى ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ) ليرغب الناس في الاتيان بمثل فعله ، وتعظيم الفعل أيضاً حتى إن فعله سجيّة لكل مؤمن ، وهذه نكتة سرية تعتبر في كل مكان بما يليق به "[40] .
قال شرف الدين : " فالولي هنا هو الأولى بالتصرف لقوله تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ )[41]والولي أيضاً هو الذي تجب طاعته ، ومن تجب طاعته تجب معرفته لانّه لا يطاع إلاّ من يعرف ، ولأن الولي وليّ نعمة ، والمنعم يجب شكره ، ولا يتم شكره إلاّ بعد معرفته ، فلمّا بين سبحانه الأولياء بدأ بنفسه ، ثم ثنى برسوله ، ثم ثلّث بالذين آمنوا ، فلمّا علم سبحانه إن الأمر يشتبه على الناس وصف الذين آمنوا بصفات خاصة لم يشركهم بها أحدٌ ، فقال ( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) واتفقت روايات العامة والخاصة ، إن المعني بالذين آمنوا أمير المؤمنين لانّه لم يتصدق أحد وهو راكع غيره وجاء في ذلك روايات "[42] .
أقول : روى جمع من الحفّاظ والمفسرين وأرباب السير والمؤرخين إنّ آية الولاية نزلت في علي عليه السّلام .
وروى السيد البحراني في غاية المرام من طريق العامة أربعة وعشرين حديثاً ومن طريق الخاصة تسعة عشر حديثاً في تفسير هذه الآية وإنّها نزلت فيه .
( وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ )[43].
قال الفخر الرازي : " روى لنا عبد الله بن سلام قال : لما نزلت هذه الآية قلت : يا رسول الله أنا رأيت علياً تصدّق بخاتمه على محتاج وهو راكع فنحن نتولاّه "[44].
روى ابن كثير باسناده عن ابن عباس قال : " خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المسجد والناس يصلّون بين راكع وساجد وقائم وقاعد ، وإذا مسكين يسأل فدخل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال أعطاك أحد شيئاً ؟ قال : نعم ، قال : من ؟ قال : ذلك الرجل القائم . قال على أي حال اعطاكه قال وهو راكع ، قال وذلك علي بن أبي طالب ، قال : فكبّر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عند ذلك وهو يقول : ( وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) وهذا اسناد لا يقدح به "[45] .
قال السيد هاشم البحراني : روى ابن شهرآشوب عن الباقر عليه السّلام إنها نزلت في علي عليه السّلام ( قال ) وفي أسباب النزول عن الواحدي ( وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ ) يعني يحب الله ورسوله ( وَالَّذِينَ آمَنُواْ ) يعني علياً ( فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ ) شيعة الله ورسوله ووليه ( هُمُ الْغَالِبُونَ ) يعني هم الغالبون على جميع العباد فبدأ هذه الآية بنفسه ، ثم بنبيه ثم بوليه[46].
( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )[47].
قال الزمخشري : " ليلة الغدير معظمة عند الشيعة ، محياة فيهم بالتهجد وهي التي خطب فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بغدير خم على أقتاب الجمال ، وقال في خطبته : من كنت مولاه فعلي مولاه "[48].
وروى السيوطي باسناده عن أبي سعيد الخدري ، قال : " نزلت هذه الآية ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم غدير خمّ في علي بن أبي طالب "[49].
وروى الحاكم الحسكاني باسناده عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : " لما أسري بي إلى السماء سمعت تحت العرش إنّ علياً راية الهدى ، وحبيب من يؤمن بي ، بلّغ يا محمّد قال : فلمّا نزل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم اسرّ ذلك ، فأنزل الله عزّوجلّ : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) في علي بن أبي طالب ، ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ )[50].
وروى باسناده عن ابن عباس في قوله عزّوجل : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) الآية ، قال : نزلت في علي ، أمر رسول الله أن يبلّغ فيه ، فأخذ رسول الله بيد علي ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه "[51].
وروى باسناده عن عبد الله بن عباس عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم - وساق حديث المعراج إلى إن قال - : وإني لم ابعث نبياً إلاّ جعلت له وزيراً ، وإنك رسول الله وإنّ علياً وزيرك ، قال ابن عباس : فهبط رسول الله فكره إن يحدث الناس بشئ منها إذ كانوا حديثي عهد بالجاهلية حتى مضى من ذلك ستّة أيام ، فأنزل الله تعالى : ( فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ )[52] فاحتمل رسول الله حتى كان يوم الثامن عشر أنزل الله عليه ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) ، ثم إن رسول الله أمر بلالا حتى يؤذن في الناس أن لا يبقى غداً أحد إلا خرج إلى غدير خم ، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والناس من الغد ، فقال : يا أيها الناس إن الله أرسلني إليكم برسالة وإني ضقت بها ذرعاً مخافة أن تتهموني وتكذبوني حتى عاتبني ربي فيها بوعيد أنزله علي بعد وعيد ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما ثم قال : أيها الناس ، الله مولاي وأنا مولاكم فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، وأخذل من خذله وأنزل الله : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )[53].
وروى الثعلبي باسناده عن أبي جعفر محمّد بن علي معنى ( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) في فضل علي بن أبي طالب ، فلما نزلت هذه الآية أخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد علي فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه "[54].
وروى باسناده عن البراء قال : " لما أقبلنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في حجة الوداع كنا بغدير خم ، فنادى إنّ الصلاة جامعة ، وكسح للنّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم تحت شجرتين ، فأخذ بيد علي فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الست أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى ، قال : هذا مولى من أنا مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه . قال : فلقيه عمر فقال : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة "[55].
وروى السيد شهاب الدين أحمد باسناده عن أبي الجارود وأبي حمزة ، قال : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) : نزلت في شأن الولاية[56].
قال ابن البطريق : " اعلم إنّ الله سبحانه وتعالى قد أبان في هذه الآية عن فضل مولانا أمير المؤمنين سلام الله عليه أبانة تؤذن بانّ ولايته أفضل من كل فرض افترضه الله تعالى ، وتؤذن انّه أفضل من رتب المتقدمين والمتأخرين من الأنبياء والصديقين بعد النبي صلّى الله عليهم أجمعين .
فأمّا ما يدّل على إنّ ولايته صلوات الله عليه وآله أعظم من سائر الفروض وآكد من جميع الواجبات بدليل قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) فولايته قامت مقام النبوّة ، لانّ بصحة تبليغها عن الله ينفع شهادة إن لا إله إلاّ الله ، وعدم تبليغها يبطل تبليغ الرسالة ، فإذا حصلت صحّ تبليغ الرسالة ، ومتى عدم التبليغ بهذا الأمر لا يجدي تبليغ الرسالة ، وما كان شرطاً في صحة وجود أمر من الأمور ما صحّ وجوده إلاّ بوجوده ووجب كوجوبه .
يوضح ذلك ويزيده بياناً إن ولايته عليه السّلام قامت مقام ولاية رسول الله صلّى الله عليه وآله ، قوله سبحانه : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) وقد تقدّم اختصاصها به عليه السّلام .
وأمّا القسم الثاني : وهو انه أفضل رتبة من المتقدمين والمتأخرين من الأنبياء والصديقين ، هو إن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أفضل الأنبياء ورسالته أفضل الرسالات ، وقد أمر القديم سبحانه وتعالى سيّد رسله صلّى الله عليه وآله وسلّم بابلاغ فرض ولاية أمير المؤمنين وجعل في نفس الوجوب أن تبليغ ولايته سبب صحّة تبليغ رسالته ، وانّه لم يصح تبليغ هذه الرسالة التي هي أفضل الرسالات إلاّ بتبليغ ولايته صلوات الله عليه وآله ، وعلى هذا حيث ثبتت الولاية كثبوت هذه الرسالة صارت شيئاً واحداً . وإذا كانت إمامته كرسالته ، صار نفس هذه كنفس هذه ، وفضلها كفضلها ، إذ ليس يوجد من خلق الله تعالى من نفسه كنفس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سواه ، بدليل قوله تعالى في آية المباهلة ( وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ) فجعله تعالى نفس رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم وإذا كان نفس الرسول وولايته نفس ولايته كما قدّمناه ، بطلت مماثلاته من كافة خلق الله تعالى .
ويزيد ذلك ما ذكرناه بياناً وايضاحاً وإنها قامت مقام النبوة ، ما تقدّم ذكره في تفسير قوله تعالى : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع )[57] وإنّ الحرث بن النعمان الفهري أنكر فضل هذه الآية ، فأرسل الله تعالى حجراً سقط على هامته فخرج من دبره ، فهذا معجزة كمعجزة النبوّة على السّواء ، ولم يفعل الله تعالى ذلك إلاّ لموضع التنبيه على وجوب ولاية علّي إنّ ولاءه من أمر الله تعالى لا من قبل الرسول صلّى الله عليه وآله ، بل من قبل الله تعالى أوّلا ومن قبل الرسول ثانياً .
ويزيده ايضاحاً وبياناً قوله سبحانه وتعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَوَا عَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى )[58] يريد تعالى ( اهْتَدَى ) إلى ولاية علي صلوات الله عليه وآله ، فثبت بذلك إنّ ولاية علي صلوات الله عليه وآله أفضل من النبوة والايمان والعمل الصالح ، بدليل إنّ من أتى بذلك كلّه ولم يهتد إلى ولاية علي صلوات الله عليه وآله لا يحصل له الغفران ، فثبت بذلك إنها أفضل الأعمال الصالحة[59].
قال شرف الدين : " إن الله سبحانه أمر رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالتبليغ ، وتوعّده إن لم يفعل ووعده العصمة والنصرة ، فقال : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ) : أي أوصل إلى أمتك ( مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) في ولاية علي وطاعته ، والنص عليه بالخلافة العامة الجلية من غير خوف ولا تقيّة ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ ) ذلك ( فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) لانّ هذه الرسالة من أعظم الرسائل التي بها كمال الدين وتمت نعمة رب العالمين وانتظمت أمور المسلمين ، فإذا لم تبلغها لم تتم الفرض بالتبليغ لغيرها ، فكأنّك ما بلغت شيئاً من رسالاته جميعاً ، لانّ هذه الفريضة آخر فريضة نزلت ، وهذا تهديد عظيم ، لا تحتمله الأنبياء ، وقد جاء في هذه الآية الكريمة خمسة أشياء :
أوّلها : اكرام واعظام ، بقوله ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ) .
وثانيها : أمر بقوله ( بَلِّغْ ) .
وثالثها : حكاية بقوله ( مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ) .
ورابعها : عزل ونفي ، بقوله ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ ) .
وخامسها : عصمة ، بقوله ( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) .
وقصة الغدير مشهورة من طريق الخاصة والعامة ، ولنورد مختصراً من ذلك ، وهو ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده باسناده عن أبي سعيد الخدري ، إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم دعا الناس يوم غدير خم ، وأمر بما تحت الشجر من الشوك ، فقم ، وذلك يوم الخميس ، ثم دعا الناس إلى علي فأخذه بضبعيه ثم رفعهما حتى بان بياض إبطيه ، وقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، وأخذل من خذله " ، قال : فقال له عمر بن الخطاب : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة "[60].
أقول : روى البحراني في غاية المرام في تفسير هذه الآية من العامة تسعة أحاديث ومن طريق الخاصة ثمانية أحاديث .
وقال العلامة الحلي : والنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم مولى أبي بكر وعمر وباقي الصحابة بالاجماع ، فيكون علي عليه السّلام مولاهم فيكون هو الإمام[61].
وقال : الولي يراد به الأولى في التصرف لتقدم ألست أولى ولعدم صلاحية غيره ها هنا[62].
وروى روايات غدير خم إمام الحنابلة أحمد بن حنبل في مسنده ج 1 ص 84 و 118 و 119 و 152 . وج 4 ص 281 و 368 و 370 و 372 في حديثين وفي ج 5 ص 347 و 366 و 419 .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )[63].
روى الحاكم الحسكاني باسناده عن ابن عباس في قوله تعالى : ( لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ ) قال : " نزلت في علي بن أبي طالب وأصحاب له ، منهم عثمان بن مظعون وعمّار بن ياسر ، حرّموا على أنفسهم الشهوات "[64].
وروى باسناده عن محمّد بن إبراهيم بن الحرث التيمي : " إنّ علياً وعثمان بن مظعون ونفراً من أصحاب رسول الله تعاقدوا أن يصوموا النهار ويقوموا الليل ولا يأتوا النساء ولا يأكلوا اللحم ، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأنزل الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ ) "[65].
وروى الطبرسي باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : " نزلت في علي وبلال وعثمان بن مظعون ، فأما علي عليه السّلام فإنه حلف إن لا ينام بالليل أبداً إلا ما شاء الله ، وأما بلال فإنه حلف إن لا يفطر بالنهار أبداً ، وأمّا عثمان بن مظعون فإنه حلف إن لا ينكح أبداً "[66].
[2] فرائد السمطين ج 1 ص 74 رقم / 40 .
[6] خصائص الوحي المبين ص 38 .
[7] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام من تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 75 رقم / 575 ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ج 1 ص 158 رقم / 213 .
[8] شواهد التنزيل ج 1 ص 157 ص 160 رقم / 211 / 215 .
[9] شواهد التنزيل ج 1 ص 157 ص 160 رقم / 211 / 215 .
[10] توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 308 مخطوط .
[11] مصباح الهداية ص 310 .
[15] البرهان من تفسير القرآن ج 1 ص 479 رقم / 5 .
[16] البرهان الخامس والعشرون .
[17] الآية الثانية والعشرون ص 92 .
[19] جامع البيان ( تفسير الطبري ) ج 6 ص 289 .
[20] المناقب ص 311 رقم / 354 .
[21] شواهد التنزيل ج 1 ص 164 ص 168 رقم / 221 / 227 .
[23] شواهد التنزيل ج 1 ص 173 رقم / 231 ، ورواه الحمويني في فرائد السمطين الباب التاسع والثلاثون ص 194 / 153 ، والسيّوطي في الدر المنثور ج 2 ص 293 ، والزرندي في نظم درر السمطين ص 86 .
[24] نظم درر السمطين ص 85 .
[25] شواهد التنزيل ج 1 ص 175 رقم / 233 ، ورواه السيوطي في الدّر المنثور ج 2 ص 293 .
[26] شواهد التنزيل ج 1 ص 177 رقم / 234 .
[27] شواهد التنزيل ج 1 ص 178 رقم / 235 ، ورواه الحمويني في فرائد السمطين ج 1 الباب التاسع والثلاثون ص 189 رقم / 151 مع فرق ، والثعلبي في تفسيره ص 149 مخطوط ، والسيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 310 مخطوط ، والرازي في التفسير الكبير ج 12 ص 26 مع فرق .
[29] شواهد التنزيل ج 1 ص 182 رقم / 237 ، ورواه الحمويني في فرائد السمطين ج 1 الباب التاسع والثلاثون ص 191 رقم / 150 ، والسيوطي في الدر المنثور ج 2 ص 293 ، والخوارزمي في المناقب في الفصل السابع عشر ص 186 ، والسيد شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 312 مخطوط مع فرق ، وهو في خصائص الوحي المبين ص 16 بتفصيل أكثر .
[30] شواهد التنزيل ج 1 ص 183 رقم / 238 .
[31] المناقب الفصل السابع عشر ص 187 .
[32] كشف الحق ونهج الصدق البحث الرابع في تعيين الإمام ص 88 .
[33] البرهان الأول ص 79 مخطوط .
[34] خصائص الوحي المبين ص 25 .
[36] خصائص الوحي المبين ص 27 .
[37] كفاية الطالب الباب الحادي والستون ص 229 .
[38] منتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج / 5 ص 38 .
[39] التفسير الكبير ج / 12 ص 26 .
[40] روح المعاني ج 6 ص 149 .
[42] تأويل الآيات الظاهرة ص 84 مخطوط .
[44] التفسير الكبير ج 12 ص 26 .
[45] تفسير القرآن العظيم ج 2 ص 71 .
[46] البرهان في تفسير القرآن ج 1 ص 485 .
[48] ربيع الأبرار ص 25 مخطوط .
[49] الدر المنثور ج 2 ص 298 .
[50] شواهد التنزيل ج 1 ص 187 رقم / 243 ص 189 رقم 245 . ورواه الثعلبي في تفسيره ص 157 .
[51] شواهد التنزيل ج 1 ص 187 رقم / 243 ص 189 رقم 245 . ورواه الثعلبي في تفسيره ص 157 .
[53] شواهد التنزيل ج 1 ص 192 رقم / 250 .
[54] تفسير الثعلبي ص 157 مخطوط .
[55] تفسير الثعلبي ص 157 مخطوط .
[56] توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل ص 313 مخطوط .
[59] خصائص الوحي المبين ص 33 .
[60] تأويل الآيات الظاهرة ص 88 مخطوط .
[61] منهاج الكرامة البرهان الثاني .
[62] كشف الحق ونهج الصدق الآية الثانية ص 88 .
[64] شواهد التنزيل ج 1 ص 194 رقم / 251 ورواه الحبري الكوفي في ما نزل من القرآن في أهل البيت ص 55 .
[65] شواهد التنزيل ج 1 ص 195 رقم / 252 .
[66] مجمع البيان ج 3 ص 236 .
الاكثر قراءة في مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة