المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6763 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24



مقتل الحسين  
  
1740   12:57 مساءً   التاريخ: 2-11-2018
المؤلف : محمد أمين الزَّين
الكتاب أو المصدر : الشِّيعة في التاريخ
الجزء والصفحة : ص 119- 131
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الدولة الاموية / الدولة الاموية في الشام / يزيد بن معاوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-11-2016 1405
التاريخ: 17-11-2016 1701
التاريخ: 9-1-2017 1436
التاريخ: 9-1-2017 2104

مقتل الحسين وأصحابه:

وبعد عشرين سنة مضت على بيعة الشيعة لمعاوية، وبعد موت معاوية وتولّي ابنه يزيد وإِرساله إلى عامله بالمدينة أن يضايق الحسين ويجبره على البيعة والطاعة لمثل

يزيد ـ المعلوم الحال.. عند الحسين (عليه السلام) وعند غيره أيضاً ـ بعد ذلك كلِّه، نهض الحسين؛

وأبى أن يعيش إِلاَّ iiعزيزاً أو تجلَّى الكفاح وهو صريع

أبى أن يبايع يزيد وامتنع أشدَّ الامتناع؛ لِمَا كان يعلمه من أنّ إِمرة يزيد كانت بغير رضى الأمَّة، وأنّ أباه مهَّدها له بالمال والخداع والقوَّة والقهر، من غير ما مشورة ولا اختيار، فضلاً عمَّا كان يعتقده الحسين من عدم أهليّة يزيد لهذا المنصب الديني الخطير، وأنَّه لو تولاَّه أمثال يزيد، لَمَا بقي لشريعة جدِّه محمد (صلى الله عليه وآله) من هيبة ولا أثر في النفوس، ولأنمحت قوانينها العادلة من صحيفة الشرائع الإِلهيّة تدريجاً، ولانغرس في نفوس العامَّة معنى قول يزيد:

لعبت هاشم بالملك iiفلا خبر جاء ولا وحي iiنزل

لذلك كلِّه امتنع الحسين (عليه السلام) عن البيعة، وبذل نفسه الزكيّة ليحيا الدين الحنيف ويستقيم، ويموت الظلم والاستبداد.

إنْ كان دين محمّد لم iiيستقم إِلاَّ بقتلي، يا سيوف iiخذيني

وفضَّل بعد ذلك الخروج من المدينة لأمور يطول شرحها، فخرج منها إِلى مكَّة المكرَّمة خائفاً:

خرج الحسين من المدينة خائفاً كخروج موسى خائفاً iiيترقَّب

وأقام في مكّة عدّة شهور يتدبَّر الأمور. وفيها (تتابعت عليه ـ في أيّام ـ رُسل أهل الكوفة ومعهم مِن الكتب ما ملأ منه خرجين) (1)، يدعونه (أن أقدم لعلَّ الله يجمعنا بك على الهدى)، فأرسل إليهم ابن عمّه مسلم بن عقيل(رض) يستطلع خبرهم ويختبر نيَّاتهم. ولمَّا وصل مسلم إِلى الكوفة (بايعه مِن أهلها للحسين ثمانية عشر ألفاً، وقيل: ثمانية وعشرون ألفاً(2). فكتب رجل إِلى يزيد بذلك، فغضب واستشار سرجون مولى أبيه معاوية، فأشار عليه بعزل النعمان بن بشير وتولية عبيد الله بن زياد على الكوفة. وكان يزيد ساخطاً عليه، يريد عزله عن البصرة، ولكنَّه... رضي عليه، وكتب إليه بولاية البصرة والكوفة وقتْل مسلم بن عقيل، فعمل ابن زياد بأمر يزيد، وقتل مسلماً وهاني بن عروة؛ لأنّه أوى مسلماً في داره، ودافع مسلم عن نفسه دفاع الأبطال المستميتين حتى غدروه بالأمان. وقد أمر بهما أن يُجرا ـ بعد القتل ـ بأَرجلهما في الأَسواق. وفي ذلك يقول الشاعر:

فإِن كنت لا تدرين ما لموت فانظري إِلى هانئ في السوق وابن iiعقيل

إلى بطل قد هشَّم السيف iiوجهه وآخر يهوي من طمار قتيل (3)

فعل ذلك ابن زياد بعد أن أعطى مسلماً عهد الأمان، وبعد أن علم إِباء مسلم عن الفتك به وقتله غيلة؛ يوم احتال أحد الشيعة على ابن زياد وأحضره إلى داره أعزل، ومكنَّ مسلماً من قتله، فأبى مسلم وأعتذر بقوله: (إِنَّا أهل بيت نكره الغدر).

نعم، كان كُرْه الغدر وما ينافي الأريحيّة والشرف من سجاياهم وشيمهم (عليهم السلام). ملك أهل الشام الماء في صِفِّين ومنعوا عليَّاً وجنده من الماء وأرادوا قتلهم عطشاً، فلمَّا غلب جند عليٍّ(عليه السلام) وملكوا الشريعة، استأذنوه في منع أهل الشام الماء، فقال: ((إِنَّ في حدِّ السيف لغنى عن ذلك، وإِنّي لا أستحل منعهم الماء))، ثُمَّ قاسمهم الشريعة بينه وبينهم شطرين. وكان الأشتر يستأذنه أن يبيت معاوية، فيقول: ((إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نهى أن يبيت المشركون)) (4).

ولمَّا عدل الخوارج في صِفِّين عن قبول التحكيم، وطلبوا الكرَّة فوراً على معاوية قبل انعقاد مجلس التحكيم واقتراب وقته، أبى (عليه السلام) موافقتهم والتزم بالعهد حتى قاسى في سبيله ما قاسى من الخوارج وغيرهم. ولو أنَّه وافقهم ساعتئذٍ وكرّ بهم وبأهله وشيعته على أهل الشام لتمَّ له النصر المبين، ولكن حاشا عُلاه ودينه من أن ينتهز هذه الفرص التي منعها الدين، وهو القائل: ((قد يرى الحُوَّل القُلَّبُ وجهً لحيلة ودونها مانع من أمر الله ونهيه، فيدعها رأي عين بعد القدرة عليها، وينتهز فرصتها مَن لا حريجة له في الدين)) (5).

وخليق بمسلم أن يقتدي بعمّه وأستاذه عليَّ بن أبي طالب؛ ويُؤثر الدين على الهوى، والآخرة على الدنيا، ويُفضِّل الموت على الانتصار بالغدر. وعلى هذه السجية كان سيّده الحسين بن عليّ (عليهم السلام)؛ كان باستطاعته ـ لولا الدين ـ أن يبايع يزيد (6) ويكون أقرب الناس عنده، وعلى الأقل كان بوسعه أن يجنِّد أَهل مكَّة بشتَّى الوسائل، ويتحصَّن بحرم جدِّه ( صلى الله عليه وآله) مهما ترتَّب على ذلك مِن هتك الحرم المقدَّس وغيره، ولكن الوازع الديني المكين؛ ذلك الوازع الذي ورثه عن أبيه وجدِّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، والإِباء الهاشمي العظيم، والاحتفاظ بحرمة الحرم، هي التي بعثته على الخروج من مكّة إِلى الكوفة؛ لإِلقاء الحجَّة على أهلها الذين (بلغت كتبهم إليه في أيَّام قلائل اثنتي عشر ألفاً).

أضف إلى ذلك ما يترتَّب على خروجه واستشهاده غريباً عطشاناً مع أهله وصحبه، ثُمَّ على سبي نسائه وأطفاله، وسوقهنَّ من بلد إِلى بلد، وقيامهنَّ في مناسبات كثيرة يخطبن في الجموع التي تتجمَّع للتفرّج عليهنَّ، ويظهرن مظلوميَّة سيِّدهنَّ ـ بل سيِّد المسلمين ـ ويُنددن بفظائع الحكم الأموي المستبد، ويغرسن في النفوس غرس الإِباء الحسيني ومفاداته في سبيل الدين والأخلاق العربية الفاضلة. نعم، أضف إليه ما يترتَّب على هذه الأمور من انتشار الدعوة الحسينية، وبُعد صيتها في الآفات، ومن تأثيرها الأثر المطلوب في الحجاز وغيره، ولو بعد حين.

ولذلك نرى في التاريخ تتابع الثورات على الأمويّين، وشعار أكثرها الأخذ بثأر الحسين بن علي (عليهما السلام) إِلى أن انقرضت دولتهم في الشام على يد عبد الله بن علي بن عبد الله بن عبَّاس الذي كان يترنم بقوله:

حسبت أميّة أنْ سترضى هاشم *** عنها ويذهب زيدها وحسينها

وبينما يتأهّب الحسين لأداء فرض الحجِّ، إِذا به يفاجأ بأن يزيد بن معاوية قد بعث ثلاثين رجلاً لاغتياله ولو في الكعبة الشريفة، فاضطر (عليه السلام) لسرعة الخروج من مكّة، فخرج يوم (التروية) في 8 ذي الحجَّة/ سنة 60 هـ، وفي 9 منه؛ أي يوم عرفة، قُتل مسلم بن عقيل في الكوفة، فوصل خبر مقتله إِلى الحسين (عليه السلام) في (الثعلبية)، فترحَّم عليه،

وقال: (( لا خير في العيش بعده)). ثُمَّ تابع السير (فلمَّا بلغ عمر بن سعيد أن حسيناً خرج من مكّة، قال: أطلبوه بين السماء والأرض، فعجب الناس من قوله، فطلبوه، فلم يدركوه (7).

ولمَّا علم يزيد بخروج الحسين إلى العراق (كتب إِلى عبيد الله بن زياد: قد بلغني أن الحسين بن علي قد فصل من مكّة متوجِّها إِلى ما قبلك، فاذك العيون عليه، وضع الأرصاد على الطُّرق. وقم بالأمر أفضل القيام. واكتب إِليّ بالخبر في كلِّ يوم) (8).

وفي كتاب آخر ـ سيأتي ـ قال له: (وإِلاّ تقتل أو تعود عبداً كما تعتبد العبيد)، فامتثل ابن زياد أمر يزيد، وأرسل الحرَّ الرياحي على ألف فارس ليقطع طريق الحسين (عليه السلام) ويضيِّق عليه ويأتي به إليه. ولكنَّ قلب الحرِّ (9) كان حسينيَّاً، وسيفه يزيديَّاً فحسب؛ ولذلك لمَّا اجتمع بالحسين ائتم به، وقال له: يا ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اسلك من البرِّ سبيلاً وسطا، لا يؤدِّي إِلى الشام ولا إلى الكوفة؛ حتى يكون بذلك نجاة الطرفين. فاستحسنه الإِمام (عليه السلام)، فسار والحرُّ يسير خلفه حتّى وصل كربلاء يوم الخميس 2 محرَّم/ سنة 61 هـ، فنزل بها ونزل معه نجوم الأرض من بني عبد المطلب، و أولئك الأصحاب الذين أعرضوا عن زهرة دنياهم وتجرَّدوا لنيل الكرامة بنصر نبيهم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في ذرِّيَّته.

وما بلغ ابن زياد خبر وصول الحسين إلى كربلاء حتّى (جهَّز إليه عشرين ألف مقاتل)(الصواعق/ ص120). وطلب من عمر بن سعد بن أبي وقَّاص أن يكون أمير الجيش المجهَّز، (فتردَّد عمر، وردَّد قوله:

أأترك ملك الرَّيِّ والرَّيُّ iiمنيتي أم أرجع مذموماً بقتل iiحسين؟

وفي قتله النار التي ليس دونها حجابٌ وملك الرَّيِّ قرة iiعيني

ولمّا اختار ملك الريّ (معتقداً بالنار والعار أيضاً)، ذهب لقتال الحسين في كربلاء، وكان أوَّل عمل باشره فيها أن منع عن الحسين وأهله وأطفاله وأصحابه الماء. وفي اليوم العاشر من المحرَّم ـ وهو يوم الجمعة يومئذٍ ـ أحاط عمر بن سعد وجنده بخيم الحسين ورموها بالسهام والنبال، وكان أوَّلهم عمر بن سعد، ولمّا رمى قال: اشهدوا لي أنّي أوَّل رامٍ. ولمَّا رأى الحسين تساقط السهام والنبال، نهض وخطب أصحابه وأمرهم بالجهاد، فقاموا يبارزون (جند يزيد من أهل الكوفة)، وكلَّما برز إليهم فارس، قتلوه، حتّى صاح عمرو ابن الحجاج بالجيش: ويلكم أتدرون مَن تقاتلون؟ هؤلاء فرسان المصر، احملوا عليهم من كلِّ جانب. ولكن أصحاب الحسين أخذوا يغوصون في أوساطهم ويقاتلونهم أشدَّ قتال خلقه الله) (10).

وتسابق الهاشميّون بعدئذ إلى افتداء سيّدهم بأرواحهم واحداً بعد واحد حتّى قُتلوا، وما قتلوا حتى؛

تكسرَّت الأسياف في رؤوس العدى وأمسى أديم الأرض من دمهم دما.

(ولمّا قُتل أصحاب الحسين وأهل بيته، حمل الناس عليه من كلِّ جانب وأحاطوا به، فحمل عليهم، وكلَّما حمل على جانب تفرَّق أمامه حتّى أدهش القوم بشجاعته. وقال بعضهم يومئذ: ما رؤي مكثور قط، قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه، أربط جأشاً منه، ولا أمضى جناناً، ولا أجرأ مقدما. لقد كانت الرجال تنكشف عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إِذا شدَّ بها الذئب) (11).

(ولولا ما كادوه به من أنَّهم حالوا بينه وبين الماء، لم يقدروا عليه؛ إِذ هو الشجاع القرم لا يزول ولا يتحوَّل) (12) ودام (عليه السلام) على هذا الحال من الإِقدام الجريء، والصبر العظيم على حرارة العطش وحرِّ الهجير، وحرقة الأحشاء من رؤيا الأحبَّة مجزَّرين كالأضاحي، ورؤيا النساء والأطفال صرعى من الظمأ، إِلى إِن نزل به القضاء المحتوم. وكان ما كان من الأعمال الفظيعة التي عملها يزيد وابن زياد وابن سعد وابن الجوشن وغيرهم من أشياعهم؛ تلك الأعمال التي لم يجرأ على ارتكاب مثلها أحدٌ قبلهم وبعدهم، فسودوا بها صحيفة التاريخ الإِسلامي والعربي أيضاً، وصاروا أسوأ قدوة للظالمين إِلى آخر الدهر.

ومن القضايا التي أثبتها التاريخ، واعترف بها اعترافاً جازماً؛ غير مكترث بأيِّة قوَّة تعارضه، قضيةَ أمر يزيد بن معاوية بقتل السبط الحسين بن عليّ (عليه السلام)، وسروره بسفك ذلك الدم النبويِّ الزكي، حتّى صارت من بديهيّات التاريخ. وصار اسم يزيد كعلم لقاتل الحسين (عليه السلام)، وكعلم للظلم والقسوة، واسم الحسين كعلم للمظلوميّة والعدالة، وكعلم للإِباء والنهضة. ولله قول المرحوم أحمد شوقي المصري في مصطفى (أتاترك).

هذا الذي كان الحسين iiعدالة في المسلمين قد استحال يزيدا

وبالرغم من ثبوت تلك القضية وسطوع براهينها، قد جدَّ (اليزيديُّون) في أن يسدلوا عليها غشاء قاتماً من الإبهام والتشكيك، وحاولوا أن يبرِّأوا يزيد من دم الحسين الشهيد، وان يخرجوا هذه الجريمة الكبرى من صحائف يزيد السود ويمحوها بدمعة يقال إنَّها سقطت من عينيه حينما رأى أطفال الحسين في حال تقشعر منها القلوب المتحجِّرة وتسيل [ لها ] العيون الجامدة. وتشبثوا بكلمة زعموا أنَّه قالها لمَّا وضع الرأس الشريف بين يديه؛ وهي: (رحمك الله يا حسين)، ولكنَّهم تغافلوا عمَّا فعله يزيد في ثنايا الحسين بعد تلك الكلمة المزعومة بلا فاصل، وتغافلوا عن صراحة التاريخ بضدَّ ما يحاولون وعكس ما يتشبَّثون؛ حيث يقول: (خرج الحسين من مكّة إلى العراق. فكتب يزيد إِلى واليه في العراق عبيد الله بن زياد بقتاله، فوجَّه إليه جيشاً عليه عمر بن سعد، فقتله وجيء برأسه في طست حتّى وضع بين يدي ابن زياد لعن الله قاتله وابن زياد معه ويزيد أيضاً. ثُمَّ إن ابن زياد بعث برأس الحسين وأهله إِلى يزيد، فسرَّ بقتلهم أوّلاً، ثُمَّ ندم لمَّا مقته المسلمون على ذلك وأبغضَه الناس، وحقَّ لهم أن يبغضوه) (13). ويقول أيضاً: (خرج الحسين إِلى الكوفة ساخطاً لولاية يزيد بن معاوية، فكتب يزيد إِلى عبيد الله بن زياد؛ وهو واليه في العراق: أنّه قد بلغني أنَّ حسيناً سار إِلى الكوفة، وقد ابتلى الله به زمانك من بين الأزمان، وبلدك من بين البلدان، وابتليت به من بين العمَّال، وعنده تقتل أو تعود عبداً كما تُعتبد العبيد) (14).

وقد اعترف ابن زياد بمؤدَّى قول يزيد وتهديده إيّاه بالقتل؛ فقال لمسافر بن شريح اليشكري: (أمّا قتل الحسين، فإِنّه أشار إِليّ يزيد بقتله أو قتلي، فاخترت قتله) (15).

ويؤيِّد ذلك كلّه ما كتبه الحبر ابن عبّاس في جواب كتاب كتبه إليه يزيد يشكره فيه على ترك البيعة لابن الزبير. قال ابن عباس(رض): (وإِن أنس فما أنسى طردك حسيناً من حرم الله وحرم جدِّه رسول الله(ص)، وكتابك إلى ابن مرجانة تأمره بقتله. وإِنّي لأرجو من الله أن يأخذك عاجلاً؛ حيث قتلت عترة نبيِّه (صلى الله عليه وآله) ورضيت بذلك... وإِنَّ من أعظم الشماتة، حملك بنات رسول الله وأطفاله وحرمه من العراق إِلى الشام أسارى مجلوبين مسلوبين؛ تُري الناس قدرتك علينا وأنَّك قهرتنا. وفي ظنِّك أنَّك أخذت بثارات أهلك الفجرة يوم بدر، وأظهرت الانتقام الذي كنت تخفيه والأضغان التي تكمن في قلبك كمون النار في الزناد، وجعلت أنت وأبوك دم عثمان وسيلة على إِظهارها، فالويل لك من ديَّان يوم الدين. والله، لئن أصبحت آمنا من جراجة يدي، فما أنت بآمن جراحة لساني، ولئن ظفرت بنا اليوم لنظفرنَّ بك غدا بين يدي الحاكم العدل الذي لا يجور في حكمه. قال الواقدي: فلمَّا قرأ يزيد كتابه أخذته العزَّة، وهمَّ بقتل ابن عباس، فشغله عنه أمر ابن الزبير) (16).

ولقد أقرَّ معاوية بن يزيد بن معاوية بأنَّ أباه قد نازع الحسين وقتله؛ حيث يقول: (إنَّ هذه الخلافة حبل الله. وإنَّ جدِّي معاوية نازع الأمر أهله ومن هو أحقُّ به منه عليّ بن أبي طالب. وركب بكم ما تعلمون حتّى أتته منيته، فصار في قبره رهيناً بذنوبه، ثُمَّ قلدَّ أبى الأمر وكان غير أهل له. ونازع ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فقصف عمره، وانبتر عقبه، وصار في قبره رهيناً بذنوبه. ثُمَّ بكى وقال: إِنّ من أعظم الأمور علينا علمنا بسوء منقلبه، وبؤس مصرعه؛ وقد قتل عترة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلّم) وأباح الخمر وضرب الكعبة) (17).

وإقرار معاوية هذا حجّة دامغة لأنّه كإِقرار المرء على نفسه. فهل يا ترى تمحو تلك الدمعة الريائيَّة من يزيد ـ وقد تقاطر مثلها من عيون القساة حينما رأت السبايا الهاشميَّات - كلَّ ما ذكرناه لك من الأدلَّة على أمر يزيد بقتل الحسين الشهيد، وعلى عدِّه هذا القتل قضاء لديونه.

(قال الزهري: لمَّا جاءت الروؤس إِلى الشام، كان يزيد جالساً على (جيرون)، فلمَّا نظر إليها أنشد:

لمَّا بدت تلك الحمول iiوأشرقت تلك الشموس على ربا iiجيرون

لعب الغراب، فقلت: صح أو لا تصح فلقد قضيت من الغريم ديوني (18)

وإذا كانت تلك الدمعة كافية عند أشياع يزيد لتبرأته من دم الحسين (عليه السلام)، فما يصنعون بما صنعه يزيد بعد تلك الدمعة، بلا فاصل، في ثنايا الحسين؟ وما يقولون بما قاله يزيدهم من الشعر الدالِّ بوضوح على التشفِّي بقتل الحسين (عليه السلام) والأخذ بثارات أشياخ يزيد الذين قتلهم ببدر جدُّ الحسين وأبوه (عليهما السلام)، والمفصح عن رأيه في النبوة والوحي الإِلهي؟

يخبرنا ابن جرير الطبري: (أنّ ابن زياد أمر بنساء الحسين وصبيانه، وأمر بعلي بن الحسين، فغلَّ بغلٍّ إِلى عنقه، ثُمَّ سرح بهم إِلى يزيد في الشام. ولمَّا وصلوا، جلس يزيد ودعا أشراف الشام، فأجلسهم حوله، ثُمَّ دعا بعليّ بن الحسين وصبيان الحسين ونسائه، فأدخلوا عليه والناس ينظرون، وجاء برأس الحسين، فوضعه بين يديه وأخذ ينكت بقضيب كان معه ثنايا الحسين وثغره حتّى قام أبو برزة الأَسلمي، وقال ليزيد: أتنكت بقضيبك ثغر الحسين؟ وقد رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يرشفه ) (19).

ويقول سبط ابن الجوزي: (المشهور عن يزيد في جميع الروايات أنّه لمّا حضر الرأس بين يديه، جمع أهل الشام وجعل ينكت عليه بالخيزران ويقول أَبيات ابن الزبعري:

ليت أشياخي ببدر iiشهدوا جزع الخزرج من وقع iiالأسل

قد قتلنا القرم من iiساداتهم وعدلنا ميل بدر iiفاعتدل

قال الشعبي وزاد فيها يزيد بيتين؛ وهما:

لعبت هاشم بالملك iiفلا خبرٌ جاء ولا وحي نزل

لستُ من خندف إِن لم iiأنتقم من بني أحمد ما كان فعل (20)

وهذه ريَّا حاضنة يزيد تشهد عليها بقرع الثنايا وبقول شعر ابن الزبعري؛ حيث تقول: (دوَنت من رأَس الحسين، فنظرت إِليه وبه ردغ من حناء، والذي أَذهب نفسه وهو قادر أن يغفر له (؟)، لقد رأَيته يقرع ثناياه بقضيب في يده ويقول أبياتا من شعر ابن الزبعري) (21).

أَضف إِلى ذلك كلِّه؛ أنّه لمّا وصل رأس الحسين إِلى يزيد، حسنت حال ابن زياد عنده وزاده ووصله وسرَّه ما فعل (22)، (وبالغ في رفعته حتّى أدخله على نسائه) (23)، (وجلس بعد قتل الحسين على شرابه وعن يمينه ابن زياد، فأقبل على ساقيه، وقال:

اسقني شربة تُروّى iiمشاشي ثُمَّ صل واسق مثلها ابن زياد

صاحب السرِّ والأمانة iiعندي ولتسديد مغنمي وجهادي (24)

وهل تدري ما فعل عبيد الله بن زياد؟ فإنّه بعد أن أمر برض صدر الحسين وظهره بحوافر الخيل، وبعد أن هتك في مجلسه ستور المخدَّرات النبويَّة وأراد قتل العليل علي بن الحسين (عليهما السلام) (25)، وبعد أن سنَّ لسيِّده يزيد قرع الثنايا، (جهَّز الرأس الشريف وعلي بن الحسين ومَن معه من حرمه، بحالة تقشعرُّ منها ومن ذكرها الأبدان والقلوب وترتعد مفاصل الإِنسان بل فرائض الحيوان، إلى البغيض يزيد بن معاوية، مع شمر بن ذي الجوشن (26) الذي احتز الرأس الشريف.

هذا هو فعل ابن زياد الذي سَرَّ يزيد وأوجب أن يحسن حال ابن زياد عنده، ويزيدَ في عطائه وصلته ويبالغ في رفعته ويدخله على نسائه. ومع ذلك كلِّه، فيزيد بريء عند تلك الفئة من اليزيديِّن من دم الحسين لأجل تلك الدمعة المصطعنة!

ولنختم كلمتنا هذه بكلمة تصوِّر لك جميع ما ذكرناه من أعمال يزيد حتّى كأنَّك في مجلسه، ترى إِدخال الحوراء زينب بنت عليّ (عليه السلام) مع السبايا وجلوسهنَّ في ذلك المجلس الحافل بالمتفرِّجين الشامتين، وترى رأس الحسين ريحانة النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بين يدي يزيد ينكت ثناياه ويتمثَّل بأبيات ابن الزبعري ويزيدَ عليها من عنده حتّى نهضت حفيدة الرسالة زينب وجابهته بجرأة هاشميّة:

(أظننت يا يزيد، حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأَصبحنا نساق كما تساق الأسارى، أنّ بنا هواناً على الله؟ وبك عليه كرامة؟ وأنَّ ذلك لعظم خطرك عنده؟ فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك؛ جذلان فرحا، حتّى رأيت الدنيا لك مُستوسقة والأمور عليك مُتَّسقة. فمهلاً مهلا؛ أنسيت قول الله تعالى: { وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } [آل عمران: 178]. أَمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك وإِماءك، وسوقك بنات رسول الله سبايا؟ قد هتكت ستورهنَّ وأبديت وجوههنَّ، تحدو بهنَّ الأعداء من بلد إِلى بلد، ويستشرفهنَّ أهل المناهل والمناقل، ويتصفَّح وجوههنَّ القريب والبعيد، والدني والشريف. ليس معهنَّ من رجالهنَّ ولي، ولا من حماتهنَّ حمي؟). إِلى أن قالت: (ثُمَّ تقول غير متأثِّم ولا مستعصم:

لأهلُّوا واستهلُّوا iiفرَحاً ثُمَّ قالوا: يا يزيدُ، لا تُشلْ

منتحياً على ثنايا أبي عبد الله سيِّد شباب أهل الجنة تنكثها بمخصرتك. وكيف لا تقول ذلك؟ وقد نكأت القرحة واستأصلت الشأفة بإِراقتك دماء ذرِّيَّة محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ونجوم الأرض من آل عبد المطلب. وتهتف بأشياخك زعمت أنَّك تناديهم، فلتردنَّ وشيكاً موردهم، ولتودنَّ أنَّك شُللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت. فو الله يا يزيد، ما فريت إِلاّ جلدك، ولا حززت إِلاّ لحمك، ولتردنَّ على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بما تحمَّلت من سفك دماء ذرِّيَّته وانتهكت من حرمته في عترته ولُحمته.

فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله، لا تمحو ذكرنا، ولا تُميت وحينا، ولا تُدرك أمدنا، ولا تَرحض عنك عارها. وهل رأيك إِلاّ فند، وأيَّامك إِلاَّ عدد، وجمعك إِلاّ بدد ؟ يوم ينادي المنادي: ألا لعنة الله على الظالمين) (27).

_______________

(1) الأخبار الطوال، ص231.

(2) ويقول صاحب العقد الفريد (ج3، ص134): بايع مسلم بن عقيل أكثر من ثلاثين ألفاً من أهل الكوفة.

(3) تاريخ ابن الأثير، ج4، ص15، و18، و تاريخ الطبري، ج6 ص194؛ (بتلخيص وتصرف).

(4) شرح النهج، ج1، ص317.

(5) نهج البلاغة، [خطبة:41].

(6) وما يقال من أنَّه طلب في كربلاء أن يسيِّروه إلى الشام؛ ليبايع يزيد، أو يسيِّروه إِلى أحد الثغور، فذلك بعيد جدَّاً، بل غير صحيح بشهادة مولاه عبد الله بن سمعان، قال: صحبت حسيناً، فخرجت معه من المدينة إِلى مكّة، ومن مكّة إلى العراق، ولم أفارقه حتّى قُتل. وليس كلمة من مخاطبته الناس بالمدينة، وبمكّة، وفي الطريق، وفي العراق، وفي العسكر إِلى يوم مقتله، إِلاّ وقد سمعتها. ألا والله، ما أعطاهم ما يتذاكر الناس وما يزعمون من أن يضع يده في يد يزيد بن معاوية، ولا أن يسيِّروه إلى ثغر من ثغور المسلمين، ولكنَّه قال: ((دعوني لأذهب في هذه الأرض العريضة حتّى ننظر ما يصير إليه أمر الناس)). انظر: تاريخ الطبري، ج6، ص235.

(7) العقد الفريد، ج3، ص134. وعمرو بن سعيد هذا هو الذي أومأ إلى قبر النبيِّ ( صلى الله عليه وآله) وقال ـ لمّا بلغه قتل الحسين (عليه السلام) ـ : يا محمّد يوم بيوم بدر. انظر: شرح النهج، ج1، ص361.

(8) الأخبار الطوال، ص243.

(9) ولم يزل هذا الحبُّ كامناً في قلب الحرِّ حتَّى علم من ابن سعد تصميمه على قتال الحسين (قتالا أيسره أن تسقط الرؤوس وتطيح الأيدي)، فخرج الحرُّ وهو يرتعد، وأخذه مثل الأفكل، فقال له رجل: إِن أمرك لمريب، فو الله، لو سئلت من أشجع أهل العراق لمَا عدوتك. فما تمالك الحرُّ إِلاَّ أن يظهر حبَّ الحسين(ع)، وأشار إِليه أنَّه طريق الجنَّة لو عمل به، فصارح الرجل بقوله: (ويحك إنّي أرى نفسي بين الجنّة والنار، ولا اختار على الجنّة شيئاً وإِنْ قُطِّعت وحرقت). ثُمَّ مال بجواده نحو الحسين (ع)، فلمَّا وصل قال: جعلت فداك يا ابن رسول الله (ص)، أنا صاحبك الذي جعجع بك في الطريق، وما ظننت أنّ القوم ينتهون بك إلى ما أرى، فهل ترى لي من توبة؟

ـ الحسين:(( نعم، يتوب الله عليك، فانزل)).

ـ الحرُّ: أنا لك فارساً خير مني راجلاً، وآخر أمري النزول).

فنزل وسلَّم على الإِمام واستأذنه في الحرب، فأذن له، فركب وسار نحو العدو، فخطب وقال: (يا أهل الكوفة، لأمِّكم الهبل! دعوتم ابن بنت نبيكم لتنصروه حتى إذا جاءكم، اسلمتموه، ثُمَّ عدوتم عليه تقاتلونه... فلم يجبه أحد إِلاّ برمي النبال، فحمل عليهم وقاتلهم أشدَّ قتال حتى أُثخن بالجراح، فصاح مودعاً: (السلام عليك يا أبا عبد الله)، فجاءه الحسين (ع)، وأبَّنه بقوله: ((أنت حرٌّ كما سمَّتك أمّك؛ حرٌّ في الدنيا وسعيد في الآخرة)).

(10) تاريخ الطبري، ج6، ص232، و259، وتاريخ ابن الأثير، ج4، ص20، و30؛ (بتلخيص).

(11) تاريخ الطبري، ج6، ص259، وتاريخ ابن الأثير، ج4، ص32.

(12) الصواعق، ص121.

(13) تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص80، و81؛ [بتلخيص وتصرُّف] .

(14) العقد الفريد، ج3، ص137، وتاريخ ابن عساكر، ج4، ص332.

(15) تاريخ ابن الأثير، مجلّد4، ص55. ويؤيِّده ما نقلناه عن الدينوري من تحريض يزيد لابن زياد على قتل الحسين وأمره بالتضييق عليه، وأن يكتب إِليه عمّا يعمله مع الحسين في كلِّ يوم، ولا يستقل برأيه ويتصرّف على حسب هواه.

(16) تذكرة الخواص، ص268.

(17) الصواعق المحرقة، ص137.

(18) الصواعق المحرقة، ص135، وتذكرة الخواص، ص256.

(19) تاريخ الطبري، ج6، ص246؛ (بتصرُّف).

(20) شرح النهج للمعتزلي، مجلّد3، ص382، والتذكرة في الوعظ، ص256.

(21) خطط المقريزي، مجلّد2، ص289.

(22) تاريخ ابن الأثير، مجلّد4، ص36.

(23) الصواعق المحرقة، ص122.

(24) مروج الذهب، مجلّد2، ص74.

(25) تقدَّم ما زعمه الرحَّالة (مِن أنّ عليَّاً هذا قد أمكنه الهرب). وهو غريب في التاريخ.

(26) الفاخوري؛ مفتي بيروت سالفاً، تحفة الأنام، ص84.

(27) البغدادي، أحمد بن أبي طاهر ، بلاغات النساء، ص25.

 

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).