أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-6-2016
1450
التاريخ: 28-5-2019
3158
التاريخ: 30-6-2016
2625
التاريخ: 7-4-2021
11919
|
اولاً : خصائص المجتمع الياباني
تتكون اليابان من حوالي (3000) (ثلاثة آلاف جزيرة) ... إلا أن هناك اربع جزر تعتبر المرتكز الأساسي للمجتمع السكاني والمدن الكبيرة وكذلك لتواجد الصناعات الاستراتيجية الخفيفة والثقيلة فيها.
تبلغ مساحة اليابان (352430) كيلو متر مربع ويصل عدد سكانها إلى حوالي (60) مليون نسمة .... وبسبب الطبيعة الجغرافية لليابان ، فإنها تتميز بكثافة سكانية عالية تصل إلى حوالي (306) فرد / كيلو متر مربع وهذه النسبة تعتبر اعلى كثافة سكانية في العالم .
يقوم النظام السياسي والدستوري في اليابان على أساس وجود الامبراطور ... ويتم اختيار رئيس الوزراء من حزب الاغلبية ، وهناك ايضاً مجلسي الشيوخ والنواب ... أما النظام الاقتصادي السائد فهو النظام الرأسمالي ، حيث تمتلك الدولة ثلاث مؤسسات كبيرة هي السكك الحديد والبرق والبريد والهاتف وصناعة السكائر.
حققت اليابان نهضة عملاقة وتقدم تكنولوجي كبير في فترة متأخرة قياساً بالدول الصناعية الاخرى (الولايات المتحدة الامريكية، بريطانيا ، فرنسا ، المانيا ، ايطاليا) لكن اليابان استطاعت خلال فترة وجيزة لا تتعدى الخمسين عاماً (1890 – 1940) بناء قاعدة مادية واسعة تضاهي وتتفوق على معظم الدول الصناعية المتقدمة، بل انها سيطرت على معظم الاسواق العالمية وحققت موقع تنافسي بارز على الصعيد العالمي.
حصلت اليابان على استقلالها السياسي عام (1952) بعد سبع سنوات من الاحتلال الامريكي لأراضيها عقب الحرب العالمية الثانية ... ومنذ ذلك الحين تمكنت من اعادة بناء مؤسساتها الاقتصادية واستطاعت خلال الثلاثين عاماً اللاحقة على الاستقلال ان تبني صناعة راقية وتحقق موقعا مرموقاً على الخارطة الاقتصادية العالمية واصبحت من بين الدول القلائل التي تحقق فائضاً اقتصادياً في ميزان مدفوعاتها السنوي ... وانعكس ذلك على تحقيق مستويات من الرفاهية في المجتمع الياباني ، حيث ان متوسط الدخل السنوي للفرد يزيد على (25000) دولار امريكي ، ومتوسط عمر الفرد الياباني (81) عام وهو اعلى متوسط عمر في العالم.
ويمكن تحديد اهم خصائص المجتمع الياباني بالآتي(1) :
1- البناء العائلي الرصين
ان الفكرة الاساسية التي تقوم عليها العائلة او الاسرة اليابانية تكاد تنفرد بها اليابان عن غيرها من الامم والشعوب ... حيث تسود علاقات اجتماعية ذات روابط متينة مبنية على احترام رب العائلة من قبل جميع الافراد.
ان احد اسرار نجاح المنظمات هو نقل تقاليد الاحترام والتعاون من العائلة إلى المنطقة اليابانية حيث ان العامل الياباني يمارس دورين ... الأول هو رب العائلة الصغيرة داخل الاسرة والدور الآخر هو عضو في عائلة ثانية هي المنظمة التي يعمل فيها والتي يكون فيها الولاء والاحترام العالي لرب الاسرة وهو مدير المنظمة ، فالعاملون غالباً ما ينحنون امام رب العمل احتراماً له وطاعة لأوامره المتعلقة بالعمل.
ان تطبيق ما يعرف بالمدخل العائلي ((Family approach)) في المنطقة اليابانية يعد احد اهم أسباب نجاح التجربة اليابانية .
2- تقديم الواجبات على الحقوق
ان الواجبات الفردية للعامل الياباني والوفاء بالتزاماته المنوطة في القسم الذي يعمل فيه تشكل الحلقة الأساسية للسلوك اليومي في مجال العمل.
ان العامل الياباني لا يفكر بحقوقه الشخصية قبل الوفاء بالتزاماته الفردية اتجاه المؤسسة الاقتصادية التي يعمل فيها ... وتكاد تكون هذه الحالة هي قاعدة التصرف السلوكي المعتادة للعامل الياباني ومن خلالها تنعكس صورة الاداء المبدع والسلوك الخلاق لتطوير المؤسسة التي يعمل فيها .
3- التعاون مع الاخرين
يسود مبدأ التعاون الهادف في جميع المنظمات اليابانية ... لذلك نجد ان اهم ما يميز المنظمة اليابانية هو ندرة حصول صراعات فردية داخلها بل على العكس نجد صورة رائعة من التعاون بين جميع العاملين.
ان المودة والتعاطف والانسجام وروح العمل الجماعي وروح العائلة الواحدة هي الصورة السائدة في المؤسسات الاقتصادية اليابانية.
4- العنصر البشري هو الاساس
يعد العامل الياباني الحلقة الاساسية في تطوير المؤسسات اليابانية ... كما يعد العنصر البشري هو الاساس لعملية البناء مقارنة بافتقار اليابان للموارد الطبيعية والخامات.
ان ندرة المواد الموارد الطبيعية في اليابان جعل اليابانيون يعتمدون بشكل أساسي على الموارد البشرية حيث انصب الاهتمام على تطوير الفرد الذي من شأنه ان يؤدي إلى تطوير فعال للأساليب التقنية.
ومن هنا فإن المرتكز الأساسي لتطوير المؤسسات اليابانية هو الاعتماد على الفرد الياباني واستثمار طاقاته وقدراته للوصول إلى التطوير المستهدف.
5- التركيز على الجانب العملي
ينصب اهتمام المؤسسات الاقتصادية اليابانية على نقل وتطويع التكنولوجيا المستوردة وتطويرها عملياً بما يتلائم مع البيئة اليابانية لذا كان للتنظيم الفكري والاكاديمي دور رئيسي لقيادة عجلة الحركة الانتاجية في اليابان.
ساهم النظام التعليمي الاجباري المطبق في اليابان خلال المرحلتين الابتدائية والمتوسطة بخلق القاعدة الاساسية التي تزود المؤسسات الاقتصادية بكفاءات علمية وعملية اسهمت في ارساء الاسس الصحيحة للتحسين وتطويع التكنولوجيا بما ينسجم مع الطبيعة الثقافية للمجتمع الياباني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ حمود خضير كاظم ، ادارة الجودة الشاملة ــ مفاهيم وتطبيقات ، 2000 ، ص18-20
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|