1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

أخرى

علوم اللغة العربية : علم الدلالة : قضايا دلالية اخرى :

مجالات علم الدلالة (التسميةNaming )

المؤلف:  ف – بلمر /ترجمة مجيد عبد الحليم الماشطة

المصدر:  علم الدلالة

الجزء والصفحة:  ص23- 30

25-4-2018

2558

 

 

لقد اقترحنا في ‏ان اللغة قد تعامل نظاما اتصاليا بالرامز في طرف و المرمز في طرف اخر غير ان المشكلة الاساسية هي تحديد طبيعة الطرفين والعلاقة ينهما .

‏اذ من اقدم الآراء ، هو الرأي الموجود في محاورة افلاطون " كراتلس " ،و القائل بأن الدال Signifier  ‏كلمة في اللغة ، وان المدلول Signified هو الشيء الموجود في العالم ، ويمثله الدال او يشير اليه او يحدده . الكلمات اذن اسماء او اشارات للأشياء .

‏وقد يكون هذا مثيرا للوهلة الاولى ، اذ يبدوان في كل اللغات كلمات او تعابير مثل جون سمث  وباريس والاربعاء اي ما تسمى بالأسماء العلم ،

 ص23

‏ووظيفتها بالضبط التسمية . فالطفل يتعلم كثيرا من كلماته عن طريق التسمية  فهو غالبا يتعلم اسماء الاشياء من والديه ، وتشمل محاولاته اللغوية الاولى كلمة " بابا " عندما يرى أباه او ينتج اسما لقطار او سيارة او قطة . . . عندما يرى هذا الشيء حواليه او في كتاب .

‏وقبل ان نسترسل في الحديث ، فثمة مسألتان اصطلاحيتان تستوجبان التوضيح . اولا على الرغم من اننا تكلمنا هنا وفي أماكن اخرى عن الكلمات، فإننا غالبا ما نحتاج لان نتكلم عن مجاميع الكلمات ذات الهوية النحوية المحددة ، كالعبارات الاسمية مثلا. نستعمل لهذه المجاميع لفظة تعبير. ثانيا : يمكن استعمال تمييز بين التدليل Denotation ‏والاشارة Referncr (لاينز ١٩٧٧ ‏ص ٢٠٦ ‏- 207 ‏) : يشير التدليل الى صنف الاشخاص و الأشياء . . . الممثلة عموما بالإشارة . ويقصد بالإشارة الاشخاص والاشياء ... المعينين المشار اليهم في نص معين . فكلمة ٠ " بقرة"  تدلل على صنف كل الابقار، الا ان تلك البقرة تشير الى بقرة معينة ولسوء الحظ ليس هناك تطابق عند الباحثين باستعمال هاتين اللفظتين (وحتى في هذا الكتاب ، عندما نحدد الفرق بين الترابط  والاشارة فأننا لن نستعمل لفظة اشارة بشكل يجعلها مقابلة لـ " التدليل " ) .

‏هناك على كل حال ،بعض المشاكل لهذا المذهب في التسمية . اولا يبدو انه ينطبق على الاسماء فقط (او التعابير الاسمية عموما) . والواقع،  فأن القواعد التقليدية غالبا ما تعرف الاسم، مقارنة بالصفة والفعل وحرف الجر. . . الخ كاسم شخص او شيء(1) ومن الصعب ان لم يكن من المستحيل ، توسيع نظرية التسمية لتشمل اقسام الكلام الاخرى . من الممكن دون شك ان نسمي الالوان، كما هو الحال في جداول الالوان ، وبهذا يمكن اعتبار كلمات الالوان (الصفات) اسماء . غير ان هذا ليس ممكنا لمعظم الصفات الاخرى . لقد استعملت منذ بداية هذا الفصل الصفات: مثير، متعدد تقليدي، صعب،

ص24

‏معقول . كم من هذه الصفات يمكن ان تستعمل لتسمية الاشياء التي تشير اليها؟ وتتضح المسألة اكثر مع الافعال . فمن المستحيل عمليا تحديد ما " يسميه ، الفعل ، وحتى لو اخذنا فعلا مثل " يركض " وحاولنا توضيحه بولد يركض (سواء اكان بصورة ثابتة او متحركة) ، فليست ثمة طريقة نجرد الركض بها من الصورة . و نستطيع غالبا مع الاسم ان نرسم صورة الشيء المعني . لكن هذا صعب ان لم يكن مستحيلا مع الافعال . دعنا ننظر في الفعل ، يركض ونحاول توضيح ما نعنيه بصورة ولد يركض . هناك صعوبتان قائمتان (حتى ان كانت الصورة متحركة) . اولا اننا لا نرى بصورة منفصلة كلا من الولد والركض . ونحتاج الى طريقة معقدة لفصل الاثنين . ثانيا ، حتى اذا تمكنا من التمييز بين الولد وما يعمله ، فمن الاصعب ان نحدد بدقة الخواص الاساسية لما يعنيه الفعل من أن نحددها لما يعنيه الاسم. فمثلا، هل يتضمن الركض فقط حركة القدمين ام الذراعين ايضا؟ هل يتضمن بالضرورة تغييرا بالموضع؟ هل السرعة ذات علاقة بالتحديد؟ من الواضح ان الركض ليس بالشيء الذي يمكن وصفه او تحديده بسهولة .

‏وتصبح المسألة اكثر صعوبة مع : يتذكر ويجب ويرى . وينطبق ذلك على حروف الجر(على وتحت) وأدوات الربط (عندما ولأن) اما الضمائر(أنا وهو) فلها تعقيدات أكبر، لأنها تتضمن اشياء مختلفة في اوقات مختلفة.

‏هل نستطيع مع كل هذا ، ان نبقي على نظرية التسمية ، ولكن نطبقها على الاسماء فقط؟ ستجابهنا بدءا مشكلة واضحة : ان بعض الاسماء مثل احادي القرن unicorn   وعفريت goblin و جني fairy تتعلق بمخلوقات غير موجودة . انها لا تشير اذن الى اشياء في العالم . أحد سبل حل هذه المشكلة التمييز بين نوعين من العالم : العالم الحقيقي وعالم القصص الخرافية . لكن هذا التمييز طبعا اقرار بأن الكلمات ليست اسماء أشياء فقط، ويفترض بها ان تتضمن شرحا

ص25

 معقدا للطريقة التي نستطيع بها، وبأسلوب القياس ، ان نتحرك من اضفاء الاسماء على الاشياء في العالم الى اعطاء الاسماء للأشياء غير الموجودة مثل هذا الشرح ممكن ، غيران هذا القول دليل على حقيقة ان الكلمات ليست مجرد اسماء للأشياء ضمن خبرتنا .

‏هناك اسماء اخرى لا تشير الى عناصر خيالية لكنها لا تشير في الوقت نفسه الى أشياء مادية على الاطلاق . اننا لا نستطيع تحديد الاشياء التي نسميها بالكلمات : حب وكره وحي ولغو. وعندما يصف النحاة الأسماء بأنها تسميات للأشياء  ، يمكن ان نتساءل عما اذا كان الحب والكره أشياء ام لا . فان مالوا الى الجواب بـ "نعم" ، غيرانها أشياء مجردة ، أصبح واضحا ان السبب الوحيد لدعوتهم لها بالأشياء ان اسماءها تتوافق معها . الا ان التعريف كله يصبح حلقة مفرغة ، فالأشياء هي ما تسميه الاسماء.

‏وحتى ان كانت هناك أشياء مادية يمكن تشخيصها ، فأن هذا لا يعني على الاطلاق ان معنى الكلمة او التعبير المعنيين مطابق لتدليله . ومن افضل الامثلة لتوضيح النقطة هو نجمة المساء the evening star.ونجمة الصباح the morning star. من الصعب القول ان لهما معنى واحدا ، مع انهما يشيران الى شيء واحد، كوكب الزهرة . وكذلك، يمكن ان نتذكر قصة جلبرت وسلفان : الميكادو ، حيث العناوين : " السيد الاول للكنز" - رجل العدالة الاول – " القائد العام" ، وكثيرا غيرها تشير جميعا الى بو_ باه .

‏ويبين هذا انه كان من الخطأ آن نبدأ المناقشة بالحديث عن الاسم العلم . اذ بينما يستعمل الاسم العلم للإشارة الى ناس معينين واماكن وأوقات معينة . . . ومن المشكوك فيه ما اذا كان لها اي تدليل، كما ان من الصعب ان نقول ان لها معنى . فإننا لا نسأله عادة : ماذا يعنى جون سمث؟ ما معنى  باريس؟ 

‏ثمة صعوبة اخرى هي حقيقة انه حتى اذا حددنا اهتمامنا بالكلمات

ص26

‏المرتبطة بالأشياء المنظورة في العالم من حولنا ، فأنها ستدلل غالبا صنفا كاملا من الاشياء المتباينة . الكراسي مثلا تأتي في كل الاشكال والاحجام لكن بالضبط ما الذي يجعل كل واحد منها كرسيا وليس اريكة؟

‏ان الخط الفاصل بين العناصر المشار اليها بكلمة ما وتلك المشار اليها بكلمة  اخرى غالبا ما يكون غامضا متداخلا . فمتى يكون التل تلا وليس جبلا ؟ والجدول نهرا ؟ ان الاشياء في عالم الخبرات ليست موجودة بوضوح في مجاميع محددة لشمولها بسهولة في كلمة واحدة . وهذه مشكلة ازعجت الفلاسفة منذ ايام افلاطون . هناك تفسيران متطرفان وغير معينين لنا . اولا، المذهب "الواقعي" : لكل الاشياء التي تسمى باسم واحد خاصية مشتركة واحدة وهناك نوع من الواقعية التي تحدد ما الكرسي والتل والدار. ويقول المذهب الثاني " التسموي "  ، انه ليس هناك اي شيء مشترك عدا الاسم . من الواضح ان المذهب الثاني خاطئ لأننا لا نستعمل كرسي ، او تل للأشياء المختلفة كليا .

‏فلأشياء ذات الاسم الواحد شيء مشترك حتما. غيران المذهب الاول ليس اكثر رجاحة . اذ ليست هناك اصناف طبيعية معرفة بوضوح تضم الاشياء في العالم من حولنا،  بانتظار تسمية تنطبق عليها ان جزءا من المشكلة الدلالية هو تحديد اي الاصناف موجودة هناك . وحتى لولم تكن هناك اصناف طبيعية فقد يقال ان ثمة اصنافا عمودية ، اصنافا مشتركة لكل اللغات . الا ان الواقع غير ذلك فتصنيف الاشياء ، بموجب الكلمات المستعملة للإشارة اليها يختلف من لغة الى اخرى . فاذا اخذنا الكلمات الانكليزية :Sofa, Couch, arm- Chair , Chair , Stool ،. فلن تجد مقابلات مطابقة لها في اللغات الاخرى . الكلمة الفرنسية Fauteuil  ‏قد تكون مطابقة للكلمة الانكليزية ،arm- Chair(كرسي ذي ذراعين) . ولكن بينما قد يكون وجود الذراعين خاصية اساسية للـarm – Chair  ، فانه ليس كذلك لل Fauteuil ‏وانظمة الالوان في اللغة تبدو ومتباينة أيضأ

ص27

على الرغم من عمومية نظام الطيف الشمي الطبيعي ظاهريا . وغالبا مالا تعكس كلمات اللغة حقيقة العالم ، بل اهتمامات الناس الذين يتكلمونها . وهذا واضح بما يكفي اذا نظرنا الى الحضارات المختلفة عن ‏حضارتنا . ويذكر مالينوفسكي ( ١٩٢٣ ‏) ان لسكان جزيرة تروبراند  أسماء للأشياء المفيدة لهم في حياتهم اليومية والتي لا تتوافق مع الكلمات الموجودة في الحضارات الاخرى ، (انظر ٣ ‏- 3‏) . كذلك يذكر بوس ( ١٩١١ ‏) ان في لغة الاسكيموا اربع كلمات للثلج هي : ثلج فوق الارض وثلج ساقط وثلج منحدر وثلاجة جليدية . كما يقول وورف ( ٦‏5١٩ ‏) ان في هوبي Hopi  ‏كلمة واحدة فقط ‏تعني  "طائر" وتستعمل للطائرة والذبابة والطيار. لكن حتى لو أقررنا بدور الحضارة يصعب ان نتقبل ان الحقيقة الحضارية مصنفة بشكل مستقل عن اللغة وجاهزة ، اذا جاز التعبير، لتسمية مكوناتها بالكلمات .

‏يمكن لسوء الحظ اذ يوهما الاصلاح العلمي ، لإننا نجد فيه غالبا ان هناك

‏فعلا اصناف طبيعية . إذا ذهبنا الى حديقة الحيوانات فنشاهد ان لكل مخلوق اسما معينا، وانه ليس هناك مخلوق يسمى بطريقتين مختلفتين كما لا يوجد

‏تداخل بين الاصناف . فالغوريلا غوريلا والاسد اسد . والامر صحيح ايضا بالنسبة لأسماء الحشرات والنباتات وحتى المواد الكيمياوية . غير ان هذه التصنيفات العلمية لا تمثل الخبرة اليومية فمعظم الاشياء التي نراها لا تقع بدقة في صنف اوفي آخر. اضافة الى هذا ، يجب ان لا نقع في وهم التفكير اننا نستطيع بل يجب ، ان ننظم اصطلاحيتنا بالبحث عن نصيحة العالم . وطبيعي فإننا كأشخاص متعلمين ومثقفين سنتأثر بالمعرفة العلمية ولا نسمي الحوت سمكة والخفاش طيرا (رغم اننا يمكن ان نتساءل لماذا لا نعني بالسمك ببساطة : المخلوق الذي يسبح في الماء والطير: الفقاري الذي يطير)  ولكن يمكننا ان نذهب الى ابعد من ذلك . يقول بلومفليد (١٩33 ‏) انا الملح يمكن ان

 ص28

يعرف بوضوح بانه كلوريد الصوديوم او Nacl . وكان مخطئا في ذلك . فالملح، في اللغة الاعتيادية، هو المادة التي تظهر على مائدة الاكل . وسيبقى ملحا حتى وان لم يتطابق تركيبه الكيمياوي بالضبط مع التعريف الكيمياوي . فالملح لمعظمنا يقترن بالفلفل و الخردل. ويصعب وصف هذه الاشياء بأي تحديد علمي بسيط.

‏كذلك الامر بالنسبة للملح في استعماله اليومي . وتختلف اللغة الاعتيادية عن اللغة العلمية بالضبط بحقيقة ان تعابير اللغة الاعتيادية غير معروفة بوضوح وصنوفها غير محددة بدقة .

‏ان احد السبل لتجاوز المصاعب هو القول ان بعض الكلمات فقط تدل فعلا على الاشياء فالأطفال يتعلمون بعضها كأسماء . وتشتق الكلمات الاخرى معانيها من استعمالاتها الاساسية . وهذا في جوهره مقترح رسل ( ٩٤٠‏ا ص 25 - 66 ‏) الذي قال ان هناك نوعين من الكلمات : كلمة الشيء وكلمة القاموس . ونتعلم كلمات الاشياء بالتأشير أي بالإشارة الى الاشياء ، بينما بموجب تعريف الكلمات القاموسية بموجب كلمات الاشياء • فكلمات الاشياء اذن تعاريف تأشيريه ostensive definitions ومع ذلك ، فان كثيرا مما قلنا لحد الان يبين ان هذا لا يمكن ان يكون حلا، اذ لكي نفهم تعريفا  تأشيريا يجب ان نفهم بدقة ما يؤشر أليه فاذا اشرت الى كرسي ، وقلت هذا كرسي ، فمن الضروري أولا ان نلاحظ اني أوشر الى الشيء كله وليس الى احدى رجليه أو الى الخشب الذي صنع منه وهذا ما يمكن تقريره بسهولة . غير ان من الضروري ايضا ان نعرف ما خواص الكرسي ان اردنا للتعريف اي قيمة. وقد يفترض الشخص الذي لا يعرف ما الكرسي ، من التعريف التأشيري ان الاريكة كرسي. وقد لا يكون متأكدا مما اذا كان بالإمكان اضفاء كلمة ‏كلمة كرسي على المنضد ة ايضا ، نظرا لان التعريف التأشيري لا يحدد ما إذا كنا نؤشر الى

ص29

 الكرسي شيئا نجلس عليه ، وليس قطعة اثاث . ان التأشير الى الشيء يتضمن بحد ذاته تحديد الشي، وتحديد خواصه التي تجعله كرسيا او منضدة. انه يتطلب فهما معقدا وربما حتى فهم التصنيف الكلي باللغة المعنية .و كما يعلق الفيلسوف و تجنشتاين ( 1953‏ ص ٦‏1 ) : يجب ان اكون متمكنا من اللغة لكي افهم التعريف الاشارى .

‏ونعود الى الطفل . من الواضح انه لا يتعلم مجرد اسماء الاشياء، لأنه ان فعل ذلك فانه لن يكون قادرا على استيعاب كل التعقيدات التي ناقشناها هنا . اضافة الى ذلك ، فان تعلم اللغة ليس فقط تعلم هذا هو. . . كما انه لا يقول : "كتاب " كلما يرى كتابا . اننا لن نحل مشاكل علم الدلالة بالنظر الى طفل يتعلم اللغة، لان تفهم ما يفعله يبرز تماما المشاكل التي يبرزها تفهم ما يفعله الراشدون في كلامهم الاعتيادي .

‏لقد تحدثنا في هذه الفقرة بالدرجة الاولى معنى الكلمات . لكن علينا ان نتحدث ايضا عن معنى الجمل (الفصل السادس) . ويكفي هنا ان نشير الى ان نظرية التسمية ليست افضل حالا للجمل مما هي للكلمات ، فلا نستطيع ان نربط مباشرة معنى الجملة بالأشياء والاحداث في العالم . ويمكن بسهولة دحض اقوى الآراء التي تربط الجمل بالأشياء والاحداث الفعلية كأن نستعمل جملة مثل : " يوجد حصان في الحقل" فقط عندما يكون هناك حصان في الحقل ، وذلك لأننا نستطيع ان نكذب او نخطأ (قد لا يكون هناك حصان في الحقل) اما الرأي الاضعف فهوان نرى المعنى بلغة الشروط التي تكون الجملة بموجبها صحيحة أو حقيقية فيمكن تقرير معنى جملة ، يوجد في الحقل، بموجب " شروط الحقيقة " التي تتضمن ان نوعا معينا من الحيوان كان موجودا في وقت معين في منطقة عشبية معدة له.

ص30

________________

(1) تستعمل العربية لفظة اسم ، مقابلا لكل من name & noun في الانكليزية .

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي