x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

لا النافية للجنس

المؤلف:  عبدة الراجحي

المصدر:  التطبيق النحوي

الجزء والصفحة:  ص161- ص170

23-12-2014

29555

وهي حرف يدخل على الجملة الاسمية فيعمل فيها عمل "إِنَّ" من نصب المبتدأ ورفع الخبر، وتفيد نفي الحكم على جنس اسمها، ويسميها النحاة لا النافية على سبيل التنصيص أو على سبيل النص؛ لأنها تنفي الحكم عن جنس اسمها بغير احتمال لأكثر من معنى واحد، ويسمونها أيضا لا النافية للجنس على سبيل الاستغراق؛ لأن نفيها يستغرق جنس اسمها كله، فأنت حين تقول:

لا إنسانَ مخلدٌ.

فقد نفيت الحكم بالخلود عن جنس الإنسان، أي أن النفي استغرق الجنس كله.

وترد في الكتب القديمة تسميتها "لا التي للتبرئة" أي التي تبرئ اسمها من معنى خبرها.
وهي حرف ناسخ -كما قلنا- ولكنها لا تعمل إلا بشروط:
1- أن يكون اسمها وخبرها نكرتين، وذلك أمر طبيعي؛ لأن اسمها لو كان معرفة لكان محددا، وخرج بذلك عن دلالته على استغراق الجنس، أما النكرة فهي التي تفيد الشيوع والعموم وبخاصة في سياق النفي.
فإن كان اسمها معرفة خرجت عن كونها لنفي الجنس وصارت لنفي الواحد ووجب إهمالها وتكرارها:
لا زيد قائم ولا علي.

لا: حرف نفي مهمل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

زيد: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
قائم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
ص161

2- ألا يكون هناك فاصل بينها وبين اسمها، ويترتب على ذلك أيضا التزام الترتيب بين اسمها وخبرها؛ فإن تقدم الخبر على الاسم وجب إهمالها وتكرارها:

لا في البيت رجلٌ ولا امرأةٌ.
لا: حرف نفي مهمل مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

في البيت: جار ومجرور، وشبه جملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.

رجل: مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.
فإن تحققت شروط إعمالها عملت عمل "إن"، وكان لها في اسمها حكمان:
1- البناء في محل نصب.         2- النصب.
1- فإن كان اسمها مفردا، أي ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف، فإنه يُبنى على ما ينصب به، فتقول:
لا رجلَ في البيت.
اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر لا في محل رفع.
لا رجلين في البيت.
اسم لا النافية للجنس مبني على الياء في محل نصب، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر لا في محل رفع.
لا مجدين فاشلون.
اسم لا النافية للجنس مبني على الياء في محل نصب، وفاشلون خبر لا مرفوع بالواو.
لا مجداتِ فاشلاتٌ.
اسم لا النافية للجنس مبني على الكسر في محل نصب "ويجوز بناء جمع المؤنث السالم على الفتح هنا". وفاشلات خبر لا مرفوع بالضمة الظاهرة.
ص162

2- وإن كان مضافا أو شبيها بالمضاف وجب نصبه، فتقول:

لا بائعَ صحف موجود.

لا: نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

بائع: اسم لا منصوب بالفتحة الظاهرة لأنه مضاف.
صحف: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
موجود: خبر لا مرفوع بالضمة الظاهرة.
لا بائعي صحف موجودون.
اسم لا النافية للجنس منصوب بالياء.
لا بائعات صحف موجودات.
اسم لا النافية للجنس منصوب بالكسرة الظاهرة نيابة عن الفتحة.
لا ذا إيمان ضعيف.
اسم لا النافية للجنس منصوب بالألف.
والشبيه بالمضاف -سواء هنا أو في النداء كما سيأتي- هو الاسم الذي تأتي بعده كلمة تتمم معناه وتعطيه معنى الإضافة، وذلك بأن يكون ما بعده مرفوعا به، مثل:
لا كريما خلقه مكروه.
لا: نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
كريما: اسم لا منصوب بالفتحة الظاهرة.
خلقه: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة "وهي فاعل لصيغة المبالغة التي تعمل عمل اسم الفاعل" والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
مكروه: خبر لا مرفوع بالضمة الظاهرة.
"فاسم لا هنا رفع اسما بعده، ومعنى الإضافة فيهما: لا كريم الخلق مكروه".
ص163
أو بأن يكون ما بعده منصوبا به، مثل:
لا بائعا صحفا موجود.
بائعا: اسم لا النافية للجنس منصوب بالفتحة الظاهرة.
صحفا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
"المفعول به هنا معمول لاسم الفاعل الواقع اسما للا النافية للجنس، والإضافة بينهما تقديرها: لا بائع صحف موجود".
أو بأن يكون بعده جار ومجرور متعلق به، مثل:
لا مجدا في عمله فاشل.
مجدا: اسم لا النافية للجنس منصوب بالفتحة الظاهرة.
في عمله: جار ومجرور متعلق بـ"مجد".
تنبيه:
تلاحظ أن اسم "لا" النافية للجنس -كما في الأمثلة السابقة- يمكن أن يكون مفردا أو مثنى أو جمعا:
لا رجل/ لا رجليَنْ/ِ لا مجدِينَ/ لا مجدات.
لا بائع صحف/ لا بائعَيْ صحف/ لا بائعِي صحف/ لا بائعات صحف..
هذا ما تورده كتب النحو وبخاصة في عصوره المتأخرة، وكذلك كتب النحو المدرسية والجامعية، ونرى أن هذا التقعيد لاسم "لا" يجب أن يراجع على مستوى الاستعمال اللغوي؛ وذلك أن فكرة نفي "الجنس" تتعارض مع استعمال "المثنى والجمع"؛ لأنهما يفيدان الحصر في اثنين أو فيما يزيد على الاثنين، و"الجنس" عام "يستغرق" كل أفراده، وعلى ذلك نرى أن استعمال "لا" النافية للجنس مقصور على كون اسمها مفردا نكرة.

لا إنسانَ مخلدٌ.

أما ما ورد من شواهد في كتب النحو على استعمال اسم "لا" مثنى أو جمعا، فإما أنه يرجع إلى طبيعة لغة الشعر، وإما أنه يدل على فكرة الجنس أيضا، وذلك كقول الشاعر:
ص164
تَعَزَّ فلا إِلْفَيْنِ بالعيش مُتِّعَا                  ولكن لورَّادِ المنون تَتَابُعُ
فإن كلمة "إلفين" لا تدل على مثنى مثل "طالبين أو رجلين"، وإنما تدل على هذا "الجنس" من البشر؛ إذ لا يتصور "إلف" وحده دون "إلفه"، فهو إذن استخدم صيغة "المثنى" في الدلالة على "الواحد".
وعلى ذلك نستطيع أن نقرر أن اسم "لا" النافية للجنس مفرد نكرة دائما مبني على الفتح، أو منصوب بالفتحة حين يكون مضافا أو شبيها بالمضاف، وهذا يعضده الاستعمال اللغوي في القديم وفي الحديث.
- إن تكررت لا وكانت صالحة للعمل كان لك في اسم لا المكررة وجوه من الإعراب، مثل:
لا رجل موجود ولا امرأة.
لك في هذا المثال ثلاثة وجوه:
أ- لا رجل موجود ولا امرأةَ.
ولا: الواو حرف عطف، لا نافية للجنس.
امرأة: اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب، وخبر لا محذوف تقديره "موجودة".
هذا الوجه على إعمال لا المكررة وبناء الاسم الذي بعدها. ومعنى ذلك أن العطف هنا عطف جملة على جملة؛ فقد عطفت جملة لا المكررة مع اسمها وخبرها على جملة لا الأولى.
ب- لا رجل موجود ولا امرأةَ.
الواو: حرف عطف.
امرأة: معطوف على رجل على المحل، والمعطوف على المنصوب منصوب. وهذا الوجه على جعل لا زائدة لا عمل لها، مع عطف الاسم الذي بعدها على محل اسم لا الأولى، ولما كان محله النصب نصبت هذا المعطوف أيضا، ومعنى ذلك أن العطف هنا عطف مفرد على مفرد.
ص165
جـ- لا رجل موجودٌ ولا امرأةٌ.
الواو: حرف عطف.
لا: حرف زائد لتوكيد النفي.
امرأة: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وخبره محذوف تقديره "موجودة".
وهذا الوجه أيضا على جعل لا زائدة لا محل لها، ورفعك الاسم الذي بعدها على الابتداء والخبر محذوف، ومعنى ذلك أن العطف هنا عطف جملة على جملة.
ويجوز لك في حالة الرفع هذه أن تعرف "امرأة" معطوف على محل لا واسمها؛ لأن محلهما هو المبتدأ المستحق للرفع.
إذا كان اسم لا مبنيا وكان منعوتا كان لك في نعته المفرد وجوه، مثل:
لا طالبَ مجد فاشلٌ.
فلك في كلمة مجد ثلاثة وجوه:
أ- لا طالب مجدَّ فاشل.
أي بالبناء على الفتح، وهم يعللون ذلك بأن النعت قد تركب مع منعوته تركيب الأعداد المزجية التي تحدثنا عنها في البناء ثم دخلت عليها لا. وتعربه على النحو التالي:
لا: نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
طالب: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب.
مجد: نعت مبني على الفتح لتركيبه مع منعوته تركيب خمسة عشر.
فاشل: خبر لا مرفوع بالضمة الظاهرة.
ب- لا طالب مجدًّا فاشل.
أي بنصب النعت على اعتبار أنه يتبع منعوته على المحل، ومحل المنعوت هو النصب.
ص166
جـ- لا طالبَ مجدٌّ فاشل.
أي برفع النعت على اعتبار أنه يتبع محل لا مع اسمها، ومحلهما المبتدأ كما هو معروف.
فإن كان المنعوت معربا -أي مضافا أو شبيها بالمضاف- امتنع بناء النعت على الفتح، وجاز الوجهان الآخران؛ أي النصب والرفع، مثل:
لا طالب علم مجدا فاشل.
فاسم لا هنا مضاف أي أنه منصوب، ونعته "مجد" منصوب أيضا؛ لأن نعت المنصوب منصوب.
لا طالب علم مجد فاشل.
والرفع في النعت هنا على اعتبار محل لا مع اسمها، ومحلهما المبتدأ كما سبق.
وكذلك إن كان النعت نفسه غير مفرد امتنع بناؤه وجاز نصبه ورفعه، مثل:
لا طالب كريم الخلق فاشل.
بنصب النعت على الأصل، ورفعه على اعتبار محل لا مع اسمها.
والذي أوجب امتناع البناء في النعت في المثالين السابقين أنهم قالوا عن البناء في اسم "لا": يرجع إلى أن "لا" تركب مع اسمها تركيب خمسة عشر، وفي حالة بناء النعت المفرد مع اسم "لا" المفرد تصوروا أن النعت والمنعوت ركبا تركيب خمسة عشر ثم دخلت عليهما لا، أما في حالة وجود اسم "لا" غير مفرد، أو نعت غير مفرد، فإن معنى ذلك وجود أكثر من كلمتين، فلا يصح تركيبها تركيب خمسة عشر؛ ومن ثم يمتنع بناء النعت.
- يكثر حذف خبر لا النافية للجنس إن كان معلوما، كأن تقول:
هو ناجح لا شكَّ.
لا: نافية للجنس، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
ص167
شك: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب.
وخبر لا محذوف، وتقدير الجملة: "لا شك في ذلك".
ومن ذلك أن تقول للمريض: لا بأس، أي: لا بأس عليك.
ومن حذف الخبر قولنا:
لا إله إلا الله.
ولك في الاسم الذي بعد إلا هنا وجوه على النحو التالي:
لا: نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
إله: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب.
وخبر لا محذوف تقديره "موجود".
الله: لفظ الجلالة:
1- مرفوع بالضمة الظاهرة لأنه بدل من محل لا مع اسمها.
2- مرفوع بالضمة الظاهرة لأنه بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف "وتقدير الكلام: لا إله موجود "هو" إلا الله".
3- مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة.
- يكثر في العربية استعمال تعبير "لا سيما" وهو مكون من ثلاثة كلمات:

لا + سي + ما.

وهذا التعبير يستعمل إذا كان هناك شيئان مشتركان في شيء واحد، وما بعدها أكثر قدرا ما قبلها، فأنت تقول:
أحب الكتب ولا سيما كتب الأدب.
أنت تعني بهذه الجملة: أنك تحب الكتب على وجه العموم، ولكن حبك لكتب الأدب أقوى.
ص168
والذي يهمنا الآن هو موقع الاسم الذي بعدها.
لك في هذا الاسم ثلاثة أوجه: الرفع والنصب والجر، فتقول:
أ- أحب الكتب ولا سيما كتبُ الأدب.
أحب: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
الكتب: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.
الواو: للاستئناف، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
لا: النافية للجنس، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
سي: اسم لا منصوب بالفتحة الظاهرة لأنه مضاف، وخبر لا محذوف تقديره موجود.
ما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
كتب: خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو. والجملة من المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
الأدب: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
"ويمكنك أن تعرب "ما" هنا نكرة بمعنى شيء، فتكون الجملة الاسمية بعدها في محل جر صفة لما" فأنت تعرب الاسم الذي بعدها هنا مرفوعا؛ لأن "ما" اسم موصول يحتاج لصلة، وهي هنا جملة اسمية، أو لأن "ما" نكرة والجملة بعدها صفة. سي معناها "مثل" والشائع في العربية استخدامها على صيغة المثنى: سي + سي = سيان؛ فكأن تقدير الجملة: أحب الكتب لا مثل الذي هو كتب الأدب.
ب- أحب الكتب ولا سيما كتبَ الأدب.
لا: نافية للجنس، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
سي: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب لأنه غير مضاف ولا شبيه بالمضاف، وخبر لا محذوف تقديره موجود.
ص169
ما: حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
كتب: مفعول به لفعل محذوف تقديره: أعني أو أخص.
الأدب: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
وهذا الإعراب على أن "سي" مفردة أي غير مضافة ولا شبيهة بالمضاف، وتقدير الكلام: أحب الكتب ولا مثلما أخص كتب الأدب، هذا إن كان ما بعد "لا سيما" معرفة، أما إن كان بعدها نكرة فإعرابه على التمييز.
ويرى ابن هشام أن حالة نصب الاسم الذي بعد "لا سيما" إنما ترجع إلى أنه مستثنى لأن "لا سيما" بمعنى إلا، مثل أحب الناس ولا سيما صديقا.
جـ- أحب الكتب ولا سيما كتبِ الأدب.
لا: نافية للجنس، حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
سي: اسم لا منصوب بالفتحة الظاهرة لأنه مضاف.
ما: حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
كتب: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
الأدب: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
وهذا الوجه أيسرها وأقربها إلى معنى الجملة؛ لأن تقدير الكلام هو: أحب الكتب ولا مثل كتب الأدب.
ص170