x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

شبه الجملة

المؤلف:  عبدة الراجحي

المصدر:  التطبيق النحوي

الجزء والصفحة:  ص355- 369

23-12-2014

29719

والنحاة يطلقون هذه التسمية على الظرف والجار والمجرور، وتسميتها بشبه الجملة يرجع إلى أسباب؛ منها أنهما -سواء كانا تامين أو غير تامين- لا يؤديان معنى مستقلا في الكلام، وإنما يؤديان معنى فرعيا، فكأنهما جملة ناقصة أو شبه جملة، ومنها -وهذا هو السبب الأهم عندهم- أنهما ينوبان عن الجملة، وينتقل إليهما ضمير متعلقيهما في رأيهم. فأنت حين تقول:

          زيد في البيت أو زيد عندك.
فإن معنى كلامك هو: زيد استقر في البيت، وزيد استقر عندك. فالجار والمجرور والظرف ينوبان هنا عن الخبر الذي يتكون من الفعل وفاعله، أي أنهما شبيهان بالجملة في مثل هذا الموضع، كما أن الضمير المستتر في الفعل قد انتقل مضمرا في الظرف والجار والمجرور.
- الظرف وحرف الجر لا بد أن يتعلقا بمتعلق؛ فنقول مثلا:
سافر زيد من القاهرة إلى دمشق بالطائرة ليحضر المؤتمر.
من القاهرة: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بسافر.
إلى دمشق: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بسافر.
بالطائرة: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بسافر.
ليحضر: اللام حرف جر، ويحضر فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. والمصدر المؤول في محل جر باللام. وشبه الجملة متعلق بسافر.

ص355

فما هو معنى التعلق؟
إن الظرف والجار والمجرور يدلان على معنى فرعي يتمم نقصان المعنى الذي يدل عليه الفعل أو ما يشبهه؛ أي أن هذا المعنى الفرعي يرتبط بمعنى الفعل؛ أي يتعلق به، والفعل وما يشبهه يدل على حدث، والحدث لا يحدث في فراغ، وإنما يحدث في زمان أو في مكان، وليس ذلك تحليلا فلسفيا صرفا، وإنما هو تحليل لغوي أيضا. فإذا قلت مثلا: سافر زيد. دلت هذه الجملة على معنى مستقل يمكن أن نقتصر عليه. فإذا قلت: سافر زيد يوم الجمعة. دل الظرف هنا على معنى فرعي مرتبط بالفعل سافر؛ لأنه يضيف إلى معناه معنى جديدا، ثم إننا نفهم أن هذا الحدث وهو "السفر" قد حدث في يوم الجمعة أي في زمان معين. وكذلك إن قلت: وقف زيد أمام البيت، فإن الظرف يدل على معنى جديد يضيفه إلى معنى الفعل، بالإضافة إلى أن الحدث الذي يدل عليه الفعل قد وقع في المكان المعين الذي يحدده الظرف. وهكذا إذا قلت: سافر زيد من القاهرة إلى دمشق، فإن حرف الجر "من" يدل على معنى جديد، بالإضافة إلى دلالته على أن الحدث الذي يدل عليه الفعل قد بدأ حدوثه من هذا المكان، وكذلك الحرف الآخر "إلى" أي أن الحدث ينتهي عند هذا المكان... وهكذا.
فالتعلق إذن عبارة عن ارتباط شبه الجملة بالحدث الذي يدل عليه الفعل أو ما يشبهه، بالإضافة إلى دلالته على "الحيز" الذي يقع فيه الفعل.
وعلى هذا الأساس نقول في الظرف والجار والمجرور الواقعين بعد المبتدأ ويتممان معه معنى الجملة: إنهما متعلقان بمحذوف خبر، وليسا هما الخبر حقيقة؛ لأنهما -على الأصح -لا بد أن يتعلقا بما يدل على الحدث، فجملة مثل: زيد في البيت أو زيد أمام البيت، لا بد أن يكون تقديرها: زيد "كائن أو مستقر أو كان أو استقر" في البيت أو أمام البيت.
لابد أن يكون تقديرها: زيد (كائن أو مستقر أو كان أو استقر) في البيت أو أمام البيت.
ويرى بعض القدماء -ويؤيده بعض المحدثين- أن نعد شبه الجملة الواقع هذا الواقع خبرا بذاته، أي ليس متعلقا بخبر محذوف، ومع ما في هذا الرأي من تيسير فإن المتخصص ينبغي أن يدرك المعنى الذي رمى إليه

ص356

جمهرة القدماء من تعليق شبه الجملة بمحذوف اعتمادا على أن الظرف والجار والمجرور لا يدلان بنفسهما على شيء مستقل، وإنما يدلان على معنى بارتباطهما بحدث. ثم إن هذا الخبر المحذوف لا يحذف إلا إذا دل على كون عام؛ أي "موجود أو كائن أو مستقر". أما إذا دل على كون خاص فإنه لا بد أن يظهر وإلا ضاع المعنى الذي تريده، مثل: زيد مريض في البيت، لا بد أن يظهر الخبر هنا. وظهوره في موضع يدل على وجوده في الموضع السابق لكنه حذف لسهولة فهمنا له طالما أنه يدل فقط على معنى "موجود أو كائن".
إن هذا التعلق مهم في فهم تركيب الجملة العربية، بل إننا لا نرى صعوبة في إفهام الناشئة موضوع التعلق إذا أحسن عرضه عليهم وإذا استطعنا -وذلك ميسور غاية اليسر- إفهامهم معنى الحدث ووقوعه مع ربط المصطلحات النحوية "كتعبيرنا: إن المتعلق ينبغي أن يكون مشتقا" بأمثلة تميط عنها غموضها حتى يستطيع الدارس استعمالها من تلقاء نفسه دون شعور بما يحيطها من أسرار مفتعلة.
والشيء الذي يتعلق به شبه الجملة هو الفعل كما في الأمثلة السابقة، أو ما يشبه الفعل من كل كلمة تحمل معنى الحدث، مثل:
أ- المصدر، مثل:
          أحب السفر في القطار ليلا.
في القطار: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بالمصدر "السفر".
ليلا: ظرف زمان، وشبه الجملة متعلق بالمصدر "السفر".
ب- اسم الفعل، مثل:
          أُفٍّ من المنافقين.
من المنافقين: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق باسم الفعل "أف".
جـ- اسم الفاعل، مثل:
          زيد مسافر غدا بالطائرة.
غدا: ظرف زمان، وشبه الجملة متعلق باسم الفاعل "مسافر".

ص357

بالطائرة: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق باسم الفاعل "مسافر".
د- اسم المفعول، مثل:
          هذا الكتاب منشور في مصر.
في مصر: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق باسم المفعول "منشور".
هـ- الصفة المشبهة، مثل:
          زيد كريم وشجاع في كل موقف.
في كل: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بالصفة المشبهة "كريم، شجاع".
و- اسم الزمان والمكان، مثل:
          هذه الأرض كانت الملعب لأطفالنا.
لأطفالنا، جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق باسم المكان "ملعب".
ز- اسم جامد مؤول بمشتق، مثل:
          زيد الأسد في القتال.
في القتال: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بالأسد بتأويل "جريء أو مقدام".
- وقد يتعلق شبه الجملة بمحذوف، وذلك في المواضع الآتية:
أ- أن يكون مفهوما، مثل:
          بحياتي هذا الوطن.
بحياتي: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره "أفدي".
ب- أن يدل عليه دليل، مثل:
          أسافر اليوم إلى القاهرة، أما الشهر القادم فإلى الإسكندرية.
اليوم: ظرف زمان، وشبه الجملة متعلق بالفعل "أسافر".
الشهر: ظرف زمان، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره أسافر.

ص358

إلى الاسكندرية: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره أسافر.
جـ- أن يقع خبرا، مثل:
          زيد في البيت.
في البيت: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر في محل رفع.
          كان زيد في البيت.
في البيت: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر كان في محل نصب.
          إن زيدا في البيت.
في البيت: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر إن في محل رفع.
د- أن يقع صفة، مثل:
          هذا رجل من مكة.
من مكة: جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لـ"رجل" في محل رفع.
أي: هذا رجل مكي.
هـ- أن يقع حالا، مثل:
          أحترم الرجل في إخلاصه.
في إخلاصه: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من "الرجل" في محل نصب.
أي: أحترم الرجل حالة كونه مخلصا.
و- أن يقع صلة:
          الرجل الذي في البيت غريب.

ص359

في البيت: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة لا محل له من الإعراب.
ز- أن يكون الاستعمال قد جرى على حذفه، كأن تقول لمريض شرب دواء: بالشفاء، أو ضيفا تناول طعاما: بالصحة، أو صديق تزوج: بالرِّفَاءِ والبنين.
بالشفاء: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره شربت.
بالصحة: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره أكلت.
بالرِّفَاء: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره تزوجت.
وكذلك في حالة القسم بالواو أو التاء مثل: والله أو تالله.
والله: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بفعل محذوف تقديره أقسم.
وبعد فقد ظهر أن شبه الجملة يتضمن الظرف والجار والمجرور، وقد عرضنا للظرف في موضعه الخاص من الجملة الفعلية، ونقصر الحديث التالي على الجار والمجرور:
1- يقول النحاة: إن الحرف هو ما دل على معنى في غيره. وليس ذلك صحيحا صحة كاملة؛ لأن للحرف معنى يدل عليه، والنحاة أنفسهم يقولون: إن حرف "من" مثلا يفيد التبعيض أو الابتداء، وإن "إلى" تفيد الغاية... إلخ فضلا عن أن الحرف نفسه يؤثر في الأسماء والأفعال؛ بحيث يغير معانيها أو يقلبها إلى النقيض، وأقرب مثال على ذلك قولنا: "رغب في، ورغب عن"، واستعمال حروف الجر استعمال سماعي في اللغات جميعها. إن حرف الجر الذي يكون في العربية شبه جملة لا يكفي فيه أن نقول: إنه "ما دل على معنى في غيره"؛ لأن له أهمية في الاستعمال اللغوي يحتاج معه إلى درس متأنٍّ ليس هنا مجال الحديث عنه.
والحق أن حرف الجر إن كان يدل على معنى، فإن هذا المعنى لا يتصور تصورا صحيحا إلا بارتباطه مع حدث من الأحداث، ومن ثَمَّ ظهرت فكرة التعلق التي أشرنا إليها منذ قليل.
وحرف الجر على ثلاثة أقسام:

ص360

أ- حرف أصلي.
ب- حرف زائد.
ج- حرف شبيه بالزائد.
أ- أما الحرف الأصلي فهو الذي يضيف إلى ركني الجملة معنى فرعيا جديدا، ولا بد أن يكون متعلقا على النحو الذي بيناه في الأمثلة السابقة.
ب- الحرف الزائد، وهو الذي لا يضيف إلى ركني الجملة معنى فرعيا جديدا، وليس معنى زيادته أنه خالٍ من المعنى أو أن وجوده في الكلام مثل عدمه، وإنما يفيد التوكيد وتقوية الربط بين أجزاء الجملة. وهو لا يتعلق.
جـ- الحرف الشبيه بالزائد، وهو الذي يضيف معنى لكنه لا يتعلق.
2- حروف الجر التي تستعمل أصلية وزوائده هي: من - الباء - اللام - الكاف.
مِنْ: تستعمل زائدة للدلالة على التوكيد أو للدلالة على الشمول والاستغراق، ويشترط في استعمالها زائدة أن تكون مسبوقة بنفي أو ما يشبهه، وأن يكون الاسم المجرور بعدها نكرة.
وهي تزداد قبل المبتدأ أو ما أصله المبتدأ مثل:
          ما للمهمل من فلاح.
ما: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
للمهمل: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر مقدم في محل رفع.
من: حرف جر زائد.
فلاح: مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
          ما كان في البيت من أحد.

ص361

ما: حرف نفي.
كان: فعل ماض ناقص.
في البيت: جار ومجرور، وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر كان مقدم في محل نصب.
من: حرف جر زائد.
أحد: اسم كان مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
وتزاد قبل الفاعل، مثل:
          هل جاء من أحد؟
هل: حرف استفهام.
جاء: فعل ماض.
من: حرف جر زائد.
أحد: فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
وتزاد قبل المفعول به، مثل:
          هل ترى من أحد؟
هل: حرف استفهام.
ترى: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
من: حرف جر زائد.
أحد: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
وتزاد قبل المفعول المطلق، مثل:
          ما أخلص إنسان من إخلاص إلا وجد جزاءه.

ص362

من: حرف جر زائد.
إخلاص: مفعول مطلق منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
الباء: وهي تزاد للتوكيد، في المواضع التالية:
قبل المبتدأ، مثل:
          بحسبك العلم.
الباء: حرف جر زائد.
حسبك: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
العلم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
وتزاد كثيرا في المبتدأ الواقع بعد "إذا" الفجائية، مثل:
          خرجت فإذا بزيد واقف.
الباء: حرف جر زائد.
زيد: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
واقف: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
وتزاد قبل الخبر:
          ما زيد ببخيل.
ما: حرف نفي.
زيد: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
الباء: حرف جر زائد.
بخيل: خبر مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

ص363

(في هذا المثال يجوز إعراب "ما" عاملة على عمل ليس، فيكون الخبر في محل نصب، وهذا الإعراب هو الأفضل عندهم).
          ليس زيد ببخيل.
ليس: فعل ماض ناقص.
زيد: اسم ليس مرفوع بالضمة الظاهرة.
الباء: حرف جر زائد.
بخيل: خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
قبل الفاعل:
          كفى بالموت واعظا.
كفى: فعل ماض.
الباء: حرف جر زائد.
الموت: فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
واعظا: تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
وتزاد قبل الفاعل وجوبا في صيغة "أفعل به" في التعجب.
          أكرم بالعربي.
أكرم: فعل ماض جاء على صيغة الأمر.
الباء: حرف جر زائد.
العربي: فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
وتزاد قبل المفعول به، مثل:
          أدلى زيد بدلوه.

ص364

          ألقى العدو بكل جيوشه في المعركة.
بدلوه: الباء حرف جر زائد، دلو مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
بكل: الباء حرف جر زائد، كل: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
اللام: وزيادتها تفيد التوكيد، في المواضع الآتية:
قبل المفعول به، وذلك كثير بعد فعل "أراد"، مثل:
          أريد لأتخصص في هذا العلم.
أريد: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
اللام: حرف جر زائد.
أتخصص: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب مفعول به.
"فعل "أريد"" فعل متعد يطلب مفعولا به، والمصدر المؤول هو المفعول وقد زيدت قبله اللام".
وتزاد بين المضاف والمضاف إليه في رأي بعض النحاة، وذلك في مثل:
          لا أبا لك.
لا: نافية للجنس.
أبا: اسم لا منصوب بالألف لأنه مضاف.
اللام: حرف جر زائد.
الكاف: ضمير مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
(والذي دعاهم إلى اللام الزائدة نصب اسم لا، وهو لا ينصب إلا

ص365

مضافا أو شبيها بالمضاف. وعلى ذلك عدوا اللام مقحمة والضمير مضافا إليه).
الكاف: وهي لا تزداد في رأي جمهرة النحاة، لكن بعضهم يرى زيادتها خوف التأويل في نحو قوله تعالى:
          {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
ليس: فعل ماض ناقص.
الكاف: حرف جر زائد.
مثله: خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
شيء: اسم ليس مرفوع بالضمة الظاهرة.
"والذي دعاهم إلى عدها زائدة في هذه الآية أن إعرابها أصلية سيؤدي إلى الاعتقاد بوجود "مثل" لله سبحانه تنزه عن التمثيل".
3- الحرف الشبيه بالزائد هو "رُبَّ"، وبعضهم يضيف إليها كلمات أخرى ليس متفقا عليها ولا تستعمل استعمالا شائعا.
و"رُبَّ" تفيد التكثير والتقليل حسب ما تدل عليه القرائن في الجملة؛ ولذلك عدها النحاة حرفا شبيها بالزائد؛ لأنه يفيد معنى جديدا، وهو التكثير أو التقليل، لكنه لا يتعلق بشيء؛ لأن هذا المعنى الجديد لا يحتوي الحدث كما يحتويه الزمان والمكان.
وهي تزاد -غالبا- قبل الاسم الظاهر النكرة، مثل:
          رُبَّ فقير أسعد من غني.
رب: حرف جر شبيه بالزائد.
فقير: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد.
أسعد: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

ص366

وقد تزاد قبل ضمير مفرد غائب يفسره تمييز بعده، مثل:
          ربه بطلا أو بطلين أو أبطالا أو بطلة أو بطلاتٍ.
رب: حرف جر شبيه بالزائد.
الهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: ربه كائن أو موجود.
بطلا: تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
وليس شرطا أن يكون ما بعدها مبتدأ، بل يكون له مواقع إعرابية مختلفة، مثل:
          رُبَّ كتابٍ مفيد قرأت.
رب: حرف جر شبيه بالزائد.
كتاب: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد.
مفيد: نعت.
قرأت: فعل وفاعل.
          رب قراءة صحيحة قرأ علي.
رب: حرف جر شبيه بالزائد.
قراءة: مفعول مطلق منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد.
صحيحة: نعت.
قرأ علي: فعل وفاعل.

والأغلب أن الاسم النكرة الذي يأتي بعدها يحتاج إلى نعت؛ مفرد أو جملة أو شبه جملة، ويعرب النعت هنا إما على لفظ الاسم أي بالجر وإما على محله، فنقول: (رب كتاب مفيد قرأت "أو مفيدا" ورب قراءة صحيحةٍ قرأ علي أو "صحيحةً").

ص367

قد تسبق "رب" بألا الاستفتاحية أو بيا التي للنداء، مثل:
          ألا رب فقير أسعد من غني.
          يا رُبَّ مؤمن زاده إيمانا.
ألا: حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
يا: حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والمنادى محذوف تقديره "ياقوم رب مؤمن".
- قد تلحق "رب" "ما" الزائدة، فتكفها عن العمل، والأغلب حينئذ دخولها على الجملة الفعلية:
          ربما صدق الكذوب.
رب: حرف جر شبيه بالزائد.
ما: حرف كاف.
صدق الكذوب: فعل وفاعل.
- تحذف رب ويحل محلها "الواو" في الأغلب، و"التاء" و"بل" قليلا، مثل:
          ورجلٍ كهلٍ قابلت.
الواو: واو رب حرف جر شبيه بالزائد.
رجل: مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد.
كهل: نعت.
قابلت: فعل وفاعل.
4- يجوز حذف حرف الجر في مواضع أشهرها ما يلي:
أ- أن يكون المجرور مصدرا مؤولا من "أَنْ" والفعل، أو "أنَّ" ومعموليها، مثل:
          أطمع أن يزورني زيد.

ص368

أن: حرف مصدري ونصب.
يزور: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف محذوف "وتقدير الجملة: أطمع في زيادة زيد".
          سعدت أنك ناجح.
سعدت: فعل وفاعل.
أنك: حرف توكيد ونصب، والكاف اسمها في محل نصب.
ناجح: خبر أن مرفوع.
والمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل جر بحرف محذوف "وتقدير الجملة: سعدت بنجاحك".
ب- أن يكون الحرف لام التعليل الداخلة على "كي" المصدرية:
          سافرت إلى القاهرة كي أدرس.
كي: حرف مصدري ونصب.
أدرس: فعل مضارع منصوب.
والمصدر المؤول من كي والفعل في محل جر بحرف محذوف "وتقدير الجملة: سافرت للدراسة".
جـ- أن يكون حرف القسم، مثل:
          حياتك لأخلصن لك.
حياة: مجرور بحرف محذوف وعلامة جره الكسرة الظاهرة (وتقدير الجملة: بحياتك).
أما المواضع الأخرى التي يحذف فيها حرف الجر فقد مرت أمثلة من التي يشيع استعمالها في مواضع متفرقة من هذا الكتاب.
ص369