x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

تاريخ الامريكتين

التاريخ الاسلامي : الدولة العباسية : خلفاء بني العباس المرحلة الثانية : عصر سيطرة العسكريين الترك : المعتضد بالله :

احداث في خلافة المعتضد

المؤلف:  ابن الاثير

المصدر:  الكامل في التاريخ

الجزء والصفحة:  ج6، ص137- 157

10-10-2017

719

احداث سنة تسع وسبعين ومائتين:

عزل رافع بن هرثمة عن خراسان وقتله:

وفيها عزل المعتضد رافع بن هرثمة عن خراسان، وسبب ذلك أن المعتضد كتب إلى رافع بتخلية السلطان بالري فلم يقبل فأشار على رافع أصحابه برد القرى لئلا يفسد حاله بكتاب فلم يقبل، وكتب المعتضد إلى أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف يأمره بمحاربة رافع وإخراجه من الري، وكتب إلى عمرو بن الليث بتولية خراسان، ثم أن أحمد بن عبد العزيز لقي رافعا فقاتله فانهزم عن الري وسار إلى جرجان، ومات أحمد بن عبد العزيز سنة ثمانين ومائتين فعاد رافع إلى الري فلاقاه عمرو وبكر ابنا عبد العزيز فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم عمرو وبكر وقتل من أصحابهما مقتلة عظيمة ووصلوا إلى أصبهان وذلك في جمادى الأولى سنة ثمانين وأقام رافع بالري باقي سنته ومات علي بن الليث معه في الري، ثم إن عمرو بن الليث وافى نيسابور في جمادى الأولى سنة ثمانين واستولى عليها وعلى خراسان فبلغ الخبر إلى رافع فجمع أصحابه واستشارهم فيما يفعل وقال لهم إن الأعداء قد أحدقوا بنا ولا آمن أن يتفقوا علينا هذا محمد بن زيد بالديلم ينتظر فرصة لينتهزها وهذا عمرو بن عبد العزيز قد فعلت به ما فعلت فهو يتربص الدوائر وهذا عمرو بن الليث قد وافى خراسان بجموعه وقد رأيت أن أصالح محمد بن زيد وأعيد إلى طبرستان وأصالح ابن عبد العزيز ثم أسير إلى عمرو فأخرجه عن خراسان فوافقوه على ذلك وأرسل إلى ابن عبد العزيز فصالحه واستقر بينهما في شعبان سنة ثمانين ثم سار إلى طبرستان فوردها في شعبان سنة إحدى وثمانين وكان قد أقام بجرجان فأحكم أمورها ولما استقر بطبرستان راسل محمد بن زيد وصالحه ووعده محمد بن زيد أن ينجده بأربعة آلاف رجل من شجعان الديلم وخطب لمحمد بطبرستان وجرجان في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين ومائتين وبلغ خبر مصالحة محمد بن زيد ورافع إلى عمرو بن الليث فأرسل إلى محمد يذكر ما فعل به ويحذره منه وغدره إن استقام أمره فعاد عن انجاده بعسكر فلما قوي عمرو وعرف لمحمد بن زيد ذلك وخلى عليه طبرستان ولما أحكم رافع أمر محمد بن زيد سار إلى خراسان فورد نيسابور في ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين ومائتين وجرى بينه وبين عمرو حرب شديدة فانهزم فيها رافع إلى ابيورد وأخذ عمرو منه المعدل والليث ولدي أخيه علي بن الليث، وكانا عنده بعد موت أخيه علي ولما ورد رافع أبيورد أراد المسير إلى هراة أو مرو فعلم عمر بذلك فأخذ عليه الطريق بسرخس فلما علم رافع بمسير عمرو عن نيسابور سار على مضايق وطرق غامضة غير طريق الجيش إلى نيسابور فدخلها وعاد إليه عمرو من سرخس فحصره فيها وتلاقيا واستأمن بعض قواد رافع إلى عمرو فانهزم رافع وأصحابه وسير أخاه محمد بن هرثمة إلى محمد بن زيد يستمده ويطلب ما وعده من الرجال فلم يفعل ولم يمده برجل واحد وتفرق عن رافع أصحابه وغلمانه وكان له أربعة آلاف غلام ولم يملك أحد من ولاة خراسان قبله مثله وفارقه محمد بن هارون إلى إسماعيل بن أحمد الساماني ببخارى وخرج رافع منهزما إلى خوارزم على الجمازات وحمل ما بقي معه من مال آلة وهو في شرذمة قليلة وذلك في رمضان سنة ثلاثة وثمانين ومائتين فلما بلغ رباط جبوه وجه إليه خوارزمشاه أبا سعيد الدرغاني ليقيم له الأنزال ويخدمه إلى خوارزم فرماه أبو سعيد في قلة من رجالة وغدر به وقتله لسبع خلون من شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين وحمل رأسه إلى عمرو بن الليث وهو بنيسابور، وأنفذ عمرو الرأس إلى المعتضد بالله فوصل إليه سنة أربع وثمانين، فنصب ببغداد وصفت خراسان إلى شاطئ جيحون لعمرو.

 ذكر عدة حوادث:

- وفيها قدم الحسين بن عبد الله المعروف بابن الجصاص من مصر بهدايا عظيمة من خمارويه فتزوج المعتضد ابنة خمارويه.

- وفيها ملك أحمد بن عيسى بن الشيخ قلعة ماردين وكانت بيد محمد بن إسحاق بن كنداجيق.

- وحج بالناس هذه السنة هارون بن محمد وهي آخر حجة حجها، وأول حجة حجها بالناس سنة أربعة وستين ومائتين إلى هذه السنة.

- وفيها توفي أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي السلمي بترمذ في رجب وكان إماما حافظا له تصانيف حسنة منها الجامع الكبير في الحديث وهو أحسن الكتب وكان ضريرا وتوفي إبراهيم بن محمد المدبر في شوال وكان يلي ديوان الضياع.

ثم دخلت سنة ثمانين ومائتين:

ذكر حبس عبد الله بن المهتدي:

في هذه السنة أخذ المعتضد عبد الله بن المهتدي ومحمد بن الحسين المعروف بشميلة وكان شميلة هذا مع صاحب الزنج إلى آخر أيامه ثم لحق بالموفق في الأمان فأمنه، وكان سبب أخذه إياهما أن بعض المستأمنة سعى به إلى المعتضد وأعلمه أنه يدعو لرجل لا يعرف اسمه وأنه قد أفسد جماعة من الجند وغيرهم ، فأخذه المعتضد فقرره فلم يقر بشيء وقال لو كان الرجل تحت قدمي ما رفعتهما عنه فأمر فشد على خشبة من خشب الخيم ثم أوقدت نار عظيمة وأدير على النار حتى تقطع جلده ثم ضربت عنقه وصلب عند الجسر وحبس عبد الله بن المهتدي إلى أن علم براءته وأطلقه وكان المعتضد قال لشميلة بلغني أنك تدعو إلى ابن المهتدي فقال المشهور عني أنني أتولى آل أبي طالب.

ذكر قصد المعتضد بني شيبان وصلحه معهم:

وفيها في أول صفر سار المعتضد من بغداد يريد بني شيبان بالموضع الذي يجتمعون به من أرض الجزيرة فلما بلغهم قصده جمعوا إليهم أموالهم وعيالاتهم وأغار المعتضد على أعواب عند السن فنهب أموالهم وقتل منهم مقتلة عظيمة وغرق منهم في الزاب مثل ذلك وعجز الناس عن حمل ما غنموه فبيعت الشاة بدرهم والبعير بخمسة دراهم، وسار إلى الموصل وبلد فلقيه بنو شيبان يسألونه العفو وبذلوا له رهائن فأجابهم إلى ما طلبوا وعاد إلى بغداد، وأرسل إلى أحمد بن عيسى بن الشيخ يطلب منه ما أخذه من أموال ابن كنداجيق بآمد فبعثه إليه ومعه هدايا كثيرة.

ذكر خروج محمد بن عباده على هارون وكلاهما خارجيان:

 في هذه السنة خرج محمد بن عبادة ويعرف بأبي حوزة وهو من بني زهير من أهل قبراثا من البقعاء على هارون وكلاهما من الخوارج، وكان أول أمره فقيرا وكان هو وابنان له يلتقطان الكمأة ويبيعانها إلى غير ذلك من الأعمال، ثم إنه جمع جماعة وحكم فاجتمع إليه أهل تلك النواحي من الأعراب وقوى أمره وأخذ عشر الغلات وقبض الزكاة وسار إلى معلثايا فقاطعه أهلها على خمسمائة دينار وجبى تلك الأعمال وعاد وبنى عند سنجار حصنا وحمل إليه الأمتعة والميرة وجعل فيه ابنه أبا هلال ومعه مائة وخمسون رجلا من وجوه بني زهير وغيرهم  ووصل خبرهم إلى هارون الشاري فاجتمع رأيه ورأي وجوه أصحابه على قصد الحصن أولا فإذا فرغوا منه ساروا إلى محمد بن عبادة فجمع أصحابه فبلغوا مائة راجل وألف ومائتي فارس وسار إليه مبادرا وأحدق به وحصره ومحمد بن عبادة في قبراثا لا يعلم بذلك وجد هارون في قتال الحصن وكان معه سلاليم قد أخذها وزحف إليه وكان أصحابه قد منعوا أحد يخرج رأسه من أعلى السور فلما رأى من معه من بني تغلب تغلبه على الحصن أعطوا من فيه من بني زهير الأمان بغير أهل هارون فشق عليه ولم يقدر على تغيير ذلك إلا أنه قتل أبا هلال بن محمد بن عبادة ونفرا معه قبل الأمان وفتحوا الحصن وملكوا ما فيه وساروا إلى محمد وهو بقبراثا فلقوه وهو في أربعة آلاف رجل فاقتتلوا فانهزم هارون ومن معه فوقف بعض أصحابه ونادى رجلا بأسمائهم فاجتمعوا نحو أربعين رجلا وحملوا على ميمنة محمد بن عبادة فانهزمت الميمنة وعادت الحرب فانهزم محمد ومن معه ووضعوا السيف فيهم فقتل منهم ألف وأربعمائة رجل وحجز بينهم الليل وجمع هارون مالهم فقسمه بين أصحابه وانهزم محمد إلى آمد فأخذه صاحبها أحمد بن عيسى بن الشيخ بعد حرب فظفر به فأخذه أسيرا وسيره إلى المعتضد فسلخ جلده كما يسلخ الشاة.

ذكر عدة حوادث:

 لما افتتح محمد بن أبي الساج مراغة بعد حرب شديدة وحصار عظيم أخذ عبد الله بن الحسين بعد أن أمنه وأصحابه وقيده وحبسه وقرره بجميع أمواله ثم قتله.

- وفيها مات أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف وقام بعده أخوه عمر بن عبد العزيز.

- وفيها افتتح محمد بن ثور عمان وبعث برؤوس جماعة من أهلها.

- وفيها توفي جعفر بن المعتمد في ربيع الآخر وكان ينادم المعتضد.

- وفيها دخل عمرو بن لليث نيسابور في جمادى الأولى.

- وفيها وجه محمد بن أبي الساج ثلاثين نفسا من الخوارج من طريق الموصل فضربت أعناق أكثرهم وحبس الباقون.

- وفيها دخل أحمد بن أبا طرسوس للغزاة من قبل خمارويه بن أحمد بن طولون ودخل بعده بدر الحمامي فغزوا جميعا مع العجيني أمير طرسوس حتى بلغوا البلقسون.

- وفيها غزا إسماعيل بن أحمد الساماني بلاد الترك وافتتح مدينة ملكهم واسر أباه وامرأته خاتون ونحوا من عشرة آلاف وقتل منهم خلقا كثيرا وغنم من الدواب ما لا يعلم عددا وأصاب الفارس من الغنيمة ألف درهم.

- وفيها توفي راشد مولى الموفق بالدينور وحمل في تابوت إلى بغداد في رمضان وفي شوال مات مسرور البلخي.

- وفيها غارت المياه بالري وطبرستان حتى بلغ الماء ثلاثة أرطال بدرهم وغلت الأسعار.

- وفي شوال انكسف القمر وأصبح أهل دبيل والدنيا مظلمة ودامت الظلمة عليهم فلما كان عند العصر هبت ريح سوداء فدامت إلى ثلث الليل فلما كان ثلث الليل زلزلوا فخربت المدينة ولم يبق من منازلهم إلا قدر مائة دار وزلزلوا بعد ذلك خمس مرار، وكان جملة من أخرج من تحت الردم مائة ألف وخمسون ألفا كلهم موتى.

- وحج بالناس هذه السنة أبو بكر محمد بن هارون بن إسحاق المعروف بابن ترنجة.

- وفيها توفي محمد بن إسماعيل بن يوسف أبو إسماعيل الترمذي فيرمضان وله تصانيف حسنة وأحمد بن سيار بن أيوب الفقيه المروزي وكان زاهدا عالما وأبو جعفر أحمد بن أبي عمران الفقيه الحنفي بمصر.

ثم دخلت سنة إحدى وثمانين ومائتين:

ذكر مسير المعتضد إلى ماردين وملكه إياها:

وفيها خرج المعتضد الخرجة الثانية إلى الموصل قاصدا لحمدان بن حمدون لأنه بلغه أن حمدان مال إلى هارون الشاري ودعا له فلما بلغ الأعراب الأكراد مسير المعتضد تحالفوا أنهم يقتلون على دم واحد واجتمعوا وعبوا عسكرهم وسار المعتضد إليهم في خيله جريدة فأوقع بهم وقتل منهم وغرق منهم في الزاب خلق كثير وسار المعتضد إلى الموصل يريد قلعة ماردين وكانت لحمدان بن حمدون فهرب حمدان منها وخلف ابنه بها فنازلها المعتضد وقاتل من فيها يومه ذلك ، فلما كان من الغد ركب المعتضد فصعد إلى باب القلعة وصاح بابن حمدون فأجابه فقال افتح الباب ففتحه فقعد المعتضد في الباب وأمر بنقل ما في القلعة وهدمها ثم وجه خلف حمدان بن حمدون وطلب أشد طلب وأخذت أموال له ثم ظفر به المعتضد بعد عوده إلى بغداد وفي عوده قصد الحسنية وبها رجل كردي يقال له شداد في جيش كثير قيل كانوا عشرة آلاف رجل وكان له قلعة في المدينة فظفر به المعتضد وهدم قلعته.

ذكر عدة حوادث:

- وفيها ورد ترك بن العباس عامل المعتضد على ديار مضر من الجزيرة إلى بغداد ومعه نيف وأربعون من أصحاب ابن الأغر صاحب سميساط على جمال عليهم برانس ودراريع حرير فمضى بهم إلى الحبس وعاد إلى داره.

- وفيها كانت وقعة لوصيف خادم ابن أبي الساج لعمر بن عبد العزيز فهزمه ثم سار وصيف إلى مولاه محمد بن أبي الساج.

- وفيها دخل طغج بن جف طرسوس لغزو الصائفة من قبل خمارويه بن أحمد بن طولون فبلغ طرابزون وفتح بلدوية في جمادى الآخرة.

- وفيها مات أحمد بن محمد الطائي بالكوفة في جمادى.

- وفيها غارت المياه بالري وطبرستان.

- وفيها سار المعتضد إلى ناحية الجبل وقصد الدينور وولى ابنه عليا وهو المكتفي الري وقزوين وزنجان وأبهر وقم وهمذان والدينور وجعل على كتابته أحمد بن الأصبغ وقلد عمر بن عبد العزيز بن أبي دلف أصبهان ونهاوند والكرج وعاد إلى بغداد لأجل غلاء السعر وفيها استأمن الحسن بن علي كوره عامل رافع على الري إلى علي بن المعتضد في زهاء ألف رجل فوجهه ومن معه إلى أبيه.

- وفيها دخل الأعراب سامرا فقتلوا ابن سيما في ذي القعدة.

- وفيها غزا المسلمون الروم فدامت الحرب بينهم أثني عشر يوما فظفر المسلمون وغنموا غنيمة كثيرة وعادوا.

- وفيها توفي عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن أبي الدنيا صاحب التصانيف الكثيرة المشهورة.

ثم دخلت سنة اثنتين وثمانين ومائتين

ذكر النيروز المعتضدي:

 فيها أمر المعتضد بالكتابة إلى الأعمال كلها والبلاد جميعها بترك افتتاح الخراج في النيروز العجمي وتأخير ذلك إلى الحادي عشر من الحزيران سماه النيروز المعتضدي وأنشئت الكتب بذلك من الموصل والمعتضد بها وأراد بذلك الترفيه على الناس والرفق بهم.

ذكر قصد حمدان وانهزامه وعوده إلى الطاعة:

في هذه السنة كتب المعتضد إلى إسحاق بن أيوب وحمدان بن حمدويه بالمسير إليه وهو في الموصل فبادر إسحاق وتحصن حمدان بقلاعه وأودع أمواله وحرمه فسير المعتضد الجيوش نحوه مع وصيف موشكير ونصر القشوري وغيرهما فصادفا الحسن بن علي كوره وأصحابه متحصنين بموضع يعرف بدير الزعفران من أرض الموصل.

- وفيها وصل الحسين بن حمدان بن حمدون فلما رأى الحسين أوائل العسكر طلب الأمان فأمن وسير إلى المعتضد وسلم القلعة فأمر المعتضد بهدمها وسار وصيف في طلب حمدان وكان بباسورين فواقعه وصيف وقتل من أصحابه جماعة وانهزم حمدان في زورق كان له في دجلة وحمل معه مالا كان له وعبر إلى الجانب الغربي من دجلة فصار في ديار ربيعة وعبر نفر من الجند فأقتصوا أثره حتى أشرفوا على دير قد نزله فلما رآهم هرب وترك ماله فأخذ وأتي به المعتضد وسار أولئك في طلب حمدان فضاقت عليه الأرض فقصد خيمة إسحاق بن أيوب وهو مع المعتضد واستجار به فأحضره إسحاق عند المعتضد فأمر بالاحتفاظ به وتتابع رؤساء الأكراد في طلب الأمان وكان ذلك في المحرم.

ذكر انهزام هارون الخارجي من عسكر الموصل:

 كان المعتضد بالله قد خلف بالموصل نصر القشوري يجبي الأموال ويعين العمال على جبايتها  فخرج عامل معلثايا إليها ومعه جماعة من أصحاب نصر فوقع عليهم طائفة من الخوارج فاقتتلوا إلى أن أدركهم الليل وفرق بينهم وقتل من الخوارج إنسان اسمه جعفر وهو من أعيان أصحاب هارون فعظم عليه قتله وأمر أصحابه بالإفساد في البلاد فكتب نصر القشوري إلى هارون الخارجي كتابا يتهدده بقرب الخليفة وإنه إن هم به أهلكه وأهلك أصحابه وأنه لا يعثر بمن سار إلى حربه فعاد عنه بمكر وخديعة فكتب إليه هارون كتابا منه: (أما ما ذكرت ممن أراد قصدي ورجع عني فإنهم لما رأوا جدنا واجتهادنا كانوا بإذن الله فرشا متتابعا وقصبا أجوف ومن صبر لنا منهم ما زاد على الإستتار بالحيطان ونحن على فرسخ منهم وما عرك إلا ما أصبت به صاحبنا فظننت أن دمه مطلول أو أن وتره متروك لك كلا إن الله تعالى من ورائك وآخذ بناصيتك ومعين على إدراك الحق منك ولم تعيرنا بغيرك وتدع أن يكون مكان ذلك إبداء صفحتك وإظهار عداوتك وأنا وإياك كما قيل:

فلا توعدونا باللقاء وأبرزوا *** إلينا سوادا نلقيه بسواد

ولعمر الله ما ندعو إلى البراز ثقة بأنفسنا ولا عن ظن أن الحول والقوة لنا لكن ثقة بربنا واعتمادا على جميل عوائده عندنا، وأما ما ذكرت من أمر سلطانك فإن سلطانك لا يزال منا قريبا وبحالنا عالما فلا قدم أجلا ولا أخره ولا بسط رزقا ولا قبضه قد بعثنا على مقابلتك وستعلم عن قريب إن شاء الله تعالى فعرض نصر كتاب هارون على المعتضد فجد في قصده وولى الحسن بن علي كوره الموصل وأمره بقصد الخوارج وأمر كافة مقدمي الولايات والأعمال بطاعتهم فجمعهم وسار إلى أعمال الموصل وخندق على نفسه وأقام إلى أن رفع الناس غلاتهم ثم سار إلى الخوارج وعبر الزاب إليهم فلقيهم قريبا من المغلة وتصافوا للحرب فاقتتلوا قتالا شديدا وانكشف الخوارج عنه ليفرقوا جمعيته ثم يعطفوا عليه فأمر الحسن أصحابه بلزوم مواقفهم ففعلوا فرجع الخوارج وحملوا عليهم سبع عشرة حملة فانكشفت ميمنة الحسن وقتل من أصحابه وثبت هو فحمل الخوارج عليه حملة رجل واحد فثبت لهم وضرب على رأسه عدة ضربات فلم يؤثر فيه، فلما رأى أصحابه ثباته تراجعوا إليه وصبر فانهزم الخوارج أقبح هزيمة وقتل منهم خلق كثير وفارقوا موضع الحركة ودخلوا أذربيجان.

وأما هارون فإنه تحير في أمره وقصد البرية، ونزل عند بني تغلب ثم عاد إلى معلثايا ثم عاد إلى البرية ثم رجع وعبر دجلة إلى حرة وعاد إلى البرية، وأما وجوه أصحابه فإنهم لما رأوا إقبال دولة المعتضد وقوته وما لحقهم في هذه الوقعة راسلوا المعتضد يطلبون الأمان فأمنهم فأتاه كثير منهم يبلغون ثلاثمائة وستين رجلا وبقي معه بعضهم يجول بهم في البلاد إلى أن قتل سنة ثلاث وثمانين.

 ذكر عدة حوادث

- في هذه السنة في ربيع الأول قبض على بكتمر بن طاشتمر وقيد وأخذ ماله وضياعه ودوره وكان أميرا على الموصل واستعمل بعده عليها الحسن بن علي الخراساني ويعرف بكوره.

- وفيها قدم ابن الجصاص بابنة خمارويه زوجة المعتضد ومعها أحد عمومتها وكان المعتضد بالموصل.

- وفيها عاد المعتضد إلى بغداد وزفت إليه ابنة خمارويه في ربيع الآخر.

- وفيها سار المعتضد إلى الجبل فبلغ الكرج وأخذ أموالا لابن أبي دلف وكتب إلى عمر بن عبد العزيز يطلب جوهرا كان عنده فوجه به إليه وتنحى من بين يديه، ......

- وفيها أطلق لؤلؤ غلام ابن طولون وحمل على دواب وبغال.

- وفيها وجه يوسف بن أبي الساج إلى الصيمرة مددا لفتح الفلانسي غلام الموفق فهرب.